عضو لجنة دراسة الإقليمي: تقليل عدد وأطوال التحويلات بدءا من 2 أغسطس    أنقرة تفند مزاعم استهداف تركيا للدروز في سوريا    عندما يصبح القائد واحدًا من الجائعين.. ما دلالات التغير في جسد أبوعبيدة بين الظهور الأول والأخير؟    عقبة وحيدة تمنع الأهلي من ضم مصطفى محمد (تفاصيل)    سيدات "مسار" يخضن 3 وديات في المغرب استعدادًا لتصفيات شمال إفريقيا    القبض على هدير عبدالرازق وطليقها بعد تداول فيديو الاعتداء على البلوجر في الشقة    تشييع شقيقتين غرقا في النيل والبحث مستمر عن جثمان الثالثة    أستاذ علوم سياسية: العلاقات المصرية السعودية ركيزة للأمن القومي العربي    سفير أمريكا لدى إسرائيل: الهجوم على كنيسة فلسطينية بالضفة عمل إرهابي    أخبار الاقتصاد اليوم: موعد صرف مرتبات شهر يوليو 2025 للعاملين بالدولة.. توقعات بارتفاع أسعار الذهب 40% خلال النصف الثانى من 2025.. وأسعار القهوة العالمية تسجل أعلى مستوى لها على الإطلاق    تنظيم الاتصالات: التعويض الإضافي عن حريق سنترال رمسيس موجه للمتضررين فقط    قائمة منتخب مصر لكرة السلة في بطولة بيروت الدولية    ذهبية وفضية لألعاب القوى فى البطولة الأفريقية بنيجيريا    تنويه عاجل بشأن امتحان المتقدمين لشغل وظائف بالهيئة القومية للبريد    ضوابط الإنفاق على الدعاية الانتخابية للنظام الفردي والقوائم بانتخابات الشيوخ    هدير عبد الرازق في قبضة الأمن بعد فيديو اعتداء طليقها عليها بالضرب    كشف غموض واقعة "رضيع المقابر" بعد إدعاء العثور عليه بقنا    عمرو أديب: لست موقوفا وأقضي أجازتي الصيفية    من مهرجان العلمين الجديدة.. ساحة U-Arena تفتح أبوابها للعالم    رقص على صوت نانسي عجرم.. إلهام شاهين تنشر لقطات عفوية مع ابنة شقيقتها (فيديو)    محمد رمضان يطرح أحدث كليباته من ضهر راجل    فستان جريء بفتحة ساق.. إليسا تستعيد تألقها في حفل زفاف نجل إيلي صعب    سلمى أبو ضيف بفستان ساحر.. ما سر ارتدائها اللون الأسود؟    أمين الفتوى: الرضاعة تجعل الشخص أخًا لأبناء المرضعة وليس خالًا لهم    بلغة الإشارة.. الجامع الأزهر يوضح أسباب الهجرة النبوية    رئيس جامعة الأزهر: الحج ورد في آيتين من سورة آل عمران لخصوصية التوحيد فيها    حسام حسن ل فيتو: أتمنى تطبيق تجربة مستشفى العجمي بجميع المراكز العلاجية في الجمهورية (فيديو)    متحدث «الصحة»: 2.8 مليون عملية جراحية مجانية ضمن مبادرة القضاء على قوائم الانتظار    توزيع 600 كرتونة غذائية و7 أطنان من السلع الأساسية للأسر الأولى بالرعاية بسنهور المدينة في كفر الشيخ    خل التفاح مفيد لصحة الكبد- إليك السبب    «المعلمين»: مشروع علاج لأعضاء النقابة بخصومات تصل 60%.. تفاصيل    مرتبات شهر يوليو 2025.. موعد وأماكن الصرف وجدول الحد الأدنى للأجور بعد الزيادة الجديدة    انتشال سيارة ميكروباص سقطت في رشاح شبرا هارس بالقليوبية    ألسن عين شمس تعلن فتح باب القبول ببرامج الدراسات العليا    أسامة نبيه يدفع بتشكيل جديد لمنتخب الشباب فى الودية الثانية أمام الكويت    جهاز المحاسبة الألماني يحذر من عجز محتمل في صندوق المناخ والتحول التابع للحكومة    تنويه عاجل من «التنظيم والإدارة» بشأن مستندات المتقدمين لوظائف هيئة البريد    التفاصيل المالية لصفقة انتقال راشفورد إلى برشلونة    قوات العشائر تسيطر على بلدة شهبا بريف السويداء    غلق 47 منشأة طبية مخالفة بالبحيرة وإنذار 24 أخرى    براتب 900 يورو.. آخر فرصة للتقديم على فرص عمل في البوسنة ومقدونيا    ليالي المسرح الحر تختتم الدورة ال20 وتعلن نتائج المسابقات    باحث: موسكو لا تسعى لصراع مع واشنطن والمفاوضات في إسطنبول مؤشر إيجابي    دعاء أواخر شهر محرم.. اغتنم الفرصة وردده الآن    دون إبداء أسباب.. روسيا تعلن إرجاء منتدى الجيش 2025 إلى موعد لاحق    ضبط 20 سائقًا يتعاطون المخدرات في حملة مفاجئة بأسوان (صور)    رئيس جامعة قناة السويس يوجه بسرعة الانتهاء من إعلان نتائج الامتحانات    هل يجوز للمرأة أن تدفع زكاتها إلى زوجها الفقير؟.. محمد علي يوضح    وزير الصحة يوجه بتعزيز الخدمات الطبية بمستشفى جوستاف روسي    ليلى علوي نجم الدورة 41 لمهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط    وزير الكهرباء والطاقة المتجددة يتابع مستجدات الموقف التنفيذي لأعمال توفير التغذية الكهربائية لمشروعات الدلتا الجديدة    محافظ المنيا يتفقد محطة رفع صرف صحى بردنوها لخدمة 30 ألف مواطن بمركز مطاى    "بائعة طيور تستغيث والداخلية تستجيب".. ماذا حدث في المعادي؟    توقيع اتفاقيات تعاون بين 12 جامعة مصرية ولويفيل الأمريكية    خبر في الجول - جلسة بين جون إدوارد ومسؤولي زد لحسم انتقال محمد إسماعيل للزمالك    أسعار اللحوم اليوم السبت 19-7-2025 بأسواق محافظة مطروح    خالد جلال: معالي يشبه الغندور وحفني.. وسيصنع الفارق مع الزمالك    سوريا وإسرائيل تتفقان على إنهاء الصراع برعاية أمريكية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القرية المصرية القديمة
نشر في شموس يوم 12 - 05 - 2013

كانت مصر القديمة تحتوى على قرى خضراء رائعة على ضفاف النيل العظيم ومع هذة القرى كانت هناك مدن جميلة تملأها البهجة والجمال والجلال وفى احدى هذة القرى التى تقع على شاطىء نيلنا المتدفق دائماً كان يسكن ( أنوبو) و (بايتي) وهما أخوين يقيمان معاً فى بيتهما الذى ورثاه عن والدهما وورثا ايضاً قطعة ارض خصبة ومجموعة من الأبقار والأهم من ذلك أنهما ورثا حبهما لبعضهما البعض .
كان (أنوبو) يعطف على اخيه الصغير (بايتى) ويرشده ويدله على الخير دائماً ويساعده ليسير على الطريق السليم ولايحيد عنه ويساعده فى العمل ولا يقصو عليه لدرجة أن (بايتى)كان يقول انه لم يشعر بموت والديه وذلك لوجود (أنوبو)إلى جوارة.
(أنوبو) هو الشقيق الأكبر .
فى يوم من الأيام خرج (أنوبو ) لعملة فى الحقل واذا به يقابل فتاة حسناء لم يرى مثلها من قبل ففتن بها و سأل عنها حتى عرف طريق اهلها وتزوجها ووقتها شعر وكأنه قد امتلك الكون وما عليه وانتقلت الفتاة لتقيم معه ومع اخوه فى منزلهم على ضفاف النيل وبالطبع بما إن (أنوبو) هو الأخ الأكبر فهو من يتولى شؤون الإدارة والتنظيم فى المنزل وفى امور الحياة .
اما بايتي الشقيق الأصغر فكان عاملاً ، يغزل الخيوط ويحرث الأرض و يحب اخيه ويخلص له وبالتالى احب زوجة اخيه واعتبرها اخته .
كل مساء كان يعود (بايتى) يسوق البقرات في هدوء وهو يحمل على ظهره حمل من الحشائش يقدمه لها خلال الليل.
كان (بايتى) واخوه (أنوبو) يتمتعان بفضيلة غريبة فقد كانا يفهمان لغة الأغنام والماشية .
وكانت من صفاته الجميلة انه متى دخل الدار ، كان يحيي أخاه وامرأته، ثم يعود إلى غرفته بجوار الحظيرة يأكل ويشرب وينام
و ما تكاد شمس النهار تفتح عينيها .. حتى ينهض بايتي ليعجن الدقيق ويخبز الخبز ويهيء المائدة الحافلة لأخيه وامرأته يجلس الجميع إلى مائدة الطعام وبعد ان تنتهى العائلة من تناول الطعام ينصرف الأخوان إلى شؤون الحقل.
ويمضي الفتى (بايتى) يسوق البقرات أمامه الى المراعى لتأكل وتسمن .
في يوم من الأيام عندما بدأ موسم زراعة الأرض، أحس (بايتى ) بحركات غريبة تقوم بها ماشيته فإذا به يصغى اليها فوجدها تقول له {اذهب إلى وادى الصنوبر ففيه خصباً و نماء ستجد هناك حياة رائعة قدرها لك الإله وستزوجك الألهة بعروس رائعة , اذهب يابايتى حياتك هناك وسعادتك هناك .
اهتز بايتى مما سمع وذهب إلى اخيه مسرعاً وأبلغه بما سمعه من الماشية .....
شعر (أنوبو) برهبة بمجرد سماعه لهذة النبوءة وذهب انوبو إلى زوجته واطلعها على ماقاله بايتى له فإذا بها تشعر بالفرح لترك (بايتى) البيت لها وزوجها بمفردهما فراحت تشجع زوجها على الموافقة لأخاه على سفره إلى وادى الصنوبر لكن أنوبو كان خائفاً على اخاه من الصعاب التى سيقابلها هناك فهو وادٍ غير مأهول بالسكان وتملأه الحيوانات المفترسة ....لكن بايتى كان قد اتخذ قراره بالسفر واعتبر هذة النبوءة امراً من الإله واعلم اخاه بذلك .
ودع (بايتى) أخاه وكان متأثراً تأثراً شديداً فهى المرة الأولى التى يفترق فيها الأخوان وعندما سلم (بايتى) على (أنوبو) أمسك بذراعه انوبو وقال له متسائلاً ماذا ستفعل تجاه المتاعب و الصعوبات التى ستواجهها ؟
اجاب بايتى قائلاً فى وادى الصنوبر زهرة مباركة سأنتزع قلبى و اضعه فوقها واعلم انه اذا قطعت هذة الزهرة وقع قلبى على الأرض وعندئذ سأموت لكن عليك أن تبحث عن قلب أخيك ولا تترك اليأس يتسرب إلى قلبك بل استمر فى البحث عن قلبى حتى تجده واذا وجدته ضعه فى دورق به ماء بارد وعند ذلك ستعود لى الحياة ...
تعجب (انوبو) مما سمع ثم سأل اخيه وكيف اعرف أن احداً قد قطع هذة الزهرة المباركة ؟
اجاب (بايتى) اذا رأيت القدح الذى تشرب منه قد فار مابه من شراب فإعلم أن قلبى قد وقع وأن عليك ايجاده حتى تعيد إلى الحياة .
بكى (انوبو) وهو يمسك بيد أخيه وسأله للمرة الأخيرة لماذا كل هذا العناء قل لى اذا ضايقك شىء ؟
اجاب بايتى بحب لا يا أخى اني سوف اذهب الى وادي الصنوبر لأعيش وحيدا كما امرتنى النبوءة .
خرج (بايتى) من بيته ومزرعته وماشيته متجهاً إلى وادى الصنوبر المسحور وتخطى كل المصاعب التى قابلته حتى وصل إلى هناك وبحث عن الزهرة المباركة وعلق قلبه عليها وذلك بفعل السحر الذى وجد نفسه يتقنه منذ ميلاده دون أن يدرى لماذا ...
عاش بايتي سعيداً هادئاً في وادي الصنوبر يقضي اوقاته في مطاردة الحيوانات ويعود مع الليل الى بيت انيق صغير اقامه في جانب الوادي..
وبينما هو جالس ذات يوم مر به الملائكة التسعة الذين يدبرون شؤون مصر.. وقال له احد هذة الملائكة :
ألا تؤلمك العزلة يابني ؟أليس من الخير لك ان تعود الى بيتك فأخوك يتألم كثيراً لبعادك ؟
لكن بايتى التمس منهم أن يتركوه في وادي الصنوبر حيث يعيش..
فرأت الملائكة أن تخفف عن الفتى وحشة عزلته.. فذكرته بالنبوءة التى تقول انك ستتزوج فى وادى الصنوبر من امرأة هى اجمل فتاة فى بنات جيلها وهى تعيش وحيدة فى وادى الصنوبر وقد قدر الإله أن تكون زوجتك فإبحث عنها وجهز لها مكان لائق لتعيش فيه عيشة الأميرات
اجتهد بايتى وبنى قصراً جميلاً يتزين بالمسلات الفرعونية ومهد طريقاً إلى القصر تحده الكباش الرخامية من الجانبين .
وفى يوم من الأيام كان (بايتى)يتجول فى الوادى فإذا بفتاة تصرخ فإتجه (بايتى )من فوره نحو الصراخ فشاهد فتاة جميلة يطاردها أحد النمور فصارعه وانتصر عليه ووقع حبها فى قلبه وتزوجها وكانت زوجة من اجمل النساء تشبه في جمالها ايزيس .
وهبطت الزوجة لتقع بين يدى بايتى .. فامتلئ فرحة وسعادة لا توصف.. وهي تقع بين ذراعيه شاهدنها ربات الجمال السبع فتنبأن على الفور بأنها سوف تقتل بالسيف..!!
احب بايتي امرأته حباً جماً لم يحبه رجل لامرأة قط.. فبلغ به ان غار عليها من النيل نفسه فمنعها من مغادرة الدار او الاقتراب من النيل حتى لا يخطفها النهر.. ومن اجل ان يؤكد لها مدى حبه لها واخلاصه اطلعها على سر قلبه المعلق على الزهرة المباركة وحذرها من قطعها حتى لا يفقد الحياة.. ويموت..
وذات يوم خرج بايتي للصيد ..
وكان الملل قد استبد بامرأته لطول ما أقامت وحدها في البيت..
فانتهزت الفرصة .. وغادرت منطلقة الى حيث الزهرة المباركة التي حذرها زوجها من الذهاب اليها..و لكن الفضول كان اقوى منها فدعاها الى إلى رؤية القلب المعلق على الزهرة .. وإذ اشبعت فضولها فتركت الزهرة وجلست بجانب النهر وكشفت عن ساقيها الجميلتين وانزلتهما إلى الماء وهي تحركهما وتلعب بهما فى الماء كالطفلة الصغيرة وفجأة شعرت بأنها ستقع فى النيل فسارعت برفع ساقيها وانطلقت تجرى إلى القصر
عادت المرأة إلى النهر مرة ثانية وشعرت انها قد وقعت فى حبه فمنحته خصلة من شعرها يشم فيها عبيرها ويتعرف عليها .
حمل النيل خصلة الشعر وراح يجري..
و ينتهى خلال جريانه الى مغتسل فرعون الذي كان يمتد من جانب الشط فإذا بخصلة الشعر تسقط في حوضه
..اذا برائحة ساحرة تتسرب منها الى ثياب الفرعون فتعجب من هذة الرائحة وطلب رئيس الغسالين ليبحث له عن سر هذة الرائحة فبحث الرجل جيداً واثناء عملية البحث وجد خصلة الشعر فذهب بها إلى الفرعون فهام بصاحبتها وأمر بالسحرة أن تأتوه بصاحبتها .
....اجتمع كل سحرة البلاد عند الملك واخذا يقلبون الخصلة ولا يفهمون لها سراً ولكن هتف احدهم:ايها الفرعون هذه الخصلة انتزعت من احدى بنات الساحرات بوادى الصنوبر.
واقسم الفرعون ليبحثن عنها فأرسل رجاله يجوبون انحاء الارض .. فذهب بعضهم الى وادي الصنوبر فلم يعد منهم سوى واحد استطاع ان يهرب من يد بايتي والوحوش التى تسكن وادى الصنوبر لكنه لم يكن يعلم انها زوجة بايتى ولم يرد بايتى أن يعلم احد أن هذة الجميلة هى زوجته فقد كان يغار عليها من كل انسان .
انطلق الرسول الهارب الى الملك يخبره عن مكان ابنة الساحرات.
فأمر الملك فرقة من الفرسان والرماة بالذهاب الى وادي الصنوبر
وكمنت الفرقة بين الغاب حتى خرج بايتي للصيد ..
فهاجموا البيت الصغير واختطفوا المرأة وانطلقوا بها الى الفرعون دون أن يعرف احد أن بايتى زوجها وكان اعتقادهم انه يعتقلها داخل هذا القصر ولم توضح المرأة لهم أن بايتى هو زوجها فلم تكن محبة للعيش معه من كثرة ما غار عليها واسكنها فى القصر سنين دون أن تتركه ..
وصلوا بالمرأة الى قصر الفرعون و مع طول المقام سعدت المرأة بعيشها كملكة في قصر الفرعون واستقر بها الرأي ان قررت البقاء ابد الدهر
ولا تعود الى وادى الصنوبر.
عندما بدا لها انه سيأتي اليوم الذي سيعثر فيه زوجها عليها انطلقت الى الفرعون تكشف له سر قلب الرجل المعلق على الزهرة المباركة وايضاً لم تخبر الفرعون بأن هذا الرجل هو زوجها انما افهمته انه صياد قد اختطفها وانه سيأتى حتماً ليختطفها مرةً ثانية لامحالة ولابد من قتله لكى لايعثر عليها ......
فى هذة الأثناء كان الفرعون قد احبها كما لم يحب احد من قبل ووقع تحت سيطرتها وأصبح ينفذ كل رغباتها ....
فكرت المرأة قليلاً ثم قالت للفرعون فى خبث: ولما لا ترسل رجالك يقطعون الزهرة وبذلك سيفقد الرجل حياته اذا ما قطعت هذه الزهرة وسقط القلب على الأرض ..
انطلق الرسل من فورهم الى وادي الصنوبر من جديد..وعندما عادوا كانت الزهرة قد قطعت والقلب اختفى داخل الأرض ومضى نهار كامل .. وجاء المساء..
جلس (انوبو) الشقيق الأكبر في بيته على ضفاف النيل يملأ قدحه....فإذا بها تتعكر وتفور .. ومن خلال الشراب شاهد (انوبو) وجه شقيقه فأدرك انه في حاجة اليه..
ارتدى (انوبو) ملابسه وحمل سلاحه واخذ طريقه الى وادي الصنوبر و عندما وصل الى بيت اخيه وجد على وشك مفارقة الحياة فوق الفراش فراح يبحث عن القلب هنا وهناك ولكنه لم يستطع العثور عليه استمر انوبو يبحث ويبحث ولكن دون جدوى .
راحت الايام تنقضي فأدرك في النهاية أن الامل قد ضاع، وقرر العودة إلى قريته في اليوم الذي يسبق الرحيل نزل (انوبو) فاقداً الأمل يبحث عن القلب للمرة الأخيرة فوجد بذرة في شكل قلب ففرح بها واخذها وملأ كأس بماء بارد ووضعها فيه وبمجرد وضعها فى الماء انتفخت وظلت تتشبع بالماء وتنتفخ حتى صارت في حجم القلب والغريب انه لم يكد يبلغ حجمه حتى تحرك جسد( بايتى) الذي كان لا يزال فوق الفراش و فتح بايتي عينيه وعادت الحياة اليه رويداً رويداً هلل (أنوبو) بعودة اخيه إلى الحياة ولم يكد يصدق عيناه عندما رأه يتحرك ..انطلق الأخوان عائدين الى منفيس وخلال الطريق راح (بايتي) يقص على اخيه كيف سينتقم من المرأة التي خانته وضللت الملك ليقتله .....عندما عاد الشقيقان وجد أنوبو زوجته قد ماتت أثاء رحلة بحثه عن أخيه فحزن عليها لكن لم يمر وقت طويل حتى جلس الأخوين واتفقا معا على الطريقه التي يمكن ان يدخلا بها القصر وهنا اعلم (بايتى) أخاه انه اصبح يستطيع أن يتشكل فى اى صورة سواء كانت صورة حيوان او انسان او طير فتعجب (انوبو) لكنه بعد أن رأى القلب وهو يعيد الحياة لأخيه لم يعد يتعجب من اى شىء يخصه .
و في الصباح تحول بايتي الى صورة ثور..
من اسود الشعر وابيض الجبهة وانتصب نسر مبسوط الجناحين على الظهرة وكان شعر ذيله غزير وطلب (بايتى) من اخيه ان يقوده في تلك الصورة الى القصر حيث تعيش امرأته الخائنة فقال له : سر بي الى بلاط الفرعون .. فهناك سيحسنون وفادتي ويقدمون لك خير الطعام ويثقلونك بالذهب والفضة.. وسينظر الناس الي نظرهم الى تحفه خارقه عندئذ عد انت بما حملت الى بيتك واتركني داخل القصر لكى انتقم لنفسى مما حل بى من هذة الخائنة .
انطلق (انوبو (يقود اخاه فى شكل الثور في الطريق الى القصر..
وهنا اطلت الملكة فإذا بها ترى الثور فيه كل العلامات الغريبة يقوده فلاح فأمرت باستدعاء صاحبه..
دخل (انوبو (القصر يقود الثور حتى وصل الى قاعة الملك والملكة
فلم يكد الملك يرى الثور حتى شعر بفرحة غامرة تجتاحة فأمر بأكياس من الذهب والفضة تهدى الى الفلاح .....فأخذها أنوبو وعاد إلى قريته .
وأخذ الجنود الثور الى حظيرة انيقة لا يغلق بابها ابدا وكلف امهر العبيد بالسهر على راحته وتدليله ورعايته ليل نهار وفى اليوم الثانى نزل الثور من الحضيرة وحده الى الحديقة و دخل الثور حرم القصر .. وقف أمام اجمل نساء الفرعون واحلاهن..ولم تكن سوى الملكة ..زوجته ....انتبهت امرأة فرعون الى الثور ومدت كفيها تداعب شعره.. ولم تكد تفعل حتى سمعت من بين شفتي الثور صوتا يدعوها .. فانحنت لتنصت ..
وقال الثور:انظري انا مازلت حياً....هتفت الملكة في رعب وفزع انت .. من تكون انت؟
قال الثور:انا بايتي زوجك الذى قتلته بغدر ولكني مع ذلك ما زلت حيا في جسد ثور ثم تركها لرعبها وغادر الثور حرم القصر وترك زوجة الفرعون أشد ما تكون فزعا ورعبا..ومضى ذلك اليوم وفى يوم أخر و بينما كان الفرعون يجلس الى زوجته حول مائدة عامرة بالطعام والشراب
عدني أن تمنحني كل ما أطلب منك .....وضحك الملك في نشوة وهو يقول:
سأمنحك ما تطلبين
فقالت إذن امنحني كبد ذلك الثور الحبيب
تعجب الملك من طلبها لكنه أمر الجزارون بذبح الثور ..
استل الجزارين اسلحته وذبحوا الثور.. وعندما غادروا الحظيرة كان كل شيء قد انتهى وكان جسد الثور قد فارق الحياة..!!و مر الجزارون وجسد الثور معهم أمام باب الملك والملكة وبينماهم يمرون قطرت الجثة دما امام الباب .. لم ينتبه إليها احد و مر اليوم وجاء صباح .. فإذا شجرة ضخمة قدارتفعت حيث قطرات الدم ..
اسرع الجميع يخبر الملك بالمعجزة فأقام حفلاً رائعاً للشجرة.. اشترك فيه الجميع ومضت أيام..ونزل الملك إلى الحديقة ذات يوم وإلى جواره زوجته وتحت الشجرة المعجزة جلسا يتجاذبان اطراف الحديث لكن الملكة انتبهت إلى صوت يقول :أيتها المرأة الخائنة .. أتفعلين ذلك وأنت تستظلين بظلي أنا زوجك بايتي ؟
صرخت المرأة وهي تحملق في الشجرة التي عادت تقول: أنا هنا مازلت حياً لقد طلبت قطع الزهرة المباركة ليموت قلبي وامرت بذبح الثور لأفقد الحياة ولكني مع ذلك لازلت حيا أتبعك في تلك الشجرة التي تطل عليك صباح مساء..
اصيبت الملكة بزعر وطلبت من الملك أن يقطع الشجرة ويصنع لها الصناع من خشبها خزانة .
وفي صباح اليوم التالي أمر الملك بقطع الشجرة ..
ووقفت الملكة تتشفى حين كان النجارون يشقون الساق ليصنعوا لها خزانة..و فجأة وبينما هي تأمر وتنهى طارت الى فمها قطعة صغيرة من الخشب لم تستطع الا بلعها رغما عنها .. ولكن الأمر لم يهمها بتاتا..
و مضت ايام وشهور ولدت امرأة الفرعون ولدا ذكرا .. لم يكن سوى بايتي نفسه.. !!
فرح الملك بإبنه الصغير.!!....
مرت الأيام وكبر الصغير وراحت السنوات تمضي والأمير يكبر و الملك يقترب من الشيخوخة ..
وعندما بلغ الفتى العنفوان كان الفرعون قد فارق الحياة .
ملأت الفرحة كل مصر وهي تحتفل بملكها الجديد وبينما الكهنة يضعون التاج على رأس فرعونهم الجديد وجلس فرعون الجديد على العرش .. ..
و بينما الجميع ينتظرون ان يعلن الفرعون زواجه..
انطلق صوته عميقا يحكي ماكان منذ ان خرج من داره حتى اجلسته الآلهة على عرش الفرعون ..وبين هذا وذاك عرف الجميع من تكون المرأة التي تقف أمامهم لتكون الملكة الأم وارتفع صوت الملك يسأل الكهنة وقواده عن الحكم الذي ينزلونه بالمرأة الخائنة.........وفي صوت واحد قال الجميع..!الموت
ونفذ الحكم وبالسيف قطع رأس الملكة
اما بايتي فقد استمر على عرش مصر عشرين عاما
طار بعدها الى السماء تاركا عرشه لأنوبوا الأخ الذي الذى احبه دائماً


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.