يفرض التحدي نفسه علي سفارات وبعثات مصر الدبلوماسية بالخارج في التعامل مع تداعيات الهجوم الإرهابي الذي استهدف كنيسة القديسين بالإسكندرية سواء في توضيح حقيقة الصورة المصرية والحفاظ علي عدم تأثر حركة السياحة الوافدة لمصر وكذلك أيضا فيما يخص التحرك الجماعي داخل المنظمات الدولية والإقليمية.. وفي هذا الإطار. كشفت مصادر بلوماسية عربية ل«روزاليوسف» عن تضمين إدانة عربية واضحة لحادث كنيسة القديسين بالإسكندرية الإرهابي في البيان الختامي للقمة الاقتصادية العربية التي تنطلق أعمالها في التاسع عشر من يناير الجاري، وأشارت المصادر إلي أن هذه المسألة سيتم حسمها في اجتماع المندوبين الدائمين بالجامعة العربية التحضيري للقمة والمقرر انعقاده في 16 من الشهر الجاري.. ومن جانبه اعتبر الدكتور رشيد الحمد سفير الكويت لدي مصر الذي تسلم بلاده رئاسة القمة لمصر في قمة شرم الشيخ.. أن إدانة القمة لحادثة الإسكندرية هي نقطة جديرة بطرحها لتعكس التضامن العربي مع مصر في مواجهة هذا الحادث الإرهابي الآثم الذي يرمي إلي تفريق أبناء الشعب المصري واستهدف وحدتهم مشددا في تصريح خاص ل«روزاليوسف» علي أن هذا الحادث لابد أن يقابل برد فعل عربي قوي لأنه استهدف إشعال الطائفية في مصر الشقيقة العربية الكبري. ويأتي هذا فيما أجمع عدد من رواد الدبلوماسية المصرية علي أن العمل الدبلوماسي ليس بمعزل عما يدور في الداخل المصري.. وروي عدد منهم تجربته في الحرب التي خاضتها مصر مع الإرهاب في فترة التسعينيات.. وأوضح السفير عبدالرءوف الريدي سفير مصر الأسبق لدي واشنطن.. أن أي حدث إرهابي يفرض تحدياً علي السفارات وأعضائها الدبلوماسيين وقال عندما كنت في واشنطن سفيرا لمصر.. كنت اتعامل علي ثلاثة مستويات في مثل هذه الأحوال أولها الالتقاء بالجالية مسلمين ومسيحيين وكنت أذهب للكنيسة القبطية في فرجينيا وأقوم بشرح حقيقة الوضع وعدم تركهم فريسة للتقارير الإعلامية أما المستوي الثاني فهو الإدارة الأمريكية وأعضاء الكونجرس.. نتواصل معهم ونشرح الصورة ونبحث في كيفية التعاون أما المستوي الثالث وهو شديد الأهمية.. فيتمثل في تكثيف التواصل مع الإعلام ومراكز الأبحاث أو بيوت التفكير لتوضيح الحقائق الغائبة عنهم فيما يخص مصر وشعبها وتاريخ هذه الدولة وهذا الشعب العظيم وهي حقائق تفرض نفسها أيضا اليوم ونحن أمام حادث إرهابي استهدف استدراج البلد ووحدته الوطنية إلي نفق مظلم وأضاف أن الحادث كما سبب ألماً مصرياً كبيراً فهو أيضا أحدث انزعاجاً عربياً واضحاً لأن العرب يدركون أن أمن مصر هو العمود الفقري لأمنهم. في حين قال السفير محمد شاكر سفير مصر الأسبق لدي المملكة المتحدة: إن السفارات المصرية تواجه الآن تحدياً كبيراً جداً ومطالبة بسرعة حركة تواكب سرعة عالم اليوم لكي تشرح حقيقة الوضع في مصر وأن هذا حادث إرهابي وأن الدولة المصرية لا تتهاون في هذه الأمور وقال عندما كنت في لندن سفيرا لمصر في الفترة من 1988 إلي 1997 كانت مصر تواجه موجة شرسة من الإرهاب وانتصرت عليه وكنا نتعامل معها من مواقعنا ونذهب دائما للبرامج التليفزيونية الصباحية باعتبارها الأكثر مشاهدة هناك ونشرح الحقائق وكثفنا نشاط وندوات المركز الثقافي المصري. أما السفير سيد شلبي سفير مصر السابق لدي النرويج فقال: حادث الإسكندرية ذكرني بما واجهته في التسعينيات عندما كنا نعمل بكل طاقتنا لمنع حدوث تأثير علي السياحة المصرية المقبلة من النرويج والدول الإسكندنافية عامة وأضاف أن هذا أيضا ما تواجهه الخارجية المصرية اليوم وسفارتها بالخارج بالحفاظ علي معدلات السياحة المتنامية لمصر وتوضيح أن هذا الحادث إرهابي وليس ذا صلة بالنسيج الاجتماعي المصري واستطرد قائلا: أذكر أننا عملنا لشهور طويلة بعد حادثة الأقصر وحضر إلينا وزير السياحة المصري آنذاك، وقمنا بعقد مؤتمر ضم جميع سفراء مصر في الدول الإسكندنافية ونجحنا في بث رسالة تطمين للسائحين ونجحنا في عقد اتفاقات مع كبري شركات السياحة هناك، بالإضافة إلي إطلاق خطوط طيران مباشرة من بينها الخط الرابط بين النرويج والغردقة.