شكل الفريق القومى المصرى غير مريح.. مبارياته الودية الأخيرة فى دبى لا تبشر بالخير.. والحقيقة أن برادلى المدير الفنى الأمريكى واللاعبين أيضا كلهم معذورون. فالدورى متوقف، والنشاط كله متوقف، ولا توجد أية فرصة لاختبار القدرات للاعبين، ولا أى فرصة لبرادلى للاختيار الصحيح، وكل الذى يفعله الآن هو متابعة فرق الأهلى والزمالك وإنبى المشاركة فى البطولات الأفريقية للاختيار من بين لاعبيهم الأصلح.. ولذلك فمن النادر أن نجد لاعبين من خارج هؤلاء الثلاثة فرق المشاركة فى هذه البطولات فى الفريق القومى.
ولا يمكن أبدا أن ينصلح حال فريق كروى بدون ممارسة حقيقية لكرة القدم، وبدون لعب الكرة بشكل دورى ومنتظم، فى بطولات فيها كل الاختبارات للاعبين من اتزان انفعالى وتنفيذ الخطط وغيرهما من أمور كروية متطورة.. ولذلك تبدو فرص مصر ضعيفة للوصول إلى أى نهائيات لبطولات عالمية فى القريب العاجل ما لم تحدث المعجزة ويعود النشاط بشكل منتظم.
والحقيقة أن عودة النشاط فيه أكثر من فائدة للكل، ولكن تبدو الظروف المحيطة بمصر هذه الأيام فى غاية الصعوبة، ويبدو فى الأفق أيضا أن السيطرة على أى جمهور الآن مسألة شبه مستحيلة، فالكل رافض لأى شىء، والكل لا يرضى بأن يرضخ لأى سلطة، حتى ولو كانت سلطة حكم فى ساحة ملعب.. وهو أمر غريب جدا على شعب ثار من أجل الحرية، والكرامة والعدالة، فلا الحرية تعنى الانفلات بهذا الشكل الجنونى، ولا الكرامة تعنى أن ندوس على كرامة القانون واحترام الآخرين، ولا العدالة أيضا تعنى أن نرفض الانصياع لأى قرارات حتى لو بدت لنا أحيانا غير عادلة!
وفى هذه الأحوال الصعبة، من المستحيل عمليا أن يتخذ أى مسئول قرارا بعودة النشاط، فلا أحد فى مصر الآن قادر على أن يتحمل تبعات أى كارثة أخرى، رغم أن الكوارث تأتى فى غالب الأحوال من أماكن غير منظورة وغير متوقعة!
ليس أمام برادلى إذن إلا الثلاثى المشارك فى بطولة أفريقيا للاختيار، وليس أمامه إلا المجموعة الحالية التى يشارك بها فى المباريات والمعسكرات التجريبية.. وليس علينا إلا الدعاء له بالتوفيق لأن ماعدا ذلك يفوق إمكانيات أى مدرب مهما كانت قدراته التدريبية!
وليس أمامنا إلا أن نتحمل أيضا هفوات لاعبينا وكثرة إصابات بعضهم فى الوقت الحالى لأنهم أيضا معذورون يفكرون فى أشياء كثيرة، ويجرون وراء البحث عن حقوقهم التى ربما لن ينالوها فى القريب العاجل نظرا لضيق ذات الأندية التى تعانى الأمرين فى الوقت الحاضر!!