إجازة وبحر ورمل ونسمة هواء.. إيه أحلى من كده مصيف!! ولكن فى كثير من الأحيان يتعدى المصيف مجرد الهواء والبحر.. فقط. فداخل الأسرة الواحدة يختلف معنى المصيف بين أفرادها، فالأم غير الأب.. والطفل الصغير غير الشاب.. وبمعنى أدق.. فقد تفرض الظروف واقعاً يختلف معه معني المصيف من شخص لآخر فتكون هناك واجبات والتزامات وحتى تضحيات؛ فيكون المصيف لدى الكثيرين بحر ورمل.. وأشياء أخرى. فنحن الأمهات بالإضافة للبحر والرمل هو أيضاً «ماتش» لغسيل الهدوم، وتنظيف دائم للشاليه من الرمل الذى يحضره أولادنا من الشاطئ، أو طبخ لمواجهة حالات الجوع المتكرر للأطفال بعد السباحة، وتزيد حدة وسخونة هذا الماتش كلما صغر سن الأولاد ويصل الأمر فى أغلب الحالات للسهر ليلاً لإعطاء أدوية للرشح أو لآلام الأذن التى قد تسببها السباحة لبعض الأطفال أو أدوية الحساسية والكحة من الرطوبة أو الإسهال. • كله يهون رانيا عاطف ربة منزل زوجة وأم لولدين فى المرحلة الابتدائية، لخصت المصيف عندها فى جملة: «المصيف عندى هو البحر وقت الغروب» فمع تعبى طول النهار فى الطبخ وتنظيف الشاليه وغسل هدوم أولادى إلا أن المصيف يبدأ عندى وقت الغروب فأجلس على البحر ثم أرجع لتبدأ خروجاتنا مع أصدقائنا أو يأتون ليسهروا معنا للفجر.. هناك أيام ألزم فيها الشاليه عندما يصاب أحد أولادى بالبرد أو الإسهال وتعودت على ذلك.. وأنتظر أن يكبروا حتى أشعر بمعنى المصيف الحقيقى وأرتاح من تعب الأولاد.. فلا أترك البحر أبداً». مها مؤمن ربة منزل تقول: «بالنسبة لى المصيف تعب وإرهاق فابنى الأكبر فى الصف الثانى الإعدادى دائما ما يستضيف أصدقاءه عندنا لأن الشاليه على البحر فيأتون هربا من سخونة الجو داخل القرية، وبالطبع أنا من أطبخ وإذا حدث وأحضرت أكل جاهز لا أسلم من انتقاد حماتى فهى تصيف معنا ولا ترضى عن الأكل من الخارج ولو كنا فى مصيف!! أما ابنى الأصغر فلا يتعدى الثمانى سنوات فمتعته البسين والبحر وما يتبع ذلك من استحمام وغسيل ودور برد وسخونة «على الماشى» وكأنه طقس كل مصيف وطبعا طول اليوم مسح للأرض من الرمل.. ودائما ما أكون مشغولة بين الطبخ والتنظيف وأحلى ما فى المصيف عندما ينام ابنى الصغير وحماتى فأخرج مع زوجى أو نجلس على البسين ليلاً. سارة راشد - 29سنة مهندسة كمبيوتر بإحدى الشركات، بالرغم من أنها ليست متزوجة فإن المصيف عندها أيضا التزامات بجانب استمتاعها بالبحر على حد قولها فتقول: «أنا الابنة الصغرى لوالدى اخوتى متزوجون وكل أخت وأخ مع أسرته وأنا من أهتم بوالدى ربنا يخليهوملى ولكن فتح الشاليه وتنظيفه وإحضار الطلبات والأدوية لوالدى والأكل وغسل المواعين وضيافة أصدقاء والدى يوميا بعد المغرب كلها مسئولياتى لوحدى فأنزل البحر صباحاً وطول اليوم تقضية للطلبات ولا أسهر ولا أخرج حتى لا أترك والدى بمفردهم طول فترة المصيف». • اللمة أحلى ما فى المصيف أما ليلى ماجد محاسبة فى أحد البنوك وأم لبنتين فى المرحلة الثانوية فتقول: «المصيف عندى لمتى مع أهلى على البحر فهذه هى الفترة التى أجلس فيها مع زوجى وأمى وإخوتى بدون عمل أو مذاكرة أو امتحانات والأحلى أنها على البحر، أو سهرنا للعب الكوتشينة مع ابنتى وصديقاتهما اللاتى يحضرن معنا من القاهرة بعد الانتهاء من الامتحانات ولكن للأسف كلما كبر أولادنا تكون متعتهم مع أصدقائهم بعيداً عنا فتصبح لهم خروجاتهم واكون مجرد «سواقة» لهم للمكان الذى يريدونه سواء السهر مع أصدقائهم فى قرى أخرى فى الساحل أو الذهاب لمارينا أو للسينما». ندى محمود - 14 سنة ترى أن المصيف هو لمة الصحاب فتقول: «اظبط مع أصحابى مواعيدنا للسفر للمصيف وكل القرى فى الساحل قريبة من بعضها فنتقابل فى كل قرية يوم ننزل البحر ونقضى اليوم وننزل ليلا لمارينا أو بلات فورم أو أى مكان يوافق عليه أباؤنا وأمهاتنا وأحلى ما فى الموضوع أن أهالينا تعارفوا أيضا وأصبحت لنا خروجاتنا ولهم خروجاتهم فاحلى ما فى المصيف وأهم من البحر اللمة» • الشغل ورانا ورانا المهندس محمد مصطفى رئيس قسم الشبكات بإحدى شركات الاتصالات يقول: «الإجازة ليست «بلبطة» فى البحر طول اليوم فطوال الوقت هناك متابعة لعملى بالهاتف وأحيانا أنزل للقاهرة إذا استدعى الأمر وأعود لأسرتى وطوال الوقت أتابع الإيميلات على الموبايل وأنا جالس على البحر أتمنى لو يكون البحر والهواء فقط كل ما يشغلنى ولكن للأسف الحياة تفرض علينا أولويات». •