فى عينيه مسرح ساحر، بأضوائه الساطعة، وجماهيره الغفيرة، على خشبته يقف هو وحوله يلتف ملايين المشاهدين، على وجهه غموض وعلى وجوههم ذهول، يتهامس الجميع إلى أى كوكب ينتمى هذا الحاوي؟!.. فى عالمه يصبح العجوز شابا، والشاب عجوزا، العاقل مجذوبًا، والسليم مسحورًا، حاوى كلما تطلعت إلى وجهه ترى آلاف الوجوه صغارا وكبارا، رجالا ونساء.. إنه الفنان طارق مصطفى. فى عالم سبيشيال ايفيكتس.. استطاع على مدار أعوام أن يضع بصمات عديدة فى الدراما التليفزيونية والسينما، أشهرها أفلام الفيل الأزرق، أسوار القمر، الأصليين، ومسلسل واحة الغروب، خلصانة بشياكة، فأثار الجدل حوله. •...؟ - تلقيت دراستى فى قسم رسوم متحركة بكلية الفنون الجميلة، وفى 2002 سافرت إلى جنوب أفريقيا ولدراسة «production designer for film» طلعت على الكثير فى تنفيذ أى عمل فنى.. ديكور، ملابس، مكياج والspecial effects الذى قررت التخصص فيه.. كنت محظوظا بالعمل مع إحدى أكبر شركات سبيشيال افيكتس أو المؤثرات الخاصة، فى العالم، من خلال العمل فى أشهر الأفلام العالمية مثل «the ring »، «flight of the phoenix » بجنوب أفريقيا. • ....؟ - سبيشيال افيكتس أو المؤثرات الخاصة هو علم واسع، يندرج تحته المكياج، والبراكتيكل افيكتس، وهو كل ما يتم تصويره مباشرة أمام الكاميرا، وال visual special effects أو المؤثرات الخاصة البصرية، المعارك، وتنفيذ القفز من السيارات، فهو علم متشعب الأقسام. •...؟ • لا أستطيع إخراج معركة ولكن أستطيع تنفيذ الميكب الخاص بها، فالمعركة تعاون بين العديد من الاختصاصات لكل منا دور يقوم به والنتيجة المعركة التى تظهر للمشاهد. •...؟ - تصميم شخصيات تلائم أدوار أبطال العمل الفني؛ تحويل الجميلة لسمراء، كشخصية نعمة فى مسلسل واحة الغروب، بما يساعد الممثل فى التقمص والغوص فى حياة الشخصية التى يجسدها. •...؟ تجربة شديدة الخصوصية بالنسبة لى، كونها أول تعاون يجمعنى مع مروان حامد أحد أهم مخرجى السينما، كان الاتفاق فى البداية على تاتو يحتوى على بعض الخطوط العربية، لكن عقب تنفيذ النماذج طلب منى مروان والمنتج الفنى فادى فهيم مناقشة قصة الفيلم معهما، وتدريجيا بدأت فى اكتشاف تفاصيل جديدة. كان التخوف الذى جمع بيننا هو أن يكون شكل التاتو قادرًا على الإجابة على تساؤلات من المفترض ألا يجيب عليها إلا فى مرحلة محددة من الأحداث أو فى النهاية، كان لابد من تقديم تاتو مبهم، يواكب كل مشهد. •...؟ • فى البداية كان مجرد تنفيذ للتاتو، لكن عقب ذلك تم الاتفاق على تصميم الشخصيات، وتغيرات فى المكياج وتحديدا مع شخصية الفنان خالد الصاوى، الذى كان المكياج أداة رئيسية فى توضيح تطور ونقلات الشخصية، والمراحل التاريخية فى شخصية المأمون، ديجا أو شيرين رضا. •...؟ - على الإطلاق فقد كان العمل من خلال الفيل الازرق قائمًا على مناقشات وبروفات مع المخرج مروان حامد أكثر منه ورقًا.. فى كثير من الأحيان أقوم بتقديم مليون رسمة ويتم الاستغناء عنها جميعا والعكس أحيانا من خلال البروفات يتم التوصل للفكرة ويتم الإجماع عليها وبالفعل أقوم بتنفيذها فيما بعد. •...؟ - يكون العمل على مرحلتين، الأولى مرحلة المعمل والتى تشهد تصنيع ونحت الماساكات وجميع تفاصيل العمل من الجروح، الحروق، الملابس والدروع، ثم تأتى مرحلة التنفيذ، التى تجمع بينى وبين كل ممثل، مثلا ساق الفنان سيد رجب تم تنفيذها من خلال تصنيع قالب على ساقه الحقيقية ومن ثم تم نحت الشكل الجديد لساقه وأخيرا تم تركيبه على ساقه الحقيقية، بالضبط مثل الماسك الذى أضعه على وجه الممثل وأقوم بنحت الشكل الجديد ولكن أحيانا أقوم بتنفيذ المكياج مباشرة على وجه الممثل، مثل نمش ولون شفايف منة شلبى. •...؟ - حالة فكرية فريدة والدليل الانسجام الذى جمع بينى وبين شخصيات الفيلم، فعقب الانتهاء من الفيل الأزرق كان الاستعداد لفيلم «تراب الماس»، لكن فجأة توقف وأصبح الاستعداد من أجل الأصليين، وبدأنا بالأجزاء التاريخية، ما بين الفرعونى والرومانى والإغريقى، وقد تم تصويرها قبل تصوير الفيلم بشهر كامل، لما تتضمنه من جرافيك كانت بحاجة إلى تركيز. ورغم قصر المرحلة بالنسبة لأحداث الفيلم، كانت مرحلة مهمة للغاية، لم أكن قد قرأت الفيلم بعد، كانت مجرد مناقشة مع المخرج مروان حامد وناهد نصرالله، فكان قرارهم بتكليفى بمهمة تنفيذ جميع مشاهد الفيلم وشخصياته، فقرأت الفيلم وأعجبنى جدا. •...؟ • كل عمل من وجهة نظرى هو عمل صعب حتى إن كان عملاً كوميديًا، هذا الشعور بصعوبة العمل هو الأقدر على أن يدفعنى لتقديم الأفضل لديَّ. •...؟ • الحوار التقليدى، ففى كل مرة أقدم فيها على عمل جديد، أسأل نفسى كيف لى أن أضيف للعمل وفقا للمبادئ الفنية كيف أقوم بتنفيذ رؤيتى دون أن يشعر أحد أنها صناعة، ويشعر بها إلى أقصى مدى حقيقية وواقعية. •...؟ اختيار.. فأنا منذ الطفولة وهذا العالم يبهرنى كثيرا حيث المكياج والسينما، وكيفية الإضافة لهذا العالم ووضع بصمة من خلاله، وكنت محظوظا بالمشاركة فى أقوى الأعمال الفنية. •...؟ • أصبح الكثير يفضل أن يسبق اسمها، سبيشيال افيكتس، عن مكياج، لكن حتى الآن لم تأخذ سبيشيال افيكتس حقها فى مصر كعلم مهم فى صناعة السينما والدراما.•