توافد الناخبين للتصويت في جولة الإعادة بانتخابات النواب بالإسكندرية| صور    الشئون النيابية تحيي اليوم العالمي للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة    الإدارية العليا تواصل تلقى طعون نتيجة المرحلة الثانية لانتخابات النواب    «ميدوزا»: كفاءة عالية رغم سوء الأحوال الجوية    رعاية شاملة    سعر الدولار اليوم الأربعاء 3 ديسمبر 2025    تعرف على سعر الدولار أمام الجنيه ببداية تعاملات اليوم الأربعاء 3-12-2025    الاستثمار: تمكين القطاع الخاص يعد ركيزة أساسية في استراتيجية الدولة المصرية    وزير الخارجية يلتقي مجموعة الصداقة البرلمانية المصرية الألمانية في البوندستاج    وزيرة التخطيط تُشارك في احتفال سفارة الإمارات بمناسبة عيد الاتحاد الرابع والخمسين    أطباء بلا حدود: عشرات الآلاف من سكان غزة يحتاجون إلى الإجلاء الطبي    نتنياهو يستنجد ب ترامب لإنقاذه من مقصلة قضايا الفساد    هل يحرق الإخوان العالم؟    رسائل ردع من «إيديكس 2025».. مصر تثبت ريادتها وتعزز قدراتها الدفاعية    واجب إنسانى وأخلاقى    ليفربول في مواجهة صعبة أمام سندرلاند "الحصان الأسود" بالبريميرليج    تشكيل آرسنال المتوقع أمام برينتفورد في البريميرليج    إجراء تحليل مخدرات لسائقين تسببا في إصابة 5 أشخاص بمصر الجديدة    مركز المناخ يحذر من نوة قاسم: تقلبات جوية عنيفة وأمطار من الخميس حتى الاثنين    إصابة 7 أشخاص إثر حادث انقلاب ميكروباص بمدينة 6 أكتوبر    ألحان السماء    من «وطن الكتاب»    وزير الصحة: الدولة توفر بيئة استثمارية محفزة لزيادة الإنتاج وتوافر الدواء الآمن    القلاوي حكما للقاء الجونة وبترول أسيوط في دور 32 لكأس مصر    أسعار الفراخ والبيض اليوم الاربعاء 3-12-2025 في الأقصر    الأمم المتحدة تعتمد قرارا يطالب إسرائيل بالانسحاب من الجولان وسط اعتراض أمريكي-إسرائيلي    جولة مفاجئة.. محافظة الغربية يتابع أعمال النظافة ورفع الإشغالات فجرًا    «الشؤون النيابية» تحيي اليوم العالمي لذوي الإعاقة: قيمة مضافة للعمل الوطني    مواعيد مباريات اليوم.. مهمة محلية لصلاح ومجموعة مصر في كأس العرب    بعد لقائهما المسلماني.. نقيبا السينمائيين والممثلين يؤكدان تعزيز التعاون مع الهيئة الوطنية للإعلام    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 3-12-2025 في محافظة الأقصر    جوارديولا: أهداف فولهام من أخطاء دفاعية.. ولا أملك إجابة لما حدث في المباراة    هيجسيث يتوعد بتصعيد الضربات ضد قوارب المخدرات ويهاجم تقارير الإعلام الأمريكي    متحدث الصحة: تحذير للمسافرين من أدوية ومستلزمات خاضعة للرقابة الدولية    تجديد حبس المتهمين باستدراج موظف وسرقته    قوات الاحتلال تعزز انتشارها وسط مدينة طولكرم    توقيع مذكرة تفاهم بين "الاتصالات" و"الاعتماد والرقابة "بشأن التعاون فى تنفيذ التطوير المؤسسي الرقمى    زكريا أبوحرام يكتب: تنفيذ القانون هو الحل    إصابة 9 أشخاص بينهم أطفال وسيدات في حادث تصادم بالفيوم    فيدرا تعيش وسط 40 قطة و6 كلاب.. ما القصة ؟    اجتماعات سرّية في باكستان وتركيا بعد تحركات ترامب لتصنيف الإخوان إرهابيين    دعاء صلاة الفجر اليوم.. فضائل عظيمة ونفحات ربانية تفتح أبواب الرزق والطمأنينة    «الصحة» تعلن انطلاق استراتيجية توطين صناعة اللقاحات وتحقيق الاكتفاء الذاتي قبل 2030    زينة عن شخصيتها في "ورد وشوكولاتة": حبيتها لأنها غلبانة وهشة    «بإيدينا ننقذ حياة» مبادرة شبابية رياضية لحماية الرياضيين طبيًا    مانشستر سيتي يهزم فولهام في مباراة مثيرة بتسعة أهداف بالدوري الإنجليزي    هل سرعة 40 كم/ساعة مميتة؟ تحليل علمى فى ضوء حادثة الطفلة جنى    «الوطنية للانتخابات»: إعادة 19 دائرة كانت قرارًا مسبقًا.. وتزايد وعي المواطن عزز مصداقية العملية الانتخابية    مراوغات بصرية لمروان حامد.. حيلة ذكية أم مغامرة محفوفة بالمخاطر (الست)؟    «السيدة العجوز» تبلغ دور ال8 في كأس إيطاليا    بالأسماء، مصرع شخصين وإصابة 9 في حريق مخزن ملابس سوق الخواجات بالمنصورة (صور)    نقيب الإعلاميين يستعرض رؤية تحليلية ونقدية لرواية "السرشجي" بنقابة الصحفيين    تراث وسط البلد رؤية جديدة.. ندوة في صالون برسباي الثقافي 7 ديسمبر الجاري    1247 مستفيدًا من قوافل صحة دمياط بكفر المرابعين رغم سوء الطقس    وكيل الأوقاف: المسابقة العالمية للقرآن الكريم حدث فريد يجمع الروحانية والتميز العلمي    ما حكم المراهنات الإلكترونية؟.. أمين الفتوى يجيب    يلا شوووت.. هنا القنوات الناقلة المفتوحة تشكيل المغرب المتوقع أمام جزر القمر في كأس العرب 2025.. هجوم ناري يقوده حمد الله    أدعية الفجر.. اللهم اكتب لنا رزقًا يغنينا عن سؤال غيرك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وزير التخطيط: صندوق دعم للأغنية المصرية
نشر في صباح الخير يوم 08 - 09 - 2015

يظل الفن وجدان العالم وتظل الموسيقى لغة الشعوب الأولى التى يفهمها الجميع، نختلف فى الشكل واللون واللغة واللهجات وكل شىء، وتجمعنا الموسيقى والغناء.. ونحن كشعب مصرى تربى وترعرع وجدانه على الغناء نحرص دائماً على الأغنية المصرية التى كانت ولا تزال وستزال الرائدة فى المنطقة العربية أجمع حتى ولو أنها تمر هذه الأيام بحالة من الاسترخاء، حتماً ستفيق وستنتعش وتعود لعظمتها وجمالها وتحتضن أجيالاً ربما ضلوا عنها قليلاً.
ومن هنا من داخل جمعية المؤلفين والملحنين نكتب لكم هذا الأسبوع، نكتب على رائحة الإبداع والمبدعين، نكتب من أعلى منبر للفن والأصالة، نكتب بشرف تاريخ عظيم تاريخ يستحق الفخر، وإبداع يستحق الكبرياء والشموخ والانحناء أمامه فى آن واحد.
كان يجب أن أستمع إلى تاريخ هذا المكان المعبأ بالموسيقى والكلمات والأصوات المغردة والوطن ووجدان أجيال وأجيال، وكان يجب أيضاً أن أسأل عن تفاصيل إنشاء هذا المكان فسألت شاعر مصر والوطن العربى الشاعر جمال بخيت الذى قال لى إنه:
• تاريخ الجمعية
«منذ حوالى سبعين عاما وبالتحديد فى عام 1946 تم إشهار جمعية أهلية فى وزارة الشئون الاجتماعية تحت رقم 373 باسم جمعية المؤلفين والملحنين.
وكان هذا الإشهار نتيجة لنضال سنوات طويلة خاضتها مجموعة من كبار الملحنين والمؤلفين فى هذا التوقيت منهم بيرم التونسى ومحمد عبد الوهاب وبديع خيرى.
مائة عام تقريبا احتاج إليها الأمر لكى يصل المؤلفون والملحنون المصريون إلى ما حصل عليه غيرهم من المؤلفين والملحنين فى فرنسا.. وبعدها فى بقية انحاء العالم.
كان المعهود قبل عام 1847 فى جميع انحاء العالم أن يحصل المؤلف أو الملحن على أجر من المنتج الذى ينتج عملهما الغنائى.. ولكن حدث موقف فى عام 1847 أسس ما يسمى بحق الأداء العلنى.. أى حق المؤلف والملحن فى نسبة من أى عائد مادى يأتى لأية جهة تستفيد من عزف وأداء عملهما الغنائى وتحصل على عائد من هذا الأداء.
بدأ الموقف بجلسة بين ثلاثة مؤلفين وملحنين فرنسيين هم بول هنريون وفيكتور باريزو وارنست بورجيه.. كانت هذه الجلسة فى مقهى الامباسدير فى شارع الشانزليزيه الشهير بباريس.. فوجئ هؤلاء بعزف مقطوعاتهم الموسيقية من فرقة موجودة داخل المقهى.. تفاعل معها رواد المقهى واستعادوها أكثر من مرة.
انتهت جلسة المبدعين الثلاثة وأحسوا بالحسرة وشكل رد فعلهم تحولا كبيرا فى مجال الملكية الفكرية.. إذ إنهم رفضوا دفع ثمن المشروبات التى تناولوها فى المقهى.. بل وطالبوا صاحب المقهى بأجر عن عزف مقطوعاتهم الموسيقية لأن هذه الموسيقى هى السبب فى اجتذاب الرواد إلى هذا المقهى بالذات.. كما ان المشروبات التى يقدمها يرتفع سعرها عن أى مقهى آخر لا يقدم الموسيقى.
أقام صاحب المقهى عليهم دعوى أمام محكمة السين التجارية التى أصدرت حكمها عام 1847 بمنع عزف هذه المقطوعات فى المحل إلا بترخيص من مؤلفيها.
وفى أغسطس عام 1848 صدر حكم آخر أكد الحكم الأول.. وفى 16 ابريل من العام التالى حكمت لهم المحكمة بالتعويض.. ومن هنا بدأ فى العالم كله تقرير حق الأداء العلنى للمؤلفين والملحنين.
الشاعر الكبير مصطفى عبد الرحمن أول سكرتير عام لجمعية المؤلفين والملحنين وضع كتابا مهما فى عام 1964 بعنوان حق المؤلف العربى.. وقد صدر الكتاب عن جمعية المؤلفين والملحنين والناشرين.
الكتاب درس فى التاريخ الحافل المشرف للمؤلفين والملحنين المصريين يجب أن يقرأه كل من يتصدى لقضايانا ولتحصيل حقوقنا.. بدلا من هذا الجهل الصارخ الذى يتحدث به البعض والذى يؤدى إلى ضياع الحقوق وليس إلى تحصيلها !!
يحكى لنا الشاعر الكبير مصطفى عبد الرحمن عن الجهود الفردية عام 1932 التى تزعمتها السيدة بهيجة حافظ وفريد غصن وأحمد شريف التى ذهبت أدراج الرياح وحكى لنا صراع بيرم مع مجلس النواب المصرى عام 1950 الذى رفض إصدار قانون حق المؤلف الذى تقدمت به الحكومة وقتها.. يعلق مصطفى عبدالرحمن على هذا الرفض بقوله «وضع مجلس النواب قانونا لحماية الابقار» ورفض أن يصدر قانون حماية الأفكار.
بينما ألف بيرم التونسى زجلا فى هذا الموضوع قال فيه:
لو كان ف نوابنا نائب يفهم الأوبريت
أو حتى ينظم على تربة أبوه كام بيت
أو حد كان قال له ايه روميو إيه جولييت
ما كانش يصبح قانون الفكر والتفكير
مدشوت لغاية ما يتفرق ورق تواليت!!
فى صفحات هذا الكتاب المهم تقرأ كيف كان العالم يتقدم بسرعة فى اتجاه حفظ حقوق الملكية الفكرية.. بينما تُنهب حقوق المؤلفين والملحنين المصريين.. بل وتتعطل حقوق المبدعين والمبتكرين والمخترعين.. فتتعطل بالتالى عقولهم عن العمل ونتخلف عن ركب البحث العلمى الذى تتقدم به الأمم.. وتكتسب قوتها وأهميتها.. فى أوائل ديسمبر عام 1945 أُرسلت الدعوة إلى المؤلفين والملحنين المصريين لحضور الاجتماع الذى عقد فى نادى السينما المصرى (20 شارع عدلى).. وفى يوم 21 من ذلك الشهر حضر طليعة المؤلفين والملحنين أول جمعية عمومية.. واختارت مجلس إدارتها من الأساتذة.. محمد عبدالوهاب رئيساً.. بديع خيرى وفريد غصن وكيلين.. مصطفى عبدالرحمن سكرتيرا عاما.. محمد عبدالمنعم أبوبثينة أمينا للصندوق.
وكذلك تم اختيار أعضاء مجلس الإدارة وهم الأساتذة : عبدالحميد عبد الرحمن، أبو السعود الأبيارى، يوسف جوهر المحامى، إبراهيم رمزى، سليمان نجيب، عبدالحليم على، محمود كامل حسن المحامى، نجيب الريحانى، عمر جميعى، محمد الحناوى.
وبدأ المجلس عمله بكتابة مذكرة اشترك فى صياغتها الاساتذة محمد كامل حسن المحامى ويوسف جوهر المحامى ومحمد الحناوى المحرر بالأهرام وقتئذ.. تحدثت المذكرة عن الدور الخطير الذى يؤديه المؤلف لوطنه وعن رعاية كل الدول لأصحاب الخلق الفنى فيها وإصدار القوانين التى تحميهم من ناهبى الأفكار.. وتحدثت المذكرة عن المعاهدات الدولية كمعاهدة ابرن ومن انضم إليها من الدول التى سبقناها حضارة.
ويحكى لنا الشاعر مصطفى عبدالرحمن كيف أن وفدا برئاسة عبدالوهاب قابل الدكتور عبدالرازق السنهورى وزير المعارف وقتئذ وقدم مطالب المؤلفين والملحنين المصريين».
• الوزير بالجمعية
ومن داخل الجمعية، حيث التقى السيد وزير التخطيط أشرف العربى بجمعية المؤلفين والملحنين التى يرأسها الشاعر سيد حجاب، والشاعر جمال بخيت، والسادة الأعضاء ومنهم الشاعر الدكتور مدحت العدل، الملحن منير الوسيمى، الملحن صلاح الشرنوبى، والشاعر تامر حسين، والملحن محمد على سليمان والملحن زياد الطويل والملحن محمد الصاوى والشاعر فوزى إبراهيم والملحن أمجد العاطفى وحسن دنيا وصالح أبو الدهب.
• كلمة الشاعر سيد حجاب
وافتتح اللقاء الشاعر سيد حجاب حيث بدأ كلمته بالتعبير عن سعادته الغامرة بالأصالة عن نفسه وبالنيابة عن باقى الأعضاء الباقين والراحلين بحضور السيد الوزير ورحب به معتذرا أشد الاعتذار عن مقر الجمعية الذى لا يوحى بما تمر به الجمعية من تقدم وتجدد وازدهار يكفى لممارسة الدور اللازم فى الفترة المهمة متمنيا تغير هذا المقر لمواكبة قيمة الإبداع فى مصر وقيمة الفن المصرى بالمنطقة العربية واستطرد «حجاب» قائلا: إنه من المعروف أن دور القوة الناعمة المصرية بدأ ذروته فى ستينيات القرن الماضى بالمنطقة العربية وبمصر وكان الفضل الأساسى لنفوذ هذه القوة الناعمة هو أننا فى البلد الذى بدأت فيه صناعة السينما بالمنطقة وتأسيس إذاعة أهلية ثم أميرية بعد ذلك، وكانت فعلا هذه الأدوات الفنية أدوات تواصل وجذب لجماهير الأمة العربية التى إلتقت حول القيادة المصرية بفضل الفن المصرى الذى كان بجوار قيمته المعنوية كان مصدر دخل مهماً لمصر بهذه الفترة، وبالسنوات الأخيرة تراجع دور قوة مصر الناعمة فى المنطقة، وذلك لأنه فى فترة من الفترات استقالت الدولة عن دورها فى الاقتصاد والفنون والثقافة وتركت هذا الدور للإنتاج الخاص الذى لايهتم بتقديم أعمال فى مستوى أعمال الدولة المصرية، وهو نفس الشىء بالنسبة لإنتاج الأغنية المصرية فقد تراجع دور الدولة والمنتج الفنان الذى كانت الدولة تقدمه فى الستينيات، حيث كانت تنتج من خلال الإذاعة والتليفزيون من خلال المنتج الخاص الذى كان وقتها الموسيقار محمد عبد الوهاب، والموسيقار محمد فوزى على رأس شركات الإنتاج والشركة الثالثة التى كان يملكها عاطف منتصر ومستشارها الفنى مأمون الشناوى، حيث تراجع دور الدولة وتقدم دور القطاع الخاص الذى لا يهمه كثيراً مستوى الإبداع بقدر ما يهمه العائد المادى، وقتها انحدر الفن المصرى كثيراً وتراجع دوره كثيرا فى السنوات الأخيرة فقد فقدت مصر قوتها الناعمة وأصبحنا نستقبل تأثيرات الغناء الخليجى أكثر مما نرسل الغناء المصرى إلى الإطار العربى، وتفاءل حجاب بمجلس إدارة الجمعية الجديد حيث تشهد عصراً جديدا بثوب جديد فى ظل أعضائها الذين يسعون دائما الى الأفضل والرقى والنهضة بمستوى الجمعية والأغنية فى مصر، حيث يحلم الجميع بأن تسترد مصر دورها فى المنطقة العربية إزاء شعبها وثقافته وإبداعه وإعادة تشكيل وجدانه الغنائى والثقافى من خلال جمعية المؤلفين والملحنين التى كانت السبب فى النهضة الفنية والثقافية التى ستأتى بقوة شديدة لمكافحة الإرهاب فى المنطقة ومساندة مصر فى تلك الظروف الصعبة التى تمر بها البلاد.
• زيارة الوزير.. تاريخية
بهذه الكلمات اختتم الشاعر سيد حجاب كلمته ليتركها للشاعر جمال بخيت الذى بدأ بالتنويه إلى أن زيارة الوزير لجمعية المؤلفين والملحنين زيارة تاريخية، وأضاف انه طبقا لما يتاح لديه من معلومات أنها المرة الأولى للجمعية التى تستقبل فيها أحد الوزراء، حيث كان السبق للسيد الوزير أشرف العربى بزيارة الجمعية، قائلاً إنه تم التوجه للدكتور أشرف العربى نظراً لمسئوليته الكاملة بقوة مصر الناعمة وأيضاً يسمع الكثير منا عن إعادة هيكلة مبنى ماسبيرو هذا الملف الضخم.
بالإضافة إلى طريقته المميزة فى التفكير وعلى غرار صندوق دعم السينما فكرت الجمعية بأن يكون هناك صندوق دعم للأغنية وكما يعلم الجميع تراجع السينما المصرية فى الآونة الاخيرة وهى تحتاج الدعم بالفعل ولكن الشىء الغريب أنه أثناء تراجع السينما المصرية لن تجرؤ أى دولة عربية أخرى أن تملأ فراغ السينما المصرية حيث لا توجد سينما رائدة فى الوطن العربى أجمع سوى السينما المصرية مهما كان ضعفها ولكن الأغنية أخطر بكثير من السينما لأنها أسرع وصولا وأسرع تأثيراً فى الوجدان المصرى، وأن كل خطوة يحدث فيها تراجع فى مصر فهناك تقدم فى أماكن أخرى ويكفى أن نقول إنه عندما يكون لدينا صوت جميل مثل مروة ناجى فى أغنية عظيمة مثل برضاك كلمات بيرم التونسى وألحان رياض السنباطى التى تغنت بها عشرات المرات بدار الأوبرا المصرية دون أن يشعر بها أحد وبمجرد ظهورها فى برنامج بإنتاج خليجى يستمع إليها العالم كله، فكم هو العار علينا وعار على إبداعنا ونحن أصحاب الإبداع والفن ونحن من علم العالم العربى أجمع كيف تكون الأغنية والغناء وكيف لها أن تشكل وجدان جيل بأكمله، وللأسف نرصد ما يحدث لمصر فى الغناء كل لحظة فكل ما هو حديث نستورده من الخارج هذه الأيام وكأن مصر الرائدة فى كل شىء لم تكن يوما؟ فهذه كارثة بكل المقاييس وكما لا تقبل مصر ولا يقبل الشعب المصرى وكذا الحكومة المصرية، فمثلما تسعى مصر لتكون الرائدة فى العسكرية وكافة المجالات تسعى للعودة لريادتها فى الأغنية المصرية ووجود صندوق دعم للأغنية أصبح ضرورياً للغاية ويجب أن تشترك فيه ثلاث جهات هى جمعية المؤلفين والملحنين واتحاد الإذاعة والتليفزيون ودار الأوبرا المصرية، ومن الممكن أن يكون المشروع خلال أيام على مكتب الوزير، وفى وجود وزير التخطيط حدث اتصال برئيس دار الأوبرا المصرية الدكتورة إيناس عبدالدايم، ورئيس التليفزيون المصرى عصام الأمير، وكلاهما مرحب جدا بالفكرة وأعربا عن مساندتها الكاملة ودعمهما الكامل لهذا المشروع ونستطيع جمع الشمل مرة أخرى من خلال برنامج تليفزيونى يعرض ويهتم بالأغنية المصرية ويكون معنياً بها أو قناة بأكملها، فليس كثيراً على الأغنية المصرية الرائدة فى الوطن العربى طوال تاريخها، وأيضاً عمل حفلات فى الأوبرا حيث يتم تبنى عشرة أصوات من قبل جمعية المؤلفين والملحنين وكتابة الكلمات وعمل اللحن لهم وإنتاج الغنوة من الصندوق ويتم ترويجها من خلال قناة تليفزيونية تخصص لترويج الأغنية المصرية، وحفلات الأوبرا وتذاع أيضا بالإذاعة ويتم تسويقها من خلال صوت القاهرة.
• غزو الأغنية
وتحدث الدكتور مدحت العدل مؤكداً أهمية الغنوة المصرية قائلا: ليس اعتباطا أن جميع المسلسلات التركية مدبلجة الى السورية فهى مقصودة وذلك للقضاء على لهجتنا المصرية الأقرب والأسرع لكل الشعوب وصولا للقضاء على الهوية المصرية الأكثر جاذبية وسحرا حيث نرى كم الأغانى فهى كثيرة جدا وكلها حرب لغزو السوق المصرية والقضاء على الأغنية المصرية.
• تذكير الشباب
وأكد الملحن صلاح الشرنوبى ضرورة تذكير الشباب بالقيم الفنية الراحلة والباقية معنا بما تركت من إبداع التى أوشك الشباب على فقدانها والمواهب الشابة فى الغناء، من خلال قناة تليفزيونية، تهتم بالغنوة المصرية بشكل عام قديمها وجديدها ذات القيمة الفنية والإبداعية، ووعد الأعضاء بأن يكون ملف المشروع على مكتب الوزير خلال هذا الأسبوع بعد مناقشته مع الدكتورة إيناس عبدالدايم والدكتور عصام الأمير، كما ناقش الأعضاء حاجة الجمعية الى أجهزة كمبيوتر حديثة حيث تفتقر الجمعية إلى تلك الأجهزة، وفيما يخص الجزء التاريخى، فإن مكتبة الإسكندرية تقيم مشروع ذاكرة مصر المعاصرة وتم توجيههم للجمعية، فسعدوا بذلك جدا وأرسلو جواباً لتوثيق تاريخ الجمعية ضمن ذاكرة مصر المعاصرة وهذا المشروع يعتبر ممتداً إلى أن ينتهى ولكنهم وعدوا بعمل جزء منها فى أسرع وقت وذلك للاحتفال بمرور سبعين عاما على إنشاء جمعية المؤلفين والملحنين.
• توثيق الرموز
وكثيرا ما تذهب إلى مكان ما فى العالم فنجدهم فى غاية الاهتمام بتوثيق رموزهم الأدبية والفنية فيما عدا مصر لا تهتم إطلاقا برموزها رغم انهم مسئوليه تاريخية كبيرة جدا وشرف لأجيال كثيرة قادمة وشرف للبلد التى ينتمى لها المبدع، فمن العار أن تذهب مثلا لتجلس على مقهى فى أحد شوارع باريس وتجد اعلى كرسى المقهى لافتة مكتوبا عليها يوسف إدريس أو محمد عبدالوهاب أو أم كلثوم وغيرهم الكثير من المبدعين المصريين الذين طالما امتلات بهم شوارع أى بلد عدا مصر فهذا مشروع آخر نتمنى الاهتمام به.
فهؤلاء هم جزء من تاريخ الإبداع فى العالم أجمع ويجب أن نجمع نوادرهم فى متحف ليكون مقصد للعالم أجمع.
• سعادة وفخر
ثم كانت كلمة السيد الوزير اشرف العربى الذى أبدى شديد سعادته وفخره لوجوده اليوم بين صفوة مبدعى مصر من الأجيال القديمة والحديثة فى الشباب وأيضا رائحة الراحلين التى اشتمها تملأ أرجاء الجمعية حوله كما أبدى استعداده التام والكامل لتقديم جميع نفقات المشروع بعد تقديم الملف ودراسته، وأعرب عن تأثره وحبه لبعض الملفات التى تقدم له كأى مواطن مصرى عاش على أرض هذا الوطن وتربى وترعرع فى خيره وتشكل وجدانه فى كلمات الأغانى المصرية التى شكلت عمقا وحبا وعشقا غير عادى لتلك البقعة دون غيرها من بقاع الأرض ومن امثلة هذه الملفات، ملف مبنى ماسبيرو وصندوق دعم السينما وسيضاف إليهما صندوق دعم الأغنية المصرية الذى سيكون من أحب وأهم الملفات لديه، كما وضح أن الحكومة تهتم كثيرا بمثل هذه الملفات ومثال على ذلك صندوق دعم السينما الذى نوقش وتم اتخاذ قرارات بتأسيسه فى أسرع وقت ممكن، مؤكداً أهمية الأغنية المصرية بالنسبة للشعب المصرى حيث قال: إن أكثر ما يؤثر فى هذا الشعب ويشكل وجدانه هى الأغنية.
• صندوق سيادى
وصرح بتأسيس صندوق سيادى كبير لتأمين مستقبل الأجيال القادمة وتنشيط الاقتصاد، ويستخرج من هذا الصندوق العديد من الصناديق لدعم الطرق والكهرباء والصحة والطاقة والاتصالات، وسيضم أيضاً صندوق الإبداع.
• مرحلة خطيرة
ثم أوضح الملحن محمد على سليمان خطورة المرحلة التى نعيشها هذه الأيام بدون أغان مصرية حيث إننا شعب تربى على وجدان الأغنية، وطالب بالإسراع والاستعجال فى هذا المشروع حتى لا يجف الشعب المصرى وحتى لا يموت حماسه، كما أبدى انزعاجه وأسفه التام من انتشار الإسفاف والأغانى الركيكة والمهرجانات وترديد الشباب لمثل هذه الأعمال التى لا تسمو ولا ترتقى لمستوى الأغنية، وطالب أخيراً بإنقاذ الهوية المصرية قبل أن تموت فى مرحلة الاسترخاء الموحش التى نمر بها.
اختتمت الجلسة على وعد من الوزير بتنفيذ جميع متطلبات الجمعية، وأكد الجميع أهمية الأغنية وأهمية الحفاظ عليها واسترجاعها لاسترجاع هويتنا المصرية التى كادث أن تذهب مع الريح بالأيام الماضية وأيضا أهمية الأغنية فى القضاء على الإرهاب والنهوض بالوجدان وحثه على العمل وحب الأوطان.•


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.