في تهنئته للبابا شنودة والأقباط بمناسبة العيد، دعا د.علي جمعة، مفتي الجمهورية، إلي أن تكون الأعياد فرصة جديدة لنشر الحب والسلام علي الأرض وتأكيدًا لصلات الترابط والأخوة بين جميع أبناء الوطن الواحد، وقال المفتي إن ما تشهده البلاد حاليا من حالة فريدة من الانصهار والتآخي والتلاحم والتآزر بين مواطنيها علي أثر الحادث الإرهابي المذموم والأليم يعد بحق النموذج الذي يجب أن يحتذي به في العالم من حيث التعايش الطيب وحسن الجوار والتعاون المشترك وحب الوطن والوحدة الكاملة في الآمال والأهداف والمصير. ودعا المفتي في كلمته المسلمين والمسيحيين علي حد سواء إلي تحويل كل هذه المشاعر الجياشة والفياضة والدافئة الطيبة إلي توحيد للجهود والرؤي لما اسماه ب«التعمير لا التدمير» مطالبا المصريين جميعا بالقيام بوقفة شعبية مجتمعية ضد جميع أشكال التعصب والتطرف والإرهاب. وأوضح أننا كمصريين حرصنا علي استكمال مسيرة التنمية والعطاء والحياة الكريمة معا جيلا وراء جيل وأنه ينبغي علينا كشركاء في هذه الحياة أن نتكاتف ونتعاون بكل ما أوتينا من قوة لتحقيق النهضة التنموية والحضارية لوطننا. في استجابة لدعوة شيخ الأزهر أعلن هشام جعفر، رئيس مجلس أمناء جمعية «مدي» للتنمية الإعلامية أنه سيتم اليوم إطلاق أول موقع علي الإنترنت يهتم بتعزيز «الحياة المشتركة» بين عنصري الأمة المصرية، وذلك تزامنا مع احتفال الأقباط بعيد الميلاد. وأوضح أن الموقع الذي سيحمل شعار «مصريون معاً» يهدف لتقديم أرضية مناسبة وملتقيات مشتركة لصناعة حالة من التوافق علي قضايا الوطن، والتصدي لما يهدد وحدته. الموقع سيديره فريق مهني مسيحي إسلامي مشترك، ويهدف إلي تحويل حالة التعاطف التي كشف عنها حادث «رأس السنة» بوضوح في ردود أفعال غالبية المصريين إلي حالة معرفية، تؤسس لفكرة الشراكة في الوطن، في ظل الدولة المدنية. تقيم هيئة قصور الثقافة أسبوعاً ثقافياً بعنوان «الوحدة الوطنية» بالقاهرة الكبري وشمال الصعيد يتضمن مجموعة من الأنشطة منها محاضرات وندوات وورش فنية وعروض سينمائية، لتجسيد روح التعاون والوحدة الوطنية بين المصريين وللتأكيد علي أننا شعب واحد تحت مظلة الهلال مع الصليب في إطار الجهود التي تقوم بها الهيئة لمعالجة المشكلات الوطنية التي تستهدف مصر في المرحلة الراهنة.