لا تختلف كواليس صناعة برامج الطبخ فى القنوات المصرية عن برامج التوك شو المسائية، فلكل قناة نجمها، ولكل برنامج رعاة، والمنافسة مستمرة لكن على نار هادئة، والفارق الأساسى أن برامج «التوك شو» تصيب المشاهد بالصداع دائما، بينما برامج الطبخ قد تصيبه بالتخمة إذا لم يراع النصائح الصحية جيداً، والجديد فى برامج الطبخ هذه الأيام أن معظمها مرتبط بالحياة الصحية والرياضات اليومية للمتلقى ولا تكتفى فقط كبرامج زمان بالمقادير والأكلات التقليدية، وربما هذا ما يفسر ارتفاع الأسعار فى بورصة «الشيفات» وتنوع مجالات نشاط و«بيزنس» نجوم برامج الطبخ فى السنوات الأخيرة. • طبق اليوم كلما أراد أحدهم أن يؤكد أن فلانا هذا «مغمور» يقول ساخرا «لم نسمع عنه حتى فى طبق اليوم»، الدلالة هنا أن طبق اليوم هذا كان أقل برامج التليفزيون اهتماما من المشاهدين، باختصار لم يكن التليفزيون فى عصر ما قبل الانفتاح الفضائى مهتما بالطبخ والوصفات الجديدة، بالتالى كانت تلك البرامج مجرد «سد خانة» يخرج الشيف الذى كان نادرا ما يعرف الجمهور اسمه يقدم أكلة كل الناس تعرفها فى زمن كل السيدات كن فيه يدخلن المطبخ ولم يكن عصر الديلفرى قد ظهر بعد، يقول «المقادير» التى تحولت هى أيضا لمادة سخرية بالتكرار والتطابق عبر سنوات طويلة، حتى حصل التحول الأول مع ظهور الشيف «منى عامر» التى فتحت «هويس» برامج الطبخ الحديثة وتبعها الشيف «أسامة السيد» وصولا لعام 2000 بظهور برنامج «من كل بلد أكلة» لشريف مدكور على قناة الأسرة والطفل، الذى فتح الباب لكل الشيفات الذين يسطعون الآن على الساحة، فى البداية كانت الأسماء غريبة والمقادير أيضا، ولم يصدق كثيرون أن هناك أكلة اسمها «كرودون بلو» يمكن أن يتناولوها فى المنزل بعد عقود من الإخلاص للفراخ المحمرة، وبعد فترة «جس نبض» بدأ الجمهور يتقبل هذه الأكلات بل انطلقت سوق جديدة تخص أدوات المطبخ الحديثة التى باتت داعما رئيسيا لهذه البرامج فى مجال الرعاية الإعلانية وبات الشيف الشهير - ولا نجوم السينما - هو من يعلن عن البوتاجازات الجديدة. • وداعا أبلة نظيرة كان ظهور قناة «فتافيت» بمثابة نقطة تحول ثانية فى هذه السوق بعد ظهور «الشيفات المجددين» تزامن ذلك مع اهتمام كل قناة فضائية خاصة بأن يكون لها شيف أو أكثر يظهر حصريا على شاشتها، وبدأت تظهر كتب متخصصة فى الطبخ لشيفات جدد مثل «أسامة السيد» الذى أنهى بكتابه أسطورة «أبلة نظيرة» التى ظلت لعقود خمسة على الأقل صاحبة كتاب الطبخ الأوحد والأشهر. لكن السنوات الأربع الأخيرة شهدت تحولات كبرى فى هذا السوق يمكن تلخيص أسبابها فى الآتى، أولا ظهور القنوات الخاصة وتأكد كل قناة أن الشيف الصباحى لا يقل أهمية كمقدم البرنامج المسائى، الأمر الذى دفع القنوات لاكتشاف شيفات آخرين أو السعى وراء التعاقد مع الحاليين، مثلا كانت الحياة قد قدمت الشيف حسن والشيف شربينى لسنوات، قبل أن يتعاقد الأول مع «إم بى سى مصر» ويصبح الثانى نجم سى بى سى سفرة، ومن القناة الأخيرة ينطلق السبب الثانى حيث تأكد صناع الإعلام المصريون من نجاح قناة «فتافيت» اللبنانية فى مصر لكن الجمهور يريد أكلات بنكهة مصرية فجاء إطلاق قناة متخصصة فى الطبخ المصرى، الأمر الذى فتح الباب أمام 10 وجوه جديدة فى هذه السوق على الأقل، السبب الثالث العزوف الملحوظ عن البرامج السياسية وعودة ربات البيوت لمتابعة برامج فترة الظهيرة من جديد، يضاف إلى كل ما سبق دخول الرعاة فى هذا المجال بقوة والدليل أنه حتى البرامج النسائية مثل «الستات ميعرفوش يكذبوا» و«ست الحسن» بها فقرات للطبخ ما يؤكد الاهتمام الجماهيرى بهذا المجال، بالإضافة طبعا للبرنامج الأساسى والداعم للشيفات «ساعة مع شريف» لشريف مدكور. • الخمسة الكبار رغم غياب الإحصاءات الدقيقة عن هذا المجال، لكن يمكن القول إن هناك أسماء نجحت فى دخول الدائرة الضيقة من الشهرة والتأثير، وتضم القائمة خمسة بينهم 3 رجال وسيدتان، بداية من الشيف شربينى ويسير معه بالتوازى الشيف حسن الاسم الثالث علاء الشربينى - نجل الشيف شربينى- ونجم قناة النهار، وفى سى بى سى سفرة تألقت نجلاء الشرشابى ببرنامجها «على قد الإيد»، وهناك أيضا «سالى فؤاد» بسبب تنوع الأكلات التى تقدمها. وتتعدى مجالات انتشار الشيفات خارج برامجهم الرئيسية، بداية لكل شيف برنامج يظهر من خلاله حصريا ولا يحق له الظهور فى أى برامج أخرى، لكن جميعهم لا يعمل فى الفنادق حاليا، ويتم تعويض ذلك بعدة طرق، أولها الظهور فى إعلانات مكملات غذائية أو مكسبات طعم أو أدوات مطبخ، والثانى إقامة مشروع مطعم كالذى يمتلكه الشيف حسن فى مصر الجديدة، أو إطلاق خط تليفون للرد على أسئلة المشاهدات أو العمل كخبيرة تغذية، ويضاف لكل ما سبق مسابقات الطبخ العالمية والمحلية, حيث تتم الاستعانة بهؤلاء الشيفات. من المستحيل الكشف عن أجور شيفات القنوات الفضائية، يمكن التأكيد أن متوسط الأجر يبدأ بثلاثين ألف جنيه شهريا وصولا إلى 100 ألف جنيه وبعض الشيفات يحصل على نسبة من الإعلانات أو يطلب زيادة أجره كلما زاد حجم الإقبال الإعلانى على برنامجه.•