فى وجدان كل منا تسكن كلماته التى غزلها بوعى مفكر وحس فنان وحب للإنسانية وبساطة ابن البلد ورؤية شاعر متمكن من أدواته حتى بدت تلك الكلمات «كالمنمنمات» دقيقة التكوين واسعة المدي.. عميقة الدلالة.. أنيقة فى بساطة مذهلة ووجد كل منا فيها شيئا من نفسه... خاصة بعدما اتخذ من الأغانى والدراما جسرا لتعبر عليه كلماته للجماهير حيث تسكن ساحة الخلود للأبد. سيد حجاب شاعر العامية الذى يقف على باب الله والوطن والإنسانية فيدرك ببصيرته النافذة «الطوفان اللى جاي» ويبشرنا ب«بكرة تفرج مهما ضاقت علينا» حتى وهو يقول لنفسه «تاتا.. تاتا خطى السبعين». التقيناه فى جلسة فضفضة.. نحلل فيها ما مضى ونناقش ما نحن عليه ونستشرف آفاق ما هو آت. وكان هذا الحوار • العصر الذهبى ويرفرف العمر الجميل الحنون ويفر ويفرفر فى رقة قانون وندور نلف.. ما بين حقيقة وظنون وبين أسى هفهاف وهفة جنون بأمانة شديدة أنا أسعدنى زمانى أنى ولدت للأبوين اللى ولدت لهما فى المدينة الصغيرة التى ولدت فيها «المطرية - دقهلية» على بحيرة المنزلة، والتى كانت مساحتها مليون فدان تضاءلت الآن حتى صارت عشرات الآلاف. فأنا ولدت فى العصر الذهبى للمطرية ولأب حاضن للشعراء ويملك مكتبة استطعت أن أقرأها صغيرا ففهمت منها ما فهمت ولم أفهم - وتصورت أننى لم أفهم - البعض الآخر وإن كنت لما رجعت لقراءتها بعد سنوات طويلة وجدت أنه بقى فى النفس والوجدان أشياء كثيرة جدا منها مما ظننت أننى لم أفهمه فى حينها. ولأننى أعتقد أننا جميعا نولد عبيدا لأنفسنا وغرائزنا الأساسية وكلما نضجنا إنسانيا تحولنا من عبادة الذات إلى عبادة الحق، فإننى أعتقد أننى أخذت هذا الخيار مبكرا وكان مزودا بالمعرفة لكل آبائنا المؤسسين ثقافيا من عرب وغير العرب، والحمد لله أننى استوعبت ثقافتهم جيدا. وأيضا من حسنات القدر أننى أنتمى لما سمى بجيل الستينيات وهو الجيل الذى ولد أثناء وبعد الحرب العالمية الثانية، وفى الستينيات كان قد وصل أبناء هذا الجيل لسن الدراسة العليا أو سن العمل وفى الستينيات أعلن شباب العالم كله «الأول والنامي» عدم رضاهم عن الأنظمة التى جاءت بعد الحرب العالمية الثانية وتربى ونضج على القضية الوطنية، وهذا الجيل هو الذى عمل ثورة الشباب فى الستينيات وبشر بالزمن إللى إحنا فيه.. يعنى ثورة الشباب كانت فى العالم الرأسمالى ثورة على غياب العدالة الاجتماعية وفى العالم الاشتراكى ثورة على غياب الحريات وأتفق الجميع على عشق الحق والحرية والعدالة. • الفصائل المقاتلة ما تسرسبيش يا سنينا من بين إيدينا ولا تنتهيش ده إحنا يا دوب ابتدينا وإللى له أول بكرة حيبان له آخر وبكرة تفرج مهما ضاقت علينا قررت مبكرا أن أنصرف عن دراسة الهندسة لأعيش حياتى كما أسمى نفسى شاعرا على باب الله والوطن والإنسانية، والله عندى هو الحق الذى لا أعرف غيره. والوطن هو الخير عموما على الأرض الذى يجب أن نتقاسمه بعدالة معا سواء كانت أرض بلدنا أو كوكب الأرض، والإنسانية هى جمال الكمال بين مخلوقات الله التى خلقها فى أحسن تقويم وإللى ربنا استخلفنا على الكرة الأرضية لنعمرها وحسابنا عنده يوم الدين. ببساطة شديدة أنا زى كل الشعراء والمبدعين اللى بحق وحقيقى عبر التاريخ الإنسانى بيستهدفوا قيم الحق والخير والجمال وأنا من جيل عايش النكسة وكان شديد الانتماء للوطن الفرد بعضنا كفر بكل شيء - وبعضنا اتجه يسارا.. وأنا كنت أنتمى إلى فصيل آخر يعنى يسار اليسار وكنا نرى أن مشكلة هذا النظام أن البطل الواحد «جمال عبدالناصر» والذى كنت أحبه كثيرا قد احتكر لنفسه حق الاجتهاد فى الشأن الوطنى وضرب كل التنظيمات الشعبية لحساب فكره وفرض فكره الواحد على كل الأحزاب والمثقفين والنقابات والمفكرين.. ولم يسمح - على طبيعة الأب الذى يعرف مصلحة الأبناء أكثر منهم - لم يسمح لهم بالاجتهاد كما اجتهد هو، وبالتالى فى عز سطوة عبدالناصر كان تنظيمنا اليسارى يؤسس لمجموعات عمل ديمقراطية كان جزءا منها فى «مجلة صباح الخير» وكان مسئولا عنهم الفنان اللباد وكان منهم رسامو الكاريكاتير «حجازى والليثي» وبهذه المجموعة الجميلة حاولنا أن نبشر بالديمقراطية، بعد 1967 تفرقت السبل بنا وظل البعض يبكى على الأطلال والبعض - وأنا منهم - استشعرنا إحساس الأزهار الأخيرة فى بستان هجرة الربيع أو انسحب عنه ولعبنا دورا مقاوما للتردى الفكرى والسياسى السائد وكان لنا ما يشبه الفصائل المقاتلة فى التليفزيون المصري، وكانت الدراما المصرية التليفزيونية بها اتجاهان اتجاه الكوميديا الهزيلة واتجاه آخر يرى فى التسلية سبيلا للتكوين وكان هناك كتاب وشعراء وملحنون ومخرجون.. وكنا بنلاقى بعضنا البعض «عصام الجمبلاطى - صفاء عامر - أسامة أنور عكاشة - محمد جلال عبدالقوى - عمار الشريعى - ميشيل المصرى - ياسر عبدالرحمن - إبراهيم الصحن - محمد فاضل - إسماعيل عبدالحافظ - يحيى العلمى - إنعام محمد علي». وأظن أن الأعمال الفنية لهؤلاء المبدعين كانت جزءا من فعل المقاومة إللى مارسه أبناء جيلى والأجيال التالية له. • مزاج شعبى جاى الطوفان والجاى بعده مهول حيقول ويعمل حاجة فوق القول وقوالته فعل وكلكم مفعول به مش لأجله.. بس مش حاسين - ديوان «قبل الطوفان اللى جاى» صدر عام 2009، وهو استشراف لدخولنا على مرحلة إنسانية جديدة ستبدأ من الشرق الأوسط وتنتشر فى بقية العالم وسيكون وقودها هم الشباب.. فأى متابع له عينان كان سيدرك أن هناك مزاجا شعبيا جديدا «بيتولد» بدل المزاج الشعبى السائد. فانتصار حسن نصر الله على العدو الرئيسى للأمة العربية - وكان انتصارا حاسما جدا - أشعل روح المقاومة لدى الشعب العربى ولو فاكره بعد الحرب مباشرة فى رمضان التالى له كان أغلى بلح فى السوق اسمه «حسن نصر الله» وأرخص بلح اسمه «بوش»!! مما يعنى أن الشعب المصرى استوعب المعنى الكبير وعبر عنه ببساطة.. كذلك بعد غزو العراق انهار المسرح السياسى وموجة الكاسيت الهابطة وابتدى المزاج العام ينصرف عن المسلسل المصرى ويتجه للسورى ثم التركى بعد ذلك.. معنى هذا أنه حصل نوع من الرفض لما هو موجود واتجه للبحث عن شيء آخر أظن لقوها فى ميدان التحرير. - أنا كنت انقطعت عن ممارسة السياسية العملية منذ 73 واكتفيت بدورى كشاعر ولم أعد للسياسة العملية إلا مع جماعة كفاية التى لم تكن تمثل الشكل التقليدى للحزب القديم، بل كانت مع ديمقراطية التنفيذ مع حس وطنى كبير ضد التوريث، وكانت كفاية تضم «ثلاثة أو أربعة» نماذج من العواجيز أمثالى لكن الدفعة الأكبر كانت من الشباب ومن يتعامى عن ذلك كان يبقى بيغش نفسه. قبل الطوفان إللى جاى كتبتها على مدى 3 سنوات كانت تبدأ «بحسن نصر الله» وتنتهى بأوباما.. وأنا لم أكن متفائلا بأوباما لكن كنت أرى فيه دلالة وإشارة لتغير ما. والقصيدة كلها مراقبة دءوبة وقراءة دقيقة لما يحدث فى مجتمعنا وفى العالم كله. التعالى على الحس الشعبى أو اليأس غالبا ما يقع فيه كثير من المثقفين والحالة دى سببها «المعرفة الناقصة» لما بتكتمل لازم تثق إن الإنسانية ستنتصر فى النهاية، فالمستقبل للشعوب مش لأى حد والحركة هى أساس الكون مش السكون. •افتتاحية ثورات الشعوب من عتمة الليل والنهار راجع ومهما طال الليل بييجى نهار مهما تكون فيه عتمة ومواجع العتمة سور ييجى النهار تنهار وضهرنا ينجام - 25 يناير و30 يونيو كلاهما حتى الآن ليستا ثورة مكتملة لكنهما موجتان فى مد ثورى على امتداد تاريخنا كله وهى الموجة التى ظلت تتصاعد وتؤسس لدولة حديثة منذ «محمد علي» كسرت هذه الموجة مع هزيمة عرابى ولكنها عادت على مشارف القرن الجديد حيث مصطفى كامل ومحمد فريد ولطفى السيد وتصاعد المد حتى وصل لثورة 1919 وبعد الثورة حدث تأسيس لاقتصاد وطنى من خلال بنك مصر، ولكن أسفرت الثورة عن دستور تم من خلاله تحالف ما، بين الإقطاع ورأس المال فلم تكتمل الثورة، ثم جاء عبدالناصر فأكمل مشوار الحداثة إلا الديمقراطية وأضاف فكرة العدالة الاجتماعية التى عرفت فى القرن العشرين باسم الاشتراكية ثم انكسر هذا المد مع النكسة ودخلنا نفق ظلمة طويلة كان فيه أمل أننا نطلع منه بعد حرب أكتوبر، لكن للأسف أحكمت الثورة المضادة سيطرتها وفقدنا استقلالنا وانفتحنا على الأسواق العالمية انفتاحا استهلاكيا ساعد على تدمير زراعاتنا وصناعتنا وأصابنا بحالة من التردى حولت اقتصادنا من إنتاجى إلى ريعى «قناة السويس - تحويلات المصريين فى الخارج - التنمية العقارية - بيع الغاز» حتى جاءت 25 يناير لتعلن عن ميلاد موجة جديدة من ثورة الحداثة وهى ثورة غير مسبوقة لجمعها بين ثورتين «ثورة الحريات - ثورة العدالة الاجتماعية» مع بعضهما وهذا يحدث لأول مرة فى التاريخ ولم تسبقها سوى ثورة واحدة وهى ثورة «ماونس تونج» فى الصين نزيد عليها الكثافة الشعبية، فعلى الرغم من مليارات الصين لكن لم يشارك فيها سوى 2.5 مليون صيني، بينما نحن وصلنا فى الموجات الأولى للثورة ل28 مليونا ودى رجة كثافة فظيعة جدا.. صحيح أنه كان فيه نخبة دعت لهذه الثورة والطليعة طالبت ب شوية حريات لكن الشعب تجاوز الطليعة وهذه أول ثورة تتجاوز أيديولوجيات الأحزاب بأفق وطنى وإنسانى ولكل المعانى دى، فهذه الثورة هى افتتاحية ثورات الشعوب فى عصر المعلوماتية وهى افتتاحية الخروج من عصر الرشد الذى دخلته الإنسانية مع الثورة الفرنسية إلى عصر «الحكمة» التى ستبنى على «الحقيقة والعدل وحقوق الإنسان» وهى دعائم العصر القادم بينما كان «العقل والعلم هما دعائم عصر الرشد»، وإذا كانت الرأسمالية قد اختطفت الثورة الفرنسية وسمحت بالاستعمار فيما بعد وضربت فكرة المساواة عند عدم تمثيل المرأة والعبيد مع أول تمثيل نيابى فإننا الآن فى عصر المعلوماتية التى تتيح قدرا من ديمقراطية المعرفة. • رحلة محبة مين اللى قال الدنيا دى وسية فيها عبيد ملك لإيد وفيها السيد سوانا رب الناس سواسية ما حد فينا يزيد ولا يخس إيد - اشتراكى فى ديباجة الدستور من خلال لجنة الصياغة هو بالنسبة لى شرف كبير جدا وأراه تتويجا لرحلة محبة لهذا الشعب وإيمان شديد بالإنسانية.. ولقد اقترحت الإطار العام للصياغة بما يؤكد الهوية المصرية التى - للأسف - نظام مرسى عرضها للتساؤل من جديد وكنت أريد أن أؤكد على أن الشخصية المصرية مستقرة منذ آلاف السنين ولم نكن محتاجين لهؤلاء البدو ليعلمونا من نحن؟! وحرصنا فى الصياغة على التدرج التاريخى ومحاولة قراءة للثورة والعصر واستشراف ما هو قادم ولقد توصلنا عبر المناقشات لصيغة تمس حقيقة الأشياء لا تثير الخلافات.. وأعتقد أننا قدمنا أرقى باب دستورى فى الحقوق والحريات وكانت تجربة ناجحة والحمد لله. أما المعركة القادمة لهذا الشعب العظيم والذى عليه أن يدرك خطورتها فهى اختيار المجلس التشريعى الذى يسعى أصحاب المصالح القديمة للسيطرة عليه، لذا فلابد أن يستوعب الشعب أهمية المرحلة وألا يسمح بمحاولة سرقة الثورة من تاني.. لقد اكتسب الشعب وعيا جديدا وبعدما كان مرتضيا بدور «الرعية» أصبح مدركا أن من حقه أن يحصل على الحق والعدل والقانون ولابد لأصحاب المصالح القديمة أن يدركوا أن من مصلحتهم أن تتحقق أهداف الثورة وإلا سيتعرضون إلى ما لا تحمد عقباه من الشعب. • نفسية العبيد من حرموا على الخلق قولة لا بيصرخوا على طول بصوت مذلول ويبصوا بغباوة وعتة وذهول لمصيرهم المجهول وربنا اسمه الحق وحسابكم معاه حيطول - كل من يتهم 25 يناير بأنها مؤامرة و30 يونيو بأنها انقلاب قاصدا أو غير قاصد يصب فى مصلحة الأمريكان والإسرائيليين أعداء هذا الشعب لأن المعركة الحقيقية هى ما بين قوى الظلم العالمى والشعب المصرى والهدف منها هو القضاء على هذا المد النورى وكثير من قصار النظر يرون أن «العركة» إللى بنعيشها تهدف إلى تدمير الدولة فقط لكن الحقيقة أن المقصود بها هزيمة الثورة.. وهزيمة الأحلام الشعبية وتهديد وتشكيك المواطن فى قدرته على الفعل.. فمعركتنا الاستراتيجية الكبرى هى استعادة هذا الوطن قويا حرا قادرا على الوفاء باحتياجاته وإقرار العدالة الاجتماعية، وأنصار الثورة المضادة هدفهم تركيع الشعب المصرى والشعوب العربية من خلال حاكم «عميل».. أو حاكم «حليف» فالمهم لديهم هو هزيمة الشعب وليس هزيمة الدولة! وصحيح التاريخ مليء بالمؤامرات لكن فى النهاية ما يحرك التاريخ هو الوزن النسبى للقوى الحقيقية القوى على مستوى الدول أو الوطن الواحد. وربما بعض من دعا ل«25 يناير» ربما تربوا هنا أو هناك خارج مصر لكن إللى خرجوا يوم «28 يناير» يكتسحون أى مؤامرة محتملة وممكنة.. وأفكرك إلى متى ظل الأمريكان يراوحون موقفهم من ثورة 25 يناير ولم يتخذوا موقفا إلا بعد أن تصاعدت الهتافات بأن مبارك عميل للأمريكان والإسرائيليين فبدأوا ينتبهون ويقولون (Now) والمعركة مازالت مستمرة ونحن نعيش حلقة من حلقات الثورة المضادة وأظن أن كل من يرون فى السيسى «عبدالناصر» جديداً أو يرون فى «السيسي» استعادة لزمن مبارك كلاهما يملك نفسية العبيد!! فزمان عندما تحرر العبيد كثير منهم عادوا بخاطرهم لحضن «السيد» لأنه يكفل لهم لقمة العيش. وفى علم النفس هناك ما يعرف بمرحلة «قتل الأب»، وبالطبع غير مقصود بها قتلا حقيقيا، ولكن المقصود بها أن نكف على أن تنظر للأب على أنه إله والشعب المصرى بعد 25 يناير و30 يونيو قرر أن يكون أبونفسه ويرفض أى سلطة أبوية عليه كل من يحاول أن يرجع عقارب الزمن لإمبارح - سواء كان «عبدالناصر - السادات - مبارك» مخطئ تماما وعليه أن ينظر لحقيقة الأمور ويرى أنه يحرث فى البحر. • عالم افتراضى تطلعوا فى المقدر جديد تطلعوا للمقطم.. بعيد كلنا إيد فى إيد.. والأكيد لينا وياكو وقفة.. وعيد - من الممكن لأى تنظيم أن يهزم دولة لكن مستحيل أنه يقدر يهزم شعب وهذا ما حدث بالفعل فقد رفض الشعب المصرى تغيير هويته وفكره وينساق وراء جماعة. حسن البنا عندما قرر تأسيس هذا التنظيم كان - بلغة زمنا هذا - بيهرب من الواقع ويخلق عالمه الافتراضى!! اختزال القران كله فى «وأعدوا». وسمى الجماعة ب«الإخوان المسلمين» مما يخرج الآخرين غير المتوافقين معهم من الدين الإسلامى.. ولعب مع المخابرات البريطانية والأمريكية وظل هذا التنظيم وأصحابه يعيشون فى عالمهم الافتراضى إلى أن نزلوا لأرض الواقع فلم يستطيعوا أن يثبتوا وجودهم ولا يحققوا أى نجاح بل فشلوا فشلا ذريعا.. بعكس أبناء ثورة 25 يناير فرغم أنهم انطلقوا من «واقع افتراضي» إلا أنه كان يرى الواقع بصدق وعمق فلما نزلوا من عالمهم لأرض الواقع نجحوا واستطاعوا جذب الجماهير العريضة لقضيتهم ويتوحد الجميع حول أهداف الثورة وينادى بتحقيقيها. • اختمار الحلم من انكسار الروح فى روح الوطن ييجى احتضار الشوق فى سجن البدن من اختمار الحلم ييجى النهار يعود غريب الدار لأهل وسكن - مع الثورة.. تغير المزاج الشعبى ورحل كثير من أبناء جيلى وانشغلت بالعمل العام.. المناخ كله تغير.. لكن أنا لم أنشغل عن الشعر بل أواصل كتابة ديوانى الشعرى «تاتا.. خطى السبعين» الذى بدأته من سنوات وهو يضم 3 أبواب خلصت جزءا منه وشغال فى التانى.. وربنا يسهل. وأنا شايف أن ثورة 25 يناير مثلما أسقطت وجوها قديمة وقيما هشة فإنها ترسى دعائم ثورة فنية كبيرة تمثلت فى «منصات» ميدان التحرير.. وإحنا على أعتاب ثورة ثقافية بنت «تنامى الوعي» عند المصريين وتغير مزاجهم الذى أصبح أكثر وطنية وإنسانية.. ومن المؤكد أن الأعمال الإبداعية الكبرى لا تصدر فور وقوع الحدث لأنها بتيجى بعد اختمار الوعى فى النفوس.. وإحنا دلوقتى فى مرحلة اختمار الوعى التى تحمل بشارة باللى جاى. وبالفعل من اختمار الحلم بييجى النهار.. ومفيش حركة ثورية من غير فكره أولا.. وبعدها تجد طريقها للتنفيذ والفكرة دلوقتى موجودة لكن ربما نحتاج بعض الوقت «لإنضاج وسائلنا» ليتناسب أداؤها مع المزاج الفكرى والنفسى والوطنى الذى جد علينا. • عشم دنياك سكك حافظ على مسلكك وامسك فى نفسك لعلك تمسكك وتقع فى خية تملكك تهلكك أهلك يا تهلك ده أنت بالناس تكون - أنا واثق إن شاء الله إن الشعب المصرى حيقدر يستكمل حلمه رغم محاولات سرقة حلم الثورة.. أو محاولات إجهاض حلم هذا الشعب العظيم والشعب هو إللى بيصنع الزعماء.. وأنا كنت من المؤيدين لحمدين صباحى لكن بعد تولى السيسى رئاسة الجمهورية الجميع مطالب بالاصطفاف وراء الرئيس.. ليس بالنفاق ولا بالكلام ولكن بالفعل وصديقك من صدقك.. والسيسى الأمريكان بيحاولوا يستقطبوه.. وأصحاب المصالح بيحاولوا يروضوه.. والشعب المصرى «عشمان» فيه.. لذا أرجو أن تكون قراراته منحازة للشعب المصري.. ولقد قلت له من قبل «أهلك.. لتهلك»، لذا فكلنا مطالبون بالاصطفاف وراءه بعيون مفتوحة وأنا وراءه بكل عقلى النقدي.. وبكل وعيي. يا حلوة يا بلدنا يا نيل سلسبيل بحُبك أنت رفعنا راسنا لفوق لو الزمن ليل ما يرهبنا ليل شوقنا فى عروقنا يصحى شمس الشروق.•