قدمت مدينة بورسعيد اثنين من رياضييها فى أحداث سجن بورسعيد التى راح ضحيتها العشرات فى الأحداث التى تلت النطق بالحكم فى قضية مذبحة بورسعيد السبت الماضى وهما محمود عبدالحفيظ الضيظوى الظهير الأيسر لنادى المريخ البورسعيدى و تامر الفحلة الحارس السابق لنادى المصرى البورسعيدى ونادى عزل بورسعيد. كان للرياضيين نصيب من الأحداث الدامية فى بورسعيد وكان محمود الضيظوى ضحيتها فيروى محمد ياسين المدير الفنى لنادى المريخ البورسعيدى تفاصيل ما حدث للاعبه الضيظوى حيث أكد أن هناك مرانا للفريق فى العاشرة والنصف من صباح يوم السببت وتلقى اتصالا من نائب رئيس النادى يخبره بأن المران تم تأجيله بسبب الأحداث التى دارت عقب الحكم. وأكد أن نادى المريخ يقع بجوار سجن بورسعيد وكان اللاعب قد تلقى وجبته الأخيرة مع زميله بالفريق محمد عبدالعال وعندما صدر الحكم حدثت حالة من الارتباك وتوجهت الجماهير نحو السجن للاطمئنان على ذويهم وعندما تحرك الضيظوى لمعرفة ما يحدث تلقى رصاصة أودت بحياته على الفور.
وتابع ياسين أنه علم بالخبر قبل أن تعرف ذلك أسرة اللاعب من خلال زميله «محمد عبدالعال» وعندما أبلغ شقيق الضيظوى انهار ولم يصدق الخبر.
وأوضح ياسين أن اللاعب كان إنسانا طيبا بسيطا كانت آخر مبارياته أمام كهرباء الإسماعيليلة وكان يستعد لبقية مباريات الفريق ويبلغ من العمر 22 عاما كان قد لعب لمنتخب الناشئين كذلك لعب فى الموسم الماضى مع اتحاد الشرطة الرياضى فى الدورى الممتاز قبل أن يعود إلى الفريق فى الفترة الأخيرة.
وأكمل ياسين أن إدارة النادى قامت بتوقيع عقد مدى الحياة مع اللاعب كى يحصل أهله على المقابل المادى الذى يعينهم على مصاعب الحياة ونوع من المساندة والوفاء للاعب المنتمى للنادى.
وأضاف أنه يدعو أن يتغمد الله الفقيد برحمته وأن يساعد أهله على تحمل فراقه فقد كان داعما لها فى ظروفها المعيشية مؤكدا أن الوقت الحالى يحتاج تكاتف كل أبناء بورسعيد للخروج من الأمة.
وقالت بعض المصادر المقربة من اللاعب أنه تلقى فى الموسم الماضى عرضين من المصرى البورسعيدى واتحاد الشرطة إلا أنه فضل اللعب للأخير من أجل الظروف المالية ومساعدة والده المريض وكان قد عاد لبورسعيد ومعه سيارة ولكنه باعها من أجل الإنفاق على والده لظروف مرضه وكان قريبا من الانتقال لنادى الداخلية وهو يلعب فى مركز الظهير الأيسر.
ومن جهته قال «ياسر سليمان» مدرب حراس المرمى بنادى غزل بورسعيد إن تامر الفحلة حارس المصرى السابق كان ضحية أحداث بورسعيد التى تلت حكم المحكمة مشيرا أنه كان بجواره فى المقهى «البحرية» قبل صدور الحكم وأثناء جلوسه مرت عليه إحدى السيدات من أهالى المتهمين وقالت له إن هناك من يقوم بترحيل المتهمين الآن من سجن بورسعيد فى الوقت الحالى فسارع اللاعب المعتزل والبالغ من العمر 23 عاما تقريبا من أجل الذهاب والاطمئنان على المتهمين وبعدها عاد محمولا على الأعناق.
واعتبر سليمان أن بورسعيد محافظة مظلومة دائما وتعانى من الإهمال، مما يمثل خطورة كبيرة على المحافظة حيث كانت فى النظام السابق مهملة أو مهمشة من جانب النظام.
وأشار سليمان إلى أن هناك الكثير من السياسيين الذين نزحوا إلى المدينة فى الفترة الأخيرة من أجل الظهور ومساندة الأهالى بحثا عن الشو الإعلامى من أجل الانتخابات البرلمانية القادمة لكنى أؤكد أن الأهالى فى بورسعيد إذا رأوا هؤلاء السياسيين فى بورسعيد الآن فلن يخرجوا منها لأنهم لم يقدموا أى استفادة للمحافظة وكأننا خارج حدود الدولة وأنه ترسخ لدى أهالى بورسعيد بأن الاستقلال عن مصر هو الطريق الوحيد للحياة فى هذه المحافظة وكانت مأساة السجن السبت الماضى ووقوع الكثير من الضحايا بعد الحكم يمثل علامة فارقة فى تاريخ الأحداث بين المحافظة والدولة.
وتشير المصادر إلى أن اللاعب تلقى رصاصة فى ظهره أودت بحياته، وكان ضمن عدد من المؤيدين لعدم ترحيل المتهمين فى مذبحة بورسعيد إلى القاهرة خوفا على حياتهم.
وشهدت جنازة الثنائى الرياضى فى بورسعيد حضورا حاشدا من جانب المشيعين والمسئولين فى بورسعيد.