كان ومايزال أقصى حلمهم هو خلق مجتمع آمن للنساء والفتيات ففى ظل تنامى ظاهرة التحرش الجنسى ومع عزوف القائمين من صانعى السياسات ومتخذى القرار فى المؤسسات التفيذية على اتخاذ إجراءات أو تدابير رادعة لمواجهة هذه الظاهرة أعلن مجموعة من الشباب قيامهم بتدشين جماعة ضغط تحت اسم «شفت تحرش» وهى مجموعة ضغط مجتمعية تتكون من عدد من منظمات ومبادرات غير حكومية حقوقية ونسوية تعمل مع أفراد المجتمع بشكل فعال من وإلى الشارع المصرى تقوم برصد جريمة التحرش الجنسى وتقديم الدعم القانونى مجاناً لكل من تتعرض للتحرش أو العنف البدنى بالشارع وفى أماكن التنزه العامة ودور العرض السينمائى، تحدثنا مع مؤسسى الحركة وتعرفنا على أبرز الإجراءات التى ستقوم بها الحملة فى عيد الأضحى. يقول أستاذ فتحى فريد أحد مؤسسى حركة شفت تحرش: شفت تحرش ستكون موجودة على خريطة جغرافية تشمل محيط وسط العاصمة بالكامل بحيث تكون منطقة وسط البلد تحت نطاق تغطيتنا وأنشطتنا بدءا من أول يوم العيد حتى آخر يوم، بالإضافة إلى غرفة عمليات موجودة داخل النطاق الجغرافى بالإضافة إلى عدد 4 سيارات أمان وهى خدمة نقدمها لثانى مرة حيث سبق وإن قدمناها فى شم النسيم ونعيد التجربة مرة أخرى إنه فى حالة وقوع انتهاكات لحظية عنيفة لأى فتاة تكون فى انتظارها سيارة الأمان وهى سيارتنا الشخصية أو سيارة أحد المتطوعين وهو ما يمثل مخاطرة بممتلكاتنا الشخصية ولكن الناس متعاونة للغاية إيمانا منهم بالفكرة و بقضيتنا المناهضة للتحرش وهذه السيارات يكون بداخلها متطوعون ومتطوعات مدربون ومؤهلون على حالات الاشتباك الضخمة يستطيعون الوصول وإنقاذها من العنف واصطحابها لأقرب نقطة أمان سواء غرفة العمليات أو المستشفى إذا الحالة استدعت ذلك أو توصيلها إلى منزلها أو أى مكان تختاره.. أود التنويه أن هذه السيارات ستكون موجودة فى 4 بؤر ثابتة: أولا محيط ميدان التحرير وثانيا محيط كورنيش النيل بدءا من مبنى ماسبيرو حتى كوبرى قصر النيل، ثالثا محيط شارع طلعت حرب ورابعا محيط غرفة العمليات وفى حالة وقوع أى انتهاكات يتم التواصل اللحظى من خلال الخط الساخن مع المتطوعين والمتطوعات الميدانيين الذين يبلغون احتياجهم للسيارة لنقل الفتيات أو النساء المتحرش بهن و هذه السيارة تبعد بحد أقصى عن نقطة الالتقاء مع المجموعة حوالى 500 متر مربع.. وينبغى أن يكون داخل هذه السيارة فتاة حتى نحقق عنصر الأمان للناجية من العنف وتطمئن أنها لن تتعرض للاختطاف أو الاغتصاب.. وهنا تجدر الإشارة إلى أن جميع المتطوعين والمتطوعات يرتدون الزى الموحد الخاص بالحملة وهو تى شيرت رمادى اللون عليه لوجو الحملة من الأمام والخلف كما أن ياقة وأكمام التى شيرت لونها أحمر.
إلى جانب ذلك نحن موجودون كمجموعات توعية وإنقاذ وتدخل فى مناطق وسط البلد، كذلك نحقق ارتكازا فى مناطق دور العرض السينمائى.. هذا هو ما نحرص عليه فى هذا العيد أن نحقق نطاقا جغرافيا أوسع فنحن نتمسك بنطاق جغرافى أكبر وليس شارعا أو اثنين كما يفعل الناس، ونحن ملتزمون أدبيا تجاه كل الفتيات والنساء أن نوفر لهن عيدا آمنا خاليا من التحرش وهذا ما نحرص عليه فى حملتنا التى سنطلقها فى الأيام القادمة والتى تحمل اسم «محاربون ضد التحرش» من أجل عيد آمن للنساء والفتيات فى مصر.
ونحن فى الأساس نقدم الدعم النفسى للناجية من العنف فى حالة استطاعتنا إنقاذها بالفعل وتكون بصحبتنا فهى من تختار إما أن تعود إلى منزلها أو تحرر محضرا أو استشارة طبيبة نفسية فنحن نقدم لها هذه الخدمات الثلاث ويضاف إليها الخدمة المستحدثة وهى سيارة الأمان إلى غير ذلك.. مجموعات شفت تحرش تكون مترجلة فى الشوارع السابق ذكرها للإبلاغ عن حالات التحرش بدءا من الساعة 12 ظهرا حتى 12 مساء وهى المواعيد الرسمية للتواجد الميدانى كذلك هناك مجموعات جوالة تطوف وتراقب عمليات داخل محطات مترو جمال عبدالناصر وأنور السادات، وأضاف قائلا: عدد المتطوعين والمتطوعات الذين أكدوا على أنهم سيشاركون معنا فى الحملة طوال عيد الأضحى قد وصل إلى 05 متطوعا ومتطوعة، كما أنه تم تدشين غرفة عمليات أخرى مركزية فى محافظة البحيرة تحديدا فى محيط مركز مدينة دمنهور و مركز أبو كبير. وفيما يتعلق بالخط الساخن للحملة فنحن نتلقى اتصالات يوميا على مدار الساعة للإبلاغ عن حالات التحرش ولكن فى وقت الأعياد لا ننتظر أن يبلغنا أحد لأننا متواجدون ميدانيا فى شوارع وسط العاصمة كما أننا قبل العيد ب 24 ساعة قمنا بحملة ميدانية فى محيط النطاق الجغرافى وتواصلنا مع العاملين وأصحاب المحلات الذين من المقرر أن يفتحوا محالهم أثناء العيد واتفقنا على أن يتعاونوا معنا مثلما فعلوا فى عيد الفطر الماضى حيث أنقذوا الفتيات واصطحبوهن داخل المحلات ثم الاتصال بنا.. ويستطرد قائلا: أكثر الأماكن التى يأتى أكثر عدد من الشكاوى هى منطقة وسط البلد خاصة دور العرض السينمائى.
وفى الحقيقة أننا لا نلجأ للقبض على متحرش لأننا لسنا جهة ذات أمر بالمعروف أو النهى عن المنكر وليست لدينا سلطة الضبطية القضائية ولكن فى حالة أن الفتاة تحفظت على المتحرش أو اشتبكت معه أثناء تواجدنا وأرادت أن تحرر له محضرا فنتوجه معها إلى القسم كشهود عيان ونوفر لها محامى مجانى عن طريق مركز النديم أو مكتب شكاوى المجلس القومى للمرأة اللذين يمدوننا بالمحامين. وعن الأخطاء التى من الممكن أن يكون حملة شفت تحرش وقعت فيها منذ تأسيسها منذ عام تقريبا يقول أستاذ فتحى فريد: لا نزكى أنفسنا ولكن لم يكن لدينا أخطاء كبيرة، ولكن فكرة وجود مثل مبادرات من هذا النوع يشير إلى أن الدولة غائبة بنسبة ما ونحن لدينا رسائل واضحة مازلنا على مدار عام نطالب بقانون يعرف معنى التحرش ويضع عقوبات تصاعدية، مازلنا نعرف التحرش على أنه الجريمة الآمنة فى المجتمع المصرى، مازلنا نؤكد على أن القائمين على جرائم التحرش الجنسى هم مرضى ويجب معاقبتهم بالقانون وتأهيلهم نفسيا، مازلنا نطالب بإعادة تأهيل الشرطة المصرية ليصبحوا قادرين على التعامل مع النساء والفتيات المقبلات لتحرير محاضر بوقائع العنف والتحرش الجنسى الذى يتعرضن له ولأن «شفت تحرش» هى مجموعة ضغط شكلت من الأساس من قبل عدد من المبادرات والمؤسسات المصرية، فكان لابد من وجود جمعيات ومنظمات حقوقية تدعمها ومن بين هذه الجمعيات يوجد مركز يساهم كثيرا بالمطبوعات والإجراءات من الأدوات والمقرات هو مركز وسائل الاتصال الملائمة من أجل التنمية ACT ومديرها التنفيذى دكتورة عزة كامل التى تحدثنا معها فقالت لنا: نحن كمركز نناهض العنف الواقع على النساء بجميع أشكاله وألوانه ومن بعد الثورة نلاحظ انتشار التحرش الجنسى الذى يتطور لدرجة الاغتصاب وهذا ما رأيناه جميعا على الشاشات.. الأمر الذى دفع العديد من الشباب للتطوع وبالتالى دعينا لهذه المبادرة وبدأنا تدريب الشباب والدعم الذى يقدمه مركز ACT فى كيفية حصول الشباب على آليات مناهضة هذا التحرش وكيفية التصرف فى الأماكن المكتظة والمزدحمة وحماية الفتيات ومساعدتهن على الوصول إلى القسم لتحرير محضر أو إلى مكان آمن مجهز لها أو توفير لها دعم نفسى بتوفير طبيبة نفسية وفى نفس الوقت بدأنا نجذب متطوعين كثيرين من الجنسين ليقوموا معنا بأدوار الحماية طواعية خاصة فى الأعياد وتحديدا من الأولاد الصغار لأننا لاحظنا فى الأعياد أن الأطفال من سن 9 سنوات فما فوق يقومون بأعمال التحرش.. إلى جانب ذلك نوفر لشفت تحرش مجموعة من الملصقات والبوسترات التى نقوم بتوزيعها فى كل الأماكن وهو نوع من أنواع الدعم الذى نقدمه كما أن المتطوعين يساهمون من جانبهم بثمن التى شيرت المخصص للحملة ومنهم من يساهم فى طباعة البوسترات.. كذلك نساعد المتطوعين فى التواصل مع وسائل الإعلام وشرح وتقديم تجربتهم والحديث عن المبادرة.. الأمر الذى يشجع العديد من الشباب للتطوع والمشاركة بالمبادرة.. وبالفعل وصلنا إلى عدد 06 متطوعا ومتطوعة إلى جانب المتطوعين والمتطوعات المنتشرين فى جميع محافظات الجمهورية، كما أن لدينا عددا كبيرا من المدربين الذين يقومون بتأهيل المتطوعين للنزول فى الشارع والتعامل مع حالات التحرش وهؤلاء المدربين على درجة عالية من الاحترافية ومتخصصين فى جميع المجالات.