إذا أردت أن تلقى بمسئولية ثقيلة على أحد فقط Cherchez la femme أو ابحث عن المرأة، فهى أكثر كائن قادر على القيام بالمهام الصعبة.. وقت الجد تجدها ست ب100 راجل.. وفى الأزمات، عقلية معملية فذة تستطيع أن تخرج بالحل العبقرى من أى مطب.. لا تستهين أيها المجتمع بشخصية المرأة فالقرآن الكريم أجزم «إن كيدهن عظيم» وفى مقام آخر «إن كيد الشيطان كان ضعيفا» فكيد المرأة غلب كيد الشيطان!! لذلك لا تتعجب أيها المجتمع من أن البنات أصبحن أرجل من الرجالة وخاصة فى سوق العمل.. ففى الوقت الذى يدعى فيه الرجال البطالة وأنهم ليس لهم من ملاذ سوى المقاهى والكافيهات، تقرر الفتيات أن يخشوشن وينزلن إلى العمل لتنجح وتؤمن لنفسها دخلا ثابتا «على ما تفرج».. فى الوقت ذاته تجد الشباب ينتظرون منحة من السماء تهبط عليهم وتجعلهم يعملون فى وظيفة مرموقة ومكان محترم وبمرتب مجز بغض النظر اذا كان هذا الشاب مؤهلا لهذه الوظيفة أم لا.. وإذا جاءته وظيفة بمرتب يتراوح ما بين 1500 جنيه و2500 جنيه يرفضها بالتأكيد لأن مقامه الرفيع لا يسمح له بأن يقدم هذا التنازل.. فتكون النتيجة أنه يؤثر القعدة على القهوة حتى تأتيه وظيفة أحلامه. لذلك تستحق الفتاة أن تلقب بكل النعات التى يوصف بها الرجال وفى السطور القليلة القادمة نماذج لنساء استرجلن فى سوق العمل اخترنا بعض منها ولكن الحياة حافلة بمزيد من النماذج تحتاج إلى مجلدات ليس فقط بضع صفحات. • إصرار وطموح زينب محمد عبدالفتاح هى ابنة لعائلة ميسورة الحال تزوجت فى سن صغيرة وهى لا يتجاوز عمرها التسعة عشر عاما ولم تستطع أن تكمل تعليمها بعد الثانوية العامة حيث كرست حياتها لخدمة زوجها وأسرتها الصغيرة.. أما زوجها فكان أيضا من عائلة ثرية أيضا كانت تعينهم على أمور الحياة.. وذات يوم فقد الزوج أبويه فلم يعد هناك من يمد زينب وزوجها بالأموال وبالتالى تراجع مستوى معيشتهم، فأصبحت الحياة تسير بالكاد.. الأمر الذى لم يعجب زينب، فجلست تفكر طويلا فى إيجاد مخرج لهذه الأزمة: فرفضت أن تلجأ لأهلها ميسورى الحال أو تستخدم ورث زوجها من أبويه.. فهداها عقلها إلى أن تجعل من الشىء الذى تحبه وتتميز فيه مشروعا تجاريا ناجحا.. فبدأت وهى فى الثانية والعشرين من عمرها تصنع الحلوى وتقدمها فى ولائم عائلتها الكبيرة حتى أصبحت «تورتة زينب» طقسا من الطقوس الرئيسية فى كل الولائم والعزائم.. وبمرور الوقت أصبحت زينب تصنع الحلوى مقابل المال حتى تستطيع أن تحسن الوضع المالى لأسرتها، وبعد 13 عاما من التعب والكلل، استطاعت زينب أن تطور من نفسها وأن تستأجر محلا لتبيع فيه منتجاتها واختارت له ماركة تجارية تحمل اسم «كرنفال» لتكون زينب وهى فى عمر ال37 صاحبة واحد من أشهر محلات بيع الحلوى فى مدينة نصر. •حلم وحقيقة حلم طالما راودها منذ نعومة أظافرها حتى اليوم، كان حلم داليا ممدوح الفتاة العشرينية التى تخرجت فى كلية الآداب قسم اللغة العربية جامعة عين شمس أن تعمل فى مجال الصحافة.. ولأنها تدرك جيدا أن «الصحافة مابتأكلش عيش» أو بالأحرى هى «مهنة الصيت ولا الغنى» قررت أن تعمل كنادلة فى أحد كافيهات منطقة التجمع الخامس لتوفر قوت يومها وتجد ما تسد به احتياجاتها وتؤمن به مظهرا حسنا يليق بها كصحفية.. وبالفعل بدأت تعمل على هذه الخطة تكد وتتعب ليلا ونهارا وتسأل كل الزبائن فى الكافيه عن فرصة عمل فى أى مؤسسة صحفية حتى ولو تحت التمرين وبدون مقابل مادى.. وأخيرا وجدت من يساعدها فتعرفت على سيدة تعمل فى إحدى المؤسسات الصحفية الحكومية الكبرى ووعدتها أن تساعدها فى تحقيق حلمها، وبالفعل بدأت فى العمل وبفضل مدخراتها استطاعت أن تكون واجهة صحفية محترمة وبدأت تخطو أولى خطواتها صوب الحلم. • الكفاح امرأة دينا منير فتاة تبلغ من العمر 27 عاما كانت تعيش المعنى الحقيقى للحياة الرغدة وكانت الطفلة الكبرى المدللة لدى والدها إلى أن توفاه الله وهى فى الثالثة عشرة من عمرها.. وتحولت الحياة الهادئة المستقرة إلى كابوس كبير.. تحملت على عاتقها مسئولية تربية إخوتها الصغار خاصة بعد أن تركتهم والدتهم.. عاشت حياة صعبة وهى تحاول أن توفر مصاريف مدارس الإخوة وبين أن تدخر من مصروف البيت لتؤمن لهم غذاءهم.. كانت لهم أبا وأما فى نفس الوقت، اضطرت أن تخرج إلى سوق العمل فى سن صغيرة للغاية: عملت فى سوبر ماركت توصل الطلبات للمنازل، اشتغلت قليلا فى التجارة مع بعض جيرانها حتى كبرت وتخرجت فى كلية الآداب وعملت بعدها كمرشدة سياحية ومع تأثر حركة السياحة فى مصر بعد الثورة، اضطرت أن تحول مسار عملها وذهبت لتعطى دروسا فى العلوم فى أحد المراكز التعليمية.. إلى أن وفقها الله أن وتزوجت حب عمرها واستقرت حياتها معه فى محافظة البحيرة ولا تزال تعمل فى التدريس حتى تساعد فى تعليم إخواتها. • البحث عن المتعة يسرا سامى فتاة جميلة تخرجت فى كلية التجارة جامعة عين شمس فور تخرجها عملت كمراجعة حسابات فى إحدى الشركات الدولية ولكنها تعرضت للظلم والقهر حيث كان مديروها فى العمل يجعلونها تعمل أكثر من13 ساعة يوميا وهذا ما يخالف قوانين العمل الدولية.. ظلت تعانى لمدة عام ونصف العام من هذا العمل غير الآدمى الذى جعلها بمعزل عن حياتها الاجتماعية والعاطفية؛ وكانت تفكر دوما فى مخرج وجلست تفكر مليا فى أكثر شىء تحبه وتحلم أن تحقق حلمها فيه؟! كانت يسرا تحلم أن تكون Make up artist.. فما الذى يجب عليها فعله لتحقق هدفها؟!.. فقط كان أول قرار هو الاستقالة من عملها المرهق الذى تبذل فيه مجهودا طائلا ولكنه لن يعود عليها بمتعة فكرية أو روحية.. دخلت على صفحات التواصل الاجتماعى، بحثت على مراكز التجميل التى تمنح دورات تدريبية فى المكياج، حصلت على أول دورة تدريبية التى علمتها المبادئ الأولى، دشنت صفحتها على الفيس بوك وبدأت اولى خطواتها فى العمل الاحترافى خبيرة تجميل.. لم تقف عند هذا الحد بل كانت تكرس لنفسها ساعتين قبل النوم لتشاهد فيديوهات أحدث صيحات المكياج على اليوتيوب وكل يوم كانت تطور نفسها وتجلب بنات العيلة وتجرب عليهن ما تعلمته.. ولأن طموحها كبير، قررت أن تأخذ دورة تدريبية أخرى مع خبيرة تجميل شهيرة فى الوسط ولكن هذا الكورس كان يتطلب مبلغا كبيرا.. فقررت أن تقبل العمل بمؤهلها فى شركة أيضا دولية وكل ما تكسبه نهارا تنفقه على الدورات التدريبية وشراء الخامات والماركات اللازمة التى كلفتها أكثر من 30 ألف جنيه.. وبفضل إصرارها ودأبها استطاعت أن تجذب أكثر من 20 ألف متابع على صفحتها على الفيس بوك. وبذلك جمعت يسرا بين الحسنيين عمل ثابت فى شركة دولية وهواية تحولت إلى باب رزق.. • لا انكسار نهى نياظ سيدة فى العقد الثالث من العمر تنحدر من عائلة ثرية للغاية، تزوجت عن حب من زميلها فى البنك الذى كانت تعمل به.. وبعد الزواج قررت أن تترك العمل وتتفرغ لتربية ابنها الوحيد.. وبعد سنوات ليست بالكثيرة من الزواج؛ بدأت تلاحظ نهى أن زوجها تغير فى معاملته معها وبدأ يشح فى الإنفاق عليها وعلى المنزل.. تكلمت معه مرارا وتكرارا بلا جدوى.. رفضت أن تشكو لأهلها حتى لا تُعاير فلطالما رفضوا زواجها منه.. فكان مخرجها الوحيد من هذه الأزمة هو أن تدخل شريكة مع صديقة لها فى بيع المنتجات اليدوية مثل الشنط البدوية ال Hand made وكذلك مفروشات الخيامية.. ولكنها كانت تعمل فى الخفاء لا أحد يعرف ما تقوم به سوى أخيها الصغير الذى كان يساعدها فى توصيل الطلبات للزبائن.. فهى لن تعلن هزيمتها لأحد ولن تنكسر أمام زوجها الخائن البخيل.•