أطلق الدكتور إسماعيل سراج الدين مشروع الصناعات الثقافية من أجل التنمية فى مرحلته الثانية واستعرض نتائج المرحلة الأولى للمشروع التى بدأت منذ عامين، وذلك ضمن فعاليات مؤتمر «دعم التنوع الثقافى والابتكار فى مصر» الذى عقدته مكتبة الإسكندرية بين يومى 14 إلى 17 نوفمبر الجارى بشراكة مع الاتحاد الأوروبى. وشارك فى أعمال المؤتمر 300 مثقف مصرى وعربى، وناقشوا خلال جلساته «أزمة الثقافة فى مصر وسبل الخروج منها». . واستعرض المؤتمر ما تم إنجازه فى المرحلة الأولى لمشروع «الصناعات الثقافية» الذى تنفذه مكتبة الإسكندرية. ويهدف هذا المشروع من خلال عدة برامج ومبادرات تهدف إلى إحياء الحرف التراثية وتنمية الصناعات المرتبطة بالثقافة المصرية بتنوعها وتحويلها إلى صناعات داعمة للاقتصاد المصرى. ومن أهم تلك المشروعات مشروع تطوير حى كوم الدكة بالإسكندريةمسقط رأس سيد درويش، وتحويله إلى منطقة للصناعات الثقافية الموسيقية، وتطوير الصناعات الحرفية فى الحى وخاصة الصناعات الخشبية وإحياء الصناعات الثقافية الموسيقية. وتتخذ مكتبة الإسكندرية الآن الإجراءات لشراء منزل سيد درويش وتحويله إلى متحف وورشة لصناعة الثقافة على نمط المدن التى ارتبطت بمنتجات ثقافية محددة مثل كرداسة وحجازة.. وفى القاهرة، كان مشروع بيت السنارى بحى السيدة زينب الذى يقوم بتدريب الشباب على الأعمال الإبداعية فى جميع مجالات الفنون ويقدم عروضا مجانية لأهالى الحى لنشر الثقافة والارتقاء بالذوق. ويقدم بيت السنارى أيضاً عددا من الدورات التدريبية للمرأة فى الحى على فنون الطهى والتطريز وصناعة الحلى.. ونظمت فى إطار المرحلة الأولى من المشروع، جولة «شمال جنوب» لنحو مئة من المبدعين الشبان فى مختلف مجالات الإبداع من تصوير وتصوير فوتوغرافى وكتابة وجرافيك. وانطلقت الجولة من مدينة الإسكندريةفالقاهرة وشملت جولة نيلية فى ثلاث محافظات فى صعيد مصر هى قنا والأقصر وأسوان. وتعرف المبدعون الشبان على أبرز المعالم الثقافية فى المناطق التى زاروها وقدموا أعمالا إبداعية من واقع الجولة. وأكدت المهندسة هدى الميقاتى مدير المشروع، فى تصريحات لصباح الخير، أن تلك المشروعات تعمل على إحياء الفنون والصناعات الثقافية والتراثية من جانب وتدعيم الصناعات التنموية من جانب آخر، حيث تقوم بتدريب أهالى تلك الأحياء وإكسابهم مهارات عملية تساعدهم فى تحويل ما لديهم من فنون حرفية وتراثية إلى مصادر للدخل المستدام. وأضافت أن المشروع فى مرحلته الثانية سيقوم بإشراك عدد من المنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدنى والقطاع الخاص المحلى من أجل الدعم المادى وتنمية الصناعات الثقافية المحلية.. وفى تصريحات خاصة لصباح الخير قال الدكتور إسماعيل سراج الدين إن مكتبة الإسكندرية استطاعت أن تخترق قاع المجتمع المصرى على عكس ما يقال عن أن أنشطتها ذات طابع نخبوى، واستطاعت التواصل مع قطاعات من الشباب فى الأقاليم المصرية وتكتشف ما لديهم من إبداع وقدرة على الابتكار وتنوع ثقافى من خلال عدد من البرامج العلمية والفنية. وقال سراج الدين إن هذه البرامج والأنشطة لم تحظ باهتمام كاف من وسائل الإعلام التى تهتم فقط بالأنشطة التى تقام فى القاهرةوالإسكندرية. ومثال لذلك، أشار سراج الدين إلى أن وسائل الإعلام لم تهتم بحصول مجموعة من شباب أسيوط على المركز الأول فى مسابقة علمية دولية ضمن مشروعات مكتبة الإسكندرية، ولم يشر إلى هذا الإنجاز إلا فى خبر صغير عن المحافظات فى وسائل الإعلام المصرية. وأشار إلى أنه لا تزال هناك قطاعات من الشباب لم تصل إليها تلك البرامج الثقافية لمكتبة الإسكندرية أو لبقية المؤسسات الثقافية الأخرى بسبب انتشار الثقافة الدينية الخاطئة السائدة والتى تقف كجدار عازل بين المواطن وتلك المجهودات، ولكن هذا سيدفعنا لمزيد من المشروعات، خاصة أن الثقافة لم تعد أفكاراً جامدة وإنما تحولت إلى صناعة ومحركات للتنمية. •