كانت حرب النجوم من عوامل انهيار الاتحاد السوفيتي، حيث إن السوفيت لم يكن في مقدرتهم الاقتصادية مجاراة الولاياتالمتحدة في الإنفاق علي هذا النطاق، أما اليوم فحتي الولاياتالمتحدة تهاب من كلمة جديدة في قاموس الحروب غير المعلنة وهي «سيبر وور» أي الحروب عبر الإنترنت والهجوم الإلكتروني علي منشآت تخزين المعلومات، وكان آخرها فضيحة «ويكيليكس». دعوني أولا أراجع ستة أحداث مهمة لما يظن أنه هجوم إلكتروني عبر الإنترنت شن علي بعض المؤسسات في دول ما من دول أخري معادية أو منافسة لها. الهجوم الأول معروف باسم «بزنتين كاندور» ويعتقد أن الصين الشعبية شنته علي الولاياتالمتحدة في عام 2002م مستهدفة فيه الجيش والحكومة الأمريكية، وتم خلال هذا الهجوم سرقة كمية كبيرة من المعلومات الحساسة. تلي ذلك ثلاث هجمات يعتقد أيضا أنها كانت من الصين ضد الولاياتالمتحدة في عام 2009م، وإن كان الهدف هذه المرة النشطاء السياسيين الصينيين في أمريكا، وكذلك بعض الشركات في الولاياتالمتحدة، كذلك كانت الهند وهي المنافس الأكبر للصين، بالإضافة لليابان وكان ذلك بين عامي 2007 و2009 . كان الهدف الأساسي سفارات أمريكا في الهند ومكاتب حكومة «التبت» و«الدلاي لاما».. وأخيرًا هناك هجمات مماثلة بين 2009 و2010 سرقت خلالها وثائق مهمة من الحكومة الهندية وكذلك مكاتب الأممالمتحدة فيما يخص «التبت». أما الاتحاد الروسي فهو متهم سرًا بالهجوم الإلكتروني علي كل من «جورجيا» و«أستوينا» الأولي في القوقاز والثانية في منطقة بحر البلطيق.. شمل هذا الهجوم الوزارات المختلفة في «جورجيا» والبنوك والصحف في «استونيا».. كان الهجوم علي «جورجيا» في حدود عام 2008، بينما كان الهجوم علي «استوينا» في عام 2007م. أما بالنسبة للشرق الأوسط.. فقد كان هناك أكبر هجوم إلكتروني في التاريخ من دولة علي دولة، ومن المؤكد إلي درجة اليقين أن هذا الهجوم حدث بالفعل وكان هجومًا إسرائيليا علي مواقع إيرانية، ومنها حوالي مائة ألف حاسب إلكتروني، بالإضافة إلي مركز التخصيب للوقود النووي في «ناتاز» وقد اعترفت الحكومة الإيرانية رسميا بوقوع هذا الهجوم. الفيروس الإلكتروني الذي استخدم في هذا الهجوم معروف باسم «ستوكسنت» «stuxnet» ويعتقد أن هذه الدودة الفيروسية معقدة إلي درجة كبيرة لا يستطيع تصميمها إلا دولة. .. ونكمل غدًا