حالة من اللغط مستمرة منذ الإعلان عن اقتراب طرح علاج فيروس سى الجديد بالسوق المصرية بالاسم التجارى «سوفالدى»، بنسب شفاء تتجاوز 09٪، لكن البشارة التى عمت أوساط مرضى فيروس سى، انقلبت فجأة إلى علامات استفهام بلا إجابات، بعد وصول أسعار جرعات العقار الجديد ل 41 ألف جنيه، فى الصيدليات والمراكز غير التابعة لوزارة الصحة. ووسط وعود حكومية بضمان وصول العلاج الجديد، للمحتاجين وبأسعار مخفضة لغير القادرين، ظهرت التخوفات من مافيا الدواء التى تسيطر على السوق المصرية التى لن تترك فرصة ثمينة، دون تربح، من سعر مادة فعالة يحتاجها 41 ٪ من المصريين. ورغم وعود وزارة الصحة، بضمان توفير السوفالدى، استعاد الشارع تفاصيل أزمة الإنترفيرون، العقار الأشهر لعلاج فيروس سى، الذى انتهت معاركه بين الوزارة والمرضى، بمحاولة تصنيعه محلياً بجودة وتأثير أقل. بصيص الأمل الذى تسرب للشارع مع قرب نزول السوفالدى، سرعان ما بدأ فى التلاشى، بعد الإعلان عن سعر الدواء خارج دعم وزارة الصحة. تضارب التصريحات الحكومية، والغموض الذى لف أغلبها، بخصوص دعم الدواء، وكيفية صرفه لغير القادرين، زادت الطين بلة، خصوصاً أن مشاكل صرف الإنترفيرون العلاج السابق، الأشهر لفيروس سى، مازالت ماثلة. مشاكل الإنترفيرون، ومعاناة غير القادرين فى صرفه، ثم إيقافه فيما بعد لارتفاع سعره حسبما قالت الوزارة، ومحاولات تصنيعه محليا، بجودة وفاعلية أقل، عوامل كلها أدت إلى رأى عام فى أوساط المرضى، مضاد لأية وعود حكومية.. بتوفير «السوفالدى» أو دعمه. لكن أحلام المصريين فى الحصول على علاج آمن لغول الفيروس الذى يفترس أكبادهم، تبددت، لارتفاع سعر الدواء الجديد (بلغ 0001 دولار للقرص الواحد)، ويستمر «كورس» العلاج إلى ما يقترب من ثلاثة أشهر على الأقل، بمعدل قرص واحد يومياً، يعنى ارتفاع التكلفة، الاجمالية، للمريض الواحد لأرقام فلكية، نسفت آمال الكثيرين من البسطاء فى فرصة العلاج. ∎ «أسمع كلامك أصدقك» وزارة الصحة من جانبها وكالعادة، وعدت بإجراءات لتوفير الدواء لغير القادرين، باتفاقها مع إحدى الشركات الأجنبية لتوفير العقار، وبأسعار معقولة لغير القادرين، ضمن نظامى التأمين الصحى، والعلاج على نفقة الدولة، لكن لأن التصريحات الحكومية البراقة، على رأى المثل «أسمع كلامك أصدقك»، غالباً ما تصطدم بالواقع، فتتغير، والسوابق ماثلة فى قصة الإنترفيرون، فإن الإعلان عن العقار الجديد السوفالدى، بسرعة صاحبته تساؤلات كثيرة وعلامات استفهام أكثر.. لم تجب عنها الصحة، ولا المسئولون فيها، ولا الوزير. أغلب الأسئلة الدائرة الآن، تتعلق ‐بالفرصة الذهبية، التى لن تتركها مافيا الدواء فى مصر للسيطرة على مكاسب مهولة من توفير الدواء الجديد، ووسط تباين فى الآراء، بين إمكانية تصنيع السوفالدى، بسعر مدعم، وبين عدم قانونية تصنيعه، استمرت الأسئلة بلا إجابات.. حول جدوى إنتاج عقار، لعلاج فيروس سى، لا يصل فى النهاية إلى غير القادرين. أغسطس الحالى، منتظر طرح السوفالدى بالصيدليات، بسعر 41 ألفا و049 جنيهًا للعبوة الواحدة، بينما وزارة الصحة مصرة على تأكيداتها، بطرح الدواء نفسه، نفس الجودة ونفس التأثير مقابل 0022 جنيه لغير القادرين، و بما يعادل 1٪ من ثمن العقار عالميا، ووفق ضوابط وآليات معينة لاستفادة الراغبين فى الدواء المخفض. ∎ «05 ألف جرعة» آخر المعلومات تقول: إنه وقع الاختيار على 01 مراكز، واحد بالقاهرة، وآخر بالإسكندرية، إضافة إلى 4 بالصعيد، وأربعة بالدلتا لتقديم العلاج الجديد لغير القادرين، وباشراف الوزارة، وفى إطار خطة أولويات تمنع الواسطة والمحسوبية فى الحصول على جرعات السوفالدى المخفض. المفترض، وفق ما سوف تقره الإجراءات الأخيرة، لآليات صرف الدواء، أن تكون الأولوية للحالات المتأخرة، بفترة علاج 6 أشهر. ووسط المخاوف من تهريب الدواء، والتلاعب فى جرعاته بالمراكز التى تم اختيارها لتقديمه، وضعت اللجنة المسئولة اشتراطات صعبة، لاختيار المراكز التى يتم من خلالها تقديم العلاج المخفض، على أن يتم زيادة إعداد تلك المراكز تدريجيا بمعدل مركز كل شهرين. شروط الاستفادة من العقار الأمريكى الجديد بالنسبة لغير القادرين، تبدأ سبتمبر المقبل، فى مراكز علاج الكبد التابعة للجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، بمختلف المحافظات، وحسب المعلن، يستبدل اسم المريض، بعد التأكد من حالته، بأرقام كودية للقضاء على الواسطة، والمحسوبيات، لتبدأ إجراءات تعاطى السوفالدى. الشهر الجارى، تطرح اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية ضوابط استفادة المرضى غير القادرين من الدواء للتصويت حسب عضو اللجنة الدكتور جمال عصمت، الذى أضاف أن اللجنة وضعت المرضى الأولى بالرعاية والعلاج على أولوياتها، للاستفادة من الدفعة الأولى من السوفالدى، المنتظر وصولها الشهر المقبل، تبلغ الدفعة المنتظرة 05 ألف جرعة، تتبعها 001 ألف جرعة أخرى، ووفق الضوابط التى ستحددها اللجنة، استبعد الدكتور جمال عصمت تكدس المرضى على مراكز الكبد للحصول على تأشيرة العلاج. حسب الدكتور جمال، تستهدف خطة اللجنة، علاج 052 ألف مريض سنوياً، بتكلفة 01 آلاف جنيه للمريض، بإجمالى 5,2 مليار جنيه تتحمل وزارة الصحة ثلثها، بينما يتحمل المرضى القادرون الثلث الثانى، واقترحت اللجنة أن يتولى صندوق تبرعات يخضع لرئيس الوزراء ووزير تمويل الثلث الأخير. المعنى أن موارد تمويل الدواء، مازالت غير محددة، فى حين تؤكد وزارة الصحة، أن الدواء بسعره المخفض سيصل إلى كل محتاج ! مسئولون مرفوعون من الخدمة الجدل المستمر حول العلاج الجديد لفيرس سى، وما صاحبه من اتهامات للوزارة أحيانا، وتساؤلات حول جدوى العقار أحيانا أخرى.. إضافة إلى اتهامات مباشرة فى أحيان ثالثة لشخصيات بالاسم، ولضرورة تداول آراء الجميع، حاولنا الاتصال بكل من الدكتورة هدى عبدالخالق رئيس قطاع الأدوية بوزارة الصحة، بلا جدوى.. تكررت محاولاتنا أياماً.. بلا جدوى أيضا، إضافة إلى أن الدكتورة هدى لم ترد على رسائلنا النصية التى أوضحنا فيها سبب الاتصال. واجهنا تجاهلاً تامًا، وعدم رد أيضا، خلال محاولتنا الاتصال بالدكتور وحيد دوس رئيس اللجنة المشرفة على الدواء، وأحد المفاوضين للشركة المصنعة للعقار الجديد سوفالدى. يترأس الدكتور وحيد دوس اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، وهو أيضا رئيس معهد الكبد ل 9 سنوات على التوالى، ما يعنى كونه شخصية أساسية فى كل ما يتعلق بالعقار الجديد. فى النهاية، ونظرا لأهمية الملف.. عرضنا ما توصلنا إليه فيما يتعلق بملف السوفالدى بآراء متباينة، بينما المسئولون فى اللجنة والوزارة خارج الخدمة!. أرقام ونسب: - مصر الأولى عالميا فى نسب الإصابة بفيروس سى، بعدد يتراوح من 21 إلى 61 مليون مصاب وحامل للمرض، وبنسبة 11٪ تقريباً من عدد السكان. - 042 ألف حالة جديدة كل سنة - منذ عام 6002 حتى الآن تم شفاء 071 ألف مواطن بالإنترفيرون بمعدل إنفاق 8 مليارات جنيه - طورت عقار السوفالدى شركة «فارماسيت»، قبل بيعه لجيلياد ساينس ب 11 مليار دولار - مكتشف السوفالدى هو البروفيسور «ريمون إسكانزى» إيطالى الجنسية، من أصل مصرى (إسكندرانى)، وهو أيضا مبتكر عديد من أدوية فيروس «الإيدز» كان نصيبه فى صفقة بيع السوفالدى 044 مليون دولار نظراً لجهوده فى تطويره.