المعهد القومي للسمع والكلام بالجيزة.. هو المعهد الوحيد علي مستوي مصر والدول العربية الذي يتخصص في علاج أمراض الأذن. وفقد أو ضعف السمع. والأنف والحنجرة. وأمراض التخاطب.. والذي يحتل مكانة علمية متميزة ومتقدمة. وعلي نفس مستوي المعاهد والأكاديميات في أوروبا وأمريكا المتخصصة في نفس المجال.. وبه نُخبة من الأساتذة والجراحين المعترف بهم دولياً. يقول د.محمد حسني. رئيس المعهد: إن المعهد تُحَوَّل إليه جميع الحالات المعقدة لأمراض ضعف وفقد السمع والنطق. وأمراض الأنف والحنجرة. وتجري به 300 عملية شهرياً. ويستقبل حوالي 800 مريض يومياً بأمراض الطنين وعصب الوجه والدوار. وفقد الاتزان.. ويصل عدد مرضي فقد السمع أو ضعفه ل130 مريضاً من المترددين يومياً.. وجاء هذا الحوار مع رئيس المعهد ودوره وإمكانياته لخدمة المرضي. * حدثنا عن المعهد. وتاريخ إنشائه. والهدف منه.. وهل له فروع أخري؟! ** أنشئ المعهد عام 1968. وهو معهد خدمي وبحثي وعلمي. الوحيد علي مستوي مصر المتخصص في علاج مشاكل السمع والاتزان. والتخاطب والأنف والأذن.. ويحتل مركزاً متميزاً في علاج هذه الأمراض محلياً وعالمياً. وليس لنا فروع أخري حالياً. ونتمني التوسع في المستقبل. * ما هي الإمكانيات المتاحة للمعهد للقيام بدوره في خدمة المرضي؟! ** لدينا ثلاثة أقسام وهي: قسم جراحة الأنف والأذن.. وقسم السمعيات.. وقسم التخاطب والأقسام المساعدة من أشعة ومعمل مركزي. وعيادة للأسنان.. ويضم المعهد نُخبة من الأساتذة والاستشاريين والإخصائيين. يصل عدد القوة الفعلية بالمعهد ل35 طبيباً.. ولدينا 4 غرف عمليات جراحية مجهزة بأحدث الأجهزة. ولا يوجد بالمعهد غرف عناية مركزة. ولدينا قسم للعلاج الداخلي يضم 20 سرسراً. افتتاح المبني الجديد خلال 6 أشهر * ماذا عن المبني الجديد للمعهد ومتي يدخل الخدمة بعد توقف العمل به منذ عشر سنوات؟! ** إن العمل به يجري علي قدمي وساق. ومنذ تم إسناد المشروع لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية للقوات المسلحة منذ 18 شهراً.. وسوف يدخل الخدمة خلال ستة أشهر حتي نتمكن من مواجهة الأعداد المتزايدة من المرضي المترددين علي المعهد لأنه سيزيد طاقة المعهد ب9 غرف عمليات جراحية ودور كامل للرعاية المركزة.. ودور آخر للفحوصات السمعية. معمل مركزي لتحليل الأنسجة والأورام * حدثنا عن المعمل المركزي للمعهد. ودوره في خدمة المرضي والأبحاث العلمية؟! ** لدينا معمل مزود بأحدث الأجهزة لإجراء جميع التحاليل التي يحتاجها المرضي.. وسوف نفتتح معملاً جديداً لتحليل الأنسجة عقب العمليات الجراحية لاكتشاف الأورام والفيروسات. وكذلك تحليل الجينات الوراثية للجنين لاكتشاف الأمراض المسببة لضعف السمع.. حيث نستعين حالياً بمعامل المركز القومي للبحوث في هذه التحاليل. عدد المرضي والعيادات الخارجية * ما أعداد المرضي المترددين علي المعهد. وما نسبة ضعاف السمع أو فاقديه منهم؟! ** يتردد علينا ما يزيد علي 800 مريض يومياً. يتم فحصهم عن طريق العيادات الخارجية وتجري لهم الفحوص السمعية. ويتم تحويلهم لأقسام المعهد المختلفة. ويصل عدد مرضي ضعاف السمع وفاقديه الذين يستقبلهم قسم السمعيات لحوالي 130 مريضاً يومياً. طبيعة العلاج * ما طبيعة العلاج بالمعهد.. هل هو بالمجان.. أم بأجر؟! ** لدينا العلاج بالمجان لغير القادرين.. كما يوجد علاج اقتصادي مدعم بأجر رمزي تصل قيمة تذكرة العلاج لعشرة جنيهات وجميع الخدمات العلاجية تُقدَّم بدون تمييز لجميع المرضي في النوعين. * حدثنا عن الميزانية المخصصة لكم. وهل هي كافية.. وماذا عن التبرعات؟! ** هي كافية لأن البنود الخاصة بها تتغير حسب احتياجات المعهد.. إلي جانب تلبية هيئة المعاهد والمستشفيات التعليمية التي نتبعها لكل متطلبات المعهد من أجهزة ومعدات. كما يتلقي المعهد تبرعات من هيئات ومؤسسات وجمعيات المجتمع المدني. وخاصة في عمليات زرع القوقعة. أنواع العمليات الجراحية * ما طبيعة العمليات الجراحية التي تجري بالمعهد. وعددها؟! ** تجري بالمعهد حوالي 300 عملية جراحية كبري وصغري شهرياً مثل عمليات الليزر وعمليات الأذن الميكروسكوبية والجيوب الأنفية ومناظيرها والأنف والأذن وأورام الفك العلوي وأورام الرقبة.. وكذلك عمليات زراعة القوقعة لفاقدي السمع. وهي من أهم العمليات التي تجري لدينا. أسباب فقد السمع وضعفه * ما أسباب فقد السمع وطرق العلاج؟! ** فقد السمع وضعفه له أسباب عديدة عند الأطفال مثلاً نتيجة عامل الوراثة من زواج الأقارب.. أو نتيجة الإصابة المتكررة بالتهابات الأذن الوسطي. وإهمال علاجها. أو الإصابة بالأنفلونزا. وارتفاع درجات الحرارة.. أو لوجود مشاكل في العصب السمعي.. أما الشباب. فإن وجود مياه خلف طبلة الأذن. أو وجود ثقب بها من أهم الأسباب.. أما كبار السن. فيحدث نتيجة الجلطات التي تصيب المخ والشرايين المغذية للأذن.. والعلاج يكون حسب تشخيص الحالة بالأدوية أو بمعينات السمع كالسماعة أو بالتدخل الجراحي. أهم الجراحات بالمعهد * حدثنا عن زراعة القوقعة؟! ** بدأنا في زراعة القوقعة منذ الستينيات. ثم توقفنا حتي تم تجهيز المعهد بأحدث الإمكانيات. حيث عدنا لهذه النوعية من الجراحات منذ سنتين. وأجرينا 130 عملية. وتم تدريب الفريق الجراحي الذي يقوم بفحص المرضي وتحديد مَن تُجرَي له هذه الزراعة. وتصل مشكلة السمع عنده من المرضي لدي الأكاديميات الطبية بالدول الأوروبية وأمريكا.. ويتكون الفريق الطبي من 16 أستاذاً واستشارياً في تخصصات الأنف والأذن والحنجرة والسمعيات والتخدير. تكلفة القوقعة * ما تكلفة عمليات زراعة القوقعة؟! ** لأنها عملية دقيقة يتم فيها زرع قوقعة داخل الأذن. بديلة للقوقعة التالفة.. لذلك تصل تكلفة العملية ل130 ألف جنيه.. يتحمل التأمين الصحي والعلاج علي نفقة الدولة 90 ألف جنيه. أما الجزء الباقي فيتم تسديده من بند التبرعات. أهم أمراض الأذن * حدثنا عن مرض شلل عصب الوجه "العصب السابع".. ومدي انتشاره؟! ** هذا المرض له أسباب متعددة. والأكثر شيوعاً أنه يحدث بدون أسباب معروفة.. هناك أسباب وإن كانت نادرة الحدوث بسبب التهابات الأذن الوسطي أو الأذن الداخلية. أو لوجود تسوس في عصب الأذن. * ماذا عن مرض الطنين وأسبابه وعلاجه؟! ** الطنين هو حدوث "هرش" داخل الأذن. مما يسبب ضيقاً شديداً للمريض.. وأهم أسباب الإصابة به ارتفاع ضغط الدم والسكر. أو مشاكل العصب السمعي. أو وجود انسداد بالأوعية الدموية للأذن. أو لوجود أورام بها. وعلاجه بالدواء أو بالجراحة. * حدثنا عن مرض الدوار وعدم الاتزان؟! ** هو مرض شائع يصيب المريض. نتيجة التهابات الأذن الوسطي. وقد يصاحبه طنين أو دوخة وصداع.. والمسئول عن هذه الإصابة هو حدوث خلل في جهاز الاتزان بالأذن الداخلية.. ولدينا أحدث أجهزة البرمجة الإلكترونية لتشخيص المرض. وأسباب الإصابة حتي يمكن العلاج. دور المعهد في صناعة السماعة والقوالب * هل للمعهد دور في تصنيع سماعات الأذن والقوالب المطاطية؟! ** ليس لدينا دور في تصنيع السماعات. ولكن المعهد يقوم بكتابة تقرير طبي بمواصفات وقياسات السماعة لكل مريض.. ونتعاقد مع شركات مصنعة للسماعات تقوم بصرف السماعات لمرضي المعهد بتخفيض 25% عن أسعار السوق.. وفي نفس الوقت لدينا معمل يقوم بتصنيع القوالب. وهي القطع المطاطية التي تثبت في أذن المريض. والتي تفقد باستمرار وتباع القطعة ب300 جنيه في الخارج.. ولكن المعهد يقوم بصرفها للمرضي غير القادرين بالمجان. لا رقابة للمعهد علي السماعات * هل للمعهد دور في الرقابة علي الشركات. والمراكز التي تُصنِّع السماعات؟! ** ليس لدينا أي دور رقابي عليها.. ونتمني أن تتولي هذا الدور الجمعية المصرية لأمراض السمع "الأدما" التي تكونت منذ 5 سنوات. وتضم 400 طبيب مصري. تخصص سمعيات.. حتي نرحم المرضي الذين يقعون ضحية لهذه الجهات. والتي تغالي في أسعار منتجاتها. وهناك منتجات بئر السلم. التي تصنع السماعات المضروبة بمواصفات غير مطابقة أو من مواد رديئة. أو تعيد تجديد السماعات المستعملة. فصول للتخاطب * ما دور المعهد في علاج أمراض التخاطب؟! ** لدينا قسم للتخاطب يضم العديد من الفصول التي يتولي التدريس بها. وتعليم التخاطب والنطق للأطفال بمدرسين متخصصين في طرق التعامل مع هؤلاء المرضي. وحاصلين علي الدراسات العليا في أمراض التخاطب.. والعلاج به بالمجان للمرضي غير القادرين. وأسعار رمزية للعلاج الاقتصادي. والتي لا تقارن بأسعار المدارس الخاصة في هذا التخصص. والتي تصل ل50 ألف جنيه في العام الواحد. د.إيمان عبدالبديع .. رئيس قسم السمعيات بالمعهد: نشارك في المشروع القومي للكشف عن الإعاقة السمعية لحديثي الولادة لابد أن يكون المسح السمعي للمواليد إجبارياً بمكاتب الصحة!! ** وعن دور المعهد في المشروع القومي للإعاقة السمعية لحديثي الولادة والقوافل الطبية لمسح السمع.. تقول د.إيمان عبدالبديع. رئيس قسم السمعيات بمعهد السمع والكلام: إن المعهد يشارك في البرنامج القومي للكشف المبكر عن الإعاقة السمعية للأطفال. حديثي الولادة. الذي تنظمه وزارة الصحة. وهيئة المعاهد والمستشفيات التعليمية.. حيث تتولي مكاتب الصحة الكشف علي السمع علي المواليد في الأسبوع الأول من الولادة.. وفي حالة وجود أي شك في حالة السمع يتم تحويل المولود إلي أقرب مستشفي به وحدة للسمعيات.. ثم تحول الحالة إلينا لفحصها ومعرفة أسبابها وعلاجها. وتضيف أن المعهد يقوم بجميع هذه المراحل لأي مولود يصل للمعهد داخل وحدة فقد السمع لحديثي الولادة. ولكن هذا البرنامج لم يُفَعَّل حتي الآن. حيث ينقصه التنظيم.. وتتمني أن تقوم وزارة الصحة بفحص السمع إجبارياً بجميع مكاتب الصحة مثل باقي التطعيمات حتي نحصل علي أجيال معافاة سمعياً. وتتمتع بالحياة الطبيعية. تقول إن المعهد يقوم بعمل المسح السمعي من خلال القوافل الطبية المحدودة للمحافظات النائية مثل سيناء والوادي الجديد.. وكذلك للمناطق القريبة من المعهد.. ولكن مشروعنا القادم الذي سيُطبق قريباً هو القوافل الطبية التي ستقوم بالمسح السمعي لجميع محافظات مصر لجميع الأعمار.. إلي جانب زيادة عدد الأبحاث بالمسح السمعي للمدارس بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية.. لسرعة علاج ضعف السمع الذي يؤثر علي التحصيل الدراسي للتلاميذ. تؤكد رئيس قسم السمعيات: اننا لا نحتاج لعمل برامج توعية للمواطنين لاكتشاف حالات ضعف السمع لدي الأطفال وسرعة علاجها.. وكذلك التوعية للمريض وأسرته. خاصة الذي ستجري له عملية زراعة القوقعة والتوضيح لهم بأن العملية هي بداية لحل مشكلة السمع مع ضرورة الاستمرار في ارتداء سماعة الأذن قبل وبعد العملية. وأيضاً أهمية حضور جلسات التدريب والتخاطب لمدة عامين بعد العملية.. لأننا اكتشفنا أن هناك مرضي أجريت لهم زراعة القوقعة خارج المعهد.. ونتيجة نقص التوعية لم يقم بارتداء السماعة.. وبالتالي مازالوا يعانون من فقد السمع وضياع تكلفة العملية بدون فائدة لهم.