كل عام والقبط المسيحيون المصريون بخير وسعادة وهناء، وكل عام والمصريون والقبط المسلمون بخير وسعادة وهناء. هذا اليوم الذي استقر في وجدان القبط المصرين بأنه يوم ميلاد "سيدنا عيسي عليه أفضل السلام"، ورغم اختلاف طوائف المسيحية علي موعد ميلاد "المسيح عيسي" إبن مريم عليه السلام، إلا أننا كمصريين قبط مسيحيين، انحزنا إلي يوم (7يناير) هو "عيد الميلاد المجيد". وما علينا، في اختيار اليوم، فنحن نحتفل مع طائفة "الكاثوليك" وهم حبايبنا جداً بيوم (24ديسمبر) "بالناتالي" كما يسمونه الإيطاليون، و"الكريسماس" كما يسمونه بقية المسيحيين الناطقين باللغة الإنجليزية. ولعل أعياد الميلاد والتي تبدأ من ليلة (24ديسمبر) وتستمر حتي يوم (7يناير) وهي المناسبة المصرية الأصيلة وكذلك عيد (البيفانا ) لدي الكاثوليك والأوربيين أيضاً في نفس اليوم (7يناير)، هي أعياد تجمعنا كبشر كلنا، حيث الديانات كلها تدعو إلي الحب والتسامح والحياة الهادئة، التي تسمح للجميع بأن يعيشوا في سلام دائم ومحبة دائمة. هكذا جاء "المسيح عيسي ابن مريم عليه السلام" برسالته إلي شعوب الأرض. ولعل المصريين الأقباط المسيحيين وهم يحتفلون اليوم (بعيد الميلاد المجيد) ويشاركهم أقرانهم قبط مصر المسلمون، حيث اليوم إجازة رسمية للجميع، فهو مثل عيد الفطر وعيد الأضحي لدي قبط مصر المسلمين، نعيش تلك الأعياد جميعنا في بلادنا في مصر وندعو الله جميعاً، أن يعيد علينا مثل هذا اليوم بالخير والبركة والوحدة، وعدم السماح للفتنة فيما بيننا، وأن يعين أولي الأمر من حكامنا ورئيسنا وأن ينير لهم الطريق، لإيجاد سبل تجمعنا، وتعبد الطرق أمامنا سهلة مريحة، وأن يستطيع نواب هذه الأمة في البرلمان أن يشَّرعوا لنا قانونا وقوانين تمنع الإيذاء عن عنصري الأمة. وأول تلك القوانين هو قانون موحد لدور العبادة في المحروسة ، حتي نقضي علي سرطان اجتماعي يعيش بيننا ويتلاعب أيضاً بأعصابنا، وهذا دعاء العام!! ولعل أحداث ليلة بداية العام الجديد ، وضياع مسلمين ومسيحيين في ضربة سوداء لقلب الوطن أكبر دليل علي أن المصريين جميعاً مستهدفون إما بإثارة الفتنة والشقاق بينهم أو بقتلهم جميعاً في مناسبات عامة، فلنحترس ولنحذر ونتكاتف ونقترب من بعضنا البعض أكثر.