رحل الفريق أول عبدالمحسن مرتجى بعد أداء دور كبير فى تاريخ ومشوار النادى الأهلى رياضيا واجتماعيا وسياسيا بكفاءة واقتدار وأدى نفس الدور المؤثر فى مشواره بالقوات المسلحة وعلى قدر تفوقه وإجادته فى المجال العسكرى والرياضى جاء التقدير، حيث نال مرتجى العديد من أوسمة التقدير والشرف على جميع المستويات الرسمية والشعبية.
∎ عبدالمحسن كامل مرتجى مواليد 5 مايو 1916 فى مدينة الزقازيق.. ومنذ صغره تميز ب«التفوق الدراسى» وحصل على مجانية التعليم وبعد الانتهاء من «البكالوريا» التحق بالكلية الحربية بناء على رغبة جدته لوالدته ذات الأصول التركية، ولم يفارقه التفوق فى الحياة «الميرى» وتخرج وتم تعيينه قائدا لفصيلة من 30جنديا، ثم انتقل لمدرسة ضباط الصف لإلقاء محاضرات عليهم.
∎ عام 1940 انتقل إلى الحرس الملكى.. وفى أثناء الخدمة انتظم فى الدراسة بكلية أركان الحرب التى تعرف خلالها على جمال عبدالناصر.
∎ عند قيام ثورة يوليو 1952 كان ضابطاً عظيماً بقصر رأس التين بالإسكندرية فى حماية الملك فاروق ورفض وجنوده التسليم للثوار، وتم اعتقاله حتى رحيل الملك ثم أعيد للخدمة وحدث اختلاف بين مجلس قيادة الثورة حول مصيره فمن يرى ضرورة إعدامه.. وقلة لم يوافقوا، وجاء رد عبدالناصر وقراره فى صف أداء الرجل لواجبه باحترام وجهد فحصل على العديد من الدراسات والدورات فى العديد من فروع العسكرية داخليا وخارجيا، وترقى فى المناصب حتى وصل لرتبة الفريق عام 63، تم إسناد مهمة رئاسة القوات المصرية فى اليمن له.. وفى عام 67 أسند إليه رئاسة القوات البرية فى حرب مصر ضد إسرائيل وعقب انتهاء الحرب «النكسة» أعلن استقالته فى 12 يونيو، وهو نفس اليوم الذى أعلن استقالته أيضا من رئاسة النادى الأهلى وهى المهمة التى كان قد تولاها فى 12 ديسمبر عام 65 بأمر وقرار من الرئيس عبدالناصر والمشير عبدالحكيم عامر.
وقد كان لمجىء الفريق مرتجى لرئاسة الأهلى دور كبير فى إحياء النشاط والمنافسة وبعد غياب طويل عن البطولات أحرز الأهلى كأس مصر على حساب «الشواكيش» الترسانة وعقب اللقاء حملت الجماهير مرتجى بسيارته وطافت به شوارع القاهرة وجاءت الاستقالة ومعها توقف نبض البطولة وظن كثيرون أن نبض «مرتجى» قد توقف عقب النكسة التى برأته منها كل القوى المشاركة.. وفى 8 نوفمبر عام 1972، خاض الفريق مرتجى انتخابات رئاسة الأهلى التى نجح فيها باكتساح وظل رئيسا لمدة أربعة أعوام ثم أربعة أخرى أعاد خلالها تيار البطولة للقلعة الحمراء مع الجيل الذهبى الثانى «جيل السبعينيات» بقيادة هيديكوتى والجوهرى.
والذين بدأوا فى حصد البطولات فكانت الحصيلة ست بطولات للدورى العام أعادت للأذهان وأمجاد الأهلى ونجومه الكبار، ولم يقتصر التفوق الأهلاوى على الساحرة المستديرة فقط، لكن الفريق نجح فى انطلاق ألعاب الماء والسباحة وكرة الماء وألعاب القوى والتنس والكرة الطائرة وكرة اليد وكرة السلة والعديد من الرياضات التى قام من خلالها النادى الأهلى بضخ مئات اللاعبين والأبطال فى شريان الرياضة المصرية، لقد كانت بالفعل مرحلة مثمرة فى تاريخ النادى العريق.
∎ وبالمناسبة خلال تولى الرجل النادى حقق بطولة كأس مصر لكرة القدم موسم 78/79 وفى عهده بدأ الأهلى مشاركاته الأفريقية لأول مرة عام 1976، حين شارك فى بطولة الأندية الأفريقية لأبطال الدورى.
∎ أما بالنسبة للأعمال الأخرى فإن التاريخ سيظل يحتفظ له كونه صاحب فكرة وإنشاء الفرع الثانى للنادى بمدينة نصر على مساحة 65 فدانا قام بشرائها من وزارة الإسكان عام 1978 لينشئ قلعة رياضية واجتماعية أخرى.. أصبحت رئة أكثر عطاء للنادى وتصور لو أن النادى الأهلى مازال مقصورا ومحدد الإقامة فى «الجزيرة» بهذا الكم الهائل من الأعضاء والرياضيين والمنشآت ثم إنه لن تنسى له الحياة الرياضية إنشاءه لمرسى النادى النهرى أمام المقر الرئيسى بالجزيرة.. بل إن هذا المقر الرئيسى التاريخى المبنى الأول فى النادى.. كانت له بصمات تطوير وإضافة دون المساس بقيمته التاريخية.
لقد ترك الفريق أول مرتجى بصماته القوية بالنادى على البشر والحجر.. فكل قيادات النادى والرياضة التى تسير الأمور وتدير دفتها حاليا بالنادى من تلاميذه.
أن هذا الكيان برجاله ورموزه يستحق مكانة متميزة حصل عليها بفضل رجال على شاكلة الفريق أول مرتجى، الذى أحلم وأتمنى أن ينال التكريم اللائق من تلاميذه الذين هم فى رئاسة النادى الآن وعلى رأسهم حسن حمدى والخطيب.. أما نجله خالد فلا تعليق سوى أن الولد سر أبيه وأعتبر أنهم جميعا يوافقوننى الرأى على إطلاق اسم الرجل على أول بطولة تدخل النادى ولعلها تكون الأميرة السمراء.. أو إطلاق اسمه على أحد المبانى أو الملاعب الرئيسية بفرع النادى بمدينة نصر.. لأنه صاحب فكرة وفضل إنشائه.