فجأة، اكتشفت الإدارة الأمريكية أن خارطة الطريق التى أعلنها جيش مصر العظيم.. بعد انتهاء المهلة التى منحها الفريق السيسى للرئيس المعزول ليعلن عن مبادرة للوفاق الوطنى.. فإذا به يعلن بأن دمه ورقبته فداءً (للشرعية!!)..
فبينما كان هناك 33 مليون مصرى يملأون كل ميادين مصر فى أضخم مظاهرة بشرية عرفها التاريخ بشهادة العالم كله.. فإذا بمحمد مرسى العياط يحدثنا عن (الشرعية) أى شرعية!! .. وأى انقلاب عسكرى هذا الذى تتحدث عنه الإدارة الأمريكية؟ هل صحى فجأة ضمير الرئيس حسين أفندى أوباما الذى سكت عاما بأكمله على كل خطايا وجرائم مرسى وجماعته المحظورة.. وهو الذى قال من قبل للرئيس الأسبق: (الآن.. يعنى الآن) وتنحى مبارك أمام ثورة يناير المجيدة التى كانت مظاهراتها أقل من مظاهرات الثلاثين من يونيو بكثير.. هل استكثرت أمريكا على شعب مصر العظيم أن يقوم بثورتين خلال ثلاثين شهراً.. فأنكرت الإدارة الأمريكية على شعب مصر العظيم الموجة الثانية من ثورته المجيدة، وأغمضت عينيها عن عمد مقصود عن هذه الملايين من الشعب التى احتشدت فى مواجهة عصابة إرهابية اغتصبت حكم مصر فى غفلة من الزمن بدعم أمريكى ظاهر ومستتر.. عبر قوى عميلة معادية لإرادة الشعب المصرى وحضارته العريقة فى الداخل والخارج.. والآن ورغم كل هذه الجرائم التى ترتكب تحت سمع وبصر كل شعوب العالم.. وتنقلها على الهواء مباشرة كل الفضائيات المصرية والدولية.. نجد أن الإدارة الأمريكية مازالت معصوبة العينيين.. فهى تدعى أن ما حدث فى الثلانين من يونيو مجرد انقلاب عسكرى!! واعتداء على الشرعية!! رغم أن ما حدث من جيش مصر كان رضوخا لإرادة الشعب المصرى وتنفيذا لمطالبه.. فقد رسم الفريق السيسى خارطة طريق وفقا لإرادة الشعب كما جاء فى مطالب حملة (تمرد) قبل ثورة الشعب فى 03/6، وقد تم تسليم السلطة لرئيس مدنى خلال 84 ساعة من ثورة الشعب المصرى وفقا لدستور (الإخوان المسلمين التفصيل).. ورغم كل ذلك مازالت الإدارة الأمريكية تصّر على التعامى عن هذا المشهد الإجرامى الحى.. الذى تدور أحداثه فى شوارع مصر فى وضح النهار.. وترتكب جرائمه عصابات الإخوان المسلحة بدم بارد أمام العالم أجمع. إن الشعب المصرى يدرك تماما أن هناك مسافة شاسعة تفصل بين سياسة الرئيس الأمريكى باراك أوباما.. وبين الشعب الأمريكى المحب للسلام والمعادى للإرهاب.. وشعب مصر العظيم عندما خرج فى حشوده الباهرة من أجل إسقاط النظام الإرهابى الفاشى.. كان يريد أن يبعث للعالم كله برسالة واحدة تقول: (أنا الشعب .. أنا الشعب.. لا أعرف المستحيل) ونعتقد أن رسالته وصلت إلى كل شعوب الأرض بما فيها الشعب الأمريكى الذى يجب عليه ألا يصدق ادعاءات الرئيس أوباما.. وأكاذيب سفيرته آن باترسون.. ويجب على الشعب الأمريكى أن يطالب الرئيس الأمريكى بالتخلى عن دعم ومساندة عصابة القتلة والإرهابيين الذين نبذهم الشعب المصرى وخرج ثائرا عليهم فى 03/6، بعد أن تردد الرئيس أوباما فى التصدى للإخوان المسلمين خلال العام الماضى.. وتخليه عن المعارضة الليبرالية.. وإصراره على مساندة الرئيس المعزول فى الخطوات المخالفة للقانون والدستور التى اتخذها بداية من الإعلان الدستورى وتمرير الدستور المهلهل.. وإصدار القوانين بواسطة مجلس شورى صادر بشأنه حكما نهائيا ببطلانه.. لقد أدت كل هذه الأخطاء التى ارتكبتها إدارة أوباما إلى دفع مصر للموقف الخطير الذى تعيشه الآن. ولهذا كله وقبل أن نطالب الإدارة الأمريكية بالتخلى عن سياستها الخاطئة والمنحازة للإرهابيين.. فإننا نناشد الشعب الأمريكى أن ينحاز للشعب المصرى، ويدعو الرئيس أوباما إلى أن يحترم إرادة الشعب المصرى البطل وعلى الرأى العام الأمريكى أن يعيد قراءة المشهد السياسى فى مصر.. على ضوء ما نشره موقع (فورين بوليسى جورنال) واصفين باراك أوباما بأنه: «كلاعب البوكر الذى كلما خسر بعض المال على مائدة البوكر وضع ما تبقى فى جيبه.. طمعا فى تعويض خسارته.. فيلقى بكل ما تبقى لديه من نفوذ لأمريكا فى المنطقة بالكامل دعما لمراهنة أمريكا طوال ستة عقود على الإسلام السياسى.. لكن يبدو أن أوباما سيكون أول رئيس أمريكى لا يكمل مدته بسبب دعمه لنفس الإرهابيين المتهمين بتفجير البرجين والسفارات الأمريكية وغيرها من العمليات التى سمحت لأمريكا على مر عقود بممارسة البلطجة السياسية والعسكرية حول العالم». و(الآن.. يعنى الآن).. يجب على الشعب الأمريكى أن يتحرك.. التحرك الأكثر حسما الذى يقوده رئيس لجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب الأمريكى (إيد رويس) والذى يحظى بمساندة الكثير من الأعضاء لبدء عزل الرئيس على خلفية دعمه للإرهاب.. والتغاضى عن عمليات غسل أموال واسعة لصالح الإخوان.. والسماح لهم باختراق الإدارة الأمريكية ببعض عناصرهم.. إضافة للدور غير المبرر للسفيرة الأمريكية التى يستخدم أوباما كل نفوذه للإبقاء عليها فى مصر رغم معرفته باتصالاتها بميليشيات مسلحة فى مصر.. فى مقابل صفقة مشبوهة بدد فيها أموال المواطن الأمريكى.. حث تتم المؤامرة الكبرى.. فيستقطع فيها الإخوان قطعة غالية من أرض مصر فى سيناء لجماعة حماس حيث يتم ترحيلهم من قطاع غزة تمهيدا لتفريغها تماما لصالح الكيان الصهيونى العنصرى.. إنهم تنظيم إرهابى دولى خائن لبلاده العربية مصر وفلسطين. إن شعب مصر الأبى يرفض كل معونات الإدارة الأمريكية.. وها هى المليارات تنهال على مصر من مواطنين مصريين شرفاء على أتم الاستعداد لأن يدفعوا أرواحهم وليس أموالهم فقط فداء لمصر.. وها هم الأشقاء العرب الشرفاء يقفون بكل قوة مساندين وداعمين لشعب مصر.. وعلى الشعب الأمريكى أن يضغط على الرئيس الأمريكى الذى يصر على عدم احترام إرادة الشعب المصرى الأبى.. لذلك فالشعب المصرى يهيب بالشعب الأمريكى أن يسترد أموال ضرائبه التى سلبها الرئيس الأمريكى باراك أوباما وأهداها إلى منظمات إرهابية دولية تسعى لأن تحكم العالم من وطننا مصر.. ولكن هذا ما لم يحدث.. ولن يحدث.. ما بقى الشعب المصرى. صاحب أول حضارة فى العالم.. فشعب مصر لن ينهزم أمام تلك العصابات الظلامية.. فلطالما تصدى الشعب المصرى لكل الطغاة الظالمين.. وقضى على كل الغزاة الذين حاولوا أن يدنسوا أرضه ويروعوا البشرية ويسفكوا دماء الشعوب على مر السنين.