مع تزايد استخدامات التكنولوجيا وانتشار أجهزة المحمول الذكية واللوحية وتنوع تطبيقاتها من أجل التواصل بين البشر أخذ مجموعة من البشر غير الأسوياء فى تطوير أساليب النصب والاحتيال والاستغلال والابتزاز مستغلين شبكات التواصل الاجتماعى فى ذلك.. والغالبية العظمى من شباب ورجال مصر حريصون فى الفترة الأخيرة على أن يكون لكل منهم صفحة وربما عدة صفحات على الفيس بوك دون معرفة مخاطر وسلبيات ذلك فيقبلون الصداقات واحدة تلو الأخرى لأشخاص مجهولين، وهذه هى المشكلة الكبرى. يقول أحمد سعيد 19 سنة: تبدأ الصفحات المجهولة فى استدراج الأشخاص خطوة تلو الأخرى، فيقومون بإجراء حوارات ومراسلات على الخاص فى الفيس بوك، لمعرفة بيانات أكثر عمن يحادثونه وينقلون صوره الشخصية وكل ما يمكن نقله من بيانات أخرى.. وبعدها ينتقلون للمرحلة الثانية وهى مرحلة جس النبض فى مدى تقبل الحديث عن الجنس ويطرحون سؤالا مفاده: هل أنت مهتم بالجنس؟ ونظراً لأننا شعب شرقى وهذا الأمر فى غاية الحساسية بالنسبة لنا، فيكون الرد السريع وبدون تفكير هو «طبعاً» أو «لو ماليش فى الجنس أبقى مش راجل»، ومن هنا تبدأ مرحلة نصب الشباك، وعلى الفور يكون طلب المحادثة على «سكاى بى» فإذا كانت الإجابة بعدم امتلاك البرنامج، تكون المطالبة بتجهيزه وتتوالى المحادثات بإلحاح لطلب اللقاء عبر «سكاى بى»، مع إرسال الاسم الجديد الذى سيتم اللقاء من خلاله. وبعدها يكون اللقاء الذى يتعمدون أن يكون وقت الظهيرة مع ارتفاع درحات الحرارة وفى أيام العطلات كى يكون كل انسان فى وضع تخفيف الملابس، فتظهر من أول لحظة فتاة محترفة لممارسة الجنس مع الشباب والرجال، وربما يظل أحدهم لدقائق من منطلق حب الاستطلاع ليتحقق مما يحدث، ويجاريها لثوان معدودة، وإذا حاول أحدهم الفرار بعد دقائق معدودة بغلق البرنامج وحذف ذلك الاسم من سكاى بى والاسم المرتبط به فى الفيس بوك، يفاجأ بإجراء صاحبة أو صاحب الصفحة محادثة معه على الخاص بأنه ليس معنى غلق الصفحات أن الأمر قد انتهى، لأنه قد تم نقل كل بياناته وبيانات أصدقائه وصوره وفيديوهاته، وسيتم إرسال فيديو لهم تم تصويره له لدقيقة أو دقيقتين بأنه يمارس العادة السرية مع الفتيات إذا لم يتم دفع 5 أو 10 آلاف دولار أمريكى يتم تحويلها على شركة تحويل أموال شهيرة ويتم تحديد بيانات الحساب واسم المستلم. يضيف سعد السيد-فنى كمبيوتر: إذا ظهر أن الشخص الذى يحادثه غير مهتم بما يكفى، على اعتبار أنه جالس فى بيته وعلى حريته وأنه لم يصدر منه شىء فاضح، يتم إرسال رابط للفيديو مرة ثانية وقائمة بالأصدقاء ومحتويات الصفحة الشخصية وعمل صفحة مماثلة للصفحة الشخصية، من أجل الضغط النفسى، ويبدأ التفاوض فى المبلغ الذى يصل فى النهاية إلى 1500 دولار أو أقل من ذلك، وعند السؤال عن الضمان بعدم وجود نسخ أخرى من الفيديو يكون القسم برب الكعبة أنه فور وصول الحوالة سيتم حذف الفيديو وكل ما تم السطو عليه من صفحة الفيس بوك. أما فى حالة الاستمرار فى مقابلات السكاى بى تتوالى تسجيلات الفيديو ليتضاعف المبلغ فى نهاية المطاف. ويمكن على الفور إبلاغ إدارة اليوتيوب عن الفيديو، حيث يتطلب ذلك إدخال الإيميل والباسوورد، ليتم حذفه وإغلاقه كلما حاول نشره.. ويضيف أحمد بهائى المسلمى، مدير شركة هندسية: من أبرز شبكات التواصل هو الفيس بوك والذى صرنا نستخدمه بصورة متكررة كل يوم، فصرنا نتابع وننشر الأخبار الشخصية والسياسية والاقتصادية عليه، مما شجع مجموعة منحرفين على استغلال بياناتنا الشخصية لاستغلالنا شخصياً. وأسوأ استغلال لبياناتنا يكمن فى استغلال أعراضنا عن طريق تركيب صور وفيديوهات لنا فى أوضاع مخلة باستخدام تقنيات القرصنة الإلكترونية وتكنولوجيا تركيب الصور والفيديوهات على بعضها البعض، ثم يأتى الدور على عملية الابتزاز ذاتها عن طريق عرض الفيديو على الضحية وتهديده بنشر الفيديو على صفحات الأصدقاء وعلى اليوتيوب فى حالة عدم دفع المال المطلوب وتحويله دولياً عن طريق الويسترن يونيون حتى يصعب تتبعهم فمن المعروف ان البنوك تحتفظ ببيانات كاملة لعملائها. ثم يبحثون عن الضحية التالية بعد التجاوب أو التجاهل، وبالتأكيد فإن التجاهل هو الحل ومن قبله الحفاظ على بياناتنا الشخصية بصورة شخصية ليست على الملأ فى كل صغيرة وكبيرة فقد يسىء استغلالها البعض. شبكات التواصل رغم ماتمتلكه من مميزات ولكن علينا أن نراعى عدة نقاط فى التعامل معها من أجل التقليل من عمليات الابتزاز والقرصنة الإلكترونية ومن أهم هذه النقاط مراجعة بنود الخصوصية مثل معرفة من لهم حق مشاهدة ملفاتنا ومتابعة مقالاتنا ورؤية صورنا وفيديوهاتنا ومعرفة أصدقائنا، فيجب أن يقتصر ذلك على الأصدقاء وعلى الأكثر أصدقاء الأصدقاء بالإضافة إلى عدم قبول أى صداقات جديدة غير معروف أصحابها وبالأخص من الفتيات المجهولات. فيجب على الجميع عدم قبول صداقة لأى شخص لا نعرفه، وكذلك عدم نشر صور وفيديوهات واخبار تخصنا عمال على بطال، اللى تهم الناس واللى ماتهمهمش. لأن هناك محترفين بيجمعوه بصورة مش كويسة ويستغلوه فى ابتزاز مادى. وتلفيق الفيديوهات أصبح ظاهرة تخنق ولازم نصحى لنفسنا شوية ونراجع سياسة الخصوصية على الفيس ونعرف مين ليهم حق مشاهدة صفحتنا ومعرفة أصدقائنا. أما فى حالة التعرض فعلا لعملية الابتزاز فالحل بسيط جداً وهو عمل حظر للحساب الذى تم من عليه إرسال التهديد. وإذا قاموا بإجراء محادثة أخرى من حساب آخر للتوعد والتهديد يتم حظره فورا أيضا وإبلاغ. إدارة الفيس بوك عن هذه المحادثات وكذلك إذا تم إرسال رابط لأى فيديو ملفق يتم إبلاغ إدارة اليوتيوب لمنعه من العرض وبعد التأكد من عدم جدوى مايحدث ينصرفون إلى ضحية أخرى تكون سهلة الانقياد وتنفذ على الفور كل مايطلبونه منها. هؤلاء المحتالون يعملون فى الظلام ولن يقوموا بنشر أى شىء لأنهم أولا خسروا محاولة ابتزازك، ثانياً خسروا محاولة ابتزاز كل من فى قائمة أصدقائك. ويبقى ما على الحكومات ممثلة فى الإنتربول الدولى فى القبض على المحتالين من أجل تنظيف كوكبنا من هذه الفئات الضالة. فقد يكون استغلال الضحية مالياً أو معلوماتياً أو جنسيا بأى صورة أخرى لا يقبلها الشرع ولا العرف ولا القانون. • عناوين فرعية يجب مراجعة بنود الخصوصية مثل من لهم حق مشاهدة ملفاتنا ومتابعة مقالاتنا ورؤية صورنا