صباحيات صباح بلون القاهرة وطعم حواريها صباح بصوت الفجر اللى مبيطلعش غير فيها صباح بريحة الغايبين وشوق سابق خطاوينا ليالى العتمة خوانة وسارقة الضى فعنينا أمانة يا صباح فتاح ما تمدح ليل بيطوينا صباح ورد وجنينة وشمس بتصطبح لينا وضحكة من عيون ميما وتنهيدة وترنيمة عيال بتعلق الزينة وتفرح فرحة الأعياد صباح كل الحاجات باهتة صباح كل الحروف ساكتة صباح بيعاند الضحكة ومستنى على التكة صباح أمواج بتتلاطم لكن زاهدة صباح وصباح خلاص ماتت ومش عايزة تكون شاهدة صباح درويش فحضرة زار صباح الغايب الحاضر فحضن الدار صباح التوهة والمشوار صباح الدمعة محشورة فقلب الطار وفرحة فعينى بتلالى وضحك نهار صباح عادى ومش عادي صباح بيبوس جبين غلبان وبيصبح على الهادي صباح بيحايل اللقمة وبيدادي صباح الملك للمالك صباح نادي صباح النور على البنور صباح صياد وجنية وبيت مسحور صباح عفريت وعفريتة بيلعبوا سيجا فوق السور صباح محروم بيتألم كطير مكسور صباح الجنة والحنة وبنات الحور صباح أحلامنا راسمانا وحابكة الدور صباح الزرع والخضرة وأرض البور صباح الهادى والبارى صباح مستور.
سندريللا الزمن الأخير
انتبه الأمير الفحل من نومه.. تقلب فى سريره الحريري، لفت انتباهه أن الجهة الأخرى من السرير فارغة.. سأل نفسه.. «تُراها أين ذهبت ؟!».. مد يده يتحسس مكانها.. كان الدفء وبقايا لقاء الأمس تشعل المكان، واصل رحلة البحث بيده.. تحت «المخدة» وجده.. كان قد تعمد أمس حين تخلصت من القطعة الأخيرة من ملابسها أن يدسها بيده تحت «المخدة».. اطمأن قلبه بعض الشيء، فلا يمكن أن تكون قد ذهبت دون هذا.. ربما هى الآن فى مكان ما فى القصر، تفتش حجراته، تلهو عبر ممراته، تتريض فى حدائقه.. عاد إلى جسده الكسل الجميل، تسللت إلى أنفه رائحة الأمس.. عطرها الفواح، الماء المتدفق من مجاهل التاريخ يحمل ذكرى «كن» الأولى والكون الأول.. انتعش داخله بأمل تكرار ما حدث ليلا.. الحياة التى نبضت فجأة. تقلب فانزاح الغطاء عنه.. ظهر عريه.. قطعة لحم بلا ملامح أو تفاصيل.. عاهة كل أمير.. غادر الفراش متكاسلا وهو يهتف باسمها «المجهول».. الصمت يرمى غطاءه على المكان، يقهر ضوء الشمس الواصل إليه عبر نافذة الحجرة، يتسلل كأنه ثعبان يقرص الأمل النابض فى القلب، الرغبة المتدفقة فى العثور عليها.. تأكد مما فى يده.. «لابد من أن تكون هنا..».. «كيف تنصرف دونه ؟!».. تحرك مبتعدا عن سريره.. نظر صورته فى المرآة.. لعن فى سره عاهة كل أمير. فتح باب الحجرة وتحرك خارجها.. لا صوت ينبئ بوجود حياة فى هذا القصر الذى كان ينتشر الموت فى حجراته وممراته وحدائقه حتى مساء الأمس حين طارده صوتها الجميل حتى فى بوحها بلحظات الألم اللذيذ.. كان سيجن.. لم يكن يعلم أن الحياة يمكن أن تتفجر هكذا من خلال الجسد البشرى ، أن كل هذه الضوضاء توجد بين العظام واللحم.. «أين ذهبت ؟!».. تأكد مما فى يده.. لم يخدعه الحلم.. له ملمس جسدها.. رائحته رائحتها.. فتح باب الحجرة الأخيرة فى القصر.. رمى اليأس عليه ثوبه.. غادرته حتى الرائحة. فتح الباب وهتف باسم البواب.. سأله.. متى غادرت؟.. هل تركت له رسالة؟.. هل قالت أنها ستعود ومتي؟.. لم تريحه إجابة البواب.. لم ير.. خارجا أو داخلا منذ جلس، لم يُفتح الباب منذ دخل هو أمس، لم يطرق الباب رائح أو غاد.. الموت مازال يفترش المكان.. تركه وأغلق الباب.. تأمل ما فى يده من جديد.. الملمس والرائحة.. هى كائن حي، ليس حلم ليل.. ليحسم الأمر ارتدى ملابسه، وضعه فى جيبه الداخلي.. تأكد مرة أخرى من الملمس والرائحة، سيعيد رحلة الأمس من بدايتها.. سيزور كل مكان وصل إليه أمس، يتشمم كل الروائح لعله يهتدي، سيرفع عن كل من يقابلهن الثياب حتى يتأكد أن هذا ليس لها، وأن هذه ليست هي.. لن يدعها تفر هذه المرة، لن يدع الضوضاء والصرخات المبحوحة تغادره هو أو قصره.. شد الباب خلفه فى عزم ، انغلق الباب محدثا صوتا مفزعا.. انتبه.. انتبه الأمير الفحل من نومه. •