فى عاصمة الضباب أيضا كان ولابد من أن أستمع إلى ما يدور بين المصريين هناك عن الفلوس التى هبرها إخوانا البعدا فلول نظام حسنى مبارك والحق أقول إن الكلام سرح بعيدا، فالبعض يؤكد أن هناك ابن وزير سابق أصلع الرأس والعقل معا يلعب هذا المحظوظ ابن المحظوظ بالفلوس لعب، وهو يمتلك بفلوس أبوه التى مصدرها الحرام وحده ولا شىء سواه أقول يمتلك سبع شركات ما بين لندن وباريس وهو يقضى ليله بين أندية القمار والحانات الليلية وسط الحسناوات العاريات غير الكاسيات وبالمناسبة أبوه يعيش فى السجن ونعيمه. وهناك حكايات أخرى عن أموال تم تهريبها مؤخرا منها واحد أفندى خرج من مطار القاهرة ومعه خمسة ملايين جنيه إسترلينى المهم أن صاحبنا إياه دخل بالمبلغ إياه ولم تضبطه أى جهة وهو فى طريقه من مصر إلى بريطانيا ولكن واحد ابن حلال عرف الفولة وما فيها فقام بإبلاغ السلطات هناك وتم التحفظ على الأموال وأيضا هناك أسرة معروفة استطاعت المرور والعبور بمبلغ 15 مليون دولار لا تسألنى كيف فهذا الأمر لا يعلمه سوى علام الغيوب ولكن الشىء الذى يسبب الغيظ للحليم هو ما تفعله هذه الحكومة التى ابتلانا بها الله عز وجل فهى حكومة بالاسم ولكنها بالفعل فى حاجة إلى من يعلمها ومن يشكمها ومن يوجهها ويدلها على طريق الحق والصواب.. فقد طنشت هذه الحكومة وغطرشت على أموال مصر التى لهفها أتباع حسنى مبارك وحاشيته ولكن ولله الحمد فإن فى بلاد الإنجليز أبناء لهذا البلد رضعوا من لبن أمهاتهم وقفوا بالمرصاد للفلول وأتباعهم حتى لا يهنأوا بأموال شعب مصر المنهوبة وقد أخذنى إلى مبنى البرلمان صديقي الحاج مصطفى رجب، حيث قابلنا رجلا اسمه «آندى سلوتر» هذا الرجل هو عضو البرلمان البريطانى وأيضا يشغل منصب وزير العدل فى حكومة الظل عن حزب العمال، وهو الحزب التى ترشحه كل التوقعات للفوز بأغلبية مقاعد البرلمان فى الانتخابات القادمة، والحق أقول أننى وجدت لدى هذا الرجل رغبة حقيقية فى أن تستعيد مصر حقوقها وأموالها المهربة وجدت الرجل ممسكا بقصاصة من جريدة «الجارديان» فيها موضوع عن حجم هذه الأموال والبلدان التى تضمها فى بنوكها وقد قدرها كاتب المقال ب70 مليار دولار فى حين أن النائب العام القطرى الذى يسعى هو الآخر فى الخير لإعادة هذه الأموال يقدر ما خرج من مصر حسب تقرير أممى ب134 مليار دولار، ولكن آندى سلوتر أكد لى أن حتى رقم ال70 مليارا بالعافية إلى حد كبير وقد أدهشنى الرجل عندما سألنى عن الحكومة التى فى مصر هذه الأيام وما إذا كان لديها رغبة جدية فى استعادة الأموال ولمست أن الرجل يشك فى أن هذه الحكومة هى امتداد لعصر حسنى مبارك بدليل هذا الطناش الذى يمارسه فيما يخص هذه الأموال المهربة وأيضا هذه الليونة مع رموز عصر مبارك، فالحمد لله جميع المسئولين فى عهد مبارك اتضح أنهم أنقياء أطهار أبرار بل ومن أولياء الله الصالحين ولم يبق سوى أن نقيم لأخونا صفوت الشريف وسعادة الدكتور فتحى سرور أضرحة ندفنهم فيها حين ينتقلون إلى الرفيق الأعلى لكى يتبرك بهم المصريون!!
هل هذا معقول يا إخواننا منظومة الإعلام الفاسدة التى أهدرنا فيها مليارات الدولارات وعلى الرغم من ذلك تقهقرت الرسالة الإعلامية حتى بلغت ما تحت الصفر وفاحت رائحة الفساد التى أصبحت تشبه البكابورت ومع ذلك فبراءة الأطفال فى عين أخونا الشريف وسعادة الدكتور.. ثم تعالوا بعد ذلك لنلقى نظرة على القصور الرئاسية.. لماذا لم نشكل لجنة من الخبراء لمعرفة ما تم سرقته ونهبه ونحاسب أولا السيد الرئيس وأولاده وحرمه ثم رئيس ديوانه، خصوصا أن هناك كلاما فى غاية الخطر من تهريب أو سرقة سجاجيد أثرية تعود إلى العصور الإسلامية تم فرشها فى بيت المحروس عندما تزوج وهنا أترك العهدة على الراوى بل إن هناك آثارا وسيوفا ولوحات لا تقدر بثمن تم إهداؤها إلى أحد السلاطين وفى مناسبة عيد ميلاده ولم تكن مرة واحدة ولكن فى كل سنة كانت هناك هدايا تخرج من القصور لتستقر فى قصور خارج حدود مصر.. وقد أكد هذا الكلام الشاعر الكبير فاروق جويدة والكاتب والأديب الكبير جمال الغيطانى.
أعود إلى الرجل الفاضل آندى سلوتر الذى قدم فى مبنى البرلمان الإنجليزى 14 سؤالا عن حجم ومصير الأموال المصرية المهربة، وكان الرجل يلاطم الأمواج وحده ويسير عكس اتجاه الريح دون أن يسانده أحد من مصر.. وقد يسألنى أحدهم وكيف نسانده هنا أقول أن الرجل حدد روشتة استعادة هذه الأموال ولابد أن يكون القضاء هو الفيصل فيها.. فهناك متهمون نهابون سرقو هذه الأموال بغير حق ونقلوها خارج حدود الوطن، وكل ما هو مطلوب محاكمة مدنية لهؤلاء وأحكام نهائية يبلغ بها المتهمون وصورة من هذه الأحكام تفيد بحجم الأموال وتؤكد ملكيتها للشعب أو الدولة وسوف تقف إلى جانبنا كل الدول ولعلنا نجد فيما خرج مؤخرا من الحكومة السويسرية ما يؤكد كلام آندى سلوتر فهم يصرون على وجود أحكام قضائية نهائية فى حق الحرامية والنهابين والسؤال الأهم لمعالى الدكتور الببلاوى وللأخ العزيز زياد بهاء الدين.. هل هناك ما يمنع إجراء هذه المحاكمات والوصول إلى أحكام نهائية وإرسال هذه الأحكام إلى حكومات الغرب من أجل استعادة أموال الشعب المصرى.. هل بالفعل الدكتور الببلاوى مهموم بهذه القضية؟! هل يسعى الدكتور زياد إلى اكتساب شعبية وتحقيق إنجاز فريد ووحيد من نوعه بدلا من إمساك العصا من الوسط ومحاولة إرضاء جميع الأطراف وهى السياسة الفاشلة الخايبة التى يتبعها أغلب وزراء هذه الحكومة.. لأنك فى حقيقة الأمر إذا أردت إرضاء جميع الأطراف فإنك لن ترضى أحدا قط!
وعلى العموم أنا لا أعلق أى أمل لا على سعادة الدكتور الببلاوى ولا على الأخ زياد بهاء الدين ولكن الأمل كل الأمل معقود على حكومة حازمة حاسمة حكومة لا تخشى فى الحق لومة لائم تنحاز إلى آمال وطموحات هذا الشعب تشعر بآلامه وتسعى إلى حل ما يواجهه من مشكلات وبالتأكيد حكومتنا الحالية تخلو من هذه الكفاءات ومن هذه النماذج من الرجال باستثناء السيد حسام عيسى وسعادة وزير الزراعة والإسكان وبالطبع أستثنى هنا وزراء الدفاع والداخلية.. وأسأل الله العلى القدير أن يوفق شعب مصر إلى حكومة ترتفع بحجم المصايب التى نواجهها.. وتقنع بأدائها الداخل والخارج وتنفي عن نفسها شبهة أنها حكومة موالية لنظام المفسد الأكبر حسنى مبارك وحاشيته حكومة تسعى خلف مصالح شعبها وتمنع وقوع الكوارث ولا تنتظر وقوعها مثلما هو حال هذه الحكومة وبالمناسبة ألا يوجد دم عند الوزير إياه الذى تسبب فى حوادث انتقلت بأرواح آلاف المصريين إلى العالم الآخر أنه صاحب الوش المشئوم الذى فى عهده وقعت واحدة من أسوأ حوادث الطرق فى العالم ها هو يعود اليوم لترجع ريما لعادتها القديمة وأخونا أياه لا يزال جالسا على كرسى الوزارة وبراءة الأطفال فى عينيه.
يا ناس خلو عندكم شوية دم وحطوا فى عينكم حصوة ملح.. منكم لله يا بعدا!!!