إزاى فيلم «شمشمون ولبلب» اتغير اسمه بقى «عنتر ولبلب»؟ إحنا قدام كذا سيناريو بص ياسيدي الأول، إن إسرائيل اعترضت وقت ظهور الفيلم سنة 1952، على اختيار اسم شمشون ل بطل القصة، وهددت ب رفع قضايا دولية، ف صناع الفيلم سحبوه، وقرروا يغيروا الاسم. اللى ب يدعم السيناريو ده، اهتمام إسرائيل فعلا ب التفاصيل الصغيرة دى، ل درجة إن الكاتب نبيل فاروق، والناشر حمدى مصطفى، لما قررا عمل سلسلة للناشئة عن بطل مخابرات مصرى، اللى هو أدهم صبرى، ما كتبوش اسم إسرائيل ولا مرة ب اعتبارها الدولة المعادية اللى ب يواجهها صبرى، واللى ب تنتمى لها سونيا جراهام، تجنبا ل أى صدام قضائى مع تل أبيب. ف إذا أضفنا ل كده الوجود الإنجليزى فى مصر وقتها، وهيمنتها على الأمور ب شكل أو ب آخر، يبقى الكلام منطقى نسبيا، خصوصا إن مفيش، على حد علمى، أى أفلام أو أغانى هاجمت إسرائيل ب الاسم ل فترة طويلة. التانى، إن يهود مصر هم اللى اعترضوا مش إسرائيل، وفيه كلام إن حاييم ناحوم ب نفسه هو اللى اعترض رسميا على الفيلم. وناحوم مكنش حاجة قليلة، كان الحاخام الأكبر لليهود فى مصر، وتعيينه حاخام أكبر صدر ب مرسوم ملكى، قبل ما ياخد الجنسية المصرية ب أربع سنين، لأنه أصلا تركى، وجه مصر كبير. ناحوم كان عضو برلمان، وعضو مؤسس فى مجمع اللغة العربية وكان محبوب من الأوساط الثقافية والسياسية المصرية، ولما حصل العدوان الثلاثى على مصر 1956، من فرنسا وإنجلترا وإسرائيل، الصحافة المصرية أبرزت بيان له ب يهاجم عدوان إسرائيل على مصر، وفى البيان ده، هو اللى صك وصف «الغاشم» للعدوان، ومن ساعتها وهو ب يتقال «العدوان الثلاثى الغاشم» على بعضها كده. ف لو ناحوم اعترض على استخدام اسم ل شخصية يهودية على شخص مجرم مغتصب، أعتقد كلامه ه يبقى محل قبول، خصوصا فى ظل حرص يهود مصر على عدم الربط بين الصهيونية ك حركة سياسية، واليهودية ك دين. التالت، إن رجال يوليو ماكانوش عايزين يدخلوا فى وجع قلب ودماغ، ف فضلوا تجميد أى أعمال ممكن تتسبب فى صدامات ل حد ما نشوف الدنيا ه ترسى على إيه، وتروح فى أى اتجاه، واللى يدعم كده إنه مش بس «شمشون ولبلب» اللى اترفع من السينمات، واتحط فى العلب، دى مجموعة أفلام منها مثلا «مصطفى كامل» ل أحمد بدرخان، وفيلم تانى اسمه «كيلو 99» بطولة إسماعيل ياسين، وله أكتر من مخرج، بس الإشراف الفنى فى النهاية كان ل عباس كامل. والأفلام دى مش موجودة ب تتراتها الأصلية، كلها تترات اتعملت بعدين. كمان فيه ناس عطلت أفلامها ب نفسها، زى البرنس أنور وجدى، اللى وقف فيلم «دهب» ل حد ما يشوف الدنيا رايحة فين، ولما لقاهم ب يعملوا مصادرات لأراضى وأموال وألقاب الباشوات، راح كاتب ع الأفيش «الفيلم الاشتراكى الاستعراضى الكبير.. دهب». الرابع، إن الفترة نفسها كانت أكبر من الفيلم ب شكل عام، ف راح فى الوبا لما اترفع من السينمات، ودخل طى النسيان زى مصطفى كامل وكيلو 99 وغيرهم، ولاحظ أنه مكنش فيه تليفزيون وقتها. لما جه التليفزيون يشترى حق عرض الفيلم، كان ده أيام السادات، وكنا دخلنا فى معاهدة سلام مع إسرائيل، ف السلطة وقتها شافت إنه فيلم ظريف بس يعنى ما يستحملش وجع دماغ مع ولاد العم، ف اشترطوا تغيير الاسم، وقد كان. إيه حصل فعلا؟ ما اعرفش، فعلا ما اعرفش، ووارد جدا إنه يكون كل ده مع بعض، إسرائيل اعترضت، ويهود مصر اعترضوا، ويوليو مش عايزة وجع دماغ، ف الفيلم اتركن ل حد ما اتعرض فى أواخر السبعينيات. بس تغيير الاسم استلزم تغييرات تانية، أهمها الدوبلاج إنما دى حكاية تانية فكرنى أبقى أحكيهالك لما أخف. •