مع تزايد الأزمة الاقتصادية التى تحيط بالبلاد والعباد، بات لزامًا علينا أن نقدم للقارئ العزيز جرعة من النصائح التى لا ترفع فقط من روحه المعنوية وتمهد أمامه طريقًا مفروشًا بالورود نحو الثروة، بل هى تضع أمامه آمالًا عريضة فى الادخار والاقتصاد فى النفقات وتجاوز انخفاض قيمة الجنيه من جراء عملية (التعويم).. وربما تحوله إلى طبقة الأغنياء أصحاب المال الوفير! فهناك مقولة تتردد دائمًا فى أعتى الدول الرأسمالية بأن «لدى الجميع فرص متكافئة لتحقيق الثروة»، لكن هل بإمكان الجميع حقاً أن يصبحوا أثرياء؟ .. السطور المقبلة مترجمة من موقع Business Insider، لعلها تكون اللبنة الأولى لصناعة الثروة بتجنب مجموعة من العوائق التى نواجهها جميعًا بعقلية جمعية موحدة ونتوارثها جيلا بعد جيل. بداية فإنه لابد أن نتفق أن الأموال لن تظهر لك فجأة، ولذلك فالمطلوب هو السعى من أجل الحصول عليها أولا، فإذا كنت ستصنع فى نهاية المطاف ثروة.. فماعليك إلا أن يكون لديك هدف واضح ومحدد قبل تصميم خطتك المالية. ولعل السبب الأول وراء عدم وصول غالبية الناس إلى تحقيق ما يريدونه هو أنهم لايعلمون أصلا ماذا يريدون، ولذلك تجد دائمًا أن الأغنياء على علمٍ تام بما يريدون، فهم يختارون العمل على تحقيق الثروة، وهذا يتطلب تركيزا وشجاعة ومعرفة، مع الكثير من الجهد لكى يتحقق الثراء، فإذا كانت لديك أهداف دقيقة ورؤية واضحة وثقة بالذات،ستحقق حتمًا ما تريد. • كسب المال أولا وليس من شك أن الادّخار يعد عاملاً حاسماً فى مسألة تكوين الثروة، لكن ليس من الحكمة أن يكون كل تركيزك على الادّخار لدرجة نسيان وتجاهل كسب المال أساساً، فهذا الأخير هو ما ينصبّ عليه تركيز الأغنياء، فبينما يهتم الكثيرون بادّخار أموالهم والعيش ببساطة، فإنهم يضيّعون العديد من الفرص الكبرى - ولسنا بالطبع بحاجة إلى التوقف عند استراتيجيات الادّخار العملية - لكن لو أردت أن تفكّر كما يفعل الأغنياء، فإنه سيتوجّب عليك أن تتوقف عن القلق من نفاد مالك، وأن تبدأ بالتركيز على الحصول على المزيد منه.. والادخار يرتبط بصورة أو بأخرى بعدم شراء أشياء لاتحتاجها، فإذا كنت تعيش أعلى من إمكانياتك فإنك لن تصبح غنياً، وكلما بدأت فى كسب الكثير من المال أو الحصول على زيادة كبيرة فى الراتب، فإنك مطالب بعدم إنفاق هذه الزيادة من أجل رفع مستوى معيشتك التى هى نوع من (المظهرية الفارغة) التى نعانى منها فى حياتنا! ولذلك فإن بعض خبراء الاقتصاد يؤكدون دومًا أن الأمر لا يتعلّق بمقدار ما تكسبه من المال بقدر ما يتعلّق بكيفية ادّخارك له، إلّا أن هذا ليس سبباً لإهمال كسب المال تماماً، فحتى يمكنك الادّخار فإنك تحتاج فى البداية إلى الكسب، فمن بين العادات التى يتبّعها جميع أصحاب الملايين أنهم يقومون بتنويع مصادر الدخل، إلى جانب اتّباعهم عادات ادخارية ذكية. •...ثم الادخار ومن هنا فإذا أردت أن تكون غنياً، فعليك بالادخار بعد مرحلة كسب المال، وحول هذا يشير المليونير العصامى ديفيد باتش فى كتاب The Automatic Millionaire إلى أن ما يفعله أغلب الناس حينما يكتسبون المال، هو إنفاقه أولاً وذلك بدفعها إلى أى من مصادر تحصيل الفواتير مثل شركة تأمين، بطاقات ائتمان، شركة التليفون المحمول أو حتى إلى الجهات الحكومية.. إلخ، ولذا من الأفضل إنفاق الأموال ثم ادخار ما تبقى، بأن تخصص 10% من إجمالى دخلك للادخار وأن تفعل ذلك بشكل ثابت، وبهذه الطريقة لن ترى أموالك وستعتاد الحياة بدونها!!.. والحاقًا بالادخار، فإن من أكثر الطرق الفعّالة لكسب المال مع مرور الوقت أن تقوم باستثماره، وكلما بادرت بهذا كلّما كان أفضل، ففى المتوسط يستثمر الأثرياء سنويّاً حوالى 20% من دخلهم، فثروتهم لا تقدّر بما يكسبونه على مدار العام، وإنّما بقدر ما يدّخرونه ويستثمرونه طوال الوقت، فكلما ادخرت أكثر كان ذلك أفضل، لكن من الممكن أن تقطع شوطاً أطول بجزء يسير آخر وذلك بفضل الفوائد المركّبة، فمن أفضل طرق الانغماس فى الاستثمارات أن تدّخر لفترة التقاعد بحسابات بنكّية استثمارية مثل حسابات التقاعد الشخصية على سبيل المثال لا الحصر. • عدم الشعور بالراحة المادية! الطريف أن هناك نصيحة (عكسية) للنجاح فى تحقيق الثروة والثراء وهى تكمن فى الابتعاد عن إحساس (الراحة المادية)، فإذا كنت تريد أن تصنع الثروة وتكون ناجحاً أو أن تكون قائدًا فى هذه الحياة، عليك أن يكون لديك (عدم يقين) و(عدم شعور بالراحة)، فالأشخاص الأغنياء بشكل خاص يجدون راحتهم فى حالة (عدم اليقين)، خاصة إذا علمنا - وفقًا للدراسات الاجتماعية والنفسية أن الراحة المادية والنفسية والعاطفية هى الهدف الأول لدى الطبقة المتوسطة، لذلك فإن المتطلعين للثراء بالمجتمع على علم ويقين بأن الوصول للثراء ليس بالأمر السهل وأن الحاجة لمزيد من الراحة يُعد أمراً مدمراً، فهم يعلمون أن راحتهم هى الدخول فى حالة من عدم اليقين المستمر.. وربما مغامرة الاستثمار تتعارض من الناحية العملية مع عقلية الغالبية فى مجتمعاتنا العربية الكلاسيكية التى تميل إلى الحصول على راتب ما فى وقت معين بمعدل ثابت (بالساعة، بالأسبوع أو بالشهر)، فى حين أن الأشخاص الأغنياء يفضلون أن يتوقف حصولهم على المال على نتائج أعمالهم وعادة ما يعملون بشكل حرّ، لأنهم يعلمون أن العمل الحر هو أسرع طريق للثروة، ففى الوقت الذى تطمح فيه الطبقات الباحثة عن الثراء والثروة فى الدخول إلى مشاريع خاصة، فإن غالبية الجماهير تُفضل أن تنفق أعمارها فى عمل يُدرعليها دخلا ثابتا يزداد سنوياً، ويعتبر هذا أبطأ مسار للحياة الرغدة، لكنه الأكثر أماناً. • لاتسعى لتحقيق أحلام غيرك! وهنا نصل إلى المقولة الشهيرة (حب ما تعمل حتى تعمل ما تحب)، فإذا أردت أن تكون ناجحًا يجب عليك أن تحب ما تفعل، وهذا يعنى الإصرار والسير وراء شغفك بالتحقق والنجاح، فالكثير من الناس يرتكبون نفس الخطأ وهو تحقيق أحلام شخص آخر كوالديهم مثلاً، لذلك عندما تسعى لتحقيق أحلام وأهداف شخص آخر، فإنك قد تصبح فى نهاية المطاف غير سعيد بالمهنة التى تعمل بها، وهذا سينعكس بطبيعة الحال على أدائك ونتائج عملك وكل ذلك سيصب فى النهاية فى غير مصلحتك.. فقد تكسب قوت يومك وتكافح كثيرًا لكسب بعض المال لتأمين مستقبلك، لكنك ببساطة لن تكون طموحًا وشغوفًا ومتطلعًا لما هو أكثر من النجاح !!. فى النهاية فإن عموم الناس يعتقد أن الثراء هو امتياز أو منحة، حكر على الأشخاص المحظوظين فقط، لكن الحقيقة هى أنه فى البلاد الرأسمالية المتقدمة.. فأنت لديك كل الحق فى أن تكون غنياً، إذا كنت على استعداد لتحقيق أمر به قيمة كبيرة للآخرين.. فالجميع لديهم فرص متساوية -فى مثل هذه المجتمعات - لتحقيق ثروة والعيش فى رغد ورفاهية، ويكفى أن تطرد من رأسك فكرة (أن الغنى والثراء أمر صعب تحقيقه)، ويكفى أن تبدأ بسؤال نفسك (لماذا لست أنا؟).. ثم تفكر بشكل أعمق وبحلم أكبر: (لماذا لايكون هدفى الوصول إلى المليون الأولى)؟ .. مع تمنياتى للجميع بتجاوز أحلام الستر والصحة لأنها من المفترض إحدى أساسيات الحياة التى تجاوزتها شعوب عدة.•