∎ فى مملكة مارينا: نهار هادئ وليل صاخب. الصباح فى الساحل له طعم مميز فالهدوء الذى يتخلله صوت البحر هو السمة المميزة هناك فالكل نائم يكاد يختفى البشر سوى القليل منهم الذين لا يتعدون عدد أصابع اليد الواحدة على البحر، ثم تبدأ الأعداد فى التزايد حتى قبل الإفطار بساعة ثم يبدأ العدد فى النزول ثانية وحتى موعد المغرب. السيدة ليلى محمود تعمل محاسبة فى بنك وزوجها محاسب فى بنك آخر قررا أخذ أجازتهما من العمل فى شهر رمضان والسفر إلى مارينا مع أولادهم الثلاثة تقول السيدة ليلى: رمضان فى مارينا له مذاق خاص فقد جربت مع اسرتى تمضية «الويك إند» فقط العام الماضى فيها وكنا نعتقد أن فى رمضان لن تكون الأوقات فى المصيف مسلية كالأيام الأخرى ولكن وجدنا العكس لأننا فى رمضان مع الحر لا يصبح الإنسان عنده الطاقة الكافية للعمل ويميل للراحة التى لا يجد لها وقتا بعد العودة من العمل وتحضير الإفطار لذا فتمضيته فى المصيف يجعلك تستيقظ براحتك وتستجم بجو البحر بعيدا عن حرارة القاهرة وتشعر بالهدوء والجمال صباحا ومن يبحث عن الصخب والدوشة ليلا يجده ومن يريد الجلوس للعبادةأو متابعة التلفزيون أيضا يجده فالوقت فيه بركة وبساطة. الدكتورة صفاء على أيضا قررت أخذ إجازة من عيادتها أول أسبوعين فى رمضان والقدوم لمارينا مع زوجها وابنها الطالب الجامعى وتقول: نستيقظ صباحا ثم نذهب للبحر أجلس مع زوجى لنستجم ومن الممكن أن ينزل ابنى البحر فالجو هنا رائع ويخفف من عطش الصيام ثم نعود لنرتاح وأحضر طعام الإفطار والشوربة وبعد الإفطار نرتاح أمام التلفزيون ثم نصلى العشاء والتراويح وينطلق ابنى مع أصدقائه فى كافيهات مارينا الممتلئة بالناس والصاخبة وأقابل أنا وزوجى أصدقائنا أما فى الشاليهات أو على إحدى المطاعم أو الكافيهات أيضا التى تعرض مسلسلات رمضان فنسهر ونتحدث ونتسحر. أما ألاستاذ محمد فريد 73 سنة محامى بالنقض فيقضى مع زوجته وابنتيه الصغيرتين فى المرحلة الابتدائية ليالى رمضان فى المصيف فى إحدى قرى الساحل الشمالى القريبة من مارينا يحكى عن يومه الرمضانى فى الساحل فيقول: أخذت إجازتى من المكتب فى رمضان والحمد لله هذا العام ليس مع دخول المدارس حتى تخف قليلا ضغوط المصاريف ووجدت أن الاستمتاع بالإجازة ورمضان مثالى فى الساحل فعندك الوقت للاستجمام وللعبادة وعندك الإمكانية للترفيه فى الملاهى للأولاد أو الجلوس على الكافيهات والمطاعم فى مارينا وبورتو أو حتى السهر فى سوق القرية التى أقيم فيها فالجو كله سهر والناس كلها مستمتعة. أما الدكتور فؤاد ليلة طبيب باطنى فيرى أن رمضان فى الساحل ليس فقط فرصة للاستمتاع بالجو والبحر والهروب من حرارة الجو بل فرصة لممارسة عادات صحية مفيدة فيقول: وجدت أنا وأسرتى أننا فى أمس الحاجة لفترة استجمام وهدوء بعد سخونة الأحداث من حولنا وبعد انتهاء ابنتى من امتحانات الثانوية العامة وليس أفضل من المصيف بعيدا عن الحرارة الشديدة خاصة فى رمضان ووجدت أنه فرصة ذهبية للراحة وكذلك سيكون صحيا فالصيام فى حد ذاته مفيد جدا للجسم فينظفه وينقى أجهزة الجسم.. كما أن السباحة قبل موعد الإفطار أفضل رياضة لجسم الإنسان وستكون بعد اختفاء الأشعة الضارة للشمس المسببة لسرطان الجلد ثم بعد الإفطار هناك وقت للراحة فى فترة الإجازة وكذلك وقت للتعبد والتقرب من الله. السيدة هاجر عبد الله تدمن رمضان فى الساحل على حد قولها وتوضح ذلك قائلة: اليوم الرمضانى فى الساحل الشمالى بالنسبة لى مثالى، فأنا أقضى هذا الشهر الجميل فى الساحل منذ عدة سنوات وأدمنته ولكنى لا أذهب للكافيهات أو المطاعم الصاخبة التى يذهب لها أولادى وأحفادى وأفضل أن أجلس أمام البحر خلال ساعات النهار أستمتع بالهواء النقى ثم أعود لأفطر مع اولادى الذين يأتون كل «ويك إند» ليفطروا معى ويقضوا الإجازة الأسبوعية من أعمالهم معى ثم يعودون لعملهم فى القاهرة ثم أرتاح قليلا ثم أقيم الليل وأتعبد فى هدوء وسكينة. ∎ كرنفالات رمضانية بعد الإفطار مهرجان كبير صاخب يبدأ من موعد الإفطار وحتى السحور فى بورتو مارينا حيث المطاعم ذات البوفيه المفتوح فى الهواء الطلق وتجمع الأسر للإفطار هناك من جميع قرى الساحل لتستمتع بالليل المضىء حيث تنعكس أضواء المصابيح والفوانيس فى بورتو وتكتظ بالناس لتكون أشبه بالكرنفال ويعلو صوت «الدى.جى» وتظهر الخضرة ووراءها البحر باليخوت المركونة به كذلك توجد وتنتشر محلات الملابس والإكسسوارات.. بعد بعض الكيلومترات من مارينا هناك كرنفال «بابا بورتو» فى بورتو جولف مارينا و الذى بدأ من12 يونيو ويستمر إلى 13 أغسطس حيث عروض سيرك أجنبية وألعاب نارية وفقرات كاريوكى وترفيه للصغار والكبار ويمتلىء المهرجان بالمصيفين من كل قرى الساحل فالدخول والاستمتاع بكل الفقرات مجانى وهناك المطاعم والمحلات التى تمتلىء بالمصيفين، كذلك أمام مارينا وقبل جولف بورتو هناك مجمع كبير من الكافيهات ملىء بالشباب والأسر يسمى «بلات فورم» وفيه ركن لألعاب الأطفال وتجد فيه شركات المحمول تقدم عروضا ومسابقات وهدايا. ∎ مملكة الساحل الشمالى ليست بمعزل الغريب أنك قد تعتقد للحظات إنك فى بلد أخرى بعيدة عما نعيشه من أحداث ساخنة على المستوى السياسى والاجتماعى والاقتصادى وكأنك فى مملكة الساحل الشمالى بكل الجمال والهدوء والاستجمام صباحا وكل الليالى الساهرة الجميلة ليلا ولكنك لا تلبث أن تكتشف العكس فما إن تجلس فى أى تجمع أو لمة من الأسر إلا و يكون البطل الأساسى فى الأحاديث هو الواقع السياسى ومستقبل مصر وأداء الإخوان والأحزاب الليبرالية. المحلات كانت تعودت على أن رمضان فى موسم الصيف منذ عدة أعوام ولكن هذا العام رمضان فى عز الموسم هذا كلام العديد من المحلات والمطاعم أحمد سيد بائع فى أحد محلات البقالة فى مارينا يقول: نحن لا نقفل ليلا ونهارا لأننا فى عز الصيف أول أسبوع فى رمضان يصبح هادئا لأن معظم الناس فى عزومات لكن أول خميس وجمعة يعود الجميع ولا نستطيع الإغلاق. سعيد محمود: فطاطرى فى أحد محلات الفطير فى إحدى قرى الساحل الشمالى يقول: نحن فى النهار نستريح لأننا طوال الليل سهرانين فالصيف يحب الفطير خاصة النوع الحلو فى رمضان فالناس تقبل عليه ونحن نؤجر المحل فى موسم الصيف الثلاثة أشهر من منتصف 6 إلى منتصف 9 ولا نقفله لأننا دافعين إيجاره مقدما والحمد لله الإقبال على الفطير جيد ولكن بالطبع بعد المغرب. محمد وليد مدير فرع لأحد مطاعم سلسلة شهيرة فى الأطعمة السريعة فى قرية بدر أو المعروفة بزهران حيث يذهب لها العديد من المصطافين يقول محمد: نحن صباح رمضان لا نعمل لأن الإقبال يكون معدوما ولكن نفتح وقت الإفطار لأن هناك من يحب الإفطار عندنا والقسم الأكبر يتسحر عندنا.∎