كما انفردت «صباح الخير» فى العدد الماضى بأن أزمة بث المباريات ستشتعل من جديد.. نجح الأهلى فى الحصول على 41 مليون جنيه من وراء بث مبارياته بعد المزايدة التى فازت بها شركة «فيوتشر» عن الموسم الحالى لتتصاعد وتيرة الأحداث داخل الجبلاية خاصة من جانب الأندية الصغيرة. جاء رقم الأهلى ليضع لجنة البث والعرض المقدم من التليفزيون المصرى فى مأزق شديد والبالغ قيمته 70 مليون جنيه حيث سيخصم منه قيمة ما سيتقاضاه اتحاد الكرة والبالغ 15٪ فى حين سيتم خصم ثمانية ملايين جنيه من العرض قيمة خروج النادى الأهلى من لجنة البث وتسويق مبارياته منفردا ليصبح جملة ما تبقى 50 مليون جنيه تقريبا موزعة على 12 ناديا فى حين يرى نادى الزمالك أنه يجب أن يحصل على أكبر نسبة باعتباره الأكثر شعبية ليتبقى الفتات للأندية الأخرى.
فى المقابل أكد «كمال درويش» رئيس نادى الزمالك أن الأهلى سيواجه مشكلة فى الحصول على شارة بث المباريات من التليفزيون المصرى خاصة أنه الجهة الوحيدة المالكة للشارة.
ومن جهته قال «على عصام عبدالمنعم» مدير إدارة التسويق بأن العرض المقدم من شركة فيوتشر كان مقبولا بعد أن وصل إلى رقم لم تنافسه الشركتان الآخريان اللتان دخلتا معه فى المنافسة.. وأشار عبد المنعم أن الأهلى حين كان يحصل على مقابل مادى أقل من خلال دخوله فى لجنة البث وذلك لمصلحة الأندية الأخرى وحينها كان البعض يراوده الشك من هذه المقولة، ولكن جاء التأكيد الفعلى من خلال المزايدة التى أجريت وأوضحت قيمة النادى الأهلى الحقيقية فحصلنا تقريبا على 60٪ من قيمة عرض التليفزيون المقدم للأندية جميعها وهو ما يوضح حجم النادى الأهلى واسمه الجاذب للاستثمارات بفضل شعبيته.
وأوضح عبد المنعم أن حسن حمدى رئيس النادى يدخل فى مفاوضات حاليا مع التليفزيون من أجل الحصول على شارة البث مقابل دفع ثمنها.
واختتم عبد المنعم حديثه بأن الوضع الاقتصادى والسياسى دفع بالعرض إلى هذه القيمة، فى حين أن الظروف لو كانت أفضل من ذلك لوصل العرض لأرقام خيالية لما يحمله اسم النادى الأهلى من قدرة تسويقية كبيرة.
وتجدر الإشارة أن التليفزيون المصرى مديون للنادى الأهلى بقيمة بث المباريات عن السنوات السابقة حيث وصلت المديونية إلى 12 مليون جنيه تقريبا وجارٍ التفاوض بشأنها كورقة للحصول على شارة البث مقابل خصم جزء من تلك المديونية.
ومن جهته قال «عمرو وهبى» وكيل شركة «بريزنتيشن» والتى دخلت فى سباق مع شركة «فيوتشر» للحصول على حقوق بث مباريات الأهلى أن العرض الذى تقدمت به الشركة للاتحاد المصرى لكرة القدم للحصول على حقوق بيع مباريات الدورى بكاملها كان يحاكى الواقع فقد كان تقديرنا للاندية وفقا لحجمها الطبيعى وكان واضحا من خلال العرض المقدم لثلاث سنوات مقابل 325 مليون جنيه.
وأشار وهبى أن الأندية داخل لجنة البث تعرضت لظلم كبير بسبب قيامها بالحصول على مقابل مادى ضعيف من بث مبارياتها طوال الموسم.
مشيرا أن قيمة مسابقة الدورى أكبر بكثير مما دفعه التليفزيون المصرى. وأوضح وهبى أن الرقم الذى حصل عليه النادى الأهلى سيدفع الأندية للتفكير جيدا فى مستقبلها بعدما اتضح حجم الأموال التى ضاعت عليهم من وراء اتجاه بعض الأندية لإقصاء النادى الأهلى من لجنة البث وتحجيم دوره.
وتابع وهبى أن بعض الأندية بدأت فى فتح خطوط اتصال مع شركات تسويق لبحث إمكانية الاستفادة من بث مبارياتها بأى طريقة خلال الفترة القادمة فى حين ستلجأ بعض الأندية للتفكير فى وضعها الحالى والتساؤل بشأن رفض اتحاد الكرة لإجراء مزايدة وعدم الموافقة على العرض المقدم والذى كان لصالح الأندية.
وأكمل وهبى حديثه قائلا إن إدارة الزمالك السابقة حينما كانت توافق على الحصول على نسبة أقل من النادى الأهلى ب 5٪ كانت تدرك جيدا أنها الفائز الأكبر من هذه الصفقة واتضحت الصورة الآن بعد أن أصبح الفارق بين الأهلى والزمالك أكثر من 100٪ وربما يزيد من خلال تسويق القلعة الحمراء لمبارياتها بشكل منفرد.
وتشهد أندية الدورى فى الوقت الحالى حالة من الحراك من أجل البحث عن مصلحتها فى ضوء الفارق الكبير بين الرقم الذى دفعه التليفزيون للحصول على حقوق بث مباريات الدورى العام لكل الأندية مقابل 70 مليون جنيه فى حين حصل الأهلى من تسويق مبارياته بشكل منفرد على 41 مليون جنيه لاسيما أن الفجوة الكبيرة ستقلب الطاولة داخل اتحاد الكرة خاصة بعد أن تسربت أخبار تفيد أن بعض المسئولين سيحاولون وضع عراقيل أمام شراء شارة البث.