وهل تنازل الفتاة عن هذا الحلم مقابل عدم تنازلها عن كبريائها يعدخيبة؟! أحيانا تعتقد الفتاة وخاصة لو كانت مدللة، إن رُفض لها طلب من طلباتها المبالغ بها شىء يسمى كرامتها وإذا تعدت حدود اللياقة وقوبل ذلك بعنف من طرف الزوج أو الحبيب فهذا تعد على كبريائها!!
لكن الحقيقة هى أنك تمس كرامتها عندما تفقد معك الإحساس بالأمان الذى تعودت أن تحسه معك، فهذا معناه أنه مقصود.. تمس كرامتها عندما تنظر نظرة هى تحبها وتعرفها جيدا لامرأة أخرى، فهذا معناه أنها فقدت جاذبيتها وقدراً من احترامها.. تمس كرامتها عندما تعدها ولا تفى بوعودك مهما كانت تافهة كما كنت تفعل سابقا.. تمس كبرياءها عندما تبتعد عنها بمبررات غير مقنعة، ووقتها تشعر أن الشىء الوحيد الذى يرد لها كبرياءها وكرامتها هو الابتعاد حتى لو على حساب قلبها. ∎البعد أهون
مثلا أ . م هى الآن فى الثالثة والثلاثين من عمرها أحبت شاباً يصغرها بسنوات لكنها لم تظهر حبها له وكلما حاولت الابتعاد عنه لخوفها من فارق السن ازداد تعلقه بها أكثر.. اكتفت هى بالصداقة ولم يكتف هو بها تقرب منها، احتواها.. أصبح كظلها فى كل مكان، استطاع فى فترة قصيرة أن يصبح سندا لها فى وحدتها فهى يتيمة الأب والأم تعيش بمفردها وتعودت على ذلك، أغلقت قلبها خوفا من جرح جديد فى قلبها، ولكنها مع محاولاته وإصراره استسلمت للحب وتركت كل المعوقات وراء ظهرها، وأمسى هو اليد التى امتدت لها لتنتشلها من ظلام اليأس والوحدة، وبدأت تعود للحياة على حد وصفها والحياة أصبح لها طعم ولون ورائحة.. كانت وقتها فى الرابعة والعشرين من عمرها وهو فى الواحد والعشرين من عمره، أحست خلال علاقتها به أنه يكبرها بعشرات السنوات فهو ذكى، طموح، قوى الشخصية.. وذابت كل الفروق عدا فارق واحد نغص صفاءهما وهو الفارق المادى والذى تحديدا كان يؤرقه هو بالتحديد رغم عدم انتباهها له، إلا أنه بعد مرور سنوات لم تطلب خلالها ارتباطا رسميا لعلمها بأنه ليس مستعدا لذلك ماديا، ولأنها مطمئنه أنه فى نهاية الأمر سيصل لكل ما يتمناه فهو شاب طموح وذكى، ورغم قلق إخوتها من هذه العلاقة الطويلة دون تحديد شكل رسمى لها وحتى تساؤلات أصدقائها عن نتيجة منتظرة لهذه العلاقة إلا أنها كانت صامتة لا تتحدث ولا تضغط عليه فهى تثق به وتحبه وتعلم أنه يحبها، بدأ هو فى العمل بجدية وبدأ فى تحقيق آماله وطموحاته معها خطوة بخطوة مع رفضه التام لأى مساعدة تعرضها عليه، إلا أنه كان يعتبر أى مبادرة منها للوقوف بجانبه إهانة له ولرجولته فتركته يحاول بمفرده وهى تتابعه وتفخر به، بدأ ينشغل عنها رغم أن عمله لم يكن يوما عائقا لاهتمامه بها ولكنها عذرته، بدأ انتهاز أى فرصة لخلق مشادة بينهما وخاصة بسبب الغيرة فهو يعلم أنها كانت مرتبطة ويعلم أنها هى التى تركته ولكنه يغار من مجرد الذكريات، ثم بدأ يلومها على وحدتها!! نعم فهو يرى أنها أقوى من باقى النساء اللاتى يعرفهن، فكلهن مختلفات، ضعيفات، مستسلمات، أما هى فلا.. علمتها الحياة أنها يجب أن تظهر قوية وتضع لنفسها القوانين والحدود ولا تتعداها.. بدأ يشعر أنها أقوى منه وأنها تستطيع الاستغناء عن.. لم تستطع هى إثبات العكس.. عجزت أن تجعله يشعر أنها بدونه ستضيع، قالت لنفسها إذا لم يشعر هو بذلك من نظراتى عندما أراه أو من رعشة صوتى وأنا أتحدث معه فهو المخطئ ولست أنا.. إذا لم تشفع لى سنوات انتظارى له وصبرى على انتقادات أقرب الناس لى بسبب علاقتى به فلن تشفع دموعى وتوسلاتى له أو حتى الاعتراف بضعفى أمامه.. أخذها كبريائها بعيدا عنه وتركته ليقرر..
وللأسف كان قراره غير متوقع فقد استسلم للبعد.. علمت من أصدقاء مشتركين بينهما أنه خطب فتاة بعد انفصالهما بشهرين.. فضحكت بمرارة ولم تبك، فكرت فى الاتصال به ولكنها تراجعت.. وبعد سنة كاملة 21 شهر اتصل بها عرفت صوته بمجرد أن رفعت السماعة.. سألها: عاملة إيه؟ فردت: فى أحسن حال.. وباركت له على الخطبة فبادرها قائلا: كانت غلطة.. سامحينى وإرجعيلى. تمنت لو وافقت لو فقط استطاعت أن تقول له أنها كانت تنتظر هذه الكلمة منذ شهور.. ولكن ردها جاء مفاجئا لها هى شخصيا عندما قالت له: أرجوك ما تتصلش تانى، أنا مش ممكن أرجعلك، خليك مع الإنسانة المناسبة لك، والتى تصغرك بعدة سنوات وليس العكس.. الغلطة ليست أننا افترقنا كما تظن.. الغلطة أننى استسلمت لحب مكتوب عليه بالفشل فأنت أصغر منى فى كل شىء.. جرحته وجرحت نفسها أيضا.. فقد أبت كرامتها وكبرياؤها التراجع.. فضلت الفراق وهى قوية عن الرجوع وهى ضعيفة فقد فقدت الأمان التى كانت تحس به معه والثقة التى كانت تملأ قلبها تجاهه.. نادمة.. ربما ولكنها مؤمنة بأنها كانت ستندم أكثر لو كانت قد استسلمت لضعفها وعادت له.. وتصر على أن كبريائها مش خيبة!!
∎الاختيار الخاطئ
كانت تعلم أنه خائن أو كما يقول عنه أصدقاؤه لا تملأ عينه إلا التراب.. يحب ويعشق ثم يخون.. لكنها صدقته وآمنت بكلامه بأنه لم يجد من تجعله مخلص وأنه وجد كل ما يتمناه بها، استسلمت م.ن لمشاعرها رغم علمها بأن الرجل الخائن لا يتغير فهذا طبع مثله مثل البخل أو العصبية أو غيره، كذبت على نفسها كثيرا.. وصدقت بل وأقنعت نفسها بحججه ومبرراته.. كانت تصارحه بشكوكها من وقت لآخر على أمل أن يصارحها ويعترف لها فتسامحه وتبدأ من جديد إلا أنه كان ينكر ويتهمها بعدم الثقة فى نفسها وبأنها مريضة بالشك، ويحلف لها بحياتها أنه صادق وأنه يحبها كما لم يحب أحد من قبل وأنها بالنسبة له كالماء والهواء، فتصدقه.. وتكذب إحساسها.. تكذب حتى أصدقاءها عندما يروون لها أنهم رأوه مع فلانة أو علانة وتبرر ذلك بغيرتهم منها ومن علاقتها بهذا الشاب المرغوب الجذاب، إلى أن رأته هى بعينيها.. رأته وهو يمسك بيد فتاة أخرى كما يمسك يدها وينظر لها كما ينظر لها، فبكت ونزلت دموعها وظلت واقفة مذهولة، حاول الكذب عليها مرة أخرى حاول أن يخدعها ولكنها هذه المرة رأته وهو رآها.. عرف أنها تأكدت من خيانته فلم تعد تستطيع التنازل أكثر من ذلك.. كيف تقبل بأن ينظر نظرة حب لأخرى؟.. ما كان يقتلها.. أرادت أن تتنازل.. لكنها لم تستطع.. شيئا بداخلها منعها بقوة.. هل حفاظها على ما تبقى لها من كرامة خيبة؟! هل كانت يجب أن تتساهل وتتغاضى عن خيانته وتتعايش معها حتى لا تضيع منها فرصة الحفاظ على الرجل الذى أحبته؟!
∎ الوعد بالأوهام
أما س.ت التى أحبت زميلها منذ أن كانا فى الثانوى وكبرا سويا وحلموا ببناء العش الهادئ السعيد.. تواعدا على ألا يترك أحدهما الآخر مهما حدث ومهما كانت الظروف دخلا الجامعة ونفس الكلية ليظلا قريبين من بعضهما طول الوقت.. صارحت والدتها واعترضت لأسباب كثيرة لكنها أصرت التمسك بحب حياتها وحلم عمرها.. ورأت كل ما علقت عليه والدتها تفاهة ولا تمثل عقبة فى طريق حبها.. فما المانع لو كان والده ووالدته منفصلين وأبوه لا يصرف عليه ولم يره منذ أن كان صغيرا.. ما المشكلة فى كون والدته متزوجة من رجل آخر ويعامله معاملة قاسية طوال عمره.. بل رأت أن كل هذا سبب فى تمسكها به وتعويضه عن الأيام القاسية التى عاشها.. حتى إمكانياته المادية الضعيفة لم تكن سببا لإبعادها عنه بل العكس.. لكن المشكلة أنها بعد مرور سنوات من ارتباطهما بدأ هو فى التغيير وفجأة أصبحت كل المعوقات التى لم تحس يوما أنها قد تدمر هذه العلاقة الحالمة الجميلة.. أصبحت كابوسا يطارد حبها الوحيد وحب عمرها.. فقد أصبح حساس من أقل كلمة أصبح يتلكك على الكلمة والنظرة.. بدأ يعيب فى أهلها ويقول لها: أوعى تفتكرى نفسك أحسن منى.. أنتم عيلة أى كلام وتحملته ولكن بالعكس كلما تحملته زاد فى الضغط عليها، وبدأ فى النجاح فى عمله وزاد راتبه بشكل كبير ولكنها لم تعلم هذا منه بل من صديق لهما وعندما سألته أنكر وسب صديقهما واتهمه بالكذب ومنعها من التحدث معه مرة أخرى.. فحاولت إقناعة أنه إذا كان غير مرتاح فى عمله فأبوها يستطيع توفير عمل آخر بمرتب أكبر فرفض بقوة.. وعندما واجهته أنه يجب أن يخطو خطوة إيجابية فى طريق الارتباط الرسمى، اتهمها أنها متسربعة على الزواج وهتموت وتتجوز.. بل ووصل اتهامه لها أنها تريد الزواج وخلاص بغض النظر عن من هو الزوج!! فنزل عليها كلامه كالصاعقة، ولكى تثبت له أنها ليست كما يراها.. ابتعدت عنه.. حتى عندما راجع نفسه واعترف بخطئه.. أحست أن هذا مجرد كلام فالحقيقة دائما تظهر فى ساعات الغضب والضغط فهذا ما يكنه لها بالفعل هذه هى الصورة الحقيقية التى يراها بها.. وأصرت على الفراق وانكسر قلبها لكنها تحملت وتتحمل حتى الآن رغم مرور أكثر من ثلاث سنوات على بعدهما.. حتى هو لا يمل من محاولة الرجوع لها وهى لا تمل من الرفض.. فقد هانها وجرحها وهانت عليه فهان عليها حبها وحلمها ولا ترى أنها خيبة فما طعم الحب بدون كرامة.
∎ فارق أخلاقى
وتحكى ل . ح أنها كانت تحب رجلا كانت معجبة به رغم فارق السن الكبير بينهما ولكن حنانه واحتواءه أنساها هذا الفارق الكبير.. وتوطدت علاقتهما وأصبحت لا تستطيع أن يمر يوم دون أن تراه وهو أيضا لكن كان دائما هناك مشكلة بينهما أنه كان كما يقال «لسانه زالف» فكان بمجرد أن يغضب كان ينهال عليها بالسب والإهانات ثم يعود فيعتذر ويقبل يديها وينزل على ركبتيه معتذرا نادما.. فتسامحه وتنسى كل شىء.. كانت تحبه وأحبه أهلها أيضا.. وفى يوم وصل تطاوله إلى إهانتها بالضرب فى السيارة فى الشارع لإعتراضها على رأى من آراؤه لم يكتف بهذا بل أجبرها على النزول من السيارة أمام المارة وهو يقول لها مش عايز أعرفك تانى غورى!! ونزلت ولم تمر دقيقة حتى وجدته يتصل بها على الموبايل لكنها هذه المرة لم ترد.. وظل يتصل، وهى لا ترد وأغلقت هاتفها تماما.. وذهبت للبيت وحكت لوالدتها ما حدث.. وقالت لها أمها: دى خيبة.