كنت أتمنى أن يغامر الأهلى قليلا ويختار مختار مختار بدلا من الاعتماد على حسام البدرى الذى جرب حظه مع الأهلى سابقا، ولم يلق القبول الشعبى بالشكل المطلوب رغم الإنجازات التى حققها مع الأهلى. فالبدرى افتقد كيمياء وكاريزما الحب مع الجماهير ومع اللاعبين، وهى الميزة الأكبر التى كان يتمتع بها مانويل جوزيه طوال فترات تدريبه مع الأهلى.. ورغم كل هفوات جوزيه، ورغم شطحاته غير المبررة، إلا أن الجماهير واللاعبين وحتى إدارة الأهلى كانت تتقبل كل هذه الهفوات عن حب وطيب خاطر بشكل غريب!
ولهذا السبب كان يحقق جوزيه الإنجازات، لأنه كان يشعر من داخله بأنه لا يتعرض لأى ضغوط خارجية، وفى المرة الوحيدة التى تعرض فيها لهذه الضغوط فى الرحيل قبل الأخير، لم يحتمل وغادر سريعا، لكنه لم يحتمل الغربة كثيرا، غربة البعد عن مصر وعاد إليها من جديد!
نفس الشىء مع البدرى، هو لم يحتمل البعد عن الأهلى، ولا عن مصر، وعاد سريعا يبحث عن ضالته بالقرب من الحبيب مع إنبى ينتظر أى لحظة يحدث فيها الهروب الأخير لجوزيه ليعود من جديد.. وفى أثناء ذلك كان لا يخفى حنينه للأهلى، حتى وهو يحقق الإنجازات مع المريخ السودانى وإنبى المصرى، يقولها بصراحة إنه يتمنى العودة للأهلى فى أى موقع وفى أى مكان.
عاد البدرى، وسافر جوزيه.. ولكن هل ستتقبل الجماهير الأهلاوية البدرى هذه المرة؟ المسألة ليست بهذه السهولة، خاصة أن الاختبار الأول الصعب للبدرى مع الأهلى سيكون فى البطولة الأفريقية، التى عليه أن يواجه فيها الزمالك مرتين، فى هذه الأجواء الصعبة الصاخبة!
الزمالك فى كامل قواه البدنية والفنية، وأكمل من الصفقات الضخمة التى تؤهله لحصد أى بطولة بمجموعة مختارة من النجوم فى كل المراكز!
حسام البدرى فى الاختبار الأول والثانى أفريقيا سيكون فى موضع مراقبة من الكل.. وسيكون عليه أن يكسب ود الجمهور أولا، وود لاعبيه ثانيا، حتى يمكن أن يواصل المشوار لأن الإخفاق فى البطولة الأفريقية ووصول المنافس التقليدى الزمالك للدور الثانى على حسابه سيكون هذا الوصول أيضا على حساب البدرى ورفاقه من أول هزيمة!
إذا وقف الحظ مع البدرى، إذا مرت مباراة الزمالك الأولى على الأقل بالفوز للأهلى أو التعادل على أقصى تقدير، فإن البدرى سيواصل المشوار مع الأهلى لنهاية الموسم، وإذا نال الهزيمة فإن الثقة ستهتز كثيرا وسيفقد جمهورا عريضا الذى سيطالب من أول مباراة بالتخلص من البدرى.
هذا الجمهور نفسه كان على استعداد لأن يتحمل مختار مختار فيما لو تم اختياره فى حالة الإخفاق فى هذه البطولة، لأنه لم يجرب حظه من قبل مع الأهلى، ولأنه بينه وبين جمهور الأهلى عمار أكثر من البدرى.
قبول البدرى للتحدى معناه أنه تعلم كثيرا من الدروس السابقة، ومعناه أيضا أنه على استعداد لأن يصلح ما أفسده مع الجمهور ومع اللاعبين وربما يكون فى زيارته الثانية للأهلى كمدرب حظه أفضل حالا من الزيارة الأولى.
ورغم أننا نشك فى وصول حالة الود مع الجمهور لأن هذه الأمور لا يمكن اكتسابها، إنها هبة من الله تحدث من أول لمسة، من أول مباراة، ومن أول فوز.. إلا أننا نتمنى له التوفيق على أى حال!