على طريقة «arabs got Talent» «أربس جوت تالنت»، قام طلاب كلية الطب جامعة القاهرة، بالخروج من عباءة الأنشطة العلمية والتقليدية وبعض الأفكار المتطرفة، التى نراها من خلال البوسترات الملصقة على جدران الكلية سواء كانت سياسية أم دينية.. فتاريخ الكلية يجمع بين أمرين متناقضين ألا وهما الاهتمام والتركيز فى الدراسة لأنها تعتبر من أصعب الكليات العملية وأيضًا احتضانها لبذور الإرهاب .. فقد تخرج فيها رموز من قادة الإخوان الإرهابيين.. الأمر الذى جعلنا نتوقف للحظات نسترجع تاريخها، عندما علمنا أن طلاب كلية الطب يقومون بعمل مسابقة لاكتشاف المواهب فى جميع مجالات الفن كالشعر والغناء والرسم والموسيقى والتمثيل المسرحي.. وذلك بمساعدة مسئولى الكلية الذين تفتق ذهنهم وتوصلوا إلى أن الفن والأنشطة الفنية هى السبيل الوحيد للخلاص من هذه الأفكار المتطرفة داخل الكلية.. فقد لاقت المسابقة إقبالاً كبيرًا من قِبَل الطلاب.. بل كانت أيضًا السبيل الوحيد الذى أخرج فيه الطلاب مواهبهم المكبوتة التى دفنتها الأبحاث والمعامل.. ويتم فيها اختيار الموهوبين عن طريق التصفيات التى تقام على ثلاث مراحل من قِبَل لجنة التحكيم التى تضم نجوم الفن والأكاديميين.. فقد تم تنظيم هذه المسابقة تحت رعاية أسرة «فرسان القصر» بكلية طب قصر العيني. ولكن السؤال هنا هل ستعود جامعة القاهرة من جديد لتكون منبعًا لاكتشاف المواهب وخروج الفنانين الكبار منها مثلما كان من قبل؟.. وهل ستطوى كلية الطب صفحاتها لاحتضانها للإرهاب لتكشف عن مواهب مليئة بالأمل والتفاؤل. فى البداية تحدثنا مع محمد حامد- طالب بكلية الطب 21 سنة الفرقة الثالثة- مدير التنظيم ورئيس النشاط الطلابى بكلية الطب ليخبرنا عن المسابقة قائلاً: «قصر جوت تالنت» هى مسابقة لاكتشاف المواهب.. وكانت تقتصر فى العامين الماضيين على طلاب كلية الطب.. وكانت تقام على مسرح قصر العيني، وهذا كان سبب تسميتنا لها بهذا الاسم.. لكننا قررنا هذا العام أن نكبر المسابقة لتشمل جميع كليات جامعة القاهرة، وتكون بعنوان «كايروز جوت تالنت».. حيث ستقام هذه المسابقة على ثلاث مراحل فيها مرحلتان للتصفيات، يتم عرضهما فى مسرح قصر العيني.. حيث اشترك فى المسابقة 560 موهبة وتمت تصفيتهم إلى 45 موهبة ليصلوا إلى تصفيات قبل النهائى كى يصعد منهم 12 موهبة للنهائى والتى ستعرض على مسرح قبة الجامعة.. وتقتصر المسابقة هذا العام على جميع كليات جامعة القاهرة.. وذلك بتدعيم من إدارة كلية طب قصر العينى وإدارة جامعة القاهرة دكتور جابر نصار.. وتضم هذه المسابقة لجنة تحكيم والتى شارك فيها الفنانة وعد البحرى والفنانة لقاء سويدان والفنان محمد حسن من «أرب ايدول» والأستاذ عبدالحليم سامي.. ففاز العام الماضى موهبة من قصر العينى «محمد السعدني» وغنى فى محافل كثيرة وحفلات ومناسبات كبيرة.. فالهدف من هذه المسابقة هو محاكاة لاكتشاف المواهب مثل أربس جوت تالنت.. وقد قام بتنظيم الحفلة «فرسان القصر»، هو نشاط طلابى فى قصر العيني. بينما تخبرنا دكتورة هالة صلاح- وكيل أول كلية طب قصر العينى لشئون التعليم والطلاب- عن تحول نشاط الكلية من أنشطة تقليدية إلى مسابقات لاكتشاف مواهب الطلاب، قائلة: «كايروز جوت تالنت» اسم المسابقة الذى استقررنا عليه، كونها تشمل جميع كليات جامعة القاهرة.. والأسرة التى تولت هذا الموضوع كانت من كلية طب قصر العيني.. فمنذ تولينا للمنصب من ديسمبر الماضى ونحن ندعم فقط كل هذه الأنشطة بالاتفاق مع إدارة الجامعة الجديدة.. فجميع الأنشطة تتم تحت إشرافنا ومساندتنا التامة لها.. خصوصًا بعد أن وجدنا تجاوبًا كبيرًا من الطلاب تجاه سياسة الإدارة الجديدة.. الأمر الذى جعلنا ندرك أن الشباب يبحث عن الفرح والتفاؤل والأمل، بعدما كانوا يعيشون فى أجواء مليئة باليأس والإحباط خلال الثلاث سنوات الماضية.. يكتبون شعارات ضد السياسة بصورة فجة والتيار المتشدد الذى ينشر بوستراته عن عذاب القبر. توضح دكتورة هالة قائلة: لقد قمنا على الفور بالحد من هذه الشعارات والبوسترات وكل شيء له علاقة بالجانب الدينى والسياسى غير مقبول، طالما داخل إطار الكلية.. فالدراسة داخل الكلية جافة جدًا، وبالتالى الطالب فى حاجة إلى الترفيه.. فمبجرد أننا فتحنا الباب للترفيه وخرجنا من إطار الأنشطة العلمية والتقليدية.. فاجأنا الطلاب بمواهبهم المكبوتة وكانوا مستعدين لإظهار ذلك.. وبالفعل بدأنا نعمل كفريق عمل واحد يسعى للنجاح ولإظهار موهبة الطلاب للجميع.. فقمنا بعمل المسابقة كى يلاقى الطلاب تشجيعًا وإقبالاً من الناس.. فعلى الرغم من أن الكثير حذرونى من هذه المسابقة، لأنها من الممكن أن تؤثر بشكل عكسى على الطلاب وتثير حفيظة الآخرين.. لكننى صممت على هذا، بعد أن وجدت أن الطلاب هم من ساندوا هذا التغيير.. فكل مافعلته هو أننا فقط مهدنا لهم الطريق ودعمنا الأنشطة بكل الوسائل الممكنة التى اخترناها لهم.. وقد ساعدنا استعداد الطلاب القوى لهذه المسابقة.. فالنفس البشرية تميل دائمًا للمرح وليس العكس.. فقد وضعت ضوابط للجانب المتشدد وليس قيودًا، لأنهم موجودون معنا داخل الكلية.. فهذه الأنشطة كانت موجودة من قبل ولكن بشكل ضعيف لأن التيارات المتشددة كانت دائمًا تغطى على هذه الأنشطة.. وبالتالى قمنا بالحد من هذا التيار.. بل أخذناهم معنا فى التخطيط لهذه الأنشطة مثل عمل الديكورات.. فقد قام عميد الكلية بتدعيم كل هذه الأنشطة من أمواله الخاصة.. بعد أن وجدنا استعدادًا كبيرًا من قبل الطلاب. فقد هيأنا المناخ المناسب لهم وفتحنا الباب لإظهار مواهبهم وقمنا بتشجيعهم وتطبيق الأفكار بشكل سريع ودعمناهم بالوقت وبالإمكانيات الموجودة داخل الكلية.. لأننا وجدنا أن هذه الطريقة الوحيدة التى نستطيع من خلالها أن نرجع تفكيرهم مرة أخرى للوضع الطبيعي. أما بالنسبة للتمويل فتقول: لقد قامت الجامعة بتمويلنا بالإضافة إلى تدعيم الكلية بشكل شخصي.. وأيضًا الطلاب قاموا بتوزيع التذاكر على أصحابهم بسعر رمزى 10 جنيهات.. أما بالنسبة للفنانين الذين أتوا من معهم الموسيقى فقد أتوا دون أى مقابل مادي. و«صباح الخير» من جانبها ستتابع هذه المسابقة فى أنشطتها القادمة، وتلتقى مع المواهب من كلية الطب وباقى كليات الجامعة. •