وكان قداسة البابا تواضروس الثانى قد ترأس صلاة عيد الميلاد المجيد بالكاتدرائية الكبرى بالعباسية وسط جموع الشعب والمشاركين له فى الاحتفال الذى بدأ من العاشرة مساء الأحد الماضى واستمر إلى ما بعد منتصف الليل. وفى إطار الاحتفال بعيد الميلاد قال الأنبا مرقس أسقف شبرا الخيمة وتوابعها: إن مظاهر الاحتفال هذا العام كما هى ولم تختلف فى أى شىء ولم تشهد أى تغيير بل كانت فى إطارها المعتاد، وبهذه المناسبة السعيدة أتمنى أن يعم السلام كل ربوع أرض مصر ولأن السيد المسيح فى ميلاده جاء كرسالة سلام للعالم وحسب القول المجد لله فى الأعالى وعلى الأرض السلام، وهذا ما نحلم به لوطننا الذى عانى كثيرا خلال الفترة الماضية، ولذا أتمنى الفرح والسعادة لكل المصريين وأن تستعيد مصرنا الحبيبة أمنها ورخاءها. وفى ذات السياق قال الأنبا بنيامين أسقف المنوفية: مصر دائما ستظل محفوظة وهى التى نالت عناية إلهية حسب الإنجيل، مبارك شعب مصر ولذا نحن مطمئنون جدا بأن مصر محفوظة دائما بعناية إلهية خالصة ذكرت فى التوراة والإنجيل والقرآن على التوالى، ولذا أنا أكثر تمسكا بالترجمات التى تذكر مصر أولا وفى المقدمة خاصة أنها نالت حماية خاصة من الله وهذا لا يقارن بأى مكان آخر ومهما حدث من فقاقيع وكلام فإن ذلك لا يؤثر فى نسيج الشعب المصرى وهذا ليس كلاماً للطمأنينة بقدر ما هو تاريخنا الممتد عبر السنوات الطويلة. وأضاف أن من الأمور التى تلاقى استحسانا هو أن شعب مصر مسلمين ومسيحيين لا يقبلون الصوت المتعصب ويكفى أن أشير هنا إلى ما حدث من التفاف الشعب المصرى حول أحداث كنيسة القديسين بالإسكندرية رغم اعتراض البعض على تهنئتنا بالعيد إلا أن السمة التى تميز بها كل المصريين دائما ومازالت هى روح المحبة والتسامح وحب الإنسان الذى خلقه الله، فالمحبة دائما تبنى وغير ذلك يؤدى إلى الهدم، وشعبنا يرفض دائما الصوت المتشدد ولذلك نحن مطمئنون بأن الإسلام دائما فى مصر يعنى التوافق والوطنية والحس الوطنى. وأضاف بأن الله يحترم حرية الإنسان وترك له حرية العقيدة ولم يجبره على شىء أو كما قيل «لا إكراه فى الدين» وليس من المقبول أن يفرض أمر على أى إنسان خلقه الله، فالحساب لله وحده وليس لأحد أو كما قيل «لا تدينوا كى لا تدانوا». ولهذا أؤكد دائما بأن مصر ليست مجتمعا للعنف أو التفرقة ولأن من يفعل مثل هذه الأمور يسىء للإسلام ولمصر كوطن ودولة نحيا ونعيش فيها بسلام. من قديم الزمان وأرى أن القدوة الحسنة والتعليم الجيد تكون بمثابة الدعوة الطيبة، فكونوا معلمين صالحين وقريبين من قلوب الناس وليس العكس وأنا أسأل كيف تستعبدون الناس وتريدون قيدهم وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا. فالتلاعب قد يؤدى إلى الخراب ونحن كرجال دين لابد أن نعرف الناس بأن العنف يقضى على الدين فالعقلاء هم الذين يستوعبون مجريات الأحداث، كما أن الأزهر مع الكنيسة يصنعون دائما حالة من التوازن ويعلو صوت العقل والحق قبل أى شىء آخر ولذا أقول فى نفسى ماذا يستفيد الإنسان أى إنسان أن يحدث قلقا واضطرابا داخل المجتمع. الإيمان مرتبط بالسلام أى أن الإيمان ليس فقط فكرا بل عمل وحياة والإيمان الفعلى ينشر سلاما على الأرض التى خلقها الله وتلك هى القاعدة التى يجب أن نتحرك عليها، فالمحبة والفرح يلدان السعادة أيضا كما أن صور التشدد تثير الفزع فى قلوب ونفوس الناس.. وبمناسبة عيد ميلاد السيد المسيح الذى جاء كرسالة سلام إلى العالم كله لابد أن نفرح كلنا مسلمين ومسيحيين وأدعو الرب أن يكون هذا العام مليئا بالفرحة لكل المصريين، ولأن الصورة الحقيقية لمصر هى المودة والمحبة والحياة المشتركة ويارب احفظ بلادنا من كل شر أو سوء.