مخدرات.. سُكْر.. ونيابة وتحقيقات، عناوين ومنشتات وفى النهاية نجومية وشهرة فى خبر كان.. فعلى مدار سنوات طويلة مضت شهد الوسط الفنى العديد من الحوادث المماثلة والتى راح ضحيتها كبار نجوم الفن فى مصر سواء كان هذا الحادث صحيحًا بعد اعتراف من قبل النجم الفلانى أو كان هذا الحادث ما هو إلا مجرد افتراء، ولكن فى كلتا الحالتين لم تخرج النهاية عن اثنين لا ثالث لهما إما البراءة من التهمة المنسوبة إليهم أو القضاء على تاريخ ونجومية وجمهور عريض بالحبس سنوات خلف القضبان ولتبقى الكفالة هى القشة التى يتشبث بها نجوم الفن قبل أن تطال أقدامهم السجون، فتحت أضواء الشهرة والنجومية وأيضا الاتهام كانوا ولا يزالون يعيشون هؤلاء النجوم.. ∎ انكار انتصار واعتراف دينا
منذ أيام قليلة كان الوسط الفنى يخوض أحدث بطولاته فى عالم الاتهام حيث استوقف الجميع ما تردد حول إخلاء سبيل الفنانة انتصار عقب إلقاء القبض عليها واتهامها بمجموعة من أبشع التهم من سكر وتعاطى مخدرات وقيادة سيارة بدون ترخيص وأخيرا خرق حظر التجوال، هذا وبعد تحقيق النيابة التى أمرت بإخلاء سبيلها ولكن بكفالة مالية وتوجيه تهمة خرق حظر التجوال والسُكر البين إليها التى نفت صحته الفنانة انتصار مؤكدة على براءتها من هذه التهم المنسوبة إليها، وبين النفى والاعتراف كانت حادثة الفنانة الشابة دينا الشربينى التى شهد الوسط الفنى على واقعة القبض عليها أثناء شرائها لمادة الهيروين بإحدى شقق حى الزمالك وقد تردد أنه أثناء التحقيق معها تم اعترافها بصحة ما هو منسوب إليها بتواجدها بإحدى الشقق لشراء تذكرة كوكايين، وبالفعل تم تحرير محضر بالواقعة.. حوادث كثيرة مماثلة شهدها الوسط الفنى وما زال التحقيق مستمرا لحين استكمال الأدلة.
∎ عزمى.. قيد التحقيق
وعلى ما يبدو أن علاقة الفنانين بقضايا المخدرات والسُكر ليست بالعلاقة الطارئة خلال هذه الأيام فمن الحين للآخر نفاجأ جميعا بإلقاء القبض على أحد الفنانين فى قضايا مماثلة ومن بين أسماء هذه القائمة الطويلة كان اسم الفنان الشاب أحمد عزمى الذى كان الشغل الشاغل للصحف منذ أسابيع عقب إلقاء القبض عليه بتهمة تعاطى المخدرات بعد رصده فى مدينة شرم الشيخ وهو يشترى الكوكايين، وبعد أيام، تم إخلاء سبيله بكفالة قدرها 0002 جنيه على ذمة التحقيقات، وعقب خروج عزمى من السجن، أكد على براءته من تهمة تعاطى المخدرات، مشيراً إلى أنّ أحد ضباط الشرطة وراء هذه القضية بسبب رغبة الأخير فى التصوير مع فتيات كن بصحبة عزمى، وما زالت القضية قيد التحقيق. ∎ قضايا عابرة
ومن القضايا العابرة التى لم تأخذ وقتا طويلا فى تدارجها كانت قضية الفنانة الشابة نيفين مندور التى شاركت النجم محمد سعد فى بطولة فيلم اللى بالى بالك والتى أذاعت الصحف خبر اتهامها فى قضية مماثلة للتهم السابقة، حيث تم إلقاء القبض عليها قبل أشهر بتهمة تعاطى المخدرات، واقعة أخرى هى واقعة إلقاء القبض على شقيقة النجمة زينة التى تردد أيضا أنها تم إلقاء القبض عليها وتوجيه تهمة الإتجار بالمخدرات إليها إلا أن النيابة قررت براءتها من تلك التهمة فيما بعد.
∎ خلف القضبان
ومن أشهر قضايا النجوم والمخدرات إلقاء القبض على النجم سعيد صالح الذى قضى أياما وأشهر خلف القضبان ليخرج بعدها إلى جمهوره مقررا فتح صفحة جديدة معه، ولكن لتظل هذه الواقعة صاحبة بصمة سوداء فى حياة وتاريخ الفنان الكبير، اسم آخر هو اسم الفنانة الراحلة عنا النجمة ماجدة الخطيب التى قامت بتنفيذ حكم السجن عليها بتهمة تعاطى المخدرات، وفى واقعة مماثلة اندرج اسم الفنان حاتم ذوالفقار تحت قائمة الفنانين والمخدرات والذى تم القبض عليه فى قضية مماثلة وهى قضية تعاطى المخدرات والتى قضى على إثرها مدة عقوبته خلف القضبان ليخرج إلى الحياة فى هدوء راحلا عنا فى هدوء، فعلى الرغم من قيمة هذا الفنان وقيمة موهبته الفنية إلا أن الجميع منذ تلك الواقعة تجاهل كل هذا متذكرا فقط واقعة القبض عليه.
∎ الجمهور قادر على المغفرة
وأكد لنا الكاتب والناقد الكبير طارق الشناوى: الفنان زى أى مواطن من الممكن أن يقع تحت طائلة الإدمان ولكن نظرا للأضواء المسلطة عليه فالجميع يتحدث ليصبح حديث الجميع لفترة أطول وبشكل أكبر، قد يكون الفنان بطبعه فرصة تعرضه للإدمان أكبر نتيجة حالة التوتر التى يعيشها والنجاح كما نعلم قد يلعب بالنسبة لنا الدور نفسه الذى يلعبه الفشل بالنسبة لأى إنسان عادى فيتجه للإدمان حيث الجرعة التى يجد فيها فرصة للتخفيف من حدة الواقع هكذا هو الحال بالنسبة للفنان عندما لا يكون مهيأ للنجاح فهناك فنانون أدمنوا لفرط نجاحهم وللأسف فهم لم يستطيعوا استيعاب مفردات هذا النجاح.. ويضيف الشناوى قائلا: عودة الفنان من جديد ممكنة وليست مستحيلة والجمهور قادر على المغفرة بالتأكيد ولكن عليه ألا يكرر خطأه لأن الجمهور لن يستطيع الغفران له مدى الحياة وأخص بالذكر الفنانة الشابة دينا الشربينى التى لطالما أشدنا بها جميعا منذ البدايات لذا برأيى فالمغفرة بالنسبة لها قائمة، خاصة أنه طبقا للقانون هذه الجرائم ليست مخلة بالشرف حتى إذا تمت إدانة الفنان قانونيا فهذا لا يحول دون استمراره فى العمل الفنى عقب قضائه لمدة عقوبته، فالقانون لا يجوز له منعه من ممارسة عمله إلا إذا كانت جريمته مخلة بالشرف مثل الإتجار الذى يندرج تحت قائمة الجرائم المخلة بالشرف، وبالدليل النجم سعيد صالح الذى قضى عقوبته ثم عاد مرة أخرى إلى جمهوره.
وفى النهاية تظل الحقيقة بينة للجميع وهى أن وسط هذا المجتمع الصغير الذى يعد جزءًا لا يتجزأ من المجتمع الكبير هناك اثنان لا ثالث لهما هما الصالح والطالح، البرئ والمتهم، فإن خطأ الطالح لا يجيز لنا توجيه الاتهام إلى الكل ولا سيما الصالح، فكل منا مسئول عن خطأه.