يشهد معهد السمع والكلام بإمبابة تطورا يلمسه المرضي المترددون عليه والذين لا يستطيعون الاستغناء عنه, حيث إنه المعهد الوحيد في مصر المتخصص في جراحة الأنف والأذن والحنجرة ومشكلات السمع والتخاطب. وفي إطار التطوير, في البداية الدكتور محمد حسني استشاري جراحة الأنف والأذن والحنجرة ومدير المعهد إنه سوف يتم الكشف عن علاج جديد لأول مره لمرضي ضعف السمع وذلك من خلال المؤتمر العلمي الدولي الأول للمعهد والذي يعقد منتصف نوفمبر القادم تحت عنوان نحو سمع وتواصل أفضل والذي تم التوصل إليه من خلال التعاون العلمي للمعهد مع دولة أوروبية ويمثل هذا العلاج ثورة كبيرة في هذا التخصص ويحاضر في هذا المؤتمر عدد كبير من الخبراء العالميين من عدة دول أجنبية وسوف يتم تقديم نتائج الأبحاث الجديدة في مجال جراحة الأنف والأذن والحنجرة والسمعيات ويقام المؤتمر لمدة يومين تحت رعاية الدكتور أحمد عماد الدين وزير الصحة. ويؤكد الدكتور محمد حسني بعد أن توقف العمل في بناء المبني الجديد منذ أكثر من عشرة سنوات بسبب مشاكل ماليه مع المقاول تم التعاقد مع جهاز المشروعات بالقوات المسلحة وتجري عملية البناء الآن فيه علي قدم وساق وسوف يتم استلامه في فترة أقل من6 شهور وهذا المبني يضيف إلي المعهد قوة إضافية كبيرة حيث يستوعب الأعداد المتزايدة من المرضي والقضاء علي قوائم الانتظار حيث يضيف إلي المعهد40 سريرا ورعاية مركزة وخمس غرف عمليات مجهزه علي أحدث طراز بالإضافة إلي دور كامل للسمعيات تلبي خدمات مرضي السمعيات مثل اختبارات السمع بالإضافة إلي فحوصات سمعيات للأطفال حديثي الولادة وكذلك العيادات الخارجية لاستيعاب الأعداد المتزايدة من المرضي والتي تشمل أمراض التخاطب والأنف والأذن والحنجرة بالإضافة إلي قاعة محاضرات كبري لعقد الندوات والمحاضرات العلمية وستكون مجهزة بأحدث الوسائل العلمية بالإضافة أنه سيتم تركيب أحدث أجهزة التعقيم المركزي والعمل يجري بالمشروع بسرعة كبيرة والانتهاء منه خلال الفترة القادمة يعتبر وقت قياسي للغاية وذلك بعد توقف أكثر من عشر سنوات وقد تم الانتهاء من إنشاء وتطوير الملحق الأرضي للمبني القديم ويشمل تعقيم مركزي ومغسلة والمطبخ والصيدلية والمخازن وشباك التذاكر. ويشير الدكتور محمد حسني إلي أن عدد المترددين علي المعهد يوميا نحو800 مريض في التخصصات المختلفة وتشمل الأنف والأذن والحنجرة والأسنان والأشعة والتحاليل والتخاطب والعمليات ويوجد العلاج المجاني لغير القادرين والعلاج بأجر ويكون بأجور رمزيه وثمن تذكرة العلاج10 جنيهات ويتم تقديم الخدمة الطبية للجميع في نفس العيادات وبنفس الأطباء الاستشاريين ونفس غرف العمليات ويتم عمل جراحات بالمجان لغير القادرين. وعن الوحدات الحديثة والمميزة بالمعهد يوضح الدكتور محمد حسني أنه تم تدعيم المعهد بوحدة تشخيص ضعف السمع لدي الأطفال حديثي الولادة وذلك لاكتشاف أي مشكلة سمعية مبكرا ويوجد بتلك الوحدة أحدث أجهزة في العالم ويقوم عليها أطباء استشاريون, والطفل الذي لا يسمع لا يتكلم لذلك يتم التعامل مع الطفل المريض مبكرا بتركيب سماعة أو زراعة قوقعة ليتعرف المخ علي الإشارات السمعية مبكرا حتي يلحق بالطفل الطبيعي بعد العلاج ولا يحتاج إلي مدارس خاصة, بالإضافة أن الطفل عندما يتجاوز الست سنوات ولم يتم علاجه من الصعب أن يصبح نطقه طبيعيا لأن المخ يكون قد فقد القدرة علي ترجمة الإشارات السمعية. ومن الوحدات الجديدة التي يضمها المعهد أيضا وحدة تشخيص صعوبات البلع وهي وحدة حديثة ينفرد بها معهد السمع علي مستوي وزارة الصحة وتم تدريب الأطباء عليها في الخارج بالإضافة إلي وحدة تشخيص مشاكل النوم مثل توقف التنفس أثناء النوم والشخير والنوم المتقطع حيث يقضي المريض بالوحدة ليلة كاملة يوضع خلالها علي الأجهزة لمراقبة التنفس أثناء النوم وبناء علي ذلك يتم وصف العلاج للمريض سواء كان علاجا دوائيا أو بالتدخل الجراحي أو بالاستعانة بأجهزة مساعدة للتنفس أثناء النوم حتي يحصل الجسم علي حاجته المطلوبة من الأكسجين أثناء النوم لأن نقصه يجعل الإنسان يشعر بالتعب ويؤثر علي وظائف الجسم الأخري. بالإضافة أن المعهد يقوم بإجراء عملية الأذن الميكروسكوبية الدقيقة وعمليات الليزر ومناظير الأنف والجيوب الأنفية وعمليات الحنجرة وأورام الرقبة. ويقول الدكتور إيهاب سيفين استشاري جراحة الأنف والأذن والحنجرة ومدير العمليات بالمعهد إن ضعف السمع مشكلة يصعب التغلب عليها بعد أن يصل عمر الطفل5 سنوات وتكون سهلة لها علاج فعال إذا تم تشخيصها قبل ذلك وبالتالي عدم اكتشاف المرض مبكرا يعرض الطفل لإعاقة الصم والبكم, فعدم الوعي المجتمعي وقلة إجراء عمليات زرع القوقعة تخلق أعدادا كبيرة من الأطفال المعاقين سمعيا, وخلال العام الماضي تم إجراء1600 عملية زراعة قوقعة علي مستوي جميع المركز المتخصصة في زراعة القوقعة من بين نحو خمسة آلاف مريض يحتاجون هذه الجراحة سنويا وتعد مصر الأرخص بين دول المنطقة في تكاليف زراعة القوقعة حيث تبلغ تكلفتها ما يعادل15 ألف دولار بينما تصل في بعض الدول إلي ما بين20 و30 ألف دولار. ويشير الدكتور إيهاب سيفين إلي أن عمليات زراعة القوقعة بدأت بالمعهد عام2001 حيث تمت زراعة القوقعة لخمس حالات تم توقف المشروع عام2002 بسبب قلة الإمكانيات وارتفاع التكاليف إلا أنها عادت مرة أخري في ابريل2014 بعد أن تم تكوين فريق من الأطباء يشمل أربعة جراحين في جراحة الأنف والأذن والحنجرة وستة استشاري سمعيات وخمسة استشاري تخاطب ويقوم الفريق بمتابعة الطفل قبل وبعد إجراء زراعة القوقعة, وقد تم تدريب هذا الفريق علي أعلي مستوي بمراكز زراعة القوقعة في أنحاء العالم في كل من بلجيكا والنمسا وانجلترا وفرنسا وسويسرا, ويتم زراعة من خمس إلي عشرة حالات شهريا بالمعهد وتوجد قائمة انتظار للمرضي ويقوم التأمين الصحي والدولة بتحمل نفقات تسعون ألف جنيه لكل حاله والباقي يستكمل من التبرعات للمرضي. والقوقعة هي عبارة عن جهاز طبي علي التقنية مصمم لتجاوز الأجزاء المعطلة من الأذن الداخلية وإرسال إشارات كهربائية محفزة مباشرة إلي العصب السمعي لينقلها بدوره إلي المخ الذي يفسرها كإشارات صوتية. ويتألف جهاز زرع القوقعة من جزء خارجي يثبت خلف الأذن وجزء داخلي يثبت جراحيا تحت الجلد وهناك عدة أجزاء لجهاز زرع القوقعة ميكروفون ومعالج الكلام وناقل ومستقبل والكترودات( مسارات كهربائية) توضع داخل القوقعة وتقوم بإيصال النبضات الكهربائية إلي العصب السمعي, وتسهم القوقعة المزروعة في تحسين النطق واكتساب اللغة عند الأطفال من المؤهلين للزرع والذين تكون أعمارهم فوق12 شهرا وعند البالغين الذين فقدوا سمعهم عند اكتسابهم اللغة. ويوضح الدكتور إيهاب سيفين أن نظام زراعة قوقعة الأذن الداخلية يعمل وفقا لعدة خطوات حيث يتم التقاط الأصوات من خلال الميكروفون التوجيهي الدقيق في معالج الأذن والذي يقوم بدوره بتنقية وتحليل الأصوات وتحويلها إلي إشارات رقمية مرمزه ويتم إرسالها إلي ملف الإرسال والذي يتولي مهمة إرسال الإشارات المرمزه في صورة موجات تردديه غرسه قوقعة الأذن الداخلية والتي تقوم بتوصيل الطاقة الكهربائية إلي مصفوفة الأقطاب في قوقعة الأذن والتي تحفز الألياف العصبية السمعية داخل قوقعة الأذن الداخلية ثم يتم إرسال البيانات السمعية الكهربائية عبر الجهاز السمعي إلي المخ الذي يتولي مهمة تفسيرها. ولعملية زرع القوقعة يجب توافر الفريق الخاص بزراعة قوقعة الأذن الإلكترونية بدءا من رحلة التشخيص ويضم هذا الفريق علي وجه الضرورة جراح أنف وأذن وحنجرة واستشاري سمعيات متخصص في زراعة القوقعة واستشاري تأهيل سمعي ولغوي واستشاري تخاطب وكذلك أخصائي نفسي واجتماعي واستشاري أشعة, علما بان هذه الشروط وضعت طبقا للشروط المتبعة في المراكز العالمية في ضوء نتائج بحوث مكثفة لأسباب نجاح زراعة القوقعة, إذ أن نجاح عملية زرع القوقعة لا يكمن في إجراء العملية فقط ولكن يكمن في التأهيل والتدريب المناسبين بالإضافة إلي توفير بيئة منزلية وأكاديمية محفزة لتطوير المهارات السمعية واللغوية بعد الزراعة ومن هذه الشروط ضعف سمعي شديد وفي حالة ضعف السمع الخلقي يجب ألا يتجاوز عمر الطفل السنوات الخمس وفي حالات نقص السمع المكتسب يجب مراعاة عمر الطفل وعدد السنين بعد الإصابة بنقص السمع للبالغين والأطفال وكذلك عدم الاستفادة من المعينات السمعية المناسبة( السماعات الطبية) بالإضافة إلي وجود مراكز تأهيل سمعي ولغوي ومراجعة الطفل لجلسات تأهيليه وتطبيق البرامج المنزلية المعطاه من قبل مركز زراعة القوقعة وعدم وجود أي معوقات طبية تمنع زراعة قوقعة الأذن الإلكترونية.