هذا الجسد المرمرى وتلك المشاعر الحارة تحتاج دوماً لبركان يزلزلها.. يدكها.. يدغدغ أركانها «وهل تقبلين شروطى».. نزلت الكلمة على مسامعها كالصاعقة.. تلعثمت ولم تستطع النطق بكلمة واحدة لعدة دقائق.. تذكرت الحكاية منذ بدايتها.. كيف تعلقت به دون أن تشعر وكيف استطاع النفاذ إلى قلبها ليمتلكها كدمية صغيرة فى يديه. كيف تركته يمسك بيدها أمام المارة فى الشارع ويقبلها وهى لا تحرك ساكناً وإن كان قلبها انتفض فرحاً آنذاك..«أنتى روحتى فين».. هكذا انتزعتها كلماته.. فردت قائلة: «معاك يا حبيبى» بس مش متخيلة إن الحب فيه شروط.. وسكت الاثنان طويلاً وانصرفا.. فى محاولة منهما لكسب مزيد من الوقت حتى تهدأ روعتهما.. وبعد عدة أيام اتصل بها وطلب منها أن تزوره فى منزله، فصعقت من طلبه وصرخت قائلة «أنا عاوزة اتجوزك مش أصاحبك».. فرد قائلا: «نحن نحتاج لمناخ هادئ للحديث.. وإن كنت لا تثقين فى فلا تأتى».. فردت فى الحال «أنا كلى ملكك».. وفى المنزل الذى لم تنته إعداداته بعد - طلب منها أن تتعامل كزوجته، فقامت بخلع حجابها، بعد أن جلست على الأريكة بجواره وهى تقول له «تعرف إنى مش بتكسف منك خالص».. حاسة إنى حتة منك.. أنا مش هأقولك الكلام العبيط بتاع البنات اللى هو لو مش بأثق فيك مكنتش جيت لك البيت والكلام ده.. بس هأقولك فيه كلمة قولتهالى زمان أنا فاكراها كويس «إنك مش بتشوف البنت اللى بتبدأ العلاقة صايعة أو منفلتة وإنك شايف إن المشاعر مش حكر على الراجل بس.. وإن الراجل الشرقى المتخلف دايما بيشوف إبداعات حواء فى العلاقة بينهما إنها خبرة وصاحبة تجارب.. فاكر يا حبيبى رد قائلا: فاكر كويس بس انتى ليه قلعتى الحجاب.. قالت له: لما نتجوز أنت هاتشوفنى كده وكمان أكتر من كده.. عاوزاك تتعود على شكلى وأنا بشعرى.. فهمس فى أذنها «الحجاب كان يخفى نصف جمالك».. فاقتربت منه وطبعت قبلة رقيقة على خده الأيسر وهى تتمتم «بحبك يا نور عينى».. فرد قائلا: لنتكلم فى بعض الأمور الجدية، لكنها لم تمهله الرد وهرعت إلى المطبخ لتحضير عصير فتبعها إليه، ومن خلفها التصق جسده بجسدها وهى تلتاع شوقاً بعد أن صار جسداهما سبيكة واحدة.. واقترب من أذنها وهو يهمس «أنا عارف إنك كنتى بتحلمى بالحضن ده من زمان».. فالتفتت إليه ولا يكاد يفصل بينهما سوى مليميترات بسيطة وتمتمت «عرفت منين».. فرد قائلا: «هذا الجسد المرمرى وتلك المشاعر الحارة تحتاج دوماً لبركان يزلزلها.. يدكها.. يدغدغ أركانها..» فطوقت رقبته بذراعيها وهى تهمس «كمل الحلم» فقام برفعها إلى الأعلى وهى لا تكاد تصدق ما تفعله.. وعاد بها إلى جلستهما الأولى.. وطلب منها أن تهدأ حتى يتحدثا بجدية، فانصاعت سريعاً لطلبه لكنها نادت عليه بعينها أن يجلس بجوارها فلبى النداء وأشارت إلى فخذها فوضع رأسه عليه ونظر إلى عينيها فقبلته بين عينيه وهى تقول بصوت حنون «دلوقت بقى تقدر تقول كل اللى نفسك فيه».. ولدقائق وربما ساعات لم يشعر بمدتها بينما هو غارق فى فيض عطرها الذى سرق قلبه وجمال عينها الذى خلع فؤاده ولمسات يدها الرقيقة التى هزت أركانه.. ولولا أنها هزته برفق لما استيقظ من هذا الحلم الجميل. وقالت: «حبيبى اتكلم أنا سمعاك». فرد قائلا: أنت زوجة أكثر من رائعة.. لكن هناك عدداً من الأمور التى لا تعيبك بلاشك ولكنها قد لا تناسبنى.. فتغير لون وجهها وهى تردد وما هي؟ فاعتدل من نومته وجلس بجوارها وبينهما قرابة العشرة سنتيمترات وهو يردد أنت مرتبطة بوالدتك أكثر من اللازم.. فلا تكادين تخطين خطوة بدونها - وهذا ليس من البر - لكنها طبعت عليك فصرت وكأنك جزء لا يتجزأ منها، والأمر لا يعيبك ولكننى لن أقبله لأنه سيفتح بابا للتدخل فى حياتنا ويفسدها. فردت بصوت خفيض «أكمل حديثك». فتابع قائلاً: أنت تعيشين حياتك بصورة لست راضيا عنها، فلا تستطيعين تحمل مسئولية، وتتوترين من أقل الأشياء.. كما أنك هادئة أكثر من اللازم.. فأشارت إليه ليكمل فاستطرد «هناك عيب آخر لعله الأخطر وهو أنك لا تتحدثين كثيراً.. ودوما ما تنتظرين أن يبادر الطرف الآخر.. وإن كنت بادرت أكثر من مرة معى فتلك كانت طفرة وأنت تعلمين ذلك لكننى لا أجد ذلك سياقا عاما يحكم سلوكياتك» وقبل أن يكمل قالت له «أنت عقلانى أكثر مما تصورت.. وأنا أحيى فيك صراحتك التى لم أرها فى رجل مثلما وجدتها فيك.. ولن أجادل أو أبرر لكننى سأكتفى بالقول أننى أحبك ولن أحب أحداً سواك ولن أطلب منك أن تقبلنى كما أنا لأن ذلك يتعارض مع عقليتك لكننى أقول لك أننى سأفعل المستحيل لأحقق المعجزة وأكون حواء التى ترتضيها زوجة له وإن تحولت إلى أخرى».. آدم.. قبل أن أحبك لم يكن لحياتى طعم.. كان السبت كالأحد كسائر أيام الأسبوع.. وبمجرد أن عرفتك ارتبط كل شىء بك، صرت أبحث عنك فى الشوارع وإن لم يكن بيننا لقاء.. صرت استمتع لصوتك فى كل كلمة تقولها بعد أن ننتهى من مكالماتنا مرة أخرى فى خيالى. عندما تقترب منى أشعر بأمان لا حدود له.. لا يمكن أن أكون لسواك «ممكن أطلب منك طلب».. هكذا ختمت حديثها ممكن تحضنى قوووووووى وتوعدنى انك مش هاتتخلى عنى.•