يتعرض الشارع المصري لموجات متتالية وخبيثة من الشائعات منذ وقوع العمل الإرهابي القذر الذي استهدف كنيسة القديسين بالإسكندرية.. وهذه الشائعات الخبيثة لا ترحم حزن وغضب كل المصريين، مسلمين ومسيحيين، بسبب هذا العمل الإرهابي البشع، بل علي العكس تستغل هذا الغضب وهذا الحزن الذي عادة يغيب العقل ويفتح الباب علي مصراعيه للهواجس ويزيد الشكوك بدلا من أن ينزعها في الصدور. إن هذه الموجات الخبيثة المتتالية من الشائعات التي يتعرض لها المصريون الآن أخطر من العمل الإرهابي الذي وقع بالفعل.. لقد أوقع هذا العمل الإرهابي أكثر من مائة ضحية ما بين شهيد وجريح.. لكن هذه الشائعات الخبية يمكن - لا قدر الله - أن توقع ضحايا أكبر وأكثر عددا.. فضلا عن أنها يمكن أيضا - لا قدر الله - أن تصيب وحدتنا الوطنية وتثير الشقاق بيننا وتحرمنا من الوقوف صفًا واحدًا في مواجهة الإرهاب الذي عاد وأطل بوجهه القبيح مجددًا علينا. ومنذ اللحظة الأولي لوقوع هذه الجريمة الإرهابية البشعة التي آلمتنا جميعا، وأنا أحاول أن أنبه وأحذر من تداعياتها، وأقول إننا نحتاج لأقصي قدر من اليقظة والانتباه.. أعداؤنا عديدون، ومن يتربصون بنا ونحن نعرفهم جيدا لا يريدون لنا خيرا ويبغون فقط لنا الشر.. وحتي الذين لا صلة لهم منهم بشكل مباشر بهذه الجريمة الإرهابية سوف يستثمرونها، وسوف يحاولون استغلال مشاعر الحزن والغضب الذي يولد انفعالا زائدا واندفاعا متهورا.. ومن البديهي أن هؤلاء سوف يستخدمون الشائعات في هذا الصدد.. لذلك يجب علينا أن نمنح أنفسنا فرصة كي نعقل ما يقال وما يتردد هنا وهناك.. لا يجب أن نمنح آذاننا كل من هب ودب.. ولا يجب أن نصدق كل ما يقال وما يتردد. ولنتذكر أنه حتي الآن لم تنته جهات التحقيق ومعهم رجال الأمن من التحريات والتحقيقات والبحث عن المجرمين الذين نفذوه والذين خططوا ودبروا هذه الجريمة البشعة.. ملابسات الجريمة سوف نكتشفها بعد انتهاء التحقيقات والتحريات وعمليات جمع المعلومات الجارية الآن.. وكل ما يقال وما يتردد وما ينشر هو كلام سابق لأوانه. ولنتذكر أيضا أن أكثر من جهة سيادية مكلفة من الرئيس مبارك شخصيا بالمشاركة في كشف هؤلاء الجناة المجرمين سواء الذين خططوا أو الذين نفذوا هذه الجريمة الإرهابية.. وإن هناك تصميما وعزما علي الانتقام والثأر منهم.. ولقد قال الرئيس مبارك بوضوح لا لبس فيه بعد ساعات من وقوع هذه الجريمة الإرهابية إن دم الضحايا لن يضيع هدرًا، وإنه سوف يتم قطع رأس الأفعي وعقاب المجرمين. لا تتركوا الغضب يجعلنا فريسة سهلة للإرهاب، ولمن يتمنون الشر لمصرنا وبلادنا.. ولا تجعلوا هذا الغضب يعمينا عن حقيقة مهمة وهي أن الدولة لديها تصميم وإصرار علي هزيمة هذا الإرهاب الجديد الذي عاودنا.. وأن الرئيس مبارك يري أن مسئوليته الأولي هي حماية أمن البلاد الوطني. إن الإرهاب يستهدفنا جميعًا.. يستهدف وحدتنا.. ويسعي إلي تمزيقها والقضاء عليها، ونشر الفوضي في بلادنا.. ويريد بث الخوف في قلوبنا جميعا.. ولذلك فإن انسياقنا وراء الشائعات يمنحه الفرصة لتحقيق أهدافه الدينية. اليقظة.. اليقظة.. اليقظة