شىء رائع أن تجد مكاناً يتسم العمل فيه بالدقة والجودة، والأروع أن تجد العاملين به يعملون بمقاييس عمل لن أقول عالمية، ولكن سأقول بمقاييس عمل تريح قلبك وتطمئنك أنك ستحصل على العمل المطلوب كما يجب أن يكون!.. فالعنصر البشرى فى أى مكان هو كنز ودينامو العمل وفى نفس الوقت يمكن أن يكون مقبرة العمل مهما كان حجمه! فى مستشفى «57357» تكتشف أن العاملين به من أول فرد الأمن الموجود على البوابات، مرورا بالجناينى، وعامل النظافة، والموظفين، والتمريض، والصيادلة والأطباء كل فرد منهم تشعر أنه موظف قياسي!! سؤال تكرر بداخلى كثيرا، ما السر فى أن يكون البشر العاملون داخل مستشفى «57357» مختلفين ومتميزين، وأغرب وأسرع إجابة وصلتنى أن جميع العاملين الذين نرى أنهم أروع ما يمكن يرون أنهم لم يصلوا بعد للصورة المثلي!! وأن عليهم بذل جهداً أكثر!!. • محاور الجدارة للوصول إلى الجدارة علينا بأربعة أشياء، هى المعرفة تليها المهارات تليها القدرات يليها أسلوب ناجح لتوصيل كل ما سبق، فكل شخص يلتحق بالعمل فى مستشفى 57357 يتلقى معرفة بالمكان ويتم تدريبه لكى يكون عمله بمستوى معين، فالشعار الذى يتعامل به الكبير بالمستشفى قبل الصغير «احنا هنا خدامين للعيانين»، يتساوى فى هذا الشعار الجميع لسبب بسيط قاله لى د.شريف كمال مدير الصيدلية: السرطان هو الصخرة التى ينكسر عندها كبرياء البنى آدم والهدف الذى نص إليه هو نيل «رضا العيان».. وخلال جولتى لمست مجهودهم لنيل هذا الرضا، فالحصول على رضا المريض يأتى بداية من دخول المريض برفقة أهله من بوابة «2» المخصصة للمرضى، فتقابله حديقة على جانبى المدخل بها أنواع من الزهور والنباتات المبهجة والتى تشعره أنه متوجه إلى حديقة عامة منتشر بها عدد هائل من الكراسى المتحركة لتسهيل الحركة على الأطفال، «رضا المريض» يحصلون عليه حينما يرغب أحد الأطفال فى دخول الحمام، فيجده لا يقل عن حمامات الفنادق الخمس نجوم فى الشكل والنظافة، «رضا المريض» يحصلون عليه حين يجد فريقامن الممرضين يتابع كل خطوات علاجه، «رضا المريض» يأتى من أن الأطباء بالمستشفى يحصلون على تدريب مستمر وتعليم مستمر واحتكاك بخبراء من أمريكا وأيضا من علماء مصريين بأمريكا، ورغم كل ذلك حين سألت د.شريف كمال عن الذى يفرق أمريكا عنا فى هذا المجال، جاوبنى بسرعة: البحث العلمى، هم متطورون عنا فى البحث العلمى. • مصنع الكفاءات أصبح مستشفى 57357 جامعة تمنح علامة الجودة وأصبح الأطباء والممرضون والإداريون الذين يعملون به مطلوبين فى الدول العربية برواتب كما قال لى د.شريف كمال: «مضاف أمامها صفر زيادة عن رواتبهم بالمستشفى»، ولأننى مندهشة من جودة أداء العاملين بالمستشفى سألت الأستاذ أحمد السمرى مدير عام الموارد البشرية عن شروط الالتحاق بالعمل، فقال لى: بالنسبة للأطباء نقبل خريجى كل الجامعات شرط أن يكون التخصص «أورام»، وتكون هناك لجنة للاختيار أنا العضو الإدارى بها بعد فحص الأوراق الإدارية أقرأ ما بين السطور شخصية فى المتقدم، فإذا كان عمره 40 سنة ولم يأخذ الدكتوراة أو الماجستير استبعده لأن هذا يعكس أنه شخص غير مسئول ولا يهتم بالإنجاز، ونحن نهتم بالإنجاز، أما فى التمريض فتوجد لجنة بها مدام نعمة المسئولة عن التمريض وتبحث عن الخبرة السابقة والأسلوب، أما قسم النظافة، فالمديرة ميس عزيزة ونحن نختار رجال النظافة كما تختار فنادق الخمس نجوم، ويتعلم أسس النظافة العلاجية المثلى، لأن لدى مريض السرطان النظافة ليست اختيارية. سألت الأستاذ أحمد السمرى مدير عام الموارد البشرية عن الأسرار التى تجعل من فى المكان يحبونه ويخلصون له وروح التفانى فى العمل فقال لي: هو سيستم يحكم العمل، فالذى يلتحق بالعمل يجد توصيفاً لمهامه، فيعرف جيدا ماذا يفعل وما لا يجب عمله، ثم أن هناك جواً عاماً وانضباطاً وأيضا تقديراً مادياً وتقديراً إنسانياً للعاملين، والعمل لدينا عليه متابعة وتقييم مستمر وكورسات، ويضيف: نحن مدرسة نأخذ من المجتمع المحيط العناصر البشرية، نعلمهم وندربهم ونصدرهم، لأننا أكبر من أننا مستشفى ولا نبخل بخبرتنا على أى مؤسسة تخدم مصر والمصريين.•