هناك مدرسون لا يعطون دروسا خصوصية، حقيقة قد لا يصدقها الكثيرون.. فأغلب أولياء الأمور خاصة فى مراحل التعليم الأولى، يؤكدون أن التلميذ لكى ينقل من عام دراسى إلى آخر، لابد له أن يحصل على درس خصوصى، عند مدرس الفصل، أو مجموعة تقوية أو أكثر على أقل تقدير. لكن هناك مدرسين يرفضون إعطاء دروس خصوصية، إما لأنهم لا يحبون التدريس، أو لا يحبون المادة التى يدرسونها، أو لأسباب أخرى قد تقال هربا من الأسباب الحقيقية. وفى جميع الأحوال يضطر أغلب هؤلاء المعلمين للعمل فى مجالات أخرى، بعد المواعيد الرسمية، قصص هؤلاء المعلمين فى السطور التالية.. قال «عزت محمود» معلم أول لغة عربية بمدرسة إبتدائية بالشرقية، 44سنة : أنه لا يعطى دروسا خصوصية، لأنها تحط من جلال المعلم فى نظر تلاميذه، وتحطم قيم الاحترام والقناعة، وفضل العلم وتعليمه وتعظيمه فى صدور الطلاب. لكن عزت يؤيد مجموعات التقوية، لأنها فى نظره تحت إشراف الجهة التعليمية، ويحدد لها مقابلاً مادياً يتفق مع إمكانات غالبية الطلاب، تعود بالخير على الطلاب، وعلى المدرسة ذاتها، ومثلها دروس التقوية التى تقوم بها الجمعيات الخيرية ودور العبادة. خداع للتلاميذ وللحكومة وقال «عبدالمعز محمد» معلم أول دراسات اجتماعية، بالمعهد الدينى الابتدائى بمدينة ديرب نجم، 47 عاما: أنا لا أعطى دروسا خصوصية، لأنى أراها حراما وتعلم الطلاب الخمول العقلى، وتجعل المدرس كثيراً ما يتعمد إهمال ما يلقيه من دروس فى الفصل، ليضاعف الإقبال عليه ويضاعف أجره فى الدروس. يرى عبد المعز، أن هذا النوع من المعلمين يخدع التلاميذ وأسرهم، كما يخدع الحكومة، التى من وجهة نظره تخلت عن المدرسين. يدرك عبد المعز أن معلمى الدروس الخصوصية، يدفعون عائلات بعض التلاميذ إلى التقليل فى الإنفاق على سلع ضرورية كالغذاء، لدفع مقابل الدروس، أملاً فى تحقيق حلمهم بأن تتاح لأولادهم وبناتهم عند تخرجهم فرص أفضل. ضياع لهيبة المعلم وقال« أيمن متولى»، معلم أول لغة عربية، بمدرسة كفر الباشا الابتدائية بالشرقية 42 عاما: للعلم والعلماء منزلة كبيرة عند الله، ولا يجوز الإتجار بالعلم، بل من الواجب نشره وأن يرضى المعلم براتبه كرزق الله. فلا أعطى دروساً خصوصية لأنى أراها تقضى على هيبة المعلم، كما أن الله رزقنى بمهنة أخرى، أمارسها بعد انتهاء اليوم الدراسى، تساعدنى على تغطية متطلبات الحياة، وهى صيانة وتركيب الأطباق الفضائيةدش. وأضاف أيمن : الاستعانة المبكرة بمدرس خصوصى، تفقد التلميذ الثقة فى نفسه، وفى قدرته على التحصيل بمفرده،فأمام كل ساعة تدريس خصوصية، ينبغى أن تكون هناك خمس ساعات للتحصيل العملى. ليرسخ العلم فى ذهن الطالب. أما «محيى جمعة» ، معلم أول أ رياضيات بمعهد ابتدائى أزهرى 44 عاما؛ فيكره الدروس الخصوصية لأنها تؤدى إلى انصراف الطالب عن الشرح داخل الفصل، فيؤثر سلباً على تحصيل زملائه الذين لا مصدر لهم فى التعلم سوى شرح مدرس الفصل. وقال «السيد الشرقاوى»، معلم أول أ رياضيات، 45 عاما: الدروس الخصوصية تتسبب فى تقليل اعتماد الطالب على نفسه فى المعرفة وحل المشكلات التى تعترضه، وتؤثر سلبا على مستوى الأداء فى مؤسسات التعليم العالى، حيث يحصل الطلبة على مجموع أعلى من قدراتهم ، فينتسبون إلى كليات تستلزم بذل جهود تفوق قدراتهم، مما يؤدى إلى تعثر دراستهم الجامعية أو فشلها، ويحرم طلابا آخرين من الالتحاق بكليات متميزة، لأنهم لم يأخذوا الدروس الخصوصية. مرض المعلمين بينما قال «محمد على» ، معلم أول أ دراسات ، 46 عاما: الدروس الخصوصية لا تؤثر سلبا على الطالب فقط، بل تقلل من طاقة المعلم داخل الفصل المدرسى، لإرهاقه نتيجة الجهد المضاعف الذى يبذله بعد وقت المدرسة، فيصاب سريعا بالأمراض،فضلا عن افتقاده لمتابعة أسرته وأولاده ، وقد يفاجأ بأنهم يعانون من مشكلات كان عليه أن يتنبأ بها كتربوى..•