كنت بأتعامل مع مسلسلات حريم السلطان باعتبارها حاجات هبلة تافهة بيضحكوا بيها على الستات الفاضية لحد ما شفت مسلسل منهم اسمه «السلطانة قُسِم» وتأكدت للمرة المش عارف كام ألف إن مفيش حاجة بتنتشر من الفراغ دايما أى حاجة بتنجح بيكون فيها عناصر نجاح واضحة. المسلسل اختار حياة درامية ثرية لواحدة من أكتر سلطانات الدولة العثمانية شراسة حاجة كدا شجرة الدر ستايل وبيدى درس فى التعامل مع الأحداث التاريخية وتقديم عمل تجارى مهما اتكلف من فلوس هترجع أضعاف بنشوف إزاى فيه مؤلفين قادروا يعملوا قصص مليانة خيال من غير الإخلال ب«التاريخ» التاريخ بمعناه الواسع. كان عندى فكرة شوية عن السلطانة دى ولما شفت المسلسل بدأت أرجع لللمصادر على قد ما أقدر، العمل مفيهوش إخلال بمسار التاريخ على الأقل إخلال واضح مش زى عبد الناصر صلاح الدين وواإسلاماه والجو دا، كاستينج منتقى بعناية حتى الشخصيات الثانوية والفرعية مش عايز أبالغ يعنى وأكيد ماهوش تحفة فنية ترضى طموحى وذائقتى لكن بما إن الدراما صناعة فإحنا قدام صناعة فاخرة تصوير، ديكورات، ملابس، عناصر مكتملة الحقيقة، ليه بقى إحنا فى أم التاريخ الممتد اللى عندنا ما نعرفش نعمل حلقتين من دا؟ عندنا قطر الندى، عندنا نفيسة البيضا، عند عيلة محمد على رجالة وستات، عندنا المماليك، عندنا شجرة الدر، عندنا التاريخ الفرعونى كله، ولو دخلت ع العربى والإسلام هات بقى من أول اعل هبل لحد سقوط بغداد، تاريخ مليان بهاريز، ليه بقى مفيش أم أى عمل يرضى ربنا، وليه لما جينا نجرب طلعنا بالحاجة البائسة اللى اسمها سراى عابدين، ليه يا رب بختنا قليل فى كل حاجة. وعلى رأى الشاعر اللى قال: دا حتى من حظنا إن إحنا مصريين