فقدت السيدة «تريزا ماي» رئيسة وزراء بريطانيا فى أسبوع واحد أكثر مما يمكن أن يفقده أى رئيس حكومة، وتعالت أصوات المعارضين وحتى المساندين داخل حزبها الحاكم «المحافظين» بأنه لا مفر من التخلى عنها وأنه يجب عليها أن ترحل، قبل أن تضيع ثقة الناس فى الحزب بعد أن ضاعت ثقتهم فيها. ومن الطريف أن يكتب أحد الصحفيين فى تعليقه على حالة السيدة «ماي» فيقول إن «ماي» لن تستمر حتى نهاية «جولاي» يوليو! والمفارقة التى تميل الصحف والكتاب البريطانيون لاستخدامها دائما، واضحة فى هذا التعليق ف«ماي» هو أيضا اسم شهر «مايو» والمعنى أنه ليس أمامها سوى شهر واحد.. ليس هذا فقط، بل إن أحد قيادات حزبها قال إن أمامها 10 أيام فقط عليها أن تقدم خلالها ما يقنع بقدرتها على قيادة البلاد.. أو أن يجرى الحزب انتخابات داخلية لاختيار قائد جديد يحكم بريطانيا.. وليس هذا فقط، فهناك استطلاع للرأى أجرى منذ أيام وكشف عن تراجع ثقة الناخبين فى «تريزا ماي» وتصاعد ثقتهم فى زعيم حزب العمال المعارض «جيرمى كوربين».. لماذا كل هذا؟ لأن السيدة رئيسة الوزراء فشلت فى الحصول على أغلبية كافية فى الانتخابات الطارئة التى دعت إليها، بينما كانت هى تتوقع العكس. وخسرت 31 مقعدا، فأصبحت رئيسة وزراء «مقعدة» لا تملك الأغلبية الكافية لتشكيل حكومة، وأصبحت بذلك رهينة لحزب أقلية تحاول التوصل معه إلى اتفاق للانضمام إليها لإكمال النصاب القانوني، حتى تستمر رئيسة للوزراء.. ومع تكرار العمليات الإرهابية فى البلاد تكتشف أن تخاذل السيدة «ماي» كان وراء ضعف أداء سلطات الأمن، وأن هذا التخاذل قائم منذ سنوات عندما كانت وزيرة للداخلية.. ومصيبة أخري، فقد وقع حريق رهيب الأسبوع الماضى فى برج سكنى فى قلب لندن لم تشهد له البلاد مثيلا. وكشف عن تدهور الخدمات العامة وخدمات الصيانة والإسكان، فالبرج الذى يرتفع إلى 24 طابقا مملوك للدولة التى لم تكلف نفسها بتنفيذ أعمال صيانته المقررة من العام الماضى وأن المواد المصنوعة منها أبوابه ونوافذه كانت رخيصة وبدلا من أن تكون مقاومة للاشتعال، كانت سريعة الاشتعال، وبلغ عدد ضحايا «برج الموت» حتى الآن 79 إنسانا بينهم عرب ومصريون ومسلمون ولاجئون، بجانب البريطانيين. ليس هذا فقط فقد تصرفت رئيسة الوزراء بطريقة وصفت ب«الجبانة» تجاه الحادث المروع، إذ تحاشت زيارة المصابين والسكان، وتسللت إلى المكان فى حماية أمنية لتلتقط لها الصور وهى محاطة برجال الأمن والمطافئ، ما ترتب عليه قيام مظاهرات صاخبة تنادى بسقوط المرأة التى لا قلب لها.•