لو تعلم كم يدفئنى بردك، ويُلهبنى جمر حُبك، وتروينى قطرات شتائك، وتنعشنى أنسام رياحك، وتمتعنى ألوان طيف قزحك. دائما ما يرتبط فصل الشتاء، بقصص الحب وذكرياتها الخالدة؛ فمن منا لم تلسعه نار الحب فى البرد القارس، ولم يسهر فى الصقيع، ويتحدث فى التليفون بالساعات! من منا لم تحرقه نار الفراق واللوعة فى الشتاء، وهو يسمع أغانى الهجر والعذاب.
من غير الممكن أن يأتى علينا فصل الشتاء، ولا نتذكر قصة حب مررنا بها، وذكرياتنا مع الشتاء والمطر، وكيف كنا نمشى مع الحبيب تحت المطر فى ليلة شتاء هادئة لا نشعر فيها بحرارة البرد بسبب شعاع الحب الدافئ. فالحب والشتاء تربطهما علاقة عكسية، ففى الشتاء تنخفض درجة حرارة الجو، وترتفع حرارة القلب والمشاعر، لكن فى نفس الوقت الحب هو دفء الشتاء، ولا طعم للشتاء بدون قصة حب، أو ذكريات لها.. أكدت دراسة علمية حديثة أن هناك علاقة كبيرة بين الحالة الجوية والحالة النفسية فنجد الأماكن الحارة على سبيل المثال يتصف أصحابها بالأعصاب المتوترة والانفعال الحاد، مما يؤثر ذلك فى مشاعر الفرد ومن ثم سلوكه والعكس كذلك فى الأماكن الباردة لذوى الانفعال البارد، فهكذا نجد أن التأثير قوى وجلى.. وبالتالى أيضا عذوبة المشاعر والإحساس ترجع أيضا وتتأثر بالطقس على سبيل المثال، فصل الشتاء الذى تسوده أجواء البرد والمطر التى قد تؤثر فى درجة حرارة الجسم إلا أنها إلى حد كبير تكون مستقرة على خلاف شهور الصيف التى تزيد من درجة الحرارة الداخلية ويكون عرضة للأمراض. فتلك الأجواء الباردة تدفع الإنسان فى الغالب إلى البيتوتية والسكن وسط عائلته، وبالتالى يزداد التواصل ويصبح القرب أكثر وتتولد العاطفة الدافئة بين الأفراد، هذه العاطفة الدافئة تنشط خلايا المخ وتنشط الخيال والقدرة على الإبداع، فبالتالى يقود هذا النشاط الفرد إلى حالة من الرومانسية أو الإبداع أو الابتكار على جميع المستويات، خلافًا لأجواء الصيف الحارة إذا ما قارناها.. وأضافت الدراسة أن العلاقة بين الجو والمشاعر علاقة عكسية عندما تزداد درجة الحرارة فى شهور الصيف تنخفض المشاعر وتفتر العلاقات الودية، حيث إن انفعال الإنسان يتأثر ويزداد مع درجة الحرارة ويجلب توتراً ونفوراً، وبالتالى تتباعد العلاقات، بل قد تظهر مشاعر الغضب والنفور والكراهية، وتزداد درجة حساسية الفرد نتيجة لضغوط تلك الانفعالات وتتأزم المواقف، فتأثير الطقس عميق جداً فى الإنسان، واستقرار النفس وهدوئها معتمدة بشكل كبير على حالة الطقس. • أكثر انضباطا فى الشتاء وتطرقت الدراسة إلى سيكولوجية المرأة فى فصل الشتاء، فقالت: إن هذه العلاقة العكسية بين برودة الشتاء وحرارة مشاعر المرأة فى الشتاء لا شك أنها تؤثر فى فسيولوجية وسيكولوجية المرأة وتجدها دائما تسعى إلى الحب والود وتزداد رغبتها فى الرومانسية والحنان فى الشتاء لاستقرار الحالة النفسية والمزاج، فنجد أن عاطفة المرأة فى فصل الشتاء تكون أقوى من أى وقت نتيجة لقرب المسافات مع من تحب فدفء العاطفة يحمى من برد الشتاء.. فعلى مر العصور، وفى الأمثال والأغانى نجدهم يصفون الربيع بهدوء النفس والاستقرار، بينما نجد الشتاء يتأجج بمشاعر الحب وينادى بتبادل العاطفة.. أما عن الرجل فيكون فى الشتاء أهدأ من الناحية الانفعالية ويكون أكثر تفاعلا من الناحية الاجتماعية بعكس الصيف فيكون أكثر انطلاقا وأنانية ويلجأ للسفر دائما، فالسلوك يختلف وبالتالى عواطفه ومشاعره تختلف. • الشتاء.. وقصص من القلب الحب هو دفء الشتاء.. بهذه الجملة بدأت معى نسمة صلاح-29 عاما، متزوجة من 4 سنوات، وقالت: تعرفت على زوجى فى فصل الشتاء، كنا زميلين فى نفس الكلية، لكننا لم نعرف بعض إلا فى سنة تالتة، وقتها كنا نستعد لاختبارات نصف العام وكنت مع زملائى عند إحدى المكتبات نصور ورق المحاضرات، وقتها تبرعت أنا لشراء الطعام، وكان الجو فى منتهى البرودة والصقيع، وفجأة عند الكافيتريا أمطرت السماء وبشدة ولم يكن معى أى شىء أحتمى به، ففوجئت بمحمود (زوجى حاليا) بأنه يقف جانبى، ويخلع الجاكيت ويعطينى إياه.. ترددت فى البداية، لكنه أصر مع زيادة المطر، فأخذته، وتبادلنا التليفونات حتى أستطيع أن أرده إليه، ومن يومها ونحن مرتبطان بأجمل قصة حب، توجت بالزواج. وحتى الآن فى كل شتاء أتذكر هذا اليوم وكأنه بالأمس. •الشتاء.. والذكريات أما حازم 26 عاما، فالشتاء يمثل لديه حالة من الشجن تثيرها ذكريات قصة حب ولدت فى الشتاء، وانتهت أيضا فى الشتاء. يقول حازم: كانت حبيبتى جارتى، تفتح الحب فى قلبى عندما رأيتها أول مرة فى بلكونتها المقابلة لبلكونتى، وكنت وقتها فى أولى ثانوى، كنت أراقبها وهى تلعب بقطرات المطر كأنها كرات صغيرة، فى كل مرة كان المطر يهطل كانت تخرج إلى بلكونتها وتلعب، حتى أصبحت تلك مواعيدنا كل شتاء. ظللنا نراقب بعضنا البعض عن طريق المطر حتى طلبت منها فى أحد الأيام أن نتقابل، فوافقت وقابلتها بعد المدرسة، وفى ذلك اليوم أمطرت السماء علينا، فأمسكت يدها وكانت باردة جدا، فأخذت أدفئها لها، وأصبحت تلك عادة. استمررنا فى قصة حبنا 6سنوات، كنا نحب الشتاء ونكره الصيف، فالمطر كان يجمعنا، والحر كان يفرقنا بسبب الإجازة.. كنا متعاهدين على الزواج بعد التخرج، ولكن جاء الشتاء الأخير، وعصف بقلبى ففجأة قرر والدها اصطحاب أسرتهم والسفر للعمل فى الخارج.. سافرت وبعدت، ولم نتمكن من التواصل خاصة أنها من الممكن أن تستقر هناك مدى الحياة.. حتى الآن حازم ينتظر كل شتاء نزول الأمطار، ليجرى إلى البلكونة ويلعب بحبات المطر، وينظر إلى البلكونة المقابلة عسى أن تفتح حبيبته بلكونتها وتخرج ليلعبا معا تحت المطر. •كونى رومانسية فى الشتاء هناك بعض الخطوات البسيطة غير المكلفة من الممكن أن تتبعها المرأة لإضافة لمسة من الحب والرومانسية فى فصل الشتاء على علاقتها بشريكها، ذكرها موقع «المرأة اليوم» الأمريكى الذى يقدم مجموعة من النصائح لتجديد وإنعاش العلاقة العاطفية فى الشتاء، للحصول على مزيد من الدفء والسعادة. حاولى إيجاد الوقت لتكونا معًا، دون أطفال أو أى أفراد من الأسرة، ومن الممكن أيضا الذهاب فى رحلة قصيرة أو قضاء ليلة فى أحد الفنادق لمناقشة أمورك الخاصة، وتجديد حياتك الرومانسية. الهدايا أيضا تعيد ذكريات ما قبل الزواج، فالهدايا تعتبر من المفاجآت الرومانسية بالنسبة للطرفين سواء كانت مجموعة من الزهور أو الملابس المفضلة، لأنها تعيد ذكريات ما قبل الزواج. لا يخفى علينا جميعا أن الاتصال يثير المشاعر، فالفكرة فى قضاء كثير من الأوقات معًا، ولمس بعضكما البعض وعقد اليدين فى كل وقت سواء بالجلوس أو المشى، لأن الاتصال يثير المشاعر، ويحتفظ بحرارة الحب، كما أن تواجدكما سويا يمنح العلاقة مزيدا من الدفء، ومشاركتكما بعض الاهتمامات وتواجدكما سويًا يمنح العلاقة مزيدا من الدفء، من خلال خلق الوقت لمشاهدة الحفلات. يمكنكما مشاهدة الأفلام معا داخل أو خارج المنزل، مع تناول العشاء فى الهواء الطلق مع موسيقى رومانسية ناعمة، أو تناول وجبة الإفطار معًا فى الصباح قبل مغادرة السرير. الشموع أيضا لها مفعول السحر خاصة فى فصل الشتاء، وسيكون لها التأثير الأكبر بجانب وجبة ساخنة تدفئ القلب، والجسد.•