تعد ظاهرة ضعف السمع من حالات العجز التى تسبب عبئا اجتماعيا واقتصاديا فادحا على المجتمع، وقد تزايدت بوضوح فى الآونة الأخيرة هذه الظاهرة بسبب ارتفاع الضوضاء خاصة فى المدن الكبرى والعواصم، وبسبب عوامل مرضية أو وراثية، تحدثت عنها د. هالة احمد على استشارى أمراض السمع والاتزان فى ندوة نوادى علوم الأهرام، حيث أفادت بأن العامل الوراثى يعد من أهم اسباب ضعف السمع ويرجع بصفة أساسية لانتشار زواج الاقارب الذى يتم بمعدلات عالية فى المجتمعات العربية ويمثل 50% من المواليد المصابين بضعف السمع وأضافت أنه لابد من مراجعة التاريخ العائلى للمريض، حيث يؤخذ ثلاثة أجيال سابقة لتحديد أى الأقارب كان يعانى من ضعف السمع، بالإضافة لوجود أسباب وراثية أخرى تمثل من 1 إلى 2 % من الأمراض الوراثية وتكون من خلال خلايا شديدة الدقة تسمى الطفرة. أما الإصابات غير الوراثية فيمكن أن تحدث نتيجة إصابة الأم أثناء فترة الحمل وخاصة فى الثلاثة أشهر الأولى بالحصبة الألمانى والتى تؤدى إلى إصابة الجنين بإعاقة ضعف السمع. وهناك أيضا ضعف السمع الناجم عن الضوضاء وخاصة ضوضاء العمل المهنى, بالإضافه إلى سوء استخدام بعض الأدوية أو تناول الأدوية السامة لعصب الأذن والتى تؤثر على العصب السمعى. وأشارت إلى أن تقرير منظمة الصحة العالمية فى يونيو 2011 أفاد بوجود حوالى مليار حالة تعانى من إعاقات مختلفة حول العالم، حيث يعانى 15% من تعداد سكان العالم من إعاقات ذهنية وسمعية وحركية، وتمثل الإعاقه السمعية النسبة الأكثر شيوعا على مستوى العالم حيث يعانى ما يقرب من 360 مليون شخص - أى حوالى نسبه 5.3% من تعداد العالم- من ضعف السمع، ويمثل الأطفال نسبة 9% منهم والبالغين فوق سن 14 سنة نسبة 91%. وتؤكد د.هالة ضرورة توفير الرعاية الصحية خلال فترة الحمل وأثناء الولادة حيث يعتبر نقص الأكسجين (وهو مايظهر على شكل زرقة فى الجلد) أو الإصابة بالصفراء بعد الولادة، أو الالتهاب السحائى من مسببات ضعف السمع، كما تشير إلى ضرورة الاهتمام بالتطعيمات الإجبارية.
وأوضحت أن الفحص السمعى لحديثى الولادة يساعد بشكل كبير فى الكشف المبكر عن المرض وعلاجه بشكل سريع وحاسم. وشددت أيضا على أهمية عمل اختبار المسح السمعى والذى يحدد من الأسبوع الاول ما إذا كان الطفل يعانى من ضعف السمع أم لا، موضحة أن التقدم العلمى والتكنولوجى قدم تطورا فى تقنية السماعات وفى عمليات زرع القوقعة وأصبحنا نستطيع تقديم يد المساعدة للمصاب من البداية. وأشارت إلى أهمية دور مؤسسات المجتمع المدنى والتأمين الصحى فى تقديم المساعدة لحالات ضعف السمع وخاصة عمليات زرع القوقعة التى تعد من افضل الحلول التى وفرها لنا العلم الحديث لمساعدة المصابين بضعف سمعى شديد، فالتأمين الصحى قام برفع قيمة المبلغ المالى لإجراء هذه العمليات من 45 الى 100 ألف جنية بما يمثل أكثر من 90% من تكاليف الجراحات. وشددت أيضا على ضرورة مراقبة المدارس التى ترفض الأطفال الذين يستخدمون السماعة مؤكدة ضرورة معاملتهم مثل الاطفال الأصحاء ومسايرة أقرانهم فى الجوانب التعليمية والمواقف الحياتية المختلفة وتوفير التعليم المناسب لهم.
شاهد الندوة على الرابط التالى: http://www.youtube.com/watch?v=dtYjeAe7a5A&feature=youtu.be