«بصى هو كويس، بيعاملنى كويس، وبيتقى الله فيا، بس ما بيعرفش».. هكذا تحدثت نادية مع صديقتها الصدوقة هناء عن زوجها بعد أكثر من 7 أعوام على زفافها.. وزفرت قبل أن تضيف: «ما بيعرفش يحبنى، ما بيعرفش يحتوينى، ما بيعرفش يبدع فى إظهار مشاعره»، وانتابتها حالة من الوجوم الشديد. «طيب ما طلبتيش منه ليه إنه يغير طريقته معاكي»، هكذا قطعت «هناء» صمتها، فسارعتها نادية بالقول: «يا بنتى إنتى مش فاهمة حاجة، فى فرق كبير قوى بين (التزاوج) وبين (الحب).. إنت عشان ما اتجوزتيش عمرك ما هاتفهميني». «طيب فهميني».. هكذا ردت «هناء». «والله مش عارفة أقولك إيه.. جوزى ما بيعرفش يبوسنى يا هناء!.. عمرى فى مرة ما حسيت إنه هزنى بحضن دافى أو شوق جارف، أنا عاوزة حد يخطفنى، لحد دلوقت معرفش يطلع اللى جوايا، هو على المستوى الإنسانى رائع بحس فيه بمكس ما بين أخويا وأبويا وأبوعيالى بس أنا عاوزة حبيب، وبخاف أتكلم معاه يظن فيا ظن وحش، نفسى أقوله بحب التغيير، بحب المؤثرات يا أخى، بحب الجنان. طيب ما تقولى له.. «هناء» تتحدث «انتى عارفة فى مرة قلت له حبيبى تعالى نعمل جو (شموع وحركات يا حبيبي) فرد ببرود وقالي: بطلى شغل العيال الصغيرة ده انتى عديتى التلاتين، عارفة ساعتها حسيت إنى وصلت الخمسين، دخلت الحمام، وقعدت أعيط بتاع نص ساعة، ولا حس بيا، ولما خرجت بيقولى عينك حمرا ليه يا حبيبتى، معرفتش أرد عليه صراحة». وتنهدت نادية قبل أن تتابع: «هو عايش عشان ولاده ومن وجهة نظره علشانى بس بالطريقة اللى هو شايفها، أنا بالنسبة له مجرد إناء فقط لشهواته، طلباتى بالنسبة له المادية مجابة، ومش متخيل إن ليا طلبات تانى (أهم بكتير) تعبت بجد.. مش عارفة أعمل إيه مش عايزة أجرحه بس مش قادرة». قاطعتها هناء: «طيب ليه مفكرتيش تبدأى انت (تاخدى زمام المبادرة يعني)» فردت: «عارفة غير موضوع الشموع ده، فى مرة فكرت أعمل أنا كل حاجة، وديت العيال عند ماما، وغيرت إضاءة الشقة كلها، وحطيت معطر جو وفواحات فى كل سنتيمتر، ولبست طقم كان أول مرة ألبسه (سواريه) وكنت مجهزة قعدة فى الصالة تبص على البلكونة كده يعنى عشان تدخل نسمة هوا لطيفة، وأكلة ترم عضمه من تعب الشغل، وقلت له ما ترتبطش بأى مواعيد، المهم لما جه، بيقولى إيه يا حبيبتى هو إحنا عندنا ضيوف ولا ايه، فقلت له لا يا حبيبى انتا ضيفى انهارده، فدخل يغير ودخلت وراه اساعده وفوجئ إنى اشتريت طقم جديد له (فطلب منى البيجامة) فقلت له يا حبيبى يعنى أنا لابسة سوارية وانتا هاتقعد بالبيجامة، فضحك وقالي: ماشى يا مجنونة - قلت فى نفسى يمكن فهم- ولبس بصعوبة الطقم الجديد، ومسكت إيده وقعدنا على السفرة وأنا ببص فى عينه وسألته إيه أحلى يوم عشته معايا فرد قالى (انتى رايقة)، وبعدين سكت شوية وقال: «هما فين العيال»، ساعتها كنت هالطم. وفى هذه الحظة تمالكت نفسى وقلت له: حبيبى، أنا عاوزاك انهارده ليا لوحدى، فقال لي: (خير يعني!) تمالكت نفسى مرة أخرى وقلت له: سيب لى نفسك خالص بس، وتعال نقضى الوقت الجميل سوا أنا عاوزة أبص لعينك (الخضرا) وحشونى قوى ومسكت إيده وبوستها، قام مطبطب على إيدى وقالى الله يخليكى انا مش قد الكلام الحلو ده المهم بقى (العيال مش هايجيبهم أنا تعبان مش قادر انزل تاني)، كنت هاصوت بس قلت يا بت خليكى ماسكة نفسك وضحكت ضحكة صفرا وقلت له: (هاجيبهم بكره يا حبيبي) فقالي: طيب بصى لمى الاكل ده بقى، أنا هاقوم أنام، وسابنى ونام (لوحده). وفى تلك اللحظة تمتمت هناء: «ربنا يكون فى عونك»! لم تلتفت له نادية وتابعت: «عارفة أنا نفسى فى إيه.. نفسى فى واحد جريء مختلف يسرقنى من الحياة الرتيبة اللى أنا عايشاها، نفسى فى حد يفكر ازاى يرضى غرورى وأنا اللى أكون رد فعله».. قاطعتها هناء: «بت يا نادية.. شكلك بتتكلمى عن حد معين». سكتت كثيراً قبل أن تجيب: «بصراحة آه». مين؟ هاه مين؟ شاب اتعرفت عليه من «الفيس بوك». وللحديث بقية.