عيار 21 الآن.. سعر الذهب اليوم في بداية تعاملات الإثنين 6 مايو 2024    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الاثنين 6 مايو    تراجع سعر الفراخ البيضاء؟.. أسعار الدواجن والبيض في الشرقية الإثنين 6 مايو 2024    الأقصر تحددد شروط التصالح فى مخالفات البناء وبدء تلقي الطلبات الثلاثاء    انطلاق قطار مفاجآت شم النسيم من القاهرة حتى سيدي جابر    طائرات الاحتلال الإسرائيلي تشن غارات عنيفة شمال بيت لاهيا    تزامنا مع بدء الإخلاء.. تحذير من جيش الاحتلال إلى الفلسطينيين في رفح    عاجل.. أوكرانيا تعلن تدمير 12 مسيرة روسية    محمد صلاح يُحمل جوزيه جوميز نتيجة خسارة الزمالك أمام سموحة    مصرع طالب ثانوي وإصابة آخرين في حادث تصادم بدائري الإسماعيلية    موعد وقفة عرفات 1445 ه وعيد الأضحى 2024 وعدد أيام الإجازة في مصر    وسيم السيسي يعلق علي موجة الانتقادات التي تعرض لها "زاهي حواس".. قصة انشقاق البحر لسيدنا موسى "غير صحيحة"    سعر التذكرة 20 جنيها.. إقبال كبير على الحديقة الدولية في شم النسيم    أخبار التكنولوجيا| أفضل موبايل سامسونج للفئة المتوسطة بسعر مناسب وإمكانيات هتبهرك تسريبات حول أحدث هواتف من Oppo وOnePlus Nord CE 4 Lite    بمناسبة ذكرى ميلادها ال 93، محطات في حياة ماجدة الصباحي    البحوث الفلكية تكشف موعد غرة شهر ذي القعدة    طبيب يكشف عن العادات الضارة أثناء الاحتفال بشم النسيم    موعد مباراة نابولي ضد أودينيزي اليوم الإثنين 6-5-2024 والقنوات الناقلة    خبير تحكيمي: حزين على مستوى محمود البنا    تعاون مثمر في مجال المياه الإثنين بين مصر والسودان    حمادة هلال يكشف كواليس أغنية «لقيناك حابس» في المداح: صاحبتها مش موجودة    أحوال جوية غير مستقرة في شمال سيناء وسقوط أمطار خفيفة    "لافروف": لا أحد بالغرب جاد في التفاوض لإنهاء الحرب الأوكرانية    «القاهرة الإخبارية»: 20 شهيدا وإصابات إثر قصف إسرائيلي ل11 منزلا برفح الفلسطينية    أول شهادةٍ تاريخية للنور المقدس تعود للقديس غريغوريوس المنير    إلهام الكردوسي تكشف ل«بين السطور» عن أول قصة حب في حياة الدكتور مجدي يعقوب    بسكويت اليانسون.. القرمشة والطعم الشهي    محمد عبده يعلن إصابته بمرض السرطان    تزامنا مع شم النسيم.. افتتاح ميدان "سينما ريكس" بالمنشية عقب تطويره    من بلد واحدة.. أسماء مصابي حادث سيارة عمال اليومية بالصف    "كانت محملة عمال يومية".. انقلاب سيارة ربع نقل بالصف والحصيلة 13 مصاباً    تخفيضات على التذاكر وشهادات المعاش بالدولار.. "الهجرة" تعلن مفاجأة سارة للمصريين بالخارج    ما المحذوفات التي أقرتها التعليم لطلاب الثانوية في مادتي التاريخ والجغرافيا؟    خالد مرتجي: مريم متولي لن تعود للأهلي نهائياً    مدحت شلبي يكشف تطورات جديدة في أزمة افشة مع كولر في الأهلي    الجمهور يغني أغنية "عمري معاك" مع أنغام خلال حفلها بدبي (صور)    برنامج مكثف لقوافل الدعوة المشتركة بين الأزهر والأوقاف والإفتاء في محافظات الجمهورية    هل يجوز تعدد النية فى الصلاة؟.. أمين الفتوى يُجيب -(فيديو)    أقباط الأقصر يحتفلون بعيد القيامة المجيد على كورنيش النيل (فيديو)    بعد ارتفاعها.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الإثنين 6 مايو 2024 في المصانع والأسواق    قادة الدول الإسلامية يدعون العالم لوقف الإبادة ضد الفلسطينيين    فرج عامر: سموحة استحق الفوز ضد الزمالك والبنا عيشني حالة توتر طوال المباراة    رئيس البنك الأهلي: متمسكون باستمرار طارق مصطفى.. وإيقاف المستحقات لنهاية الموسم    بيج ياسمين: عندى ارتخاء فى صمامات القلب ونفسي أموت وأنا بتمرن    مصطفى عمار: «السرب» عمل فني ضخم يتناول عملية للقوات الجوية    حظك اليوم برج الحوت الاثنين 6-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    يمن الحماقي ل قصواء الخلالي: مشروع رأس الحكمة قبلة حياة للاقتصاد المصري    كشف ملابسات العثور على جثة مجهولة الهوية بمصرف فى القناطر الخيرية    الإفتاء: احترام خصوصيات الناس واجب شرعي وأخلاقي    عاجل - انفجار ضخم يهز مخيم نور شمس شمال الضفة الغربية.. ماذا يحدث في فلسطين الآن؟    بعد عملية نوعية للقسام .. نزيف نتنياهو في "نستاريم" هل يعيد حساباته باجتياح رفح؟    الأوقاف: تعليمات بعدم وضع اي صندوق تبرع بالمساجد دون علم الوزارة    تؤدي إلى الفشل الكلوي وارتفاع ضغط الدم.. الصحة تحذر من تناول الأسماك المملحة    تعزيز صحة الأطفال من خلال تناول الفواكه.. فوائد غذائية لنموهم وتطورهم    لفتة طيبة.. طلاب هندسة أسوان يطورون مسجد الكلية بدلا من حفل التخرج    المدينة الشبابية ببورسعيد تستضيف معسكر منتخب مصر الشابات لكرة اليد مواليد 2004    "العطاء بلا مقابل".. أمينة الفتوى تحدد صفات الحب الصادق بين الزوجين    شم النسيم 2024 يوم الإثنين.. الإفتاء توضح هل الصيام فيه حرام؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فى ندوة صباح الخير.. إلهام شاهين: تحيزى للمرأة بلا حدود
نشر في صباح الخير يوم 10 - 01 - 2017

مشوارها الفنى عنوانه الجرأة والصراحة والمغامرة، مشوار حافل بالعديد من الأعمال الفنية التى تؤكد دائما كتبتها ما تتمتع به تلك الفنانة من إبداع وحضور.. كانا دائما محور إشادة وجدل الجميع، إنها محامية قضايا المرأة المصرية، وهى أيضا صائدة الجوائز الإقليمية والدولية إنها النجمة والفنانة إلهام شاهين، التى استطاعت أن تضيف لمشوارها بعدًا جديدًا وهو الإنتاج الذى شهد بعض المحطات السينمائية، ولعل من أحدث تلك المحطات فيلم «يوم للستات»، هذه التوليفة السينمائية النسائية التى لم تجد «الصبوحة» سبيلا أفضل للتعبير عن تمييزها إلا بتقديم هذه الندوة بحضور نجمة يوم للستات إلهام شاهين، للحديث عن ميلاد يوم للستات وكواليس أعوام طويلة إلى أن خرج هذا العمل إلى النور، عن إلهام شاهين الممثلة والمنتجة، عن استقبال الجمهور للعمل سواء فى مصر أو دبى أو لندن حيث أضخم ثلاثة محافل فنية دولية، هذا بالإضافة إلى العديد من التفاصيل التى شهدتها ندوتها لمجلة صباح الخير.

• الميلاد ..
«على عكس الرجال نحن كنساء لا يقتصر حماسنا للفكرة على عقولنا بل يتجاوزها ليشمل أيضا مشاعرنا، لذلك يصبح تأثيرنا الأقوى، فالمخاطبة بالمشاعر هى الأسرع فى الوصول من مخاطبة العقل». هكذا بدأت حديثها للصبوحة شامية فى «يوم للستات» أو النجمة إلهام شاهين عن أحدث أعمالها السينمائية الذى قالت عنه: «يوم للستات يجسد لى المشاعر، فهو كتلة من المشاعر الأنثوية الجميلة، حيث هؤلاء البشر الذين يعد من أبسط حقوقهم أن يعيشوا ويتمتعوا بالحب مع الشعور بكامل الحرية، حتى فى ظل إرادة الله بأن يحيوا ظروف معيشية بسيطة وحياة مغلقة بين أربعة جدران حيث تلك الحياة التى بها دائما شىء من الضيق والانغلاق، ولكن ماذا إذا قرر هؤلاء النسوة أن يحييين واحدة من أبسط مطالب أى إنسان فى الحياة، وهو التنفس والحرية.
• ولكن كيف ترى إلهام شاهين دلالة «حمام السباحة» أو الماء فى يوم للستات؟
- من وجهة نظرى ما هى إلا دلالة على حرية الجسد، لما لها من معنى ومتعة لا يشعر بها سوى الجسد داخل الماء، فأنا أرى بشكل عام أن هذا الفيلم الهدف منه الدفاع عن أبسط حقوق الإنسان خصوصا المرأة التى أجبروها على ارتداء النقاب واللون الأسود، التى كفنوها وهى ما زالت حية، حتى أصبحت لا تفكر وأصبحت مجرد آلة تنفذ وتطيع أوامر الرجل، تلك المرأة المقهورة بسبب «قصة حب» و«شامية» التى أقوم بتجسيدها وتلك المرأة المقهورة بسبب أخيها المتشدد و«ليلى» التى تجسدها نيللى كريم وأفكاره التى يدعى أنها دينية وإن كانت فى الحقيقة لا صلة لها بالدين، أو المقهورة بسبب سذاجتها «عزة» ولأنها فقط ليس لها ظهر، يوم للستات حدوتة كبيرة من خلاله سنجد لكل امرأة حدوتة.
وبالعودة إلى الحديث عن الماء فى الفيلم أكدت النجمة إلهام شاهين:
الماء فى الفيلم رمز للنظافة والطهر والجمال، فالستات عندما بدأن فى الذهاب إلى حمام السباحة سنجد إلى أقصى مدى بدأت حياتهن تتغير نحو الأفضل فقد بدأن بالاهتمام بأنفسهن حتى قيل عنهن فى الفيلم «دول بدأوا يحطوا ريحة من عند ليلى»، وهذا يعنى أنهن بدأن أيضا رحلتهن مع العلاج فما هى إلا الفضفضة وسرد ما بداخلهن الوسيلة الأفضل التى نتج عنها علاجهن».
• هذا فيما يخص الماء فماذا عن الحب الذى يؤكد الفيلم على مدى أهميته فى حياة أى امرأة؟
- الحب هو العلاج، ففى يوم للستات من وجهة نظرى، كل هذه الشخصيات عندما لمست الحب، أصبحت شخصيات طبيعية، على سبيل المثال «شامية عندما عاد إليها أحمد اتحلت عقدتها، ليلى عندما لمست الحب بدأت فى إغفال ما شعرت به من قهر فى حياتها، وعقدة الذنب التى لطالما شعرت بها تجاه ابنها الذى لم تأخذ بالثأر من أجله، أيضا عزة فقد أصبحت أكثر هدوءا وجمالا، وهذا إن دل فهو يدل على أننا بحاجة إلى الحب فهو من جماليات الحياة، والحرية من أجمل ما يوجد لدينا فى الحياة، فالخروج من تلك الجدران الضيقة والتنفس حيث الطبيعة والهواء والشمس، من أجمل نعم الله علينا، فهى دعوة للحرية والجمال التى أنا شخصيا أنادى بها لإيمانى الشديد بها ولإيمانى بفكرة الفيلم كان السر وراء تحمسى من أجله».
بطولة جماعية
• بمناسبة الحديث عن سر حماسك للفيلم فماذا عن بداية الحكاية حيث الفكرة والسيناريو كيف وصلت إلى إلهام شاهين؟
- بدأت الحكاية أثناء العمل على فيلم «خلطة فوزية»، ولكن بمجرد الانتهاء من خلطة فوزية بدأت تصوير فيلم «واحد صفر» الذى تم عرضه أيضا فى العام نفسه، وأثناء التصوير جاءت إلى الكاتبة هناء عطية بفكرة جديدة بعنوان «يوم للستات»، وقامت بسرد القصة لى والحقيقة أننى تحمست من أجلها كثيرا وكانت ملحوظتى الوحيدة لها وقتها هو ألا يكون الفيلم مكتوبًا لإلهام شاهين فهو فيلم بطولة جماعية أحد أبطاله إلهام شاهين.
• وهل صحيح أن الكاتبة هناء عطية رأتك للوهلة الأولى فى شخصية ليلى وليست شامية؟
- فعلا.. ففى البداية كان من المفترض أن أقوم بتقديم دور ليلى الذى جسدته عقب ذلك نيللى كريم، ولكن نظرا لأننى لا أقدم عملاً من أجل دور فقد قامت هناء عطية بكتابة دور ليلى من أجلى والذى بالفعل بدأت فى العمل عليه ما يقرب من الستة أشهر، ولكن فى ظل حيرة المخرجة كاملة أبو ذكرى لإيجاد شامية، وطلبها أن أقدم الدور واعتبرتنى الجوكر من وجهة نظرها الذى يستطيع أن يقدم أى دور، وبما أنها لم تجد شامية ومن الممكن أن تجد ليلى لم أتردد ولم أفكر وقررت أن أصبح شامية، والحقيقة أنها أثناء حديثنا لفتت نظرى لتأثر الكاتبة من خلال ليلى بالأمومة التى سبق لى تقديمها فى خلطة فوزية والمشهد الشهير الذى من خلاله أقوم بقلب الطبلية حزنا على ابنى المعاق الذى فقدته وأحد أهم المشاهد التى حصدت على أثرها العديد من الجوائز، ولأننى وجدتها على حق فهناء عندما بدأت فى الكتابة فهى بالفعل كانت ترانى فى المنطقة نفسها لتلك الأم الحنون التى فقدت ابنها، حتى إننى وجدت أن الصورة هى نفسها التى سبق وقدمتها فى خلطة فوزية و«كأنها أيقظتنى»، لذلك على الفور قررت تقديم شامية.
• وكيف جاء التعاون مع المخرجة كاملة أبو ذكرى؟
- أثناء العمل على واحد صفر وأول تعاون مع المخرجة كاملة أبو ذكرى قامت الكاتبة هناء عطية بعرض فكرة يوم للستات على، فأعربت لها عن إعجابى الشديد بأداء المخرجة كاملة أبو ذكرى فهى سيدة حساسة ورائعة ونحن بحاجة إلى سيدة مثلها نظرا لأن العمل صناعه من النساء، باعتبار أن المرأة هى الأقدر على ترجمة مشاعر المرأة وبالفعل عرضنا على كاملة الفكرة وبدأنا نكتب عشرة مشاهد وهكذا إلى جانب العديد من المناقشات التى أخذت وقتًا طويلاً للتغيير من أحداث الفيلم الذى لم يكن مجرد سيناريو بدأنا بتصويره وإنما هو عمل مكثنا ما يقرب من العام لكتابته كثلاثى، والحقيقة أننا بمجرد أن عرضنا الفيلم على كاملة أعربت عن سعادتها به وعلى الرغم من تحمسها الشديد ل«واحد صفر» فقد كان تحمسها ل«يوم الستات» عشرة أضعاف تحمسها ل«واحد صفر»، وهو ما حمسنى أكثر، خاصة أنها مخرجة صعبة لا تجيد المجاملة، فأنا أثق فى عقلها وفكرها وعملها فهى شديدة الإيمان به وبرؤيتها، ونظرا لرؤيتها الخاصة للمجتمع فدائما سنلاحظ أن الممثلين معها مختلفون وذلك نظرا لحبها للممثل واهتمامها بكل التفاصيل الخاصة به وإصرارها على أن يقدم أفضل ما لديه.
فيلم ال 6 سنوات
• كانت بداية العمل على يوم للستات فى 2010 إلا أنه لم يخرج للنور إلا فى 2016 .. تعليقك؟
- حقيقى فالفيلم قررنا البدء فى تنفيذه فى 2010، وتمت كتابته فى عام 2009 وفترة طويلة مما لا شك فيه استغرقها حتى يرى النور ولكن بمجرد تحديد موعد بدء التصوير اندلعت ثورة 25 يناير، فالفيلم بدأنا التصوير فيه ولكن فجأة لاحظنا تغير شكل الحياة عقب الثورات، فنحن نتحدث عن موضوع اجتماعى بحت بعيدا عن أى حديث فى السياسة ولكن أحد أبرز المستجدات فى الواقع الذى نعيشه عقب اندلاع الثورات هو الحديث عن السياسة، فنحن عندما قدمنا يوم للستات كان زمانه فى المطلق فهو فيلم يصلح لأى زمان دون الارتباط بفترة زمنية معينة، لذلك حرصنا على التنويه فى بداية الفيلم.
• من أبرز الملحوظات أيضا على الفيلم عناصره النسائية التى استطاعت أن تترك بصمتها ولعل من أبرز تلك العناصر الاستايلست إيناس شاهين، مساعدة المخرج الأولى مى ممدوح، المنتج الفنى مايسة يسرى؟
- بالفعل فعندما بدأنا فى التحضير للعمل لاحظنا أن جميع العناصر التى تلتحق بفريق عمل الفيلم من الستات، كانت من أبرز المشاركات النسائية مشاركة الاستايلست إيناس شاهين والشكل الخارجى للممثلين والكومبارس وهو الأمر الذى كانت السيطرة عليه بالمهمة الصعبة من وجهة نظرى، فقد كان لكل ممثلة شكلها الذى انفردت به رغم انتمائهن جميعا لبيئة واحدة، فالجميع فى الحقيقة عقب مشاهدة الفيلم أشاد بأداء الاستايلست، أيضا مساعدة المخرج الأولى والدينامو الحقيقى فى الفيلم التى بيدها أن تغرقنا أو تشغلنا وباستطاعتها تنفيذ برنامج عمل مناسب لظروفنا والمخرجة «مى ممدوح»، المنتج الفنى التى قامت بمهمة من أصعب ما يكون وهى تنفيذ فيلم بهذا الحجم وعشرة نجوم ونجمات مع الأخذ فى الاعتبار بظروف كل منهم والمجاميع وتصوير فوق وتحت الماء ومعدات «مايسة يسرى»، باختصار فالعناصر الرئيسية بشكل عام فى الفيلم نسائية.
• ولكن ماذا عن مديرة التصوير نانسى عبد الفتاح؟
- من أجمل عناصر الفيلم على الإطلاق، لدرجة أننى لو كنت فى لجنة تحكيم لمنحت أول جائزة للتصوير الذى جاء رائعًا بكل المقاييس، مثلا محل نيللى كريم فى الفيلم فعندما شاهدته لأول مرة وجدته محلاً ضيقًا وقذرًا فطلبت بعض الجماليات به، إلا أننى حرصت على احترام رؤية المخرج ومدير التصوير ولكننى فقط كنت أود أن نقدم الفرق بين الفقر والقبح، بالفعل بدأنا التصوير ومع مشاهدة أول مشهد داخل هذا المحل وزجاجات العطر الألوان وعالم ساحر من الألوان وكأننا داخل لوحة فنية،الأمر الذى دفعنى للإسراع نحو المحل على الواقع، للتأكد من حقيقة ما أراه، فأنا لم أستطع تخيل الأمر وكأنه جرافيك ولكن إذا بنانسى تؤكد لى أنها قادرة على الإبداع من هذا الحيز الضيق القبيح شيئًا من الجمال، فأنا ما زلت أتذكر المشهد وأنا أقول لها «كم هى جبارة» وإلى أقصى مدى فنها رائع، فهى فنانة حقيقية، هذا بالإضافة إلى المشاهد تحت الماء وفوق الماء والإضاءة تحت الماء، حقيقى أنا سعيدة بالتعاون معها فهى المرأة الوحيدة فى عالم التصوير وهى برأيى أحسن مديرة تصوير.
• حتى نعطى كل ذى حق حقه فلابد أن نتحدث عن ديكور حمدى عبد الرحمن؟
- فعلا حتى نعطى الرجال حقهم ونظرا للتعليقات الكثيرة التى تلقيتها على أثر بيت شامية الذى ظهر إلى أقصى مدى معبرا عن شخصيتها بالستائر والألوان حيث تلك المرأة الدندوشة بأحمر شفاهها المشهورة به بحارتها، فقد أشاد الجميع بالديكور دون أن يتخيل البعض أنه ديكور فهو أقرب إلى الواقع وإن كانت الحقيقة أن التصوير تم داخل حارة تم بناؤها نظرا للظروف الأمنية التى لم تتح لنا الفرصة للتصوير الخارجى بالشوارع فما هى إلا قليل من المشاهد قبل توتر الأوضاع وتصاعد الأحداث بالإضافة إلى المشاكل الخاصة التى كنت أواجهها شخصيا مع الإخوان وتأكيد الأمن أنه من الأفضل لنا تجنب التصوير الخارجى لأنه قد لا يستطيع السيطرة على الأمر وحمايتنا، ولكن الجميل فى كل هذا هو المهمة التى قام بها حمدى عبدالرحمن والتى على أثرها لم يتخيل أحد أن ما شاهدناه فى الفيلم هو ديكور حمدى عبدالرحمن ومساعدته وليس تصويرًا خارجيًا.
إبداع الموسيقى
• ما زلنا نتحدث عن المشاركة الذكورية وهذه المرة مع الموسيقى التى أبدعها تامر كروان من أجل يوم للستات؟
- وكأنها تمثل معنا، لهذا السبب أحببت موسيقى تامر كروان، فعلى سبيل المثال مشهد ناهد السباعى وأحمد داود على الموتوسيكل، فالموسيقى خلاله خلقت حالة المشهد حتى التنهيدة فهى ليست تنهيدة ناهد التى كانت صامتة وإنما هى تنهيدة الموسيقى وعبقرية تامر كروان.
• واضح للغاية تحمسك لعناصر الفيلم كافة.. تعليقك؟
- بالتأكيد فهناك أيضا المونتاج الذى كان صعب فهناك مشاهد كانت مكتوبة مشهدًا متكاملاً ولكن تم تقطيعه ليكون دور المونتير، ومشهد ناهد وداود والقطع للانتقال إلى وحميدة بالبيت ومشهد حميمى وواحد من أعظم المشاهد مونتاجا لمعتز الكاتب.
حقيقى جميع العناصر أحببتها وهذا ليس باعتبارى منتجة للعمل ولكن حبى وتحمسى جاء بشكل فنى، «فأنا مش بتاعة ماديات»، فأنا قدمت «يوم للستات» لأننى أحب السينما وليس حبا فى إلهام شاهين ومن رأى الفيلم سيعلم ما أقصده، فأنا دورى أقل حجما من أدوار أخرى، فقد يكون «خلطة فوزية» فيلم لإلهام شاهين رغم أنه بطولة جماعية تضمنت حضورًا مميزًا لجميع أبطاله ولكن «يوم للستات» فيلم بطولة جماعية التى كنت دائما مشجعة لها، من زمان وأنا أنادى بها وأسعى من أجلها فمن خلال «واحد صفر» قالت لى كاملة إن هناك أربع شخصيات وإنه بطولة جماعية فقلت لها إننى سوف أكون سعيدة به أكثر بكثير من أى عمل آخر من بطولتى المطلقة، ففى السابق قدمت أيضا يا «دنيا يا غرامى» مع ليلى علوى، هالة صدقى، مع يسرا قدمت الكثير من الأعمال على سبيل المثال «دانتيلا»، أيضا مع ميرفت أمين ومنى زكى قدمت «القتل اللذيذ»، ونادية الجندى قدمت «الرغبة» فقد كنت عاملاً مشتركًا مع نجمات كثر وهو الأمر الذى قد لا يحبذه نجمات أخريات، بل يفضلن البطولة المطلقة ولعل قدوتى فى ذلك زمن الفن الجميل فمن منا لا يتذكر «لا أنام» وكم النجوم والنجمات والجميع أبطال، لذلك كان نجاحهم أساسه حبا فى الفن، بعيدا عن النرجسية والغرور، ليس فقط «لا أنام» ولكن هناك العديد من الأعمال، هذه هى روح «يوم للستات» التى شعرت بها منذ الوهلة الأولى بين أبطاله.
• الواقع أصعب
• الآن دعينا نتحدث عن أبطال «يوم للستات» وهذا الحشد الضخم من النجوم والنجمات التى قد يرى البعض أن التفافهم حول عمل فنى واحد مهمة ليست بالسهلة على أى منتج؟
- بلا مبالغة فأنا لم أتعب فى جمع هذا الفريق من العمل بكل نجومه ونجماته أو إقناع أى منهم، فقط كنت أقوم بعرض الفيلم على كل واحد، لأفاجأ فى اليوم التالى برد الفنان أنه قادم لتوقيع العقد، حقيقى هذه الندوة فرصة لكى أشيد بموقف كل أبطال العمل الذى يؤكد مدى حبهم للسينما وليس حبا لإلهام شاهين لأنه مهما كانت درجة هذا الحب فأعتقد أنها ليست لدرجة أنهم يضحوا بأسمائهم الكبيرة وهم جميعا أسماء كبيرة سواء من الجيل الكبير أو الصغير فقد تم التعاقد منذ ست سنوات واليوم كل واحد قادر على أن يحمل فيلمًا بمفرده، لذلك فأنا على يقين أنهم شاركونى ليس مجاملة لى وإنما تشجيعا للسينما المصرية وحبا فيها.
• أخذ على «يوم للستات» بعض الألفاظ والمشاهد.. تعليقك؟
- أعتقد أننا قدمنا أفضل شكل للحارة المصرية دون بلطجة أو أغانى مهرجانات، أو انحراف، فحتى الشىء الذى كنا نود القول عنه إنه منحرف فالمخرجة لأنها مخرجة شيك فهى دائما تقدم كل شىء بشياكة، حتى موبقات المجتمع فقد حرصت على تقديمها بشياكة دون أن تجرح أحدًا أو تخدش حياء أحد، حقيقى فقد كنا نسعى لتقديم أفضل ما لدى الحارة المصرية، فنحن نحصل على جزء من الحقيقة التى هى فى الواقع أسوأ بكثير، فأنا تستحضرنى قصة حقيقية، فقد كنت أقوم بالتصوير بالسجن ووقتها التقيت إحدى السجينات التى قالت لى إنها لديها قضية هتك عرض، فقد قامت بهتك عرض بأسلوب غير إنسانى وبالفعل حكيت القصة لكاملة أبو ذكرى، التى كانت تقوم بإخراج «سجن النسا» وقتها، فقررت الاستعانة بها من خلال المسلسل، لذلك أود أن أؤكد أن الواقع للأسف أسوأ بكثير مما نقدمه، فنحن من نأخذ من الواقع وليس الواقع من يأخذ منا.
• ولكن الجدير بالذكر هو وجود سيدة مخرجة قبل أن تكون مخرجة رائعة مثل كاملة أبو ذكرى، فهى فى الحقيقة دفعتنى أن ألمس وأنا أشاهد الفيلم مدى اهتمامها بروح هذا المجتمع من خلال هذا العدد من السيدات بالمعنى الحرفى للكلمة للسيدة المصرية بالمجتمع المصرى؟
- بالمناسبة كاملة هى التى طلبت منى زيادة وزنى حتى أننى توقفت لفترة عن التصوير ووقتها أنقصت وزنى وهو الأمر الذى أثار غضبها عندما شاهدتنى لأنه برأيها قد يؤثر فى مجرى أحداث الشخصية، حتى إنها قالت لى وقتها «أنا لو حسيت للحظة إن وسط هذا المجتمع تقف أمامى إلهام شاهين النجمة سوف أضطر لإيقاف الفيلم وربما لإلغائه، أنا عايزة أحس شامية»، وبالفعل حضرت الكاستنج الخاص بالكومبارس حتى أشاهد وأحاول أن أصبح واحدة منهم والحقيقة أن الشكل ساعدنى كثيرا فيه إيناس شاهين، حيث خصل الشعر والروج الأحمر وللعلم فأنا بالفعل قمت باختيار شكل قريب من شامية من بينهم وقمت بتقليده.
• البداية ضحك والنهاية دموع
• وماذا عن هذا التلون المعروف عنك فى المشهد الواحد، فهل تم الاستعداد له من خلال مشاهدك فى «يوم للستات» التى اتسم أغلبيتها ببدايتها الكوميدية ونهايتها التراجيدية؟
- بصراحة شديدة أنا لم أحدد خطًا معينًا للشخصية أثناء تأديتها ولكن أثناء المشاهدة اكتشفت أن كل مشهد إذا بدأ بضحك اختتم بدموع والعكس فدون قصد اكتشفت ذلك، على سبيل المثال مشهدى وأنا أتحدث مع نيللى كريم وأنا أضحك وأقول لها «رجع ولا همه وأنا اللى حياتى ضاعت» فإذا بدموعى تسقط والحقيقة أن كل المشاهد جاءت على هذه الوتيرة، ربما تكون الكاتبة قد ساعدتنى فى ذلك، فقد كانت شامية نموذجا للتركيبة المصرية، فقد كانت غريبة ولكن حقيقية لذلك أحببتها وصدقتها.
أمير مظلوم
• حدثينا عن استقبال الفيلم فى دبى ولندن وأخيرًا القاهرة وثلاثة من أشهر المحافل السينمائية الدولية؟
- لكم أن تتخيلوا ما لمسناه جميعا كأبطال للفيلم أثناء الندوة التى أقيمت من أجل الفيلم فى دبى، فقد استمعنا إلى أحلى الكلام حتى أن بينهم كانت هناك مصريات وقبل القاهرة أيضا تم عرض الفيلم فى لندن والحقيقة أن استقبال الفيلم أذهلنى فلم نكن فى موقع إجابة على أسئلة، بل كنا فقط نشكر الحاضرين على إشادتهم، أما فى القاهرة فالبداية كانت مع سيدة تسعى للشهرة على حساب الفيلم، وهذا على عكس ما شاهدته من ترحيب من قبل الجمهور بصالة العرض وتصفيق حاد وبعده كانت الندوة والبداية فى الحقيقة لم تكن موفقة والجميع للأسف أخذ من حديثها حجته أن ما تم تقديمه لا يشبه الست المصرية وكأننى لا أتحدث عن شريحة معينة، فما هذا الجهل فى النقاش؟! ولكن برأيى أن الرأى الحقيقى دائما يكون أثناء المشاهدة ولكن أى رأى عقب المشاهدة فالهدف الوحيد منه هو لفت الانتباه والوسيلة معروفة وهو الهجوم.
• دائما يلاحق مشاركة أمير شاهين لك فى أى عمل فنى نوع من الجدل وهل حقيقى أنه تم استبعاده من فيلم «يوم للستات».. تفسيرك؟
- أمير كان موجودًا عندما كنت من المفترض أن أقدم دور ليلى وكان من المفترض أن يقدم هو دور شقيقى ولكن عقب تغيير الأدوار لم نجد أنه من المصداقية أن يكون هناك شبه بينى وبين شقيق صاحبتى.. فنيا لا يصلح، وذلك وفقا لترشيح المخرج فأنا لا أرشح، ولا أفرض على المخرج أخويا أو غيره، فالشخصية الوحيدة التى تحمست لها هى ناهد السباعى فيما عدا ذلك أنا لم أتدخل فى اختيار نجوم العمل، فقط كل ما قلته هو أننى أستطيع توفير الفرصة بمشاركة أسماء كبيرة كأبطال للعمل، وتركت كامل الحرية فى الاختيار للمخرجة، ولكن للعلم أمير ممثل جيد اتظلم جدا لأنه شقيق إلهام، وللعلم فالرفض أصبح من قبله رغم أننى لا أجده عيبا أن أعمل مع شقيقى أو زوجى أو ابنى.
• وما هى حقيقة أجور أبطال يوم للستات؟
- الحقيقة أن الفنانة هالة صدقى قدمت دورها بلا مقابل، أما الجميع فقد قدموا أدوارهم مقابل نصف الأجر، فأنا ما زلت أتذكر هالة وهى غاضبة لتوقف التصوير خشية منها على مالى وقلقا عليّ، فهى إنسانة من أروع ما التقيت فى الحياة، لا شفت ولا هشوف فى جمالها، إنسانة طيبة وخيرة ولا تبحث عن مادة، إنسانة مسالمة وأكثر من أخت لى.
• رؤية المخرجة
• وما حقيقة حذف دورالفنانة سماح أنور؟
- مشهد النهاية لتلك الشخصية وهى تقفز خلاله معنا فى حمام السباحة وهو دور لامرأة رافضة للحياة وتعيش مع القطط بمنزلها وهى شخصية معقدة للغاية فقد طلبت منها المخرجة أمورًا فى غاية الصعوبة على سبيل المثال قص شعرها وتحويله إلى الأبيض، وبالفعل تم المطلوب ولكننا قمنا بالتصوير على مدار ثلاث سنوات، ففى العام الأول قصت شعرها ومن ثم شعرها طول وفى العام الثانى أيضا ولكن فى العام الثالث كانت سماح تقوم بتصوير عمل ما فكان من الصعب عليها قص شعرها فقررنا الاستعانة بباروكة ولكن أثناء التصوير فاجأتنا كاملة بموقفها من الشكل الذى وجدته متغيرا عن السابق، ولكن نظرا لظروف التصوير قررنا استكماله ولكن فى المونتاج قررت كاملة حذفه من النهاية ولكن عقب ذلك فوجئت بسماح تسألنى عن حقيقة حذف دورها وهو الأمر الذى أكدته لى كاملة ومبررها أن الشخصية لم يتم تقديم النهاية لها مثل باقى الشخصيات، فمن خلال كل دور نقول شيئًا فماذا عن تلك الشخصية الرافضة للمجتمع؟!، فهى مخرجة لا تقبل بأنصاف حلول فهى ليست ضد سماح وإنما هى وجدت أن الشخصية لم يتم غلقها فنيا كما ينبغى.
وللعلم سماح لها كل الحق فى أن تغضب، لأنها حقيقى قدمت دورًا رائعًا، تعبت من أجله كثيرا لكم أن تتخيلوا التعامل مع سبعين قطة من الشارع، فهى إنسانة حنونة للغاية فقد كانت تحرص على إطعامها وعلاجها، فهى تحب الحيوان، حتى أنها كانت تتشاجر معى من أجلها ولكننى دون قصد ونظرا للأعداد الكبيرة من الحيوانات المشاركة فى الفيلم كان الأمر أحيانا يخرج عن سيطرتى، فقد كانت كواليس العمل مأساة، فقد كنت دائما حائرة بين التفكير فى شامية وبين التفكير فى كواليس العمل.
وما زلنا نتحدث عن حذف دور الفنانة سماح أنور ونية إلهام شاهين التى قالت عنها عقب نزول الفيلم بالتليفزيون كمرحلة متأخرة سوف أقوم بإعادة المشاهد المحذوفة ليس فقط لسماح أنور وإنما لجميع نجوم الفيلم فهناك الفنان فاروق الفيشاوى الذى تم حذف ماستر سين له ضمن أحداث الفيلم وأيضا نيللى كريم وإياد نصار، فقد تم حذف أربعين دقيقة من بينها للعلم مشاهد لى شخصيا ولحميدة، فالفيلم من ساعتين ونصف تم عرض ساعتين إلا عشر دقائق، فالمدة المحذوفة تصلح أن تكون فيلمًا بمفردها.
• الإيرادات
• أخيرًا لابد أن نتحدث عن إيرادات الفيلم وهل حققت لك الرضا المرجو؟
- فى الحقيقة أنا لست سعيدة بها، فالأسبوع الأول حققنا نصف مليون تقريبا أما الأسبوع الثانى فقد جاءت الإيرادات أقل وأعترف أنه خطأ منى، فأنا تصورت أنه عقب عرض الفيلم فى دبى وفى القاهرة أنه لا مجال لتأجيل عرضه بدور العرض خاصة أن النقاد بدأوا بالفعل فى نشر آرائهم عن الفيلم ولكن فعلا التوقيت غير موفق، بداية من أنه جاء عقب حادثة الكنيسة البطرسية بيومين وقد قررنا التأجيل على أن يتم طرحه الجمعة بينما أقمت العرض الخاص عقب خمسة أيام وليس بوقته حتى أننى قرأت عن ذلك الأمر مؤخرا وهو أننى كنت قد قلت إننى لن أقوم بطرحه نظرا للحداد وبالفعل تم طرحه الجمعة، أما العرض الخاص فتم أيضا تأجيله لمدة أسبوع فكيف يتم اتهامى بالكذب وعلى أى أساس يتم مهاجمة العمل؟! ولكن فى السوق هو أعلى إيراد فالجميع قال لى أن أحمد ربنا فأنا فى انتظار المكسب الأدبى وليس المكسب التجارى.
• حلم
• متى نرى إلهام شاهين منتجة لأحد أضخم الأعمال الفنية التى تضم أكبر عدد ممكن من المجاميع والنجوم على غرار ما أبدعته المنتجة آسيا على مدار مشوارها الفنى؟
- آسيا والناصر صلاح الدين وواحد من أعظم أفلام السينما المصرية على الإطلاق، فقد كانت أحيانا تخسر ماديا ولكنها لم تتراجع نظرا لحبها الشديد للسينما المصرية، حقيقى حاولت ولكننى لم أوفق فقد عرض على شجرة الدر ليس لإنتاجه وإنما لتجسيده وكان مسلسلا للمخرج يسرى الجندى وحتى وقتنا هذا لم تتوفر من أجله الجهة الإنتاجية التى تستطيع إنتاجه نظرا للتكلفة الضخمة التى تتطلبها الأعمال التاريخية وفى الماضى كان لدى حلم قمت بعرضه على المخرج يوسف شاهين وسلسلة من الأفلام عن التاريخ الفرعونى والحجة أننى كنت كلما سافرت بلدًا ما كنت أتباهى بمصريتى وما لدينا من حضارة وتاريخ وقد كنت أرى فى عيون الآخر الإعجاب والتقدير، وتشوقه لرؤية مصر ومعالمها، فقلت له أنا غيرانة من إليزابيث تيلور وكان مندهشا من عدم غيرتى من فنانة مصرية، ولكن لعل السبب وراء غيرتى هو تقديمها لدور كليوباترا وفى الوقت نفسه ليس لدينا فنانة تقدم ملكة من ملكات الفراعنة، فنحن اليوم نتساءل حول إمكانية تولى امراة لمنصب رئيسة وزراء والبعض يرى أنه بالأمر المستحيل وأنا أقول ماذا عن كليوباترا.
وتواصل حديثها عن حلمها قائلة: وبالفعل جلسنا للتحضير من أجل تلك السلسلة كثيرا وتبادل الآراء ورحلة بحث لإيجاد ممول للفيلم ومهمة كانت فى غاية الصعوبة واقترحنا أن يتم تقديم فيلم ومسلسل من إخراج خالد يوسف واستغلال الديكور مرتين وكانت فكرة رائعة وكان هناك عرض كويتى لإنتاج مسلسل ولكن فى النهاية بدأ المخرج يوسف شاهين فى تصوير «هى فوضى» وتوفى عقب ذلك وعلى أثره توقف المشروع، فقد كان حلمًا بالنسبة لى لم أستطع تنفيذه «فأنا لو معايا تكلفة عمل تاريخى سأقدمه حتى وإن خسرتها»، أطمح لتقديمه قبل أن يتقدم بى العمر فأحيانا الشخصية تتطلب أن من يقوم بتقديمها يكون بعمر محدد.
محامية قضايا المرأة
• بجرأة معروفة عنك حملت على عاتقك مهمة الدفاع عن قضايا المرأة سواء تمثيليا أو إنتاجيا رغم أى شعور بالمغامرة؟
- دائما أكون سعيدة عندما يلمس الجميع جرأتى، التى هى جزء من تركيبة شخصيتى منذ الصغر، فمنذ أن كنت تلميذة وهى جزء من تربيتى، فقد كان والدى خريج الحقوق دائم الحديث عن حقوقى وأيضا واجباتى، فأنا ما زالت أتذكر ما فعله عندما علم برغبة إحدى معلماتى بالمدرسة بضربى ورفضى فتح يدى لتلقى الضرب فقد كانت قضية فى اليوم التالى عندما قرر والدى مواجهة تلك المعلمة وكيف لها أن تتجرأ لضربى بالمسطرة، ووقتها أكد على ونصحنى بعدم الصمت عن حقى فى حال تطاول على أحد وضرورة التمتع بالجرأة فى الدفاع عن حقى فقد كان والدى عندما يناقش أشعر به وكأنه يترافع طالما أنه مؤمن بتلك القضية، أما الطريف بالأمر عندما كانت تتناقش معى أمى وتفاجأ بى أترافع ومدافعة عن حقوقى فعلى عكس والدى الثورجى كانت أمى المسالمة فقد كانت تبتسم وتقول لى يا ساتر سيد شاهين يترافع أمامى، لذلك فاعتيادى على الجرأة أسلوب حياة نشأت عليه، فأنا أيضا لا أجيد الكذب نظرا لتربية الراهبات فقد زرعوا فى حقيقة أن الكذب أكبر خطيئة قد ارتكبها لذلك إذا فكرت فى الكذب فهو بالأمر المستحيل فى ظل ما يبدو عليّ من ملامح سواء من احمرار الوجه أو الخوف الشديد مما يجعل أمرى مفضوحا للجميع الذى يتأكد أننى أحاول مجرد محاولة الكذب، لذلك قررت ألا أحرج نفسى مجددا وأن أكون صريحة، أقول ما بداخلى دون تفكير فهى كيميا بداخل جسمى فقد اعتدت الجرأة والصراحة.
• لا أعرف الصمت
«صحيح أن صراحتى وجرأتى ودونى فى داهية آه ودونى فى داهية وستين داهية لأنى فعلا لا أفكر، رغم أن الإنسان كلما تقدم به العمر حدث لديه توازن أحيانا حتى إن كنت لا أحبذ الكذب ولكن يفضل ألا أقول لأن هناك أمورًا من الممكن ألا أقولها ولكننى لا أستطيع ذلك فأحيانا بلا إرادة أنزل إلى الشارع للتحكيم لمجرد أننى شاهدت مشهدًا خاطئًا، وللعلم فقد تسبب لى ذلك فى العديد من المواقف الصعبة، على سبيل المثال منذ 25 يناير وأنا أواجه العديد من المواقف الصعبة ولعل السبب هو صراحتى فأحيانا يوجه إلى سؤال ما وأنا للأسف لا أجيد التزام الصمت فأنا أجد نفسى أجيب على الفور بلا تردد أتحدث كإنسانة وكمواطنة مصرية لدى رأى الدافع وراؤه هو خوفى على بلدى، ولعل مؤخرا ما أثاره موقفى من حصول الجيش السورى على حلب من جدل أكبر دليل على حديثى، فقد عبرت عن سعادتى ولكن من الواضح أن سعادتى ما هى إلا محل مهاجمة من البعض ولكننى من جديد أعلنها صريحة أننى سعيدة خاصة أن حلب كانت بيد داعش، حيث مجموعة من المرتزقة وليست بيد الشعب السورى، فالجيش السورى الأكيد أنه من شعب سوريا ولكن الجيش الآخر المدفوع له حتى يحارب مهنته الحرب من جميع الجنسيات، وبشار الذى لم ألتق به يوما هو ما زال رمزًا لسوريا ودفاعى عن سوريا ما هو إلا دفاع عن دولة، ومن المستحيل أن أصدق أن هناك من شعب سوريا من يخرب فى بلده من أجل تغيير رئيس، فأنا مع منح الشعب السورى فرصته لحل قضيته دون التدخل الخارجى بشئونه، فنحن دائما مع الشعوب وليس مع حاكم ضد شعب، فسوريا قريبة لمصر وأنا شخصيا لدى العديد من الذكريات فى سوريا.
• فنان .. سياسى
• برأيك هل يشترط أن يكون بالضرورة للفنان دور سياسى خلال مشواره الفنى؟
- إطلاقا.. لابد أن يكون لديه رؤية ولكن ليس دورا سياسيا، فالسياسة بها كل أنواع اللعب والفنان حتى يكون فنانًا حقيقيًا ينبغى أن يكون صادقا لا يجيد اللعب، فالدبلوماسية التى يطلقون عليها سياسة بينما أطلق عليها أنا نفاق، أعترف أننى أفتقدها ولا أحبها وأحب أن أكون صادقة، أما أن أعبر عن رأيى وأن تكون لدى رؤية مجتمعية فهو بالأمر الضرورى وإلا سأصبح فنانة تافهة، أنا لا أهتم بالسياسة، ولكن لابد أن يكون لدى رؤية فأنا مثلا أخذت على عاتقى قضية الدفاع عن المرأة، التى تعانى الفقر والجهل، فأنا على الرغم من أننى مثلت كثيرا فى فيللات وسرايات إلا أننى عندما قررت خوض تجربة الإنتاج فقدمت أول عمل عن العشوائيات وهو «خلطة فوزية».
• وما هى حقيقة رفض قطر لفيلم «يوم للستات» لعرضه لديها؟
- كلام صحيح فقد رفضت قطر عرض «يوم للستات» وهو الأمر الذى لم يزعجنى على الإطلاق، فقد قلت للموزع إنه فى حال أبلغنى برغبته فى توزيعه بقطر فقد كنت وفرت عليه مجهوده وذلك عندما يعلم برغبتى التى تتعارض مع رغبته فقد رفضت قطر عرض التوزيع وهو الأمر الذى لم أندهش منه فهو أمر مؤكد بالنسبة إلى نتيجة موقفى المعلن تجاهها فى الإعلام وهو الأمر الذى لا أنفيه فأنا لا أنفى تطاولى على أى بلد يحاول التطاول على بلدى مصر.
• جوائز ..
• صائدة الجوائز، التى انتقلت منها كممثلة إلى أفلامها كمنتجة، فهل هى صدفة سعيك كمنتجة لتقديم سينما حقيقية دون السعى وراء أى مردود مادى؟
- أنا لا أفكر فى الجانب التجارى على الإطلاق بل يعنينى كثيرا حصد العمل على جوائز، ورفع اسم مصر فى أى محفل دولى ودائما أكون سعيدة لأننى أشعر أننى قدمت شيئًا لمصر وللسينما المصرية صاحبة الريادة، قد نكون لفترة لم يحالفنا الحظ ولكن الحمد لله عودة قوية، فمثلا فيلم «خلطة فوزية» حصد 17 جائزة و«واحد صفر» خمسين جائزة، وهو الرقم الذى لم أتوقعه، فأنا دائما عينى على الجوائز وعينى على أن نرفع اسم مصر فى أى مهرجان دولى حتى لو هخسر جماهيريا، وإن كنت لا أرجح التصنيف، لأننى لا أقدم عملاً لنفسى أو للصفوة وأنما أقدم عملاً من أجل الجمهور ودائما أجتهد لتقديم فيلم جميع عناصره جيدة وفى الوقت نفسه لديه متعة المشاهدة، والحمد لله من وجهة نظرى أننى نجحت فى تقديم تلك التوليفة من خلال «يوم للستات».
ما زلنا نتحدث عن الجوائز وهنا تقول إلهام شاهين: فى «خلطة فوزية» حصد فتحى عبدالوهاب جائزة من أحد المهرجانات بالمغرب وقد كنت سعيدة به للغاية وفى «يوم للستات» كنت طائرة بالسماء عندما حصدت ناهد السباعى جائزتها من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، البعض تعجب من سعادتى ولكننى أود أن أؤكد أننى شبعت جوائز.
• مهرجان أسوان
• أخيرًا ماذا عن رئيسة شرف مهرجان أسوان لسينما المرأة إلهام شاهين؟
- على قدم وساق نعمل جميعا، فمهمة تنظيم مهرجان سينمائى مهمة فى غاية الصعوبة، ولكن الحمد لله بدأت البوادر حيث تم إبلاغى من قبل إدارة المهرجان بلجان التحكيم التى أسعى أن تكون من النساء من مختلف البلدان والجنسيات، فنحن لدينا مشاركة لمخرجة صينية وكاتبة روسية وأيضا هناك مشاركة من اليابان وإنجلترا بينما تذهب رئاسة لجنة التحكيم لاسم من إسبانيا، أما عن المصريين فأنا لن أستطيع الإعلان عن أسماء محددة بعد لأنه لم يتم الرد النهائى، هذا فيما يخص لجان التحكيم أيضا من المفترض أنه سيتم تكريم النجمة نجلاء فتحى، وهناك جهود لتكريم نجمة من نجمات هوليوود ولكن لم يتم تحديد الاسم بعد ولكن بمجرد أن يتم الوصول إلى اسم بعينه مع توفير جميع التحضيرات اللازمة من أجله سوف أحرص على الإعلان عنه، فأنا أسعى لتقديم نموذج ثقافى وفنى رائع، فأنا شديدة الحماس من أجل التجربة خاصة أنها تدور حول قضايا المرأة سواء من أفلام صنعتها نساء أو أفلام صنعها رجال ولكن عن قضايا المرأة وهو هدفى الذى أسعى من أجله منذ البداية فمن المفترض أن يشهد المهرجان ندوات عن العنف ضد المرأة وأيضا ورش عمل، هذا بالإضافة إلى ما يمثله المهرجان من دعاية سياحية لأسوان، حتى أن اختيار التوقيت جاء لأنه يتزامن مع حدث عالمى وهو تعامد الشمس على وجه رمسيس الثانى والذى يحرص على حضوره حشد كبير من مختلف بلدان العالم، سوف نتشارك الحدث جميعا معا وفى المساء سيكون هناك عرض أوبرالى إسبانى للاحتفال بهذا الحدث، إن شاء الله سوف نقدم نموذجًا جميلاً عندما تلتقى الثقافة والسياحة والفن والآثار المصرية. •


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.