بعد أيام سيصطف الناخبون فى آخر طابور انتخابى لاختيار الفريق شفيق أو د. محمد مرسى، بعد أن تفتتت أصواتهم فى الجولة الأولى جاءت لتتكتل فى جولة الإعادة، لاسيما الكتلة السلفية والصوفية.. كتل عددية احتشدت سابقا فى مليونيات عرفت ب«قندهار» وصوفية تتباهى بأنها الأكثر عددا، إلا أننا لم نجد تأثيرا لهذه أو تلك أمام صناديق الاقتراع، واليوم كعادتهما المتنافرة كان لكل منهما مرشح رئاسى، إلا أن أكثر المفاجآت التى حملتها لنا الأيام القليلة السابقة لجولة الإعادة أن الفريق شفيق يمتد نسبه إلى الصوفية بينما جاء رد السلفيين صريحا بدعم مرسى لأنه «مننا وعلينا». أعلن حزب النورالسلفى بما لديه من قوة تصويتية تجاوزت السبعة ملايين صوت استطاع أن يحصل من خلالها على حوالى 02٪ من مقاعد البرلمان، كما أعلنت «الدعوة السلفية» المرجع الدينى لحزب النور السلفى دعمها مرشح الإخوان فى جولة الإعادة، كذلك قررت الهيئة الشرعية للحقوق والاصلاح وحزب الأصالة وحزب الفضيلة والجبهة السلفية دعمها «مرسى» فى جولة الإعادة والتى دعمته أصلا فى الجولة الأولى.
إلا أنه ترددت العديد من التفسيرات التى تكشف عن فشل السلفيين بالمرحلة الأولى من الانتخابات فى دعم أبو الفتوح وخاصة فى معقلهم بالإسكندرية والتى حصد فيها حمدين صباحى على أعلى كتلة تصويتية، فالبعض اشار إلى أن السلفيين باعوا أبو الفتوح وهكذا سيفعلون مع الإخوان، والبعض يعطى تفسيرا أكثر قبولا بأن حقيقة القواعد السلفية لم تشارك بالانتخابات لأنهم لم يقتنعوا بأى من المرشحين، إضافة إلى أن السلفيين لن يدعموا بحق ولا يحتشدوا إلا عندما يكون هناك رمز سلفى مرشح بالانتخابات.
النائب عن حزب النور السلفى يونس مخيون يجيب عن هذه التساؤلات فيقول: الحزب لم يفشل فى دعم أبو الفتوح ولكن تمزقت الأصوات السلفية بين أكثر من مرشح إسلامى، حيث لم يكن التوافق بشكل كامل عليه.
∎ معنى ذلك أنكم اضطررتم فى جولة الإعادة لدعم مرسى لمجرد كونه مرشحا إسلاميا؟
- لم يكن اختيار الحزب لدعم مرسى بعد خروج أبو الفتوح دعما اضطراريا إنما المبدأ الأساسى هو دعم مرشح ذى خلفية إسلامية لذلك فدعم مرسى لم نختلف عليه كثيرا لمواجهة المرشح الآخر، أما عن الحشد السلفى بأكثر المحافظات والتى بها كتل تصويتية فيقول مخيون: لنا أعضاء بكل محافظة ولكن أكثرها حشدا مطروح والبحيرة وكفر الشيخ والإسكندرية وخاصة العامرية.
∎ فتساءلت: كيف مع كل هذه المعاقل لم تستطيعوا إنجاح مرشحكم د.أبو الفتوح فى المرحلة الأولى؟
- فأجاب قائلا: ليس عليكِم أن تحاسبونا لأنه لم يكن لدينا مرشح سلفى نجتمع عليه.
∎ ولكنكم أعلنتم دعمكم لأبو الفتوح؟
- نعم ولكن لم يكن التوافق بشكل كامل عليه، أما فى حالة وجود مرشح سلفى ولم ننجح فى دعمه فوقتها عليكم محاسبتنا لأن وقتها سيكون الاحتشاد بلا نقاش وبدون تفكير ولعل خير دليل على ذلك مرشحونا فى الانتخابات البرلمانية الذين حازوا 02٪ من المقاعد.
∎ وماذا ستقدمون لمحمد مرسى؟
- الدعم الكامل فبالنسبة لنا كنواب برلمان فلكل نائب فى دائرته دور فى اجتذاب أكبر عدد من الأصوات لصالح مرسى ونحن نعلم الدعم الذى يقف خلف المرشح الآخر من أعيان وعمد القرى والمحافظات وهذا للأسف ما نخشى حدوثه وهو أن يكون النجاح للأقوى وليس الأصلح.
يشير د.خالد سعيد المتحدث باسم الجبهة السلفية إلى أخطاء الأحزاب والتى ستتسبب فى خسارة مرشحيها بل الإساءة إلى تاريخهم، ولكن مع بداية سؤالى له عن الجبهة السلفية المستقلة التى ظهرت منذ أيام معلنة دعمها للفريق «أحمد شفيق» فى جولة الإعادة وتصفه بأنه رجل وطنى وتدعو كل سلفى مخلص أن يقف خلف هذا الرجل ويدعمه بكل قوة حتى يدفع خطر الإخوان وشرهم عن الإسلام والمسلمين، يقول سعيد: هذه ليست جبهة ولا تنتمى للسلفية بأى صلة إنما هى دعوى فردية من شخص يدعى شريف العدوى ونحن ننفى تماما صلتنا بهذا الشخص لأنها لعبة أمنية هدفها تشويه الجبهة السلفية وتفتيت أصواتها، وعن معاقل الدعوة السلفية يقول سعيد: أكثر المحافظات التى لنا بها كتل تصويتية هى الدقهليةوالغربية وكفر الشيخ والقاهرة والجيزة والفيوم وبورسعيد.
∎ وحول هذا الحشد السلفى إلى جانب الأصوات الإخوانية كيف لا ينجح «محمد مرسى» من الجولة الأولى؟
- يقول خالد سعيد: للأسف تفتت أصوات الإخوان بين مختلف المرشحين خاصة أن كثيرًا من أصوات الإخوان ذهبت إلى أبو الفتوح هذا إلى جانب سياسات الأحزاب (الحرية والعدالة والنور) الخاطئة التى تسببت فى فقد ثقلهم السياسى فى الشارع، وعما أشيع حول تكاسل حزب النور فى دعم أبو الفتوح وتكرار ذلك مع مرشح الإخوان يقول سعيد لم تكن هناك جدية من الحزب لدعم أبو الفتوح كما أن الدعوة السلفية بالإسكندرية فقدت كثيرا من كتلتها التصويتية بسبب سياستهم الخاسرة، بينما نحن سندعم المرشح الإسلامى وبقوة فى كل الحالات.
∎ حشود «قندهار» أمام اللجان
ويؤكد د.هشام كمال عضو المكتب الإعلامى للجبهة السلفية والمنسق العام لائتلاف المسلمين الجدد: أن الكتلة التصويتية للجبهة والدعوة السلفية والتى تعد من القوى المؤثرة فى الشارع وتملك ثانى أكبرقوة تصويتية بعد حركة الإخوان، قادرة على دعم مرشحها الإسلامى وإذا كان سبب الانقسام فى الجولة الأولى يعود إلى المفاضلة بين المرشحين الإسلاميين، فإنه لا مجال للمفاضلة فى جولة الإعادة بين مرشح إسلامى ومرشح محسوب على نظام حارب القوى الإسلامية، مؤكدا أن الأصوات ستؤول بلا شك إلى مرسى رغم الحملة الإعلامية التى تديرها قنوات فضائية لرجال أعمال من النظام السابق وآخرين مشهورين بالطائفية على الإسلاميين، وعن الكتلة العددية التى شاهدناها للسلفيين فى الميادين خاصة تلك المعروفة إعلاميا بجمعة قندهار إلا أننا لم نجدها فى صناديق الاقتراع، يقول كمال فى المرحلة الأولى تفتت الأصوات لتعدد المرشحين الإسلاميين ولكن فى المعركة الانتخابية النهائية سنحتشد نحن الإسلاميين حتى لا نعيد إنتاج النظام السابق والذى سيعيد التنكيل بالإسلاميين والثوار.
∎ لازم حازم.. لازم مرسى
دعاية «حازمون» تعود فى ثوب جديد مع مرسى هكذا يقول الشيخ جمال صابر مدير حملة حازم سابقا ومؤسس حركة «حازمون» موضحا «أنه بعد خروج الشيخ حازم من السباق الرئاسى سندعم د.مرسى لأنه لا يمكن لعاقل أن يعطى لرمز من رموز النظام السابق، وحول إذا كان هذا الدعم خشية من بطش شفيق إذا فاز بالانتخابات قال صابر لاشك أن شفيق بتصريحاته النارية ضد كل المخالفين سيكون للإسلاميين جزء كبير منهم خاصة مع محاربة النظام القديم لنا بشكل صريح، وأنا على يقين بأن شفيق سيخرج بموجب قانون العزل وسندعم د.مرسى كما فعلنا مع الشيخ حازم ولكن ضيق الوقت لم يعطنا الفرصة الكافية لذلك، ولكن أؤكد أن «حازمون» سينزلون إلى اللجان الانتخابية لمناصرة مرسى ضد رمز النظام البائد كما نزلوا فى الميادين لدعم الشيخ حازم.
∎ مدد الصوفية
من قندهار السلفيين إلى مدد الصوفية حيث تعتبر الطرق الصوفية من أكبر الحركات الإسلامية ذات الكثافة العددية، وتفوق أعداد أعضائها جماعة الإخوان المسلمين وأتباع التيار السلفى، كما جاء على لسان أحد شيوخها أنهم 51 مليونا غير المحبين إلا أنه أيضا لم نجد لهذه الأعداد المليونية تأثيرا فى الصندوق الانتخابى وتملكت الحيرة أبناء الطرق الصوفية حيث أعلنت المشيخة العامة للطرق الصوفية خلال الجولة الأولى من الانتخابات أنها لن تؤيد مرشحا بعينه ولن توجه مريديها، بينما تغير الموقف فى جولة الإعادة حيث سارعت العديد من الطرق الصوفية إلى الإعلان عن دعمها للفريق أحمد شفيق وكأنهم يلصقون بأنفسهم ما أشيع عنهم من تبعيتهم للنظام السابق حيث كان يتم استخدام الكتلة التصويتية للصوفيين فى خدمة الحزب الوطنى «المنحل» فى الانتخابات، والآن قد قرروا مواصلة الطريق فى دعم «ابن الرئيس» بعد زيارته التى تم الكشف على أثرها أنه صوفى النسب.
∎ شفيق «صوفى»!!
الفريق شفيق قال «أنا صوفى، وأعترف بالصوفيين كما أن فكره يتناسب مع البيت الصوفى لذلك سنعطى شفيق أصواتنا.. هكذا قال الشيخ عبدالخالق الشبراوى رئيس جبهة الإصلاح الصوفى وشيخ الطريقة الشبراوية موضحا أن أهل التصوف لديهم معايير محددة لاختيار الرئيس القادم، أهمها أن يكون مؤهلا لهذا المنصب، وأن يكون لديه القدرة على اتخاذ القرار، لذلك جاء قرارنا بدعم الفريق أحمد شفيق فى جولة الإعادة، بالإضافة إلى أننا نرفض أن يهيمن تيار واحد على كل مقاليد السلطة، كما أننا نختلف كثيرا عن الإخوان فى المنهج والعقيدة فنحن منهجنا منهج الرسول، أما الإخوان فمنهجهم يقوم على فكر قادم من الخارج لا يتناسب مع المنهج الدينى حيث الفكر الوهابى، ويتحدث الشبراوى مفاخرا عن الكتلة التصويتية للصوفية والتى قدرها ب51 مليون صوت إلى جانب المحبين، فقاطعته بسؤالى حول جدية هذه الكتلة فى المرحلة الأولى من الانتخابات؟ فقال إن هذه الكتلة لم تكن موجهة نحو مرشح معين لأننا كنا أميل إلى فكرة المجلس الرئاسى ولكن نحن الآن سنتجه جميعا إلى دعم الفريق شفيق، وحول اتهام البعض بأن أصوات الصوفيين كانت تدعم سابقا الحزب الوطنى والآن تدعم أحد أبنائه؟ يرد الشبراوى بأنه غير صحيح قائلا أنه لم تكن هناك حاجة إلى أصواتنا حيث كانت تتم بالتزكية ولكن الآن سندعم من نرى له الكفاءة، ومن هذا المنطلق هناك محاولات لإصلاح العلاقات بين الفريق شفيق وبين بعض المرشحين الذين لم ينجحوا فى الجولة الأولى لجذب كتلهم التصويتية إلى الفريق، إضافة إلى أنه سيتم تنظيم حملة مكثفة لدعم «شفيق» عن طريق إقامة مؤتمرات جماهيرية فى بعض المحافظات وخاصة محافظة الغربية، وفى قنا عاصمة التصوف والأشراف، على حد قوله.. كما ستتم الاستعانة بحملة «شفيق» لتحضير آلاف البوسترات والملصقات وتوزيعها على «خيام الصوفية» أثناء مولد السيدة زينب لتعريف المريدين بمرشحهم والحصول على تأييد المشايخ له.
∎ نخشى المشاركة خوفا على الصوفية أن تفسد كما فسد الإخوان
هناك اجتماع بين الطرق الصوفية للاتفاق بشكل نهائى حول تأييد شفيق، هكذا يقول الشيخ محمد الشهاوى شيخ الطريقة البرهامية الشهاوية ورئيس المجلس الصوفى العالمى موضحا بحديثه.. أنه فى البداية هناك أزمة كبيرة فى اختيار المرشح المناسب وإن كان ما يثار حولهم من شائعات يجعلهم جميعا لا يصلحون فبالنسبة للإخوان نكتشف كل أيام إدانات جديدة موثقة عليهم كما أن لهم تاريخًا طويلاً يكشف خداعهم.. أما عن شفيق فلا أعرف معنى كلمة فلول التى يتهمون بها غيرهم مع انهم ينطبق عليهم نفس المعنى حيث كانوا نوابا بمجلس به النظام السابق والأهم أنهم إن أخذوها فلن يتركوها لأن هذا حلمهم منذ أيام حسن البنا، ويقول الشهاوى نحن نبتعد عن السياسة قدر المستطاع حتى لا تفسد الدعوة وقد شاهدنا الإخوان عندما كانوا جماعة دعوية والآن بعد أن أفسدتهم السياسة ولا نريد للصوفية الدخول فى هذا المعترك، ولكن إذا اقتنعت الأصوات الصوفية بالفعل بمرشح رئاسى فيتم التوجيه نحو هذا المرشح.