لا تتزوجها شرقية، فالشرقيات لا يعرفن العشق نعم لا يعرفن حتى رائحته.. الشرقية لا تعرف عن الحب سوى ما تشاهده فى المسلسلات التركية.. تنتظر أن يفعل من أجلها الحبيب كل شيء ولا تأتى المبادرة منها أبداً.. فمن يريدها يذهب لها.. الشرقية فى الغالب الأعم «معقدة» بسبب النشأة أو البيئة المحيطة أو التجارب السابقة، ومن ثم فهى خليط من النكد والاكتئاب والسادية أو حتى المازوخية.. ولتعلم أن حواء لا تتقن شيئاً أكثر من الجدال. الشرقية تغضب ولا تعرف لماذا غضبت.. وإذا سألتها لا تجيب.. وإذا تجاهلتها يزداد غضبها.. فالمطلوب منك أن تعرف ما بداخلها دون أن تخبرك به، أى أن تسبر أغوارها وتعرف ماذا تخبئ داخلها.. ثم تخرج وتقدم كل قرابين الاعتذار ولا تنتظر رداً فسوف تحتاج للكثير من الوقت حتى ترضى عنك. الشرقية فى أى جدال «ترسل ولا تستقبل».. تتحول لآلة صماء.. لا تحاول الحديث إليها فكل حواسها ستتركز فى الإرسال فقط «اللسان» ولن تستخدم أذنيها مهما حاولت أن تعلى من صوتك فلن تسمع ولن تلتفت من الأساس لك. تحب حواء «الشرقية» دوماً من يدللها.. طموحاتها تتجاوز حدود المنطق فى بعض الأحيان.. تفكر على قدر «قراءتها هى للمشهد» ولتذهب الظروف إلى الجحيم، فإذا كنت تحلم بأن تقضى يوم الإجازة مستمتعاً بقسط أكبر من الراحة- بعد الزواج- لأنه اليوم الوحيد الذى ترتاح فيه من عمل «الصباح والمساء»، فهيهات هيهات لما تحلم به، ستكره هذا اليوم وتتمنى أن تقضيه فى الشغل من هول «النكد» الذى ستتجرعه.. حواء تتعامل مع زوجها باعتباره «بتاعها» فيوم الإجارة هو يوم الفسحة، خصوصاً فى بداية الزواج وقبل وجود الأولاد- لا تفكر فى اعتذارات- فالثمن سيكون غاليا. ببساطة أزمة حواء بعد الزواج «دماغها»، فالانبهار الذى كانت تشعرك به قبل الزواج يذوب، وتفاجأ بكونها تتعامل معك «عادى يعني» شأنك شأن أى رجل رغم أنك كنت صاحب الفضل فى إنقاذها من براثن العنوسة. ولعل أبرز ما يميز دماغ حواء هو «ثقافة اللاشيء»، فيمكن أن تستيقظ من نومك بعد ليلة سعيدة قضيتها معها «فعلياً إذا كنت متزوجاً، أو بمكالمة طويلة رائعة- فى فترة الخطوبة»، لتجد صوتها متغيراً ونبرتها حزينة وإن سألتها «ما بك» ستجيب بعد ساعات-لتحكى تفاهات وكأنها تعانى من ويلات «الصراع الأمريكي- الكوري» وتفاجأ أنها هى نفسها لا تعرف لماذا هى فى هذا «المود» السيئ. وفى بعض الأحيان تتجاوز حواء فكرة «المساواة» مع آدم ليصل الأمر لإثبات «الأفضلية» خصوصا لو كانت من نوعية بنات «IG» أو british school فهن بنات حواء القادرات على جعلك تكره اليوم الذى فكرت فيه فى الزواج من الأساس «هتلاقيهم متزوقين قوى من بره ومعاهم بدل اللغة 2 ويمكن 3»، لكن أول ما سيصدمك بهن هو اشتراط أن يتعلم الأطفال فى نفس المدرسة- أو المستوى الذى تعلمن فيه «يعنى بتاع 70 ألف جنيه كل سنة من الحضانة، قابلة للزيادة وربما أكتر».. ولو صرخت وقلت «منين».. ستقول لك «اتصرف». «اتصرف».. هى الكلمة التى ستفتح باب جهنم وتدق أول مسمار فى نعش العلاقة، لأن تلك النوعية من بنات حواء لم يتعودن تحمل مسئولية «بابى ومامى بيدلعوا ويصرفوا وهما يركبوا عربيات ويربوا كلاب وقطط».. «اتصرف».. تعنى «لن أتنازل وأنت تعمل «قرد» وتتصرف.. استلف.. استدين.. انشاله تتسجن.. المهم العيال يطلعوا فى نفس level» وإن لم تجد أكلاً ذات يوم لا تحلم بأن تتصرف هى كوالدتك فى السابق وتقوم بطهى أى شيء ولو «اقلى بطاطس وشوية فول» أو حتى «بيضتين».. فى هذه الأثناء ستظل «على لحم بطنك» لساعات طويلة. أما البنت «الدلوعة».. فحكايتها حكاية نكملها العدد المقبل.•