انطلقت شرارة الأحداث فى بورسعيد عقب صدور الحكم بإحالة 21 من المتهمين فى أحداث بورسعيد إلى فضيلة مفتى الجمهورية تمهيدا لإعدامهم، فانطلق أهالى المتهمين نحو السجن بشكل عفوى لحماية المسجونين بعد أن ترددت أنباء عن ترحيلهم إلى القاهرة فحاصروا السجن، وفى نفس الوقت انطلقت أعداد من البلطجية فى محاولة لإخراج ذويهم بعد حكم الإعدام وحدث إطلاق النار الذى حصد العشرات ولم يزد إعلان الرئيس محمد مرسى الأحكام العرفية وحظر التجول بمدن القناة سوى اشتعال الموقف أكثر. تحدثت «صباح الخير» مع عدد من الآراء المختلفة داخل بورسعيد بعد الليلة الدامية التى عاشتها فى الفترة الأخيرة، فتحدث أحمد سعيد مراسل بإحدى المحطات الإذاعية الخاصة داخل محافظة بورسعيد وقال إنه كان شاهد عيان على الأحداث، خاصة حول السجن. وأن المدينة الآن تشتعل بالغضب بسبب تناول الإعلام للقضية فى الفترة الأخيرة وإظهار المدنية الباسلة بشكل يوحى أنها دولة خارج الدولة مما تسبب فى فقدان لانتماء الكثير من الأهالى لمصر، خاصة أن هناك شعوراً بالظلم يحاصر الأهالى فى الفترة وكان لديهم شعور بأن هناك شيئا يدبر فى الخفاء بداية من ترحيل عدد من المحكوم عليهم بالإعدام والأشغال الشاقة المؤبدة إلى محافظة الشرقية وتخفيض أعداد المساجين ونشر عدد من المدرعات حول السجن لاسيما أن كل التوقعات التى تكهنت بالحكم قالت: إن عدد المحكوم عليهم بالإعدام لن يكون بهذا الشكل، كذلك فإن هناك عدداً من المحكوم عليهم مخلى سبيلهم من سرايا النيابة وعددهم خمسة تقريبا وشملهم قرار الإحالة على المفتى تمهيدا لأخذ الرأى الشرعى بإعدامهم، كذلك فإن المتهم أحمد محمد رضا المحالة أوراقه إلى المفتى من مدينة الشرقية ومن مشجعى الأهلى. وتابع سعيد إن الأهالى داخل المدينة أصبحوا يكرهون أغلب السياسيين لأنهم لا يعملون من أجل المحافظة وإنما لأغراض انتخابية بسبب اقتراب السباق على مقاعد البرلمان، وقد قام الأهالى بحرق مقر أكرم الشاعر عضو مجلس الشعب عن حزب الحرية والعدالة بالمدنية بسبب عدم اكتراثه بما يدور داخل المدينة الباسلة لاسيما التكاتف بدأ من السياسيين فى الفترة الأخيرة فقط وأثناء مطالبة الأهالى بعدم نقل المحبوسين فى سجن بورسعيد إلى القاهرة. ومن جهته، قال محمد كمال جاد عضو مجلس سابق عن حزب الوفد بمدينة بورسعيد إن الأهالى فى المحافظة يشعرون بمرارة كبيرة بسبب عدم اهتمام أجهزة الدولة بالتعامل مع أزمة بورسعيد بداية من مؤسسة الرئاسة ورئاسة الوزراء مما يزيد من مشاعر التفرقة بين المدينة الباسلة والدولة. وأشار كمال إلى أن هناك دوى إطلاق يسمعه الأهالى باستمرار فى الليل دون تحديد لهوية أصحابه وهل هو تبادل لإطلاق النار أم أعيرة تطلق فى الهواء وانتشر البلطجية فى الشوارع وتم تحطيم واجهات المحلات والمناطق التجارية وبدأ الذعر يعرف طريقه للمدينة الباسلة التى ظلمت فى العهد البائد طوال 30 عاما. وأوضح كمال أنه يجب الاهتمام ببورسعيد الآن أكثر من أى وقت مضى، لأن هناك رغبة شديدة من الأهالى بالانفصال عن الدولة، كذلك ازدادت كراهيتهم لوزارة الداخلية بسبب تعاملهم مع قضية سجن بورسعيد الأخيرة التى راح ضحيتها العشرات. واختتم كمال حديثه بأنه يجب على الدولة أن تتخذ قرارات مهمة فى غاية السرعة فى محاولة لحل الأزمة بدلا من الاكتفاء بمشاهدة المحافظة تحترق بهذا الشكل. وأكد إبراهيم المصرى نجم النادى المصرى البورسعيدى السابق والذى حضر تشييع جثامين الضحايا لمثواهم الأخير أن هناك إطلاق نار وقع من الأمن مما تسبب فى ذعر لدى الأهالى دون احترام لمشاعر الأهالى الذين فقدوا أغلى أحبابهم فى الأحداث تضررت نعوش التى حملوها على العناق بسبب الهجوم عى الجنازة. وأشار المصرى إلى أن هناك حالة من الانقسام عرفت طريقها للمدينة بسبب الأحداث الأخيرة وسيحتاج ذلك لمزيد من الوقت كى تعود المدينة الباسلة لسابق عهدها لكن المشهد الذى حضره الأهالى بتعرضهم لإطلاق الأعيرة النارية وقت تشييع جثامين الضحايا لن يسقط من ذاكرتهم مهما مر الوقت، فلم يكن هناك احترم لقدسية هذه المناسبة الحزينة واحترامها، فقوات الشرطة المتواجدة حاليا تحمل الكثير من الجماهير الكراهية الشديدة لها زادت بشدة منذ أحداث السجن. اختتم المصرى حديثه بأن بورسعيد الآن على حافة الهاوية وإن لم يتم إنقاذها ستضيع وسط دعوات الاستقلال عن مصر ويجب محاسبة كل من تسبب فى الأحداث الدامية التى شهدها سجن بورسعيد والتعامل بشكل رادع مع كل مصر يتسبب فى هذه المذبحة.