تظل ذكرى تحرير سيناء إكليلاً يُتوج به جبين كل مصرى بصفة خاصة وكل عربى بصفة عامة، وتعيد هذه الذكرى التى توافق 25 إبريل من كل عام إلى الأذهان تلك القصص البطولية لرجالٍ أبطال بكل ما تحمله الكلمة من معان.. • قصص بطولية لم تكن مهمة إنهاء الاحتلال الإسرائيلى على أرض سيناء، مقصورة على قواتنا المسلحة الباسلة وحدها، شاركهم المهمة حوالى 1100 مواطن من بدو سيناء ومنطقة القناة الذين انضموا إلى منظمة سيناء العربية بعد قرار المخابرات المصرية تشكيلها آنذاك، وبرزت مشاركتهم فى شن هجمات بالغة العنف على المواقع الإسرائيلية، واستخدامهم الجمال فى نقل الأسلحة والمتفجرات إلى الضفة الشرقية، لدرجة أن الإسرائيليين أطلقوا عليهم «الأشباح». • النمر الأسود المجاهد السيناوى حسن على خلف، لُقب ب«النمر الأسود»، كان طالباً بالصف الثانى الثانوى بالشيخ زويد أثناء النكسة، أرسله والده إلى بورسعيد خوفا عليه عقب المجازر التى وقعت على يد قوات الاحتلال الإسرائيلى بمنطقة الجورة والشيخ زويد ورفح، إلا أنه بعد وصوله إلى البر الغربى التحق بأفراد منظمة سيناء العربية، وبعد تدريبه تم الدفع به إلى شمال سيناء فى أول مهمة خلف خطوط العدو لتصوير المواقع الإسرائيلية فى مناطق رمانة وبئر العبد والعريش. وتوالت بعد ذلك عمليات حسن خلف الناجحة، وكانت أهم عملياته هى ضرب قيادة القوات الإسرائيلية فى العريش بما كانت تحويه من عناصر للمخابرات ومبيت لطيارى الهليكوبتر، وبعدها بشهر قام بتنفيذ عملية أخرى قرب مطار تمادا لضرب الموقع الإسرائيلى هناك إلا أنه تم القبض عليه وتعذيبه وحكم عليه بالسجن لمدة 149 عاماً، وبعد أربع سنوات أفرج عنه ضمن صفقة تبادل الأسرى. • ديب سيناء المجاهد السيناوى عمران سالم عمران، لُقب ب «ديب سيناء» بعد تنفيذه لقرابة 150 عملية مهمة مع زملائه ضد مواقع العدو الإسرائيلى الذى تكبد خسائر فادحة فى عدة مدن سيناوية، منها «رمانة، وبالوظة، ومطار العريش».. ومن أبرز العمليات التى ساهم فى نجاحها «عمران»، القيام بقطع خطوط الإمداد عن الإسرائيليين، ونسف مستعمرة «نحال سيناى» التى كانت نقطة تمركز لطائرات الهليكوبتر التى أغارت على جزيرة شدوان. كما قام «عمران» وزملاؤه بالتنسيق مع المخابرات بنقل الصواريخ عن طريق الجمال وسيارة نصف نقل قرب تلك المستعمرة، وتم إطلاق 24 صاروخاً عليها فى عملية أسفرت عن تدمير محطة رادار، وقتل 21 ضابطاً وجندياً إسرائيلياً، وتدمير 11 طائرة هليكوبتر. • مهندس الألغام المجاهد السيناوى موسى الرويشد، لُقب ب«مهندس الألغام»، أجاد تركيب الألغام بمهارة فائقة، وتخصص فى زرعها فى طريق مدرعات وعربات القوات الإسرائيلية فى سيناء، خطط ونسف أكثر من 30 مستودعاً للذخيرة فى إسرائيل بواسطة الألغام، وأصيب فى آخر عملياته بجروح غائرة فى جانبه الأيمن وسقط مغشياً عليه، وعندما أفاق وجد نفسه وسط مجموعة من الجنود الإسرائيليين، وحُكم عليه بالحبس لمدة 13 عاماً، لكن أطلق سراحه بعد مبادلته برفات 4 جنود إسرائيليين. • القمر الصناعي المجاهد السيناوى الشيخ متعب هجرس، لقبته المخابرات المصرية ب «القمر الصناعى» نظراً لكم وسرعة ودقة المعلومات التى كان ينقلها لمصر عن العدو الإسرائيلي، وكان أول من انضموا لمنظمة سيناء العربية، وكان أول من يتم القبض عليه ومجموعة من رجاله بواسطة القوات الإسرائيلية فى عام 1968، ووجهوا له تهمة التجسس لصالح مصر، وفى سجون إسرائيل لاقى هجرس أقسى أنواع التعذيب، وعاد إلى مصر مصاباً بمرض مزمن بعد أن تمت مبادلته بأسرى إسرائيليين. وشهد هجرس انتصار أكتوبر وعودة سيناء التى جاهد وناضل من أجلها، ومنحته الدولة نوط الشجاعة من الطبقة الأولى ليلقى ربه عام 1977، ويدفن فى مقابر أسرته بقرية رابعة بشمال سيناء. • الأعرج الذى خط بيده رسائل النصر المجاهد السيناوى منصور عيد «الأعرج»، كان يكتب بخط يده كل الرسائل التى كان يحملها الفدائيون عبر ملاحة بور فؤاد إلى أجهزة اللاسلكى للمخابرات المصرية، تم إلقاء القبض عليه ضمن مجموعة التخابر لصالح مصر، وتم نقله ورفاقه بطائرة هليكوبتر إلى سجون إسرائيل بغزة وعسقلان، تلقى أبشع أنواع التعذيب بالكهرباء وبالضرب المؤلم على قدميه المعاقة وحكم عليه بالسجن خمسة أعوام. • لا لتدويل سيناء المجاهد السيناوى الشيخ سالم على الهرش، لا أحد فى سيناء ينسى تلك الواقعة التى كان بطلها، وترجع إلى يوم 26 أكتوبر عام 1968 بمنطقة الحسنة، عندما جهز الإسرائيليون مؤامرة لتحويل سيناء إلى منطقة دولية، حيث عقد «موشى ديان» مؤتمراً صحفياً بحضور جميع وسائل الإعلام المحلية والعالمية لتغطية الخبر القنبلة بتدويل سيناء، إلا أن هذا المؤتمر فشل بسبب تعاون المخابرات المصرية مع مشايخ سيناء، وكان من بينهم الشيخ سالم الهرش الذى انتفض قائلا: «إن هذه الأرض أرضنا، ونحن جميعاً مصريون، ورئيسنا هو الرئيس جمال عبد الناصر، وإذا كانت سيناء محتلة حالياً، فستعود قريباً إلى الوطن الأم»، وبعد هذا الموقف الشجاع حكمت إسرائيل على «الهرش» بالإعدام فهرب إلى القاهرة عن طريق الأردن، وكرمه الرئيس جمال عبد الناصر وأهداه نوط الامتياز من الدرجة الأولى. • شيخة المجاهدات المناضلة فرحانة حسين سلامة الهشة، لقبت ب «شيخة المجاهدات»، هى سيدة بدوية من مدينة الشيخ زويد بشمال سيناء قامت بعمليات فدائية ناجحة من بينها عملية تفجير قطار فى العريش كان يحمل جنودا إسرائيليين وأسلحة وذخائر، واستمرت عملياتها العسكرية بتفجير سيارات الجيب الإسرائيلية بالإضافة إلى نقل الذخائر والرسائل من القاهرة إلى المجاهدين فى سيناء، منحها الرئيس محمد أنور السادات وسام الشجاعة من الدرجة الأولى ونوط الجمهورية لما قدمته من مقاومة للاحتلال الإسرائيلى فى سيناء. • مركز إيواء وعلاج الجنود المناضلة السيناوية «فهيمة»، أول سيدة سيناوية تعمل فى منظمة سيناء العربية، كانت تحمل الجهاز اللاسلكى المتنقل دون خوف، وتنقل التموين لأفراد الجيش المصرى خلف خطوط العدو، كما قامت بإيواء أحد الفدائيين فى منزلها فترة طويلة بعدما حفرت له حفرة كبيرة وضعته فيها وغطته بأكوام من الحطب، وكانت تقدم له الطعام والشراب وهو فى حفرته، كرمتها الدولة بمنحها وزوجها نوط الشجاعة من الطبقة الأولى.. أما المناضلة السيناوية «هند» - من مدينة بئر العبد، فكان لها دور كبير فى إيواء الجنود المصريين الجرحى، كانت تجوب الصحراء إبان حرب 67 وحتى انتصارات أكتوبر 1973 بحثاً عن الجنود المصريين المصابين والجرحى لتأخذهم لخيمة عشيرتها لتداوى جراحهم، وكانت تستغل أغنامها للتجول فى الصحراء بهدف تضليل قوات الاحتلال الإسرائيلى. • ناقلة رسائل المجاهدين المناضلة السيناوية «وداد حجاب»، كانت عضوة بارزة فى منظمة سيناء العربية، ضربت مثالاً رائعاً فى المكر والدهاء لمقاومة العدو الإسرائيلى بأراضى سيناء طيلة الفترة منذ حرب 1967، وحتى 1973، ليس فى ملابس المقاتلين وبحمل السلاح، ولكن فى زى الممرضات «ملائكة الرحمة» تحمل الشاش والقطن، وأيضاً «رسائل المجاهدين» المسربة إلى «رجال المخابرات المصرية». •