للعام الرابع على التوالى.. يأخذنا يوسف الشريف إلى عالم السسبنس والأكشن، والدراما على الطريقة الهوليوودية.. فبعد مسلسل رقم مجهول، واسم مؤقت والصياد، يخرج علينا هذا العام بلعبة إبليس، والذى يجسد فيه دور شقيقين من أم مختلفة، الأول (سليم) رجل أعمال يكون امتدادا لوالده، والثانى ساحر يمارس ألاعيب إبليس، ويحقد على أخيه جراء ما فعله به والده وعدم اعترافه به. تقوم عقدة المسلسل على الصراع بين الأخوين من أجل الثروة حتى يقوم أدهم برشوة سكرتيرته، التى تلعب دورها شيرى عادل- لقتل سليم، وهذا ما يوهمنا به المؤلف حتى يتضح فى الحلقات الأخيرة أنه لم يمت، بل يعود ليحاول قتل أدهم، ورد الصفعة له، واسترداد كل ما أخذه منه. يتناول المسلسل أيضا جانبين مهمين، جانب رجال الأعمال وما كان يفعله سليم ليجنى الأموال، ويربح الصفقات؟.. وجانب الإعلام وأصحاب القنوات الفضائية الذين هم فى الأصل رجال أعمال أيضا، وكيف يمارسون لعبة الإعلام وينظرون إليه باعتباره «بيزنس»، وليس رسالة. نجد المسلسل أيضا يسلط الضوء على المادة بشكل كبير، وماذا يفعل المال بالبشر، لدرجة أن يتخلص أخ من شقيقه، ويحول الأصحاب إلى قتلة وخونة من أجل الفوز بالملايين، وهذا يتضح فى الصراع الدائر طوال حلقات المسلسل بين جميع الأبطال، فكل مشهد تفاجأ بشخص ينقلب على الآخر ويحاول قتله من خلال نظرية المؤامرة، فهذه كلها ألعاب إبليس. برع يوسف الشريف من وجهة نظرى فى دور الساحر أكثر من دور رجل الأعمال، وربما يرجع هذا إلى أن الدور جديد علينا فى السينما المصرية ولم يقدم بهذه الصورة من قبل، وقد ساعده فى الإجادة الميكب والملابس وحتى طريقة الشعر، ونظرة العين التى تشبه نظرات إبليس حينما يدبر الشر والمكائد، ويمارس الألاعيب السحرية لخداع الناس، والضحك على عقولهم من خلال الدجل والشعوذة..ساهمت هذه الإجادة فى ترشيح يوسف الشريف لجائزة أفضل ممثل فى رمضان. يعتبر أيضا دور شيرى عادل نقلة فى مشوارها الفنى، حيث يمثل مرحلة نضج فنى بالنسبة إليها، فبعد أن اعتادت أن تلعب دور الفتاة الطيبة الرقيقة، لعبت فى هذا المسلسل دور السكرتيرة التى من الممكن أن تقوم بأى عمل من أجل المال حتى لو قتلت.. نفس الأمر بالنسبة للفنانة الصاعدة هبة مجدى التى تعودنا منها على الأدوار الهادئة، فقامت بدور الزوجة الشريرة الخائنة التى من الممكن أن تقتل زوجها فى سبيل مصلحتها، لكنها هى التى تقتل فى نهاية الأمر. عاد إلينا الفنان القدير محمد رياض بعد غياب طويل عن شاشة الدراما-بدور المحامى الذى يتحالف مع الشيطان من أجل مصلحته. وأيضا الفنانة التونسية فريال يوسف، التى ناسبها الدور جدا، فدور الإعلامية يحتاج لسيدة جميلة شخصيتها قوية تخضع الجميع لإرادتها. الحقيقة أن المسلسل يمثل نوعًا من أنواع الدراما على الطريقة الهوليوودية، فإلى جانب الأكشن والسسبنس والنقلات النوعية فى الأحداث نجد حتى طريقة التصوير مختلفة وزوايا الكاميرا والألوان فى بعض المشاهد جديدة على الدراما المصرية. تتر المسلسل أيضا يتناسب مع الجو العام للقصة والأحداث، فيعتبر من نوعية التترات الموسيقية، وهو من تأليف الموسيقى عمرو إسماعيل. لعبة إبليس قصة إنجى علاء (زوجة يوسف الشريف) وهو يعد باكورة أعمالها القصصية التى تخرج للنور، ومعالجة درامية وسيناريو وحوار عمرو سمير عاطف، ويعد هذا العمل ثالث عمل درامى لهم سويا بعد رقم مجهول والصياد. وبالرغم من أن الشائعات تناثرت، وقالت بأن القصة مقتبسة من الفيلم الهندى (race) إلا أن إنجى علاء مؤلفة المسلسل لم تنتظر وقامت بالرد سريعا على كل تلك الشائعات، وأكدت أن قصة العمل كاملة من وحى خيالها ولم تقتبسها من أى عمل أجنبى.•