نشرت قصة «الدهر المعلم» لنجيب محفوظ فى مجلة، «الرواية» لصاحبها أحمد حسن الزيات فى 15 يناير 1938، وهى مجلة أسبوعية للقصص والتاريخ، وقد احتفت بقصة نجيب محفوظ فى العدد 24 من السنة الأولى لصدورها وهذه القصة لم تضمها المجموعات القصصية المنشورة فى كتب لنجيب محفوظ، ولم تكن ضمن قصص مجموعته القصصية الأولى «همس الجنون». وقد كانت مجلة «الرواية» كما كانت المجلات الأدبية على مدى تاريخها الحافظ الأمين لهذا التراث الأدبى، والوثائق التى نتعرف من خلالها على التكوين الحقيقى الذى يتألف منه الأدب العربى المعاصر فى أطوار تشكله ونموه أسبوعا بعد أسبوع، وشهرا بعد شهر. وفى هذه القصة تتجلى المعالم الأولى لكتابات نجيب محفوظ وعالمه السردى فتكاد هذه القصة ترسم حياة شخوصها بالتفصيل بما فيها الأجواء المحيطة بالشخصية وعلاقاتها مع الشخصيات الأخرى وتتبع تطورها ونموها الدرامى فى تشابكه مع الظروف الاجتماعية والاقتصادية والنفسية المحركة لسلوك الشخصيات بما فيه من مفارقات وتناقضات لتبدو هذه القصة كما لو كانت رواية صغيرة من عدة صفحات! وهو ما يؤكد اعتراف نجيب محفوظ أنه أخذ موضوعات بعض قصصه تلك من رواياته نفسها على عكس تصور أن قصصه القصيرة تحولت إلى روايات، حيث كان يعانى المصاعب فى نشر رواياته فى بداياته. ومن الجهود البارزة فى الكشف عن التراث المجهول لمحفوظ ما كتبه د. عبدالمحسن طه بدر فى كتابه «نجيب محفوظ» الرؤية والأداة»، ومحمود على فى كتابه « قصص نجيب محفوظ التى لم تنشر» ولتظل المجلات الأدبية المصدر الغني للتأريخ للأدب