يعترف بأنه لم يكن متفائلاً بالفرز الحالى لأعضاء مجلس النواب بصورته النهائية فى بداية الأمر، إلا أنه يقول «مع الوقت بدأت ألتفت بإعجاب لأداء النواب الذى يملك الأكثرية منهم نباهة وطنية وحسًا وطنيًا كبيرًا»! لا يزعجه إطلاق لقب «حزب عجوز» على حزب الوفد بل يجد أن هذا أمر طبيعى لأن الوفد هو الحزب الأول الصانع للسياسة فى التاريخ المصرى، فالوفد عمره «مائة سنة» فى الحياة السياسية المصرية، حيث قام أعضاؤه المخلصون بزعامة سعد زغلول بثورة سنة 1919 التى كانت سببًا فى تطهير البلاد من الاحتلال، ويقول: هذا الحزب العجوز مازال حتى اليوم حزبًا قويًا ونابضًا بالحياة السياسية فى مصر يعارض لمصلحة الوطن ويقف فى الصفوف الأمامية مع إرادة وحرية وكرامة المصريين، لذا فإن كل من ينكر ثورة يناير الحرة هو ينكر إرادة الشعب المصرى ووطنيته، وأن الجيش المصرى عندما انحاز إلى الشعب فى ثورة يناير فهو بالتأكيد لم ينحز إلى مؤامرة كما يراها البعض. إنه د.سيد بدوى «رئيس حزب الوفد» الذى تحدث معى بصراحة وجرأة وفتح عقله وقلبه ل«صباح الخير» فكان لنا معه هذا الحوار. • ما رأيك بأداء مجلس النواب حتى الآن؟! - أى مجلس نواب هو ابن الدائرة التى خرج منها، والنواب يمثلون من اختاروهم والرأى العام شاهد فى الجلسة الأولى بعض الممارسات السلبية، وهذه السلبيات ناتجة لأمر مهم أن معظم النواب جدد لأول مرة يدخلون إلى البرلمان، لكن مع الممارسة والرقابة الإعلامية لأداء النواب سينضبط أداء نواب الأمة وأصبحت متفائلاً جدًا بهذا البرلمان وأهم شىء أنه أصبح فى مصر مجلس نواب يعنى من سنة 2012 ليس لدينا مجلس نواب وهذا إنجاز وأعتقد أنه سيعبر عن الشعب المصرى. • بعض النواب رفضوا أن يحلفوا بالقسم على الدستور الذى أكد أن لمصر ثورتين يناير ويونيو رافضين ثورة يناير ما تعليقك؟! - هو نائب واحد الذى رفض القسم على ديباجة الدستور وهذا أمر يخصه ثورة «25 يناير» هى ثورة بجميع المقاييس ثورة صنعها الشعب المصرى رغمًا عن أنف كل من يقول إنها «مؤامرة» لو هذه الثورة مؤامرة لما انحازت إليها القوات المسلحة يوم «28 يناير»، وبالتالى الجيش جيش مصر الوطنى لذا لا يمكن أن ينحاز جيش مصر الوطنى لمؤامرة وهى ثورة صححتها ثورة «30 يونيو». • لك موقف واحد من التكتلات والتحالفات السياسية تحت قبة البرلمان هذه التكتلات من الممكن فى المستقبل القريب أن تصنع حزبًا وطنيًا آخر؟! - إعادة تجديد الحزب الوطنى أو حزب يحتكر السلطة أصبح فى حكم المستحيل، الشعب المصرى «شب عن الطوق» وله إرادة ويعرف ما يريد، ولكن أنا أيضًا ضد استخدام اسم الدولة فى تكوين ائتلاف لأننا ببساطة نحن جميعًا ندعم الدولة المصرية. ومصطلح الدولة لا يعنى الحاكم أو الرئيس ولكن الدولة هى الشعب وإقليم وسلطة وسيادة، إذن من منا لا يدعم الدولة لذا أن نقول إن دعم الدولة هذا مقصور على ائتلاف بعينه هذا خطأ كبير جدًا، وتم استخدامه فى الانتخابات على القوائم، ولكن أنا أراهن على وعى مجلس النواب حيث إن ائتلاف «دعم الدولة» أو «دعم مصر» خاض الانتخابات على الوكيل ولكن نواب المجلس اختاروا مرشح الوفد الذى فاز بمنصب الوكيل، هنا تغلبت الإرادة والضمير الوطنى على أى مسمى من شأنه أن يفرق بين النواب تحت قبة البرلمان ووسائل الرقابة كثيرة جدًا وأهمها الإعلام المصرى! • هل هناك معارضة حقيقية تحت قبة البرلمان؟ - المعارضة بمعنى المناوأة والإعاقة لن تكون بدافع وطنى، ولكن الاختلاف فى الرؤى والأفكار وارد جدًا لن يملى على هذا المجلس أى إرادة أو أى قوة تجعل منه غير كفء لعمله ولكنه لن يرفض قوانين أقرها الرئيس فى الفترة السابقة وسيكون ذلك بدافع وطنى حتى تسير عجلة الوطن. ولكن ليس لأن الرئيس هو الذى أقرها، كنت واحدًا من الذين صنعوا ووضعوا الدستور وتخيلنا عندما كتبنا هذا الدستور أنه لن تكون هذه المدة الطويلة بين الانتخابات الرئاسية وانتخابات مجلس الشعب، وذكرنا أن فترة تعديل القوانين أو رفضها تكون خلال «15 يوم» يعنى أسبوعين ولكن هل هذه الفترة اليوم كافية لكل هذا الكم من القوانين التى أقرها الرئيس فى فترة زمنية طويلة بين الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، طبعًا لن تكفى والآن إلغاء أو رفض أى قانون فى فترة زمنية قصيرة سيربك الدولة، وليس أمام مجلس النواب إلا الموافقة على القوانين أو أكثرها ثم إعادة صياغة هذه القوانين وتعديلها فيما بعد وعلى رأسها القانون الذى عليه جدل كبير وهو «قانون الخدمة المدنية» وهذا معناه أن هناك التزامًا أمام الشعب المصرى أن أى قرار بقانون فيه إضرار بمصلحة المصريين لابد أن يتم تعديله وإلا لماذا كان هناك نواب ومجلس نواب! • ذكر الرئيس السيسى أن الدستور تمت كتابته «بنيات حسنة» وأنت أحد من كتبه، فوضح لنا ماذا يقصد الرئيس؟ - الرئيس عندما قال «نيات حسنة» لم يقصد مدد انتخاب الرئيس ولا يقصد شروطات واختصاصات الرئيس فى الدستور. • إذن ماذا يقصد؟ - عندما كتبنا الدستور كتبناه بعد ستين سنة من حكم الفرد الاستبدادى ووضعنا قوانين فى هيئة نصوص دستورية، النص الدستورى ثابت ودائمًا القوانين متغيرة يعنى هناك أصل ثابت وهناك فروع فى هيئة قوانين يمكن تغييرها، يعنى الناتج القومى المحلى هو (2.8 تريليون) جنيه نأخذ منه (283) مليارًا للصحة والتعليم والبحث العلمى، طيب إزاى ممكن إنه ينهض بهذه الأمور الثلاثة بنفس هذا الرقم الذى هو بالمناسبة قد لا يكون ثابتًا، هذا بالإضافة إلى كثير من النصوص التى وضعناها فى الدستور لتوفير المسكن الجيد للمواطن المصرى بأقل تكلفة أيضًا هو موجود فى الدستور ولكن تنفيذه مرتبط بقدرة اقتصاد الدولة على تحقيق ذلك، كذلك ألزمنا الدولة بمعاش للفلاحين وتأمين صحى شامل لكل مواطن على أرض مصر، ألزمنا الدولة «بإعانة بطالة» لكل من لا يجد عملاً هذا كله موجود فى الدستور، ولكن لم نذكر فى الدستور «من أين ستأتى الدولة بالأموال لتدبير كل ذلك»! أنا ضد تعديل الدستور وأجد أننا نترك أولاً الدستور يتحدث عن نفسه ثم نتعرض لبعض المواد التى لا نجد فيها مصلحة لمصر، وأحب أقول للناس أمرًا مهمًا لا يعرفه الكثيرون إن هناك مادة فى الدستور مشروط فيها أنه من الممكن تعديل الدستور ما عدا ما يتعلق بالآتى: 1- مدة انتخاب الرئيس والنصوص المتعلقة بالشروط الرئاسية. 2- مبادئ الحريات العامة والمساواة. • هل تتوقع أن يستمر البرلمان المصرى حتى نهاية مدته؟ - أتوقع ألا يستمر البرلمان لمدة طويلة لسبب لأن فيه مطاعن دستورية والمحكمة الدستورية العليا هى ثانى محكمة دستورية على مستوى العالم، صحيح أن هناك مواءمات سياسية بحكم طبيعة هذه المحكمة فى العالم كله وليس فى مصر، أنا لا أضمن كيف سيكون الحكم، وأعلم أن هناك مطاعن مقدمة على قانون الانتخابات وقانون مباشرة الحقوق السياسية! • هل شعرت بأن هناك تصفية حسابات معك بعد ثورة يونيو خاصة عندما وجدنا تسريبات هاتفية لك يتم تداولها فى الإعلام والعلن ودخلت فى عمق حياتك؟! - أولاً أنا جزء أصيل ممن شاركوا فى صنع ثورة يونيو من خلال جبهة الإنقاذ الوطنى مفيش تصفية حسابات معايا بعد (30 يونيو)، لكن مفيش شك أن هناك موقفًا اتخذته وهو الذى أدى إلى اللخبطة فى وصول هذا الموقف، وقلت للرئيس إن هذه التسريبات تسىء للدولة المصرية فى عهدك فأقسم بالله العظيم ثلاث مرات أنه لا دخل ولا علم له كيف تمت هذه التسجيلات الهاتفية، وقال لى: طُلب منى وأنا رئيس المخابرات أن أقوم بتسجيل المكالمات والتنصت عليها ورفضت ذلك بشدة لأنى بخاف ربنا، والحقيقة اقتربت من الرئيس السيسى وأعلم قد إيه هو رجل صالح ولا يحب أن يؤذى أى شخص. • 25 يناير • ماذا تتوقع أن يحدث فى ذكرى الاحتفال ب«25 يناير»؟! - لن يحدث شيء وسيحتفل المصريون بذكرى عيد الشرطة هذا العيد الذى فى الأساس فجره حزب الوفد، حيث ساهم فى وقوف ضباط الشرطة الشرفاء ضد الإنجليز فى الإسماعيلية، فكان هذا اليوم احتفالاً بعيد الشرطة بالإضافة إلى الاحتفال بذكرى يناير، فبات لدينا احتفالات أتمنى أن تتم هذه الاحتفالات فى هدوء. •