دخان الرماد المتصاعد والأوراق المحترقة والجدران المتهالكة والتاريخ الذى أكلته النيران وتلك الأحداث الساخنة التى لم يتوقعها جمال علام رئيس مجلس إدارة اتحاد الكرة من خلال زيارته لمقر اتحاد الكرة بعد عودته من رحلة المغرب من أجل حضور الجمعية العمومية للاتحاد الأفريقى فكانت الصدمة عندما حضر إلى مكان عمله فوجد الحطام مختلطًا بالأوراق واكتسى مقر اتحاد الكرة باللون الأسود نتيجة احتراق ما به. تحدثت «صباح الخير» مع رئيس اتحاد الجبلاية «جمال علام» حول ما أثير حول اتحاد الكرة فوجدته غاضبًا بشدة بسبب ما يتداوله الإعلام من أحداث ونسب تصريحات إليه دون أن يدلى بها، خاصة ما يتعلق بشكوكه حول بعض المشتبه فيهم سواء من جماهير الألتراس أو أحد أهالى الشهداء. وأكد جمال علام أن ما حدث لاتحاد الكرة يمثل بكل المقاييس تغييرا قاسيا لتاريخ الجبلاية وأن الشئون القانونية لاتحاد الكرة أعدت ملفا بالأحداث من أجل تقديمه لجهات التحقيقات للوصول إلى الفاعل الحقيقى.
وأشار علام أن كثيرا من الأوراق يمكن تعويضها ولكن هناك ملفات أثرية من المستحيل تكرارها مثل محاضر الجلسات المكتوبة بخط اليد لمجالس إدارات اتحاد الكرة التى تولت مقاليده منذ إنشائه عام 1291، والمرجح أنها فقدت أو سرقت أو أكلتها النيران، ولكن المؤكد أنها غير موجودة فى حوذة اتحاد الكرة الآن مشيرا أنه تم عمل لجنة لجرد ما تبقى من أوراق والاحتفاظ بها وطلب استكمال ملفات من المناطق الكروية.
وشدد علام أن حادث حريق اتحاد الكرة كان مدبرًا، فالجناة سرقوا وحدات حفظ الملفات داخل أجهزة الكومبيوتر المملوكة لاتحاد الكرة إضافة إلى ضياع كئوس تاريخية لا تقدر بثمن وتم إخطار السلطات للبحث عنها والتعرف على الجناة ومعرفة من السارق الحقيقى والمدبر الفعلى لهذا الحادث والحريق المدمر. وبعيدًا عن حديث علام الذى حاول الحفاظ على هدوئه فإن ما تتداوله الغرف المغلقة لاتحاد الكرة يوضح مدى خطورة ما حدث، فعلى سبيل المثال هناك أقوال بأن اتحاد الكرة لن يقبل بأن تكون نتيجة التحقيقات هى الطرف الثالث أو الأصابع الخفية لأن ما حدث كان فى وضح النهار.
وكان اتحاد الكرة قد نفى أى تصريحات خرجت من أى مسئول داخل الجبلاية تشير إلى الفاعل الرئيسى للأحداث ومن بينهم الألتراس معتبرين أن جهات التحقيقات هى المسئولة عن إعلان الجانى الحقيقى.
واستمرت الصراعات داخل اتحاد الكرة بداية من مستقبل مقر الجبلاية والذى طالب البعض بهدمه ثم إعادة بنائه طالما أن وزارة الرياضة ستتكفل بإعادته إلى حالته السابقة، لكن ظهرت مشكلة تفيد بأن الأرض المبنى عليها المقر ملك وزارة الأوقاف المصرية وأى هدم لاتحاد الكرة ستصبح الأرض بشكل تلقائى من حق مالكها الأصلى وسيضطر مجلس الإدارة للدخول فى مفاوضات جديدة من أجل شرائها أو إيجارها بالأسعار الحالية والذى يعنى مزيداً من الديون على عاتق خزينة الاتحاد وتم الاكتفاء بترميم الممر ووافقت الإدارة الهندسية على الفكرة وأعدت تصورا للأمر برمته، كذلك قامت وزارة الرياضة بطلب عدة تصميمات من أساتذة كليات الهندسة من أجل الموافقة عليها ومن ثم العمل على الترميم.
وبرغم المصاب الجلل الذى تعرض له اتحاد الكرة إلا أن بعض الأعضاء اعترضوا على اجتماعهم المؤقت فى مشروع الهدف معللين بأنه لا يصلح لأن يكون مقرًا دائمًا لمجلس الإدارة مطالبين علام بسرعة وضع حد للمقر المؤقت داخل استاد القاهرة وإعداده بالشكل الذى يليق بالمجلس كذلك طالبوا بسرعة إنهاء أعمال الترميم والتجديد للمقر المحترق.